قاهرتي حبيبتي ماذا يبغون منك؟!
قاهرتي حبيبتي من يكشف الضُرَّ عنك؟!
قاهرتي يا ضياء عيني كيف أهملوا هكذا حقك؟!
قاهرتي أنا في شوق لمعرفة تنبؤات الشعراء عنك فأنت من وصفك إبراهيم وشوقي وأنت من كان مجدها يتحدث عن نفسه يا مدينة الألف مئذنة يا قلعة صلاح الدين ومنارة الأزهر. فأنت منارة مجد وقبر للعدو الذي لا يقهر. وأنت من قال فيها الشاعر أنك تحدثت وقلت:
وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبني قواعد المجد وحدي
وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي
هبي يا قاهرة وقولي للعالم كله هبي واصرخي وأخرجي كبتك وأفيقي من صمتك وصيحي في ربوع العالم بأعلى صوت وقولي:
أنا إن قدر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي
وقولي أيضا:
ما رماني رام وراح سليما من قديم عناية الله جندي
وافخري واشمخي وقولي:
كم بغت دولة علي وجارت ثم زالت وتلك عقب التعدي
ولقد قال فيك يا مصر رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا فتح الله عليكم من بعدي مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فهم خير أجناد الأرض وهم في رباط إلى يوم الدين) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نعم فأنت المجد ولك الفداء ولكن قلبي يبكي يا قاهرتي وأريد أن أمسح الدمع عنك ولكن يا ترى؟ هذا مستحيل!!! أم أنه متاح؟!!!!!
أشعر بدموع النيل تنزف دما على فلسطين والعراق، وأرى الآن ماء النيل بدلا من شهده، بحر دماء، وقد امتد إلى دارفور البكاء فما رأيك يا قاهرة؟! في أن أصبح قلبي نيل بكاء.
قاهرتي أنا أخاطبك لأنني لم أجد عقلا عربيا ما زال على قيد الحياة. فكلهم يبحث عن المنصب والجاه والسلطان والمصالح وأرى شبابك يا قاهرة أول من ظهرت عليهم علامات الساعة (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى)، فهم عابثون غير مستوعبين لمدى التدهور والغزو الثقافي الذي أصبحنا فيه، بل إن من يفكر لحظة في مجد بلاده في عرفهم من المتخلفين!!!!
ترى أهذه هي البلاد التي أنجبت النديم وسعد زغلول وعرابي ومصطفي كامل، أهذه هي القاهرة التي برغم حريقها صمدت حتى بعد العدوان الثلاثي وعام (67) آسفة يا قاهرة، أنا لا أقصدك، فوالله أنك أنت مازلت أنت ولكننا نحن المشكلة؟!! أقصد هذه الأجيال؟!!
نعم فالشباب أصبح غريبا عنا أصبح ثقافة فيديو كليب؟!!
يرسخون التخلف عن العالم، بأخذ سلبيات ذلك العالم، ويقولون أن العيب في البلد نفسها، لا والله نحن قادرين على أن نصنع الغد الأفضل ولكن إذا أردنا!!!
فما رأيكم يا شبابي العزيز أننتظر أحدث ألبومات أليسا وعمرو ومصطفي أم نعيد النظر في قواعد المجد ونتفكر في خلق الله ونؤمن بقول الشاعر:
يا شباب الغد وأبناء الفدا لكم أكرم وأعزز بالفداء
هل يمد الله لي العيش عسى أن أراكم في الفريق السعداء
وقوله أيضا:
فاطلبوا المجد على الأرض فإن هي ضاقت فاطلبوه في السماء
وقول الشاعر:
هل رأيتم أمة في جهلها ظهرت في المجد حسناء الرداء
أحباء القلب مصر لكم وأنتم لها وبها وأنتم فخرها فلا تكونوا سببا لزوال مجدها بهذه الغيبوبة الأخطر من الغيبوبة الكبدية إنما مصر إليكم وبكم وحقوق البر أولى بالقضاء.
أفيقوا يا شباب مصر القاهرة فالخطر قادم أفيقوا وأنقذوا مصر واصنعوا المصل الواقي لقاهرتنا الحبيبة ضد الطغيان!!
فما رأيكم في مشكلة دارفور أليست تخطيطا لسقوط القاهرة وإن شاء الله لم ولن يكون إذا أفقتم من غفلتكم ولم تقدموا مصر قلب الشرق على طبق من ذهب للغرب واعتذروا لها بالعامية وقولوا لها يا مصر العفو والسماح وإنكار الذات (ومن القلب للقلب قولوا ما تخافيش حقك عليا وامسكي تاني في إيديا - هاشفي جرحك مش ها سيبك مهما طال عمر القضية - )
واطلبوا من المسلمين الوحدة والتماسك ومن الأقباط الالتحام مع المسلمين والدعاء المشترك وقولوا للبلد( جنب مريم قومي صلي وادعي على اللي خان وعلى اللي قدمك ليهم هدية واندهي على إبراهيم يمسح الجرح الأليم مطرح القبلة القديم والأبابيل لسة جاية والأبابيل لسة جاية)
فما رأيكم يا شبابي الأعزاء. أهذا أفضل أم الأفضل أن نفنى وتفنى بعدنا أوطاننا؟!!
أحبائي لن يكون أبدا سقوط القاهرة في دارفور اطمئني يا قاهرتي سيحفظك الله بيقظة شبابك وإحباط مخططات الغرب الدنيئة فدار فور هي قلب القاهرة فإن نزفت احتضر الجسد هنا لأننا عمقهم وهم أعماقنا – فدارفور ليست العراق ولا فلسطين دارفور هي القاهرة شيء واحد يا أحبائي.
وهذا واضح في مشكلات جنوب السودان التي ألقت بظلالها على العقل المصري المتدبر وانتهت بحكمة الحوار رغم أنف الجميع، ولكن الوضع مختلف فدار فور طعم وصيد سمين لأن المقصود بها قاهرة المعز فالغرب يعرف تماما أن سقوط دارفور هو سقوط لآخر لبنة في بناء العروبة بل وقلبها النابض القاهرة الساحرة الماجدة فلابد علينا من توقع البلاء قبل حلوله.
ولابد أن نعرف تماما أن الذين فضلوا الصمت عند اغتيال بغداد عليهم أن يواجهوا اليوم مرارة صمت الآخرين وهم يؤكلون واحد بعد الآخر ففي كابول مثلا كانت محطة وبغداد محطة ودارفور محطة لن يتوقف عندها قطار القتل والاستعمار، ومافيا أمريكا لديها العديد من الملفات التي تجعل العديد من الأنظمة العربية تلتزم الصمت، وربما ترسل جنودا تساعد الجيش الأمريكي في عملية احتلال دارفور ومنها إلى القاهرة ولديها من الإغراءات ما يسيل له لعاب العرب.
وإذا أثر هذا على الحكام فلن يؤثر أبدا على ثورة الشعوب والشباب النابغ المتطور الواعي المدرك لحجم الخطر الشباب بعد إفاقته إن أراد ولابد أن يريد لأنه هو الذي قاد جدوده ثورات ضد الاستعمار الفرنسي والإسرائيلي والإنجليزي ولكن المحتلين ليس لديهم من الترغيب والترهيب ما يجعل الشعوب تبيع نفسها ومجدها ولكن للأسف تباع بطريق غير مباشر من قبل آخرين.
فالخيانة سلوك أفراد ولكنها دائما وأبدا لن تكون نهج شعوب أو مجتمعات، فأفيقوا يا شباب مصر ولا أجد أعظم من قول الله تعالي: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً ) (آل عمران: 103)ليكون مسك الختام.
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) صدق رسول الله صلى الله.
وهنا أقول وأسفاه يا قاهرتي بحبك يا قاهرة المعز على ما نحن فيه ولكنني حلمت بأن نهارك آت لينير الأمة العربية ويرى قمر المستحيل ولن أمل من الأحلام وسلام عليك يا قاهرة المعز.
ويتبع >>>>>>: آه يا معز على قاهرة المعز (2)