يااااااااااااااالله:
ولا شيء سواه هذا أنيني، أنا روح الشهيد صاعدة إليك، منذ فجر بعيد أناجيك يا ربي جوالة بين الصخرة والأقصى، أنا روح الشهيد الميت الحي ولم يستشهد بعد.
نعم أناجي، فكل فلسطيني شهيد بيد عروبته وهو حي يرزق، أناجيك يا ربي بأن تأخذ بيد العرب، وتضيف إلي الشهداء في جنات النعيم مزيدا من رفعة المكانة!!!
نعم فكل عربي مسئول عن فلسطين وإهماله لها ليس عدلا فماذا فعل العرب اجتماعات تلو اجتماعات. لا مواقف ولا قرارات، ويسعدني كثيرا أن أكتب تلك الكلمات في اقتراب الذكري الرابعة لانتفاضة الأقصى فأتخيل وأنا في مصر أنني في فلسطين وأن الأقصى محاط ببلايين الطيور البيضاء،.......... أرواح الشهداء؟!!!
نعم هكذا أتخيلها، كل روح تروي ما أصابها وتحمد الله علي شرف الشهادة، نعم أوشكت أن أذوب فعلا في خيالي وأنا الآن عند الأقصى بملكاته!!!! وروحي تعانق أرواح الشهداء وتسألهم وتقول يا مجد وطني وأرواحه الطاهرة لماذا تركتم ترابه ثم أقول لنفسي يا له من سؤال ساذج؟!!! فتقول لي نفسي لا فأنا اليوم رقيقة مثل نسمة هواء بريئة براءة الأطفال أطير بأجنحة من نور بيضاء أعانق أرواح الشهداء وأسألهم من فرط حزني ببراءة الحلم!!!!
فوجدت ردودهم كالتالي وأي تالٍ تتخيلون: فروح تقول أسمعوا صوتي للعالم كله دون استثناء فأنا من ضحىً بغير رجاء!!!!
أنا شاب كنت في مقتبل عمري قتلني وطني الكبير بإهماله لي ولبلدي فغدوت أشعر أنني إنسان بلا جذور؟ إنسان بلا وطن إنسان بلا سند وداخلي ثورة شبابي وكرامتي ولكن لم أجد للمسلم نصير من إخوته كما أمر الله بل وجدتهم في قمة التباعد؟!!
ولكن تحركت داخلي الرغبة لحظة في إنقاذ نفسي ببريق من أمل فقررت أن أتحدي العدوان وأرفض الظلم والهوان فكنا ننظم بطولات نادرة لنقول لن يغسل شرف فلسطين إلا ابن فلسطين، وكنت أنا فحفظوني كمجاهد جنود الاحتلال وفي لحظة قررت أن اتحدي الاكتئاب وأدخل البهجة علي أهلي بالزواج من زينة بنات فلسطين، وكان العرس عرسا هائلا رغم أنف الاحتلال وتراقصنا جميعا بفرحة مخلوطة بالحزن علي الأوطان واغرورقت عيوننا جميعا بالدموع حزنا وفرحا في نفس الوقت وفي قمة الإحساس والفرحة كان يعز علي المعتدي أن تختلط الأحزان بشعاع من أمل وفرحة فإذا به ينسف عرسي بعد أن تعاهدت أنا وحبيبتي أن يكون من أول محرري فلسطين أولادنا وأصبحت روحه تطوف العالم العربي وتقول احسبوا عمر الكرامة تكون النتيجة عمر الانتفاضة واسألوا عن الظلم فتجيبكم أشلائي وقلبي وهيأتي أنتم لها عارفون فلماذا كانوا لي هادمون والشيخ ياسين يسأل أنا القعيد يا عرب ألم يحرك دمي وأشلائي مشاعركم ألم يفجروا جسدي ولم يرحموا ضعفي فلماذا لجسد القعيد يفجرون وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الروح الثانية: فتاة فلسطين الحبيبة، تروي روحها سبب استشهادها وتقول أنا كنت طالبة بالجامعة طاهرة بعفتي وجمالي في نفس الوقت وعلي وشك الزواج من شاب أحببته ولكن أثناء عودتي للمنزل لم أجده وجدته حطاما وتحت أنقاضه أبي وأمي وأخ لي عمره شهرين ماتوا جميعا ولكن بقي صوت أخي الرضيع يتحدى الاحتلال ويبرهن علي قدرة الله بصرخات تشيب لها الرأس وتحرك قلب الحجر وقلت هذا أخي وتوالت صرخاتي فكلهم شهداء جثث هامدة وانهارت قواي وبقيت بلا جذور وتمكن الناس من إنقاذ أخي وحملته وكنت له أما وأبا في ذات الوقت وكبر صغيري أخي وابني وأبي وأمي وأصبحنا شيء واحد إلي أن تعب أخي وأصيب بمرض عضال وكان لا بد من نزولي إلي الشارع لشراء الدواء الذي سينظم أنفاسه ويعيده إلي الحياة ولم أكن أعلم أن هذا وقت حظر التجول من قبل الاحتلال وأمسك بي أحد الجنود وحاول أن يغتصبني فأقسمت له.... لا!!!
شرفي هو شرف فلسطين ولن تناله أبدا وقتلته لأبقي قمة للشرف والعفة الفلسطينية ولكن لم تكتمل فرحتي فلقد استشهدت برصاص جندي آخر من جنود الاحتلال انتقاما لزميله ولكني الآن في جنة الخلد مع الأنبياء والصديقين. ولكن آه يا أخي لابد أن تكون سيفا مسنونا علي رقبة العدو وتكون بريق أمل في الأمة العربية اليائسة.
روح هامت بين الصخرة والأقصى، لتسأل أيصل صوتي إلي أخي أتكون يا أخي لديك استشعار للعالم الآخر وتستجيب لندائي أتكون غير كل الشباب أتكون لائقا بمكانة أهلك فتغسل شرف فلسطين وتطهر أرضها من دنس الاحتلال ثم روحي إلى العرب زاحفة للسؤال هل لكم بنات مثلي؟!!! هل وقف الاحتلال عند بغداد بعد فلسطين سؤال محوري لابد من الإجابة عنه وخلق زواياه ولن أوضح كيف؟!!!
فعند الأقصى تتعانق الشهداء من كل الجنسيات تماما كقوات التحالف في العلم البشري ولكن مع الفرق هذه تتعاون علي إبادة البشرية وهذه بشرف ذهبت وترعرعت في سماء الوطن وانتشرت واستشهدت فداء له بشرف وعزة بعد عذاب طويل ولكن أتدرون لماذا تتحالف الأرواح وتطوف بين الصخرة والأقصى؟!!! حزنا علي العرب والإسلام!!!!! فتاريخ الغرب في احتلال العالم العربي معروف منذ القدم تشعل نيرانه الخيانة نعم فكما كان هناك شهداء شرفاء كان هناك الخائنين!!!
نعم هناك من يبيع وطنه نظير المال مثلا؟؟؟ ويتسبب في اغتيال أخيه المسلم كمقايضة لسلامة نفسه من الاحتلال، ولكن إليكم الانتكاسة أو الحسرة العظمي لا أردي ربما؟!!!
هذه المفاجأة هي "أرواح القلوب" نعم فأنا قلبي شهيد ومثله الملايين فالشهيد الذي مات بالفعل هو في رحاب الله وما أجملها من رحاب وجنات ولكن ماذا عن روح القلب الشهيد الحي؟!!! فكل قلب يحاول أن يغوص في بحار الجهاد والشهداء ليعرف ويفهم فقط لماذا هم شهداء؟!!! يكون شهيدا وهو حي إذ تتبدل بحار الحروب والمعاناة وكبت الجهاد المدني في بلداننا العربية إلي اختناق ويأس وآلاف علامات التعجب لماذا نحن هكذا لماذا لا نلتئم؟؟!!
ومن كثرة السؤال كلما حاولت القلوب الاقتراب من التماسك وبث الألفة بينها ظهرت الانقسامات وظهر قبيل وهبيل بالصورة العصرية العربية المؤصلة؟!!!
ثعابين الانتفاضة
أتعرفون مثلا أنه لابد أن تسألوا إذا كان شابا مطلوبا من قبل الاحتلال وله شاب آخر يسانده وصديق حميم له وأمنه علي حياته وعرف كل تحركاته وخانه بالرغم من أنه يقاوم من أجله ويغامر بحياته من أجل عروبته يخونه هذا الصديق ويعيش سالما تماما من قبل الاحتلال ويكون السبب في قتل صديقه الذي يجاهد في سبيل الله والوطن ولكنه ضحية الخيانة حاول قلبه أن يلتئم ويحتمي بصديق ولا أقصد أبدا (أن يتصل بصديق) فيكون جزاءه أن يبيعه هذا الصديق فلا تحزنوا ولا تحزني يا أمتي فهذا ليس فقط في فلسطين أو بغداد وإنما هو نموذج متوقع من أنفس رعناء مريضة في أي مكان في الوطن العربي وهذا ما أوضحته روح أحد الشهداء بين الصخرة والأقصى إذ تقول الروح الطاهرة.
يا عروبتي.... كنت سبب نكستي وهواني يا عروبتي.... الاحتلال خيانة للكرامة، ولكن ماذا عن خيانة الدم يا عروبتي....... لماذا أذبح بسكينك بإهمال من في الخارج العربي وخيانة من في داخله؟؟!!!!
يا عروبتي دفعت عمري ثمنا لك فهل تأمني بوائق الخيانة؟؟؟
فسألت العروبة كلفظ فقط روح الشهيد لماذا تلومني أنا أبكي دما وأتمزق عيناي بحر دماء والعرب لديهم قد أطفيء القنديل؟؟!!
فقالت روح الشهيد، كنا مجموعة شباب من فخر شباب فلسطين قمنا بالانتفاضة منذ أربعة سنين للجهاد في سبيل الله والوطن ولكن كان منا صديق من نفس الدين والدم يجاهد مثلنا ويعرف خططنا فهو عضو منا وإذا به في الزمن القريب يقدم تاريخنا لجنود الاحتلال والطريق إلي منزل كل مجاهد فينا واستشهدنا مرتين لا لا بل ثلاث؛
الأولي: عندما كنا في مهمة للجهاد وعدنا كل واحد إلي منزله فوجده وقد دمره الاحتلال واستشهد كل من فيه ووقتها لم نشك لحظة في شاب مثلنا بالمرة فكلنا مجاهدون وفقد كل منا أبناءه وأباه وأمه وكل عشيرته. وهذه كانت الضربة الأولي من الشاب العربي حيث كان مرافقا للاحتلال كمرشد عنا فاستشهدنا ونحن أحياء وقتها برغم حياتنا إلي أنه كان الاستشهاد النفسي حزنا علي شرف العروبة.
المرة الثانية: كان قد انفصل عنا هذا الشاب المجاهد فرضا!! ومعه كل تحركاننا ولم تمضي ثلاثة أيام إلا وبدأ بي ونلت شرف الشهادة أنا ومن معي بإرشاده.
المرة الثالثة: نحن شهداء بالفعل حسرة عندما نطوف بين الصخرة والأقصى وكما رأينا الجانب الإيجابي للانتفاضة رأينا الجانب السلبي للبشر ومن هنا من بين الصخرة والأقصى نشعر أن العروبة متعسرة الولادة فلم يولد المستقبل المشرق بعد ولم يولد النهار ونناشد العالم العربي من مكان استشهادنا بين الصخرة والأقصى أن يتقوا الله في أنفسهم ودينهم وعروبتهم وفلسطين ويخلصوا ويجتمعوا علي قلب رجل واحد لأن هنا تضيع الهوية بالتفرقة فاجتمعوا (اعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) صدق الله العظيم.
ولنحلم جميعا فالحلم مشروع وكلنا نائمون بالآتي:
• أن يكون حب الوطن من حب الله ونابع من الإيمان بالقضية
• بالأمانة بين الإخوة في الأمة العربية وحرص كل منهم علي سلامة أخيه
• بعلم كبير لونه أبيض بداخله كل الأعلام العربية مصغرة ويغلفها غصن الزيتون ودماء الشهداء وقد أنبتت خير عشر سنين متجدد من الشرف والعزة والكرامة تغزله بلون أخضر فلا تتهكموا فإنها أحلام.
• بل كل هذا شعاع من نور تائه يقول جايز ظلام الليل يجمعنا يوم إنما يقدر شعاع من نور يوصل لأبعد سما ذا حلمنا طول عمرنا حضن يضمنا كلنا كلنا
• الحلم ماهو مستحيل مادام تحقيقه مباح والليل لو صار طويل أكيد في بعده صباح اتحدي الكون واتمرد واتعلم تبقي جريء جرب حاول وها توصل شرف التجربة يكفيك
اقرأ أيضا:
الحلم تحت القصف/ آه لقلبي والقمر إذا دنا وقت السهر/ همسات العين...وقلب الحجر/الكرسي والسجادة الحمراء/ العقل والروح/قصة طفل فلسطيني/ إعلان وفاة العرب.....؟!!!!!!