بات من الواضح لكل ذي عينين ترى أو الأصح لكل من له ضمير يقظ وفهم وبصيرة بعد أحداث غزه أن محمود عباس وزمرته تحالفوا مع الشيطان وباعوا أنفسهم له من غير ثمن، بل إن الشيطان هم من دفعوا إليه لكي يشتريهم.
بعدما سمعت الخطاب الذي ألقاه عباس أمام حثالة الشعب الفلسطيني والأمة العربية الإسلامية ما يسمى بالمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية تأكد لدى العاقل أن هذا الرجل ما هو إلا (زعيم عصابة) أو بتعبير أدق زعيم صوري لعصابة من العملاء وأصحاب المصالح.
نعم فهو علاوة على عمالته التي أصبحت واضحة وضوح الشمس إلا أنه في ذلك الوقت (طرطور) ومن حوله ورطوه وأدخلوه دوامة النهاية بما أملوا عليه من قرارات جاءت معظمها من أسيادهم أو على الأقل كما يريد أسيادهم الذين راهنوا عليهم وظنوا أنهم "أي الأمريكان" مانعتهم من الله.
عباس استخدم في خطابه لغة القوي القادر على سحق أعدائه (حماس) مستخدما ربما أو على طريقة ربما محمد هنيدي في فيلم "فول الصين العظيم" بعد ما ضرب شر ضرب وهو في الصين (وربنا لنيمك من المغرب يا حبيبي) وهو فعليا وعلى أرض الواقع غير ذلك تماما، فكل قواته التي بناها له النظام في أقل من 72 ساعة وأصبحت هباءً منشورا مشتتا وهاربا وأصبح كل ما تملك قوات عباس من أسلحة أمريكية ومعدات تقنية وأدوات استخبارية ودلائل عمالته في يد أسود القسام، أي أنه واقعيا لا يملك إلا أن يغني "ظلموه"، وأصبح قطاع غزه كله في يد الحكومة الشرعية المنتخبة.
عباس استخدم في خطابه الأكاذيب ظنا منه ومن زمرته الفاسدة أنه بذلك سيضحك على الأمة وفي الحقيقة (الأمة التي قهقهت عليه) معتمدا على المثل الذي قال أحد ضباط هتلر: (أكذب ثم أكذب.. ثم أكذب فإنك بالتأكيد مستجد من يصدقك) لكن بالطبع كذبه لكن بالطبع كذبه الذي طالما كان ينطلي ويدخل على البعض من حسن النية…. كذبه هذا قد أصبح واضحا بيننا بعد الهدية التي قدمها أولمرت للمقاومة وهي أن كشف عمالة عباس وهي اعترافه بحكومته دايتون (حكومة فياض) مباشرة بعد تشكيلة إياها وهي تشبه بكثير حكومة البشاوات التي شكلها الفنان "عبد الله فرغلي" في فيلم ناصر56. أي أنها حكومة لا تستطيع أن تفرض سلطتها لا على القطاع، فقطاع غزة أصبح فعليا في قبضة المجاهدين الذين حرروه من الصهاينة والعملاء والضفة التي هي فعليا في يد الاحتلال.
والمسترجع لخطاب عباس والذي شاهده الناس وفي متناول الجميع على الإنترنت يجد أن عباس استخدم كما أوردت لغة التهديد والقوة ولغة التحايل والكذب وقلب الحقائق، فالأخيرة استخدمها لأنه لا يملك حجة تبرر ما فعل ويريد أن يضحك علينا وعلى العالم أجمع، والأولى استخدمها لاستقوائه بأمريكا وإسرائيل والأنظمة العربية التابعة لأمريكا، وهو بذلك قد أخطأ خطأين سياسيين يستحق عليهما شهادة "الغباء السياسة" بامتياز وذلك لعدة أسباب:ـ
أولها: أنه لا يستطيع أن يضحك على جماهير فلسطين والأمة لأن قطاعا كبيرا جدا (وهو الأكبر) من الجماهير يعرف جيدا مدى كذبه وعمالته، والقطاع الآخر من الجماهير (الحسن النية) لا يستطيع عباس أن يضحك عليه أكثر من ذلك بعد ما رأوا كيف تصرف بوش وأولمرت مباشرة بعد القرارات التي اتخذها عباس أو (الطرطور) ودعمهم الفوري له وإعلانهم أنهم سيغدقون عليه بالنعم، وسيعترفون بحكومة فياض والتي شكلها دايتون وسيتعاملون معها وسيعطون له الأموال التي احتجزوها وسيرفعون عنه الحصار.
ثانيها:ـ أن أي سياسي يريد أن يلعب ويكسب في لعبة السياسة لابد أن يكون محتفظا بنقاط قوة، ونقطة القوة هنا هي المقاومة وهذا (الطرطور) لا يعرف أن حماس والجهاد والمقاومة هي التي تحميه (وهو لا يستحق ذلك) أي أنه إذا سقطت المقاومة فأول شيء سيفعله الصهاينة والأمريكان هو ضرب عباس "بالشلوت" ورميه خارج اللعبة لأنه أصبح وقد أدى دوره في خدمتهم ولن يقيموا له وزنا ساعتها ولن يعترفوا له بجميل فالتاريخ والأحداث والتعامل على مدى نصف قرن مع اليهود والأمريكان أثبت ذلك، ولكن كما قال الله عز وجل "أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً" (الفرقان:44) ولن ينفعه ساعتها أن يراهن على الأنظمة العربية التابعة لأمريكا لأنه ببساطة شديدة لو كانوا سينجدونه لكانوا نجدوا صدام هذا من ناحية، من ناحية أخرى هم واقعيا لا يستعطون إنقاذه لأن هذه الأنظمة منهم العميل والضعيف والجبان الذي لا يملك الإرادة والشجاعة ومعظمهم يشتركون في أنهم ليست لهم مبادئ يعيشون بها ومن أجلها ومبدؤهم الوحيد هو البقاء في الحكم مهما كان الثمن.
ثالثا: عباس لا يستفيد من التاريخ ولا يقرؤه، فها هو صدام الذي كان عبد الأمريكان وقدم لهم خدمات جليلة وقام بحروب طويلة وكبيرة على أبناء أمته في إيران والكويت من أجل عيون أمريكا ها هو يشنق على يد الأمريكان، وها هو عرفات الذي اعتقل المجاهدين وعذبهم في سجون أنطوان لحد (محمد رحلان) ظنا منه أنهم (أي الأمريكان والصهاينة) سيعطونه شيئا من فلسطين يقيم عليه دولته، وعرفات الذي طالما شاهدناه يقبل باراك ويقبل أيادي سيدات اليهود ها هو يموت مسموما وهو من سموه (عن طريق عملائهم) بعد أن أذلوه وحاصروه.
رابعا: الذي يثبت أكثر أن هذا الرجل (طرطور) هو تصديقه لحاشية الوقاحة والعمالة وإبقاؤه عليهم لأنه لا يستطيع أن يقيلهم بسبب ضعفه وخوفه وهذه هي التي قتلت عرفات بقطرة الأنف الموضوع فيها السم وأخذوا يشاهدون ويضحكوا عليه وهو يموت وكانوا قد استفادوا من (على الآخر) وكما قال أحد علماء فلسطين الأجلاء عندما سئل عن سبب موت ياسر عرفات بالسم بينما نجا خالد مشعل من السم الذي وضع له قال "لأن الذين هم حول مشعل أرادوا له الحياة بينما الذين هم حول عرفات أرادوا له الموت" ثم عباس هذا يتوعد و(يطنطت) ويهلل وكأنه عنترة بن شداد فلماذا لم نسمع منك يا عنترة أي كلمة تتوعد وتهلل للإسرائيليين عندما كانوا يقدمون بمئات الاحتياجات لغزة وللضفة، وحتى هذه الأيام يحتاج الإسرائيليين الضفة التي هو وحكومته يعتبرون أنفسهم يحكمونها وأنهم حماتها ويقتلون أبناء المقاومة حتى من حركة فتح التي هو رئيس لها ولن نسمع منك يا عنترة حتى كلمة عتاب للإسرائيليين.
ثم هب يا عنترة (أي عباس) أن حماس قد غدرت بك (وهذا لم يحدث) مرة، ألم يغدر بك الإسرائيليون مئات المرات.... يا للوقاحة حقا "إن لم تستح فافعل ما شئت" وبينما هو (أي عباس) يتوعد ويهلل في رام الله ويعتقل أبناء المقاومة الأبطال، أصبح قطاع غزة طاهرا ومطهرا من اليهود والعملاء. وبالفعل أصبح يحضر للمعارك القادمة مع العدو وأعوانه العملاء، فعلى العكس تماما مما يردد البعض من أقلام أوان إسرائيل أن سلبيان ما قامت به حماس أكثر من إيجابياته، بل الإيجابيات هي الأهم والأكثر ولها تأثير على الأجل الطويل بينما السلبيات تصب في الأجل القصير، فمثلا بعض إيجابيات وسلبيات ما قامت به حماس، ولنبدأ بالإيجابيات:
1: هو أن هناك جزءا بالفعل من فلسطين أصبح محررا تماما من الاحتلال ومن العملاء وبالتالي تكون المقاومة قد أزالت عبء العملاء من على كاهلها مما يزيدها قوة في مواجهة العدو، فالعدو فقد جزءا هاما من استخباراته وكذلك الجهد الذي كان يذهب في مقاومة واتقاء شر العملاء سيوجه الآن للعدو.
2: أن قطاع غزة أصبح شوكة في حلق المشروع الأمريكي الصهيوني إضافة إلى شوكة الجنوب اللبناني البطل الصامد إضافة إلى الهزيمة المنكرة لأمريكا في العراق، وفعالية المقاومة هناك إضافة إلى البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية في إيران إضافة إلى دعم النظام الإيراني الشجاع للمقاومة، كل هذا يؤدي إلى صحوة الأمة خطوة بخطوة، وتصبح عوامل القوة أكثر وأصلب وتستمر في الزيادة، ويصبح النصر أقرب بإذن الله عز وجل على العدو الصهيوني الأمريكي.
3: الذي فعلته حماس نسف كل اتفاقات أوسلو الظالمة، وأن فلسطين هي كل فلسطين، وليست الضفة والقطاع فقط وبالتالي تعود القضية إلى مسارها الصحيح. وتبدأ حماس وحزب الله وأخواتهم في الأخذ بيد الأمة وإعدادها للمعارك الفاصلة وتوجيهها للمسار السليم.
4: أن ما فعلته حماس فرق بين الحق والباطل وبين الشريف والعميل وبين الصادق والكذوب بعدما التبس الأمر على البعض منا أما السلبيات التي يتكلم عنها كتبة الأنظمة العربية فهي تنحصر في إطار الحصار والتجويع الذي سيمارس بقوة على الشعب الفلسطيني البطل، ولكن إنما النصر صبر ساعة والفلسطينيون ملوك الصبر (فالجوع ولا الركوع) ويستحيل أن أبيع أرضي وبيتي وديني ووطني وكرامتي من أجل حفنة من الدولارات أو أن أعيش في رفاهية للحظات فكل حركات التحرير عبر التاريخ مرت بتلك المرحلة الصعبة ثم بعد ذلك انتصرت، وها هو أعظم مثل للرسول (صلى الله عليه وسلم) فقد حوصر في شعب أبي طالب ولدرجة أن الصحابة كانوا يأكلون أوراق الشجر، لكنه لم يستسلم (صلى الله عليه وسلم) ورفض أن يذعن للكفار وبالفعل فقد انتصر ودانت له كل الجزيرة العربية بعد ذلك.
وأما عن التهديدات التي أطلقها بطل الورق (عباس) فهي كلام فارغ وليس له أي قيمة على أرض الواقع....... سيري يا حماس، سيري على بركة الله للأمام فلا وقت للنظر إلى الخلف أو الوقوف في منتصف الطريق.
منصورة بإذن الله يا حماس،
منصورة بإذن الله يا فلسطين بأبطال حماس والجهاد والمقاومة،
منصورة بإذن الله يا فلسطين بالصبر والإيمان،
منصورة بإذن الله يا فلسطين بالله وبإذن الله،
والاحتلال وعملائه وكل من يراهن عليه سيندحرون ويهزمون "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
واقرأ أيضا:
دور سلطة أسلو في تكريث كارثة فلسطين / «جريمة» حماس التي لن تغتفر / حماس الآن أولى بالدعم نعم حماس / الفلسطينيّ أين؟؟!! / صومعـة النار! / مراحل الخداع: وهكذا خدعنا وما نزال