عندما قررنا في أبريل 2004 أن نضيف إلى مجانين صفحة تهتم بالشأن الفلسطيني محاولين بذلك أن نقول أن علينا تقديم ولو جزء من المادة العلمية النفسانية وأساليب مواجهة الكرب المستمر الذي يعيش فيه أهلنا من بعد انتفاضة الأقصى..... في ذلك الوقت كنا نتخيل أن إتاحة شبكة الإنترنت التي نبث عبرها فعاليات مجانين ومواده هي أمرٌ واقع بغض النظر عن الواقع السياسي الموجود وأنه حتى في ظروف الحرب المستمرة من نوع ما يقوم به العدو الصهيوني، حتى في مثل تلك الظروف تبقى شبكة الإنترنت سليمة ومتاحة وتبقى الكهرباء حقا لكل بيت!.... وبعد ذلك بوقت غير طويل فَعَّلْنا جسر التواصل... وعلى نفس أساس افتراض الإتاحة الدائمة للولوج إلى الشبكة قلنا ربما عبر الإنترنت يتواصل أهلنا المحبوسون في بيوتهم بسبب حظر التجول..... لم يخطر ببالنا أن الحرمان من أساسيات الحياة اليومية ومتطلباتها لشعب بكامله هو أمرٌ سيوافق عليه العالم الجديد!
نعود للأهل في غزة ونقول؟ ماذا نقول ونحن غير واثقين من وصولنا لهم... أعرف أن انقطاع التيار الكهربي لابد غير كامل تماما وربما يزال هناك من يراسلوننا من فلسطين ولكن لأنها عندنا كلها فلسطين فلا ندري أهي غزة أم الضفة أم قلب فلسطين المسلوب؟ حقيقة لا ندري ما هو الحال عندكم وهل مجانين متاح؟؟
ثم نتساءل بعد ذلك لأي شيء يمكن أن يدفع الحصار أهلنا في غزة؟ لأي شيء أوصل الحصار إيران على المستوى التقني والعسكري؟ ولأي شيء أوصل الحصار كوريا الشمالية؟ ولأي شيء أوصل الحصار العراق؟؟؟ صحيح أن الحصار بهذا الشكل غير مسبوق في تاريخ الإنسانية الحديث، وهو لذلك يحتاج إبداعا أكبر للحلول... وأظن أهل غزة لها، وتحت الحصار يقول العارفون بالتغيرات النفسية التي تحدث أن معدلات الابتكار تزيد وصلابة الناس تزيد وربما مناعتهم، يحدث ذلك وإن قل الطعام وزادت خشونة الحياة، وكثيرا ما كنت أقول أن الحصار الذي يفرضه الغرب غالبا يعطي إضاءة لأنفسنا فنرى فيها ما يستحق أن يصنف إبداعا المهم هو الروح التي ترى الله سبحانه وتعالى في صفها إن حاصرتها تبدع وتفوز... وأرى أن غزة تدخل التاريخ من حيث يحاولون إخراجها وهذا فألي فاللهم اجعله بشراك للمرابطين في غزة وفي كل مكان.