كتبت هذه المقالة بعد مقتل النائب الشهيد وليد عيدو خلال الأزمة السياسية في لبنان بتاريخ 22-6-2007
لقد أصبحنا في هذا العصر نوعين من البشر:
طبقة حاكمة: ممسكة بزمام الأمور، ولو ظاهرياً، لأن بصرنا لا يصل إلا إلى شفق قدرتها وحدود سيطرتها.
وباقي الناس: أي الطبقة المحكومة، المنفذة لكل الأوامر، والتي تقتنع بما يراد لها أن تقتنع به، حتى ولو كان ذلك الضريبة على القيمة المضافة (T.V.A). وكيف يكون ذلك لصالح جيبة المواطن. إنها تقتنع بأن بيع إمكانات الدولة وخصخصة مرافقها ومواردها، هي لصالح الدولة والمواطن. وقد يتم خصخصة الحراسة والأمن والجيش.... وكل هذا طبعاً لصالح المواطن، وإلا لما قام بذلك هؤلاء الحكام الجدد، أو الآلهة الجدد، أو الفراعنة الجدد، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
رضينا وقبلنا وسمعاً وطاعة.
ولكن المصيبة الكبرى تكمن الآن في واقع أن الزعماء اختلفوا. بالطبع الخلاف ليس من حدودهم، بل من وراء البرداية. لقد أختلف أسياد الأسياد في ما بينهم. وانقسمت الكرة الأرضية إلى قسمين من الحصص. فإذا بأمريكا تريد أن تهيمن عبر مسئوليها في الدول على الدول، وعلى كل الناس (العبيد). والآخرين، غير المعلن عنهم، فهم بالطبع ليسوا الإتحاد السوفيتي، فقد ضعُف أكثر مما يجب. وليسوا فرنسا ولا ألمانيا الهتلرية ولا بريطانيا الملكية حتى.
قد يكشفوا عن وجوههم ذات يوم ليقولوا لنا بأنهم موجودون، وهم الذين حاربوا أمريكا في كل مكان. وضربوا لها ناطحات السحاب في نيويورك، والبنتاغون حتى. فصنعوا فريق الطالبان في أفغانستان، والمجاهدين الأفغان في الصومال واليمن، وصنعوا ضدها فريق القاعدة في كل مكان. وكل ما ليس "قاعدة"... ولكن يمشي على قاعدة العداء لأمريكا. كلهم، هؤلاء الضد، سيطروا على الكثير من الفرق السياسية والأحزاب، وأخذوا يتطاحنون مع أمريكا الواضحة.
المهم: والشعب أو العبيد أو الدمى، وأنا منهم طبعاً، ما شأنهم في صراع اليوم؟؟؟ إنهم البشر الذين خلقهم الله، يريدون أن يعيشوا، ويربوا أولادهم ويهرموا، ويمارسوا هواياتهم، ويضحكوا ويلعبوا، وآخِر همهم السيطرة على الآخَر، وما يفعله الآخَر أو يقوم به.
يا أخي نحن ندفع الضريبة كيفما كانت. مباشَرة أو غير مباشَرة. ونضع حزام الأمان في السيارة إذا أرادوا، ونحمل طفاية للنار في الصندوق إذا أمروا، ونمشي على الزيح إذا رسمه المسئولون، ونركع عندما يريدون، ونقوم إذا أشاروا. لا شأن لنا في صراع الكبار.
فلماذا نزج أنفسنا في المعركة عند الأوامر. يقولون لنا أضربوا بعضكم بعضاً: فنضرب. وحبوا بعضكم بعضاً: فنحب. يقنعوننا بأن أخانا المسلم كافر، فنقتله. وأن جارنا الكافر مؤمن، فنحبه.
يطلبون منا إطالة الذقون، فنفعل. وإطالة البال، فنأتمر. أن نقتل، فنقتل. وأن نُصلَب، فنمتثل.
فيا أيها الحكّام في كل العالم!!!
أكنتم تنتمون إلى أمريكا، أم إلى الآخرين.
لن أطلب منكم الرحمة، فلا رحمة في قلوبكم على ما أعتقد. ولن أطلب منكم المحبة، فأكون كطالب الدبس... ولكن أطلب منكم إذا تقاتلتم، أن تصفوا بعضكم بعضاً، كالمافيات الإيطالية. فتكون حرب السادة، ملاكمة، أو صراع مباشر فيما بينكم. أو أن تتفقوا وتقسموا الأرض إلى مناطق نفوذ. فتأخذ أمريكا الحصة الأكبر، لأنها الأقوى. ويأخذ الآخرون مناطق أخرى، حسب قواهم وتمثيلهم. وعندها سوف يعم الرخاء في الكرة الأرضية. وسوف تعود المنافسة بين الناس رياضياً، أو بالفن والرسم والشعر والنحت... وسوف ندفع الضريبة لأسيادٍ لا يطلبون منا أن نسفك دم بعضنا البعض. وسوف نعود لنربي لِحانا، كما نشاء، وليس كما تأتي الأوامر.
فهل تسمعنا حانا ومانا؟؟؟؟
يا ربي حتى متى تسلط علينا من لا يرحمنا؟؟
واقرأ أيضاً:
أنقذوا لبنان الشقيقة / رواد مجانين نعم حرب لبنان حلاً / لبنان / ساخن من لبنان: دفقة أمل (4) / عاجل من لبنان 27/ 8 / 2006 / لبنان لماذا؟ وفلسطين والعراق لا؟/ ساخن من لبنان أما آن لكم أن تيأسوا...