تقول إحدى أساطير اليهودية القديمة "إن السيف والتوراة نزلا من السماء ملفوفين معًا" كما تقول إحدى الصلوات اليهودية:"فلتحل البركة على إله القوة الذي يدرب يدي على الحرب وأصابعي على القتال".
وتحمل كل وحدة من وحدات الجيش الإسرائيلي تابوتًا توضع فيه التوراة، نقشت عليه هذه العبارة: "انهض بالله ودع أعداءك يتشتتون، واجعل الذين يكرهونك يهربون أمامك".
وهذا التقليد بعث لتقليد ديني قديم حينما كان بنو إسرائيل يسيرون ويحملون"تابوت العهد"، أو التابوت الذي كانوا يتصورون أن روح الله تحل فيه، وتسير معهم أينما ساروا تهدي خطاهم، وتحارب معهم، وتهديهم سواء السبيل.
اليهود اختاروا إلههم وحتى نفهم شارون حق الفهم، ونفهم العقلية الإسرائيلية، يجب أن ندرك أن معظم اليهود حين يتحدثون عن "إله"، فإنهم لا يتحدثون عن إله العالمين وإنما عن "إله قومي"، مقصور على اليهود، إله اختارهم هم دون البشر، ولكن كما يقول بن جوريون: "إذا كان الإله قد اختار اليهود، فهم أيضًا قد اختاروا إلههم". ويؤكد الحاخام كوكط أن روح الإله ورح يسرائيل (الشعب اليهودي) واحدة، أي أن الإله والشعب المختار يدخلان في علاقة تبادلية تتسم بالندية. الشعب لا يقل قداسة عن الرب، مما يعني تهويد الإله وتأليه اليهود، فهما يكونان وحدة واحدة؛ ولذا يمكن لجابوتنسكي أن يشير إلى الشعب اليهودي بوصفه ربه.
بل يمكن القول: إن ثمّة فكرة أساسية تسيطر على العقل الإسرائيلي وتوجهه، وهي أن ثمة وحدة كاملة وعلاقة عضوية صارمة بين الإله والشعب والأرض؛ ولذا يمكن لموشيه ديان أن يشير إلى الأرض باعتبارها ربه. رؤية وثنية تضع اليهود خارج التاريخ وهذه الرؤية لا تختلف كثيرًا عن رؤية الشعوب القديمة الوثنية، فإله كل شعب كان مقصورًا عليه، لا تتجاوز مقدرته حدود أرض هذا الشعب؛ ولذا كان على الإنسان الوثني القديم، أن يقدم القرابين إلى آلهة المكان الذي ينتقل إليه، وحين كانت تحدث زيجات ملكية بين شخصين من مملكتين مختلفتين، كانت الملكة الجديدة تحضر معها تمثالاً من تماثيل آلهتها، وبعض كهنة العبادة التي تنتمي إليها؛ لتستمر في عبادة إله وطنها!
ولهذا السبب نفسه كان إله إسرائيل ينتقل معهم في تابوت العهد من مكان لآخر، فيحتفظون بذلك برعايته وبقداستهم، ولكن الأهم من كل هذا أن إله المكان يحابي شعبه ويتحيز له ويكيل للشعوب بمكيالين، فشعبه مقدس، أما بقية شعوب الأرض فمدنسة. وتتجلى هذه الفكرة في العقيدة اليهودية؛ فقد جاء في سفر أشعياء (61/605): "ويقف الأجانب ويرعون غنمكم وبكور بني الغريب حراثيكم وكراميكم، أما أنتم فتُدعَوْن كهنة الرب تُسمّون خدام إلهنا، تأكلون ثروة الأمم وعلى مجبرهم تتأمَّرون". كما جاء في سفر ميخا (4 – 12): "قومي ودوسي يا بنت صهيون؛ لأني أجعل قرنك حديدًا، وأظلافك أجعلها نحاسًا فتسحقين شعوبًا كثيرين".
وهذا التقسيم للعالمين إلى يهود يقفون داخل دائرة القداسة، وأغيار يقفون خارجها يضع اليهودي فوق التاريخ وخارج الزمان، ويمنحه حقوقًا مطلقة في فلسطين التي يدعي أنها أرضه - "إرتس يسرائيل" - التي تدخل دائرة القداسة معه.
العنصرية عامل مشترك بين المتدين والعلماني وبظهور حركة الاستنارة في الغرب- وكان لها صداها بين اليهود- ظهرت حركة إصلاح ديني فككت من قبضة هذه الرؤية العنصرية. ولكن الصهاينة بعثوها مرة أخرى بعد أن فرّغوها من مضمونها الديني. وأصبحت دعوة للتفوق العرقي (الصهاينة في هذا لا يختلفون كثيرًا عن المفكرين الاستعماريين الذين أطلقوا الادعاءات بخصوص الإنسان الأبيض وتفوقه الحضاري، الذي أعطاه "حقًّا" في استعمار الأرض وفي إبادة الشعوب أو استغلالها)، بل لعلها كانت أكثر حدة وتطرفًا بسبب أن التراث الديني اليهودي، في بعض نواحيه، قد ألّه الشعب وهود الإله.
لكن عملية التأليه لما هو غير إلهي، وتهويد ما لا يقبل التهويد جعلت التحالف بين اليهود العلمانيين والمتدينين ممكنًا؛ ولذا نلاحظ أن صياغة كوك الدينية وصياغة جابوتنسكي وديان العلمانية الإلحادية متشابهتان تمامًا، فكلتاهما تنتهيان إلى شعب مقدس له حقوق مطلقة في أرضه المقدسة: فهو شعب حل الإله فيه وفي أرضه (حسب صياغة المتدينين) وهو شعب/ إله، وأرض/ إله في صياغة العلمانيين. والفارق بين الاثنين أمر شكلي.
هذه الرؤية تصور لنا شارون- والمستوطنين الصهاينة من ورائه- أنه يمكنهم الاستمرار في المناداة "بحق العودة" ليهود العالم إلى فلسطين المحتلة (فقد تركوها منذ عدة آلاف من السنين) وينكرون هذا الحق على الفلسطينيين(الذين تركوها منذ عدة أعوام). فاليهود بعد تأليههم لهم حقوق مطلقة، أما الفلسطينيون فليس لهم حق على الإطلاق، أو حقوقهم هامشية عرضية إذا ما قيست بحقوق اليهود. إن الشعار القديم "أرض بلا شعب" لشعب بلا أرض، يجب أن تعاد قراءته على النحو التالي: أرض [مقدسة] بلا شعب [لأن الشعب الذي يقطنها غير مقدس] لشعب [مقدس] بلا أرض [مقدسة]، ولأن الشعب مقدس فالعنف الذي يرتكبه ضد الآخرين هو الآخر مقدس!. ولذا ذهب الحاخام كوك إلى أن الجيش الإسرائيلي هو القداسة الكاملة، وهو الذي يمثل حكم شعب الإله فوق أرضه.
أما بن جوريون فقد قال: إن خير مفسّر للتوارة هو الجيش الإسرائيلي. ولا يختلف العلمانيون عن ذلك، فقد غيّروا العبارة التوراتية "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب" (مزمور 118/24) بحيث أصبحت "هذا هو اليوم الذي صنعه جيش إسرائيل". إن القداسة تنتشر في بداية الأمر من الإله إلى كل ممتلكات اليهود، ثم تتركز في الشعب، وتزداد تركيزًا في الجيش، وتصل إلى درجة البلورة والتجسد في شخص المسيح المخلص اليهودي الذي سيأتي لينقذ شعبه ويقودهم إلى صهيون ليحكم العالم.
شارون هو ملك إسرائيل ويبدو أن شارون تحيط به بعض هذه الادعاءات؛ ففي حرب 1973– حين "نجح" شارون في الالتفاف حول القوات المصرية وإحداث الثغرة – كتب الجنود الإسرائيليون على دباباته: "شارون.. ملك إسرائيل". وملك إسرائيل هي أحد ألقاب المسيح المخلص اليهودي.
بمعنى أنه الرجل الذي سيخلص إسرائيل، وسيقود شعبه إلى الأمن النهائي المطلق والأزلي.. وقد تواترت العبارة نفسها أثناء الانتخابات الأخيرة (2001). فمن هو ملك إسرائيل الجديد؟ هو "أريئيل صموئيل مردخاي شرايبر"، وهو من يهود بولندا أصلاً (مثل معظم مؤسسي الدولة الصهيونية).. توجد في حياته عدة تجارب أساسية تعكس رؤيته؛ ففي عيد ميلاده الخامس (عام 1933) أهداه أبوه مسدسًا ليبين له كيف يمكن للمستوطنين الاستيلاء على وطن الآخرين.
أما أمه فكانت تعرف كيف تحسم المعارك بطريقة بسيطة سهلة؛ ففي نزاع حول الأرض في الثلاثينيات، تركت أطفالها عند جيرانها، وخبأت بندقية في العربة، وتسلحت بمقص أسلاك ضخم، ثم قفزت في اتجاه موضع النزاعات وقطعت السور الذي كان يضايقها. وقد أرسله أبوه إلى الكلية الزراعية، ولكنه لم يكن راغبًا في الدراسة، فهو يفضل الفعل، والحركة، والمسدس، والمقص.
وقد اشترك في حرب عام 1948، وأصيب في بطنه بينما كان يحرق أحد الحقول، وكاد يقتل لولا أن قام جندي شاب بنقله إلى مكان آمن. ولعل هذه الحياة العسكرية - التي أفقدته ولا شك طفولته وصباه - هي التي حولته إلى شيء هادئ الأعصاب، لا يمكنك أن تعرف إن كنت تحبه أو تكرهه، إن كنت تعجب به أم تخاف منه (كما يقول بعض معارفه). إن شارون شيء مصمت لا أبعاد إنسانية له، وولاؤه الحقيقي هو للعنف المسلح.
إن البيئة المسلحة التي نشأ فيها شارون ساهمت في خلق الرجل/ الشيء، الذي سُمِّي فيما بعد "البولدوزر"؛ لأنه يتحرك كالآلة المدمرة. ولكن هذا البولدوزر الذي يقوم بحل المشكلات بضربة واحدة (مثل أمه ذات المقص والبندقية)، هل هو قادر على فرض السلام الإسرائيلي، ذي المرجعية الصهيونية، أي السلام الذي يحول القدس إلى عاصمة أزلية، ولا يفكك المستوطنات، ويبقي الدولة الفلسطينية دولة منقوصة السيادة، مجرد عدة كانتونات منفصلة، ويمنع ملايين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم، ويرفض الشرعية الدولية.
نقــول: هل هو قادر على فرض ذلك السلام؟ جنرال اليأس الإسرائيلي إن انتخاب شارون بهذه الأغلبية الساحقة هو تعبير عن التشدد الصهيوني، ولكنه أيضًا تعبير عن اليأس الإسرائيلي. وارتباط تصعيد العنف باليأس والإحساس بعدم الأمن ظاهرة متواترة بين المستوطنين في كل الجيوب الاستيطانية. وهو أمر متوقع:
فمع تصاعد مقاومة السكان الأصليين يتوارى حلم المستوطنين بالأمن الدائم تدريجيًّا، فيتخندقون ويصعّدون العنف. وقد "ينجحون" في إخماد المقاومة بعض الوقت، ولكنهم مع هذا يدركون تمامًا أن هذا "النجاح" لن يؤدي إلا إلى هدنة مؤقتة، تتبعها هجمات وانتفاضات، ومن هنا العنف، ومن هنا اليأس. وشارون نموذج جيد على هذا؛ فقد أحرز "نجاحات" عديدة في حرب 1948، إلا أنه مع هذا وجد نفسه يحارب ضد "المتسللين" العرب عامًا بعد آخر، وبدأت حلقة العنف واليأس.
ففي عام 1952 حمل شارون مسدسه ومقصه هو وثمانية آخرون، وقطعوا الأسلاك الشائكة، وعبروا الحدود لينسفوا بيت أحد الفدائيين العرب المشهورين "بتسللهم" عبر الحدود، وقد وصفت العملية آنذاك بأنها "ناجحة" مع أنها نسفت بيتًا غير البيت المقصود. شارون يدمر قرية قبية ونظرًا لنجاح العملية، قرر الجيش الإسرائيلي الاستمرار في مثل هذه العمليات؛ فتقرر تشكيل وحدة للعمليات الخاصة (وحدة 101)؛ لتقوم بعمليات إرهابية ضد العرب. فقاد شارون جنوده (أو "شياطينه" كما كانوا يدعون) في أول حملة رسمية سرية غير تقليدية (أي إرهابية) يوم 14 أكتوبر سنة 1953، فاتجه إلى قرية "قبية" العربية الفلسطينية التي تقع شمال القدس على بعد كيلو مترين من حدود إسرائيل.
وفي الساعة السابعة والنصف من ذلك اليوم طوقت قواته القرية وغمرتها بوابل من نيران المدفعية، فدكت القرية دكًّا على من فيها، ثم تقدم المشاة فأجهزوا على الباقين على قيد الحياة. "نجاحات" شارون وهمية ولكن يبدو أن نجاح عملية "قبية" الباهر لم يؤتِ أكله؛ إذ إننا نجد أن الجنرال اشترك بعد ذلك في حروب عديدة، الواحدة تلو الأخرى دون توقف؛ وكانت آلة الحرب التي يستخدمها دقيقة الصنع تحرز "نجاحات" عديدة متتالية.
ولكن ألا يثير تكرار الحروب الناجحة بعض الشك في مدى نجاحها؛ لأن الحرب الناجحة حقًّا هي الحرب التي تحقق السلام والطمأنينة، والأمن الدائم للمحارب وأهله وشعبه. وحينما تساقطت حوائط خط بارليف"الناجح" (وهو "النجاح" الذي عاش الإسرائيليون في ظلاله الثابتة لمدة أعوام ستة)، وحينما عبرت القوات المصرية قناة السويس وسقطت القوات الإسرائيلية في هوة اليأس، قام الجنرال بعملية "الدفرسوار" التي أدت إلى احتلال أجزاء من الضفة الغربية للقناة. ولكن يقال: إن صحفيًّا سأل "موشي ديان" عن الحدود الجديدة "التي نجحت" إسرائيل في الحصول عليها، وعما إذا كانت أكثر أمنًا ونجاحًا من حدود 1967 الآمنة الشهيرة.
فكان رد ديان: إنه ليس لديه متسع من الوقت للإجابة على مثل هذه الأسئلة. واستمرت "النجاحات" التي لا تنتهي؛ فبعد أن أحيل إلى الاحتياط عقب الحرب سارع إلى استثمار السمعة العسكرية التي جناها من الحرب لدخول الساحة السياسية، شأنه شأن كثير من الجنرالات الإسرائيليين. وبعد مفاوضات مع عدة جبهات، استقر به المقام في تكتل الليكود.
ثم أحرز شارون نجاحًا آخر؛ فقد كان هو المحرك الرئيسي وراء غزو لبنان عام 1982، الذي يسمى بعد قليل "المستنقع اللبناني". وقد قام بتضليل رئيس الوزراء آنذاك "مناحم بيجن". وفي أثناء غزو لبنان ارتكبت مذبحة "صابرا وشاتيلا" على يد بعض المليشيات المارونية، وبتغطية كاملة من الجيش الإسرائيلي.. وأقيمت لجنة تحقيق رسمية حملته المسئولية غير المباشرة عن ارتكاب المذبحة.
وتشير هذه التجربة إلى أن شارون -وزير الدفاع- لم يتغير عن قائد الوحدة 101، وأن سفّاح "صابرا وشاتيلا" هو بعينه سفاح "قبية". وقد ظلت "نجاحات" شارون تطارد المجتمع الإسرائيلي وجنوده، فأصيب رئيس الوزراء "مناحم بيجن" باكتئاب، واستقال من منصبه، وعاش في عزلة إلى أن مات.
واضطر الجيش الإسرائيلي الذي "لا يقهر" إلى الانسحاب، واضعًا خاتمة "لنجاح" شارون الساحق. ويكشف صعود شارون إلى مراكز السلطة ومكوثه في الوزارة- بعد أن تحمل خسائر حرب لبنان- عن الشعبية التي يتمتع بها العسكريون المتشددون في الكيان الصهيوني، وليس من قبيل الصدفة أن الانتخابات الأخيرة في إسرائيل شاهدت جنرالين يتنافسان على مقعد رئيس الوزراء، وكلاهما ينتمي إلى الوحدات الخاصة التي تقوم بالعمليات الإرهابية؛ ولكن هل سينجح جنرال اليأس الإسرائيلي في أن ينجز ما فشل باراك في إنجازه؟
الإعلام يضع هالات القداسة على رأس شارون إن النجاح الوهمي الذي عادة ما يعقبه الفشل، هو نمط المسيح الدجّال الذي يدعي أنه مخلِّص اليهود، وهو في واقع الأمر سيؤدي بهم إلى التهلكة، وهو نمط ينتمي له شارون. ولكن هل سيرى نفسه بالفعل كمخلص أم أنه يدرك أنه الدجّال؟ فبعد أن كتب جنوده عام 1973على دبابته عبارة "ملك إسرائيل" بدأ رأسه يدور وحرص على أن تنشر صورته محاطة بالضمادات – والضمادة هي هالة القداسة العسكرية- وأشاع عن نفسه أنه أصيب بشظية طارت في الهواء، ولكن الأمر لم يكن سوى أكذوبة كبرى (أو صغرى) قد صرّح مراسل حربي إسرائيلي بأن "ملك إسرائيل" لم يصب بشظية وإنما اصطدم رأسه ببرج دباباته، ويا له من مخلّص هذا الذي يحتاج لبعض الإشاعات والأكاذيب، ويحتاج لمتخصصين في العلاقات العامة لتحسين صورته الإعلامية.
وفي معركة الانتخابات الأخيرة نجحوا في تحسين صورته الإعلامية، فظهر في إحدى الإعلانات مع أحفاده في مزرعته وهو يحتضنهم، وبعد نجاحه في الانتخابات زار قبر زوجته، ثم توجّه إلى حائط البراق -حائط المبكى في المصطلح الصهيوني- ليتلو صلواته. ولكن الإسرائيليين يعرفون أن ملك اليهود لا يقيم الشعائر الدينية اليهودية، فقد كان يزور المستوطنات يوم السبت، وهو شأنه شأن الأرستقراطية الأشكنازية الحاكمة، علماني موغل في العلمانية. كما يعلمون تمام العلم أن صلواته تشبه الضمادات التي ارتداها، وأن رأسه لا تحيط بها هالات توراتية، وإنما تحيط بها لفائف طبية يضمد بها جراحًا نتجت عن ارتطام رأسه الصغير، الذي يحمل أفكارًا إرهابية، ببرج الدبابة الصلب.
إن انتخاب شارون يدل على أن المستوطنين الصهاينة- الذين أدركوا أن الحلم الصهيوني لا يمكنه تحقيقه - وصلوا مرحلة متقدمة من اليأس والعنف؛ فوضعوا جنرال اليأس الإسرائيلي على العرش، لعله يكون المخلص العجائبي الذي سينهي كل آلامهم وأوجاعهم بضربة واحدة، ويضعهم خارج التاريخ وداخل دائرة القداسة والتأليه.
اقرأ أيضاً:
أسباب ظهور النظام العالمي الجديد