يقول الجنرال الصهيوني (شلومو غازيت) الذي كان قائداً سابقاً للاستخبارات العسكرية الصهيونية: "لم تتغير مهمة (إسرائيل) الرئيسة قط -منذ أن هوى الاتحاد السوفيتي- وهي باقية على أهمّيتها الحاسمة، فموقع (إسرائيل) الجغرافي في وسط الشرق الأوسط العربي - المسلم، يجعل قدر (إسـرائيل) أن تكون الحارس الوفي للاستقرار في كامل البلدان المحيطـة بها، إنّ دورها هو حمايـة الأنظمـة القائمـة، لمنع عمليات التحوّل الراديكاليـة أو وقفها، وعرقلة اتساع الحماسـة الدينيـة الأصوليـة، ولهذه الغاية ستمنع (إسرائيل) حصول تغييرات ما وراء حدود (إسرائيل)، التي تعتبرها تغييرات لا تُطاق، وإلى حدّ إحساسها بأنها مُجبرة على استخدام كلّ قوتها العسكرية من أجل منعها، أو اجتثاثها".
الباحث اليهودي (إسرائيل شاحاك) في كتابه الديانة اليهودية ص 31
لقد أصبح من المكرور المملّ القول بأنّ الكيان الصهيوني يؤدي مهمّة (مضاد النهضة الإسلامية) في المنطقـة وأنّ النظام العربي وضع بعد سقوط الخلافـة ليؤدي ثلاث مهمات:
مهمـّة ضمان عدم عودة الخلافة،
ومهـمّة حماية الكيان الصهيوني،
ومهمة إبقاء الشعوب الإسلامية في الحالة (الحمارية) تابعة للأجنبيّ!
وما قول هذا الصهيوني بجديد، ولا هو عن الواقع المشهود ببعـيد. غيـر أنّ الجديد هو عاملان جديدان دخلا على المشهد السياسي، جعلا الصهاينة والغرب معهم، في رعب شديد مما يحمله المستقبل:
الأول: ثورة الاتصالات والمعلومات التي أسهمت بشكلّ كبير في وعي الشعوب، واتصال المشاعر الإسلامية فيما بينها، وهو وعي بخطر الاستبداد السياسي، وأنه العائـق الأكبـر في وجـه النهضة الإسلامية، ذلك أن شعـوباً بلا إرادة لا قيمـة لها.
ووعـي بأهـداف العدوّ في بلاد الإسلام، وبمخططاته، وبأكاذيبه، ونفاقـه. حتى وقف النظام العربي في كثير من الأحيـان، عاجزاً عن أداء مهمته في إبقاء الشعـوب في حاليـة القطـيع، وإن كان هذا الوعي مازال في الضمائر، لم يُتـرجم إلى الواقع المنشـود، لغياب المؤسسات الفاعلة، والمفارقـة أن الغرب الذي يُعلي صوته متبجحاً بالدعوة إلى تأسيس المؤسسات المدنية التي تُمكّن الشعوب من التغيير، هو نفسه الذي يُحاربهـا بدعم الأنظمـة المستبدة التي ترى هذه المؤسسات ألـدّ أعداءها، لأنّها تنقل الشعوب من حالة القطيع إلى حالة الفاعلية.
الثاني: انتشـار روح الجهاد، وثقافته في الشعوب الإسلامية، ورغـم الحرب الشعواء على هذه الروح، غيـر أنها في صعـود مذهـل، ليس له تفسيـر سوى أنها الرياح التي تسـبق نهضـة الأمـم عادة في التاريخ.
ولنضـرب مثلا للجهاد الفلسطــيني:
فقـد أصبحت الأمّـة تعيش الحالة الفلسطينية كأنها بين ظهراني أهلهم في فلسطين، حتى متابعة أدقّ التفاصيـل، مما شكـّل وحدة شعورية غاية في الروعة بين أمّـة الإسلام، ممـا يُعطي دعماً معنوياً هائـلاً للصمود الفلسطيني.
وفي نفس الوقت لقد اشتعـلت جذوة الجهـاد في فلسطين، حتى بلغـت مبلغاً يخشى معه الصهاينة دخول غـزة، بعد أن انسحبوا منها، حتى لقـد تحدث الكيان الصهيوني عن جيش إسلامي في غزة عماده 18 ألف جندي، بترسانة صواريخ ضخمة، تقـوده "حماس"، هذا بالإضافة إلى آخـرين، من عشرات الآلاف المستعدين للتضحية بأجسادهم، وأجسادهـنّ دفاعا عن الإسلام، وحقوق المسلمين في فلسطين.
وكـلّ متدبّـر لسنن الله تعالى الكونية، يتوصل إلى يقيـن لا يخالطه شـك، أن روح التغييـر الإسلامية بسبب هذين العامليـن، ستتحول إلى إعصـار هائـل يُعيد ترتيـب الخارطة الإسلاميـة، ويحمـل بشـائر ولادة الأمـة من جـديد.
غيـر أن ذلك لا يتـم إلا بثلاثـة أمور:
صبـرٌ وإرشـادٌ بحكمة عالم
وروح الجهاد المستبين المعالم،
وكـلّ أمّة تفقد العزيمة والصبـر يُصيبها الوهـن.
وكلّ أمّـة تستغني عن حكمة الشيوخ وتجاربهم يُحيط بها الفشل.
وكلّ أمّة تتقاعس عن روح الجهاد تتحول إلى موات لا خيـرَ فيه.
والله المستـعان،،
إعداد: مجموعه ريح الشـرق
اقرأ أيضاً:
معاً لنتكاتف ضد المحتل / أبو مازن وأمريكا وخطة لإسقاط حماس / النكبة الأشـدّ خطراً من نكبـة 05/06/1967م / السياسة الإسرائيلية الأمريكية والموقف االمطلوب