هذه كلمات وزفرات طفلة من الأراضى الفلسطينية.. تستصرخ ما تبقى من الضمير الإنسانى ان يتفهم جرائم الاحتلال ونازية الصهاينة..... ساندي شاهد حي من عشرات ألوف الشهادات التي تدمى لها القلوب والعقول......... إنها تتحدث لأول مرة...
أرجوكم.... اسمعوها هذه المرة... فقط .....
اعتقال الوالد والوالدة شردهم في أحد الملاجئ
أطفال الأسيرة "قاهرة" يتوجسون غيابها إلى الأبد
يعتبر العام الدراسي الجديد من أجمل وأهم الأيام بالنسبة للأطفال الذين يمضونها في الاستعداد والتحضير لهذه المناسبة، يجتمعون من جديد مع زملائهم في المدرسة بالفرح والسعادة، إلا أطفال الأسيرة الفلسطينية قاهرة السعدي، فإن حياتهم تختلف عن باقي أطفال العالم، والسنة الدراسية الجديدة بالنسبة لهم ليست كباقي أطفال فلسطين، كما تقول الطفلة "ساندي":
(لحظات من الحزن والألم، تتفتح فيها الجراح في غياب والدتنا القسري والمستمر للسنة الخامسة على التوالي، فكل أطفال العالم يرافقون أمهاتهم للمتاجر لشراء الملابس ومستلزمات العام الدراسي الجديد، أما والدتنا فإنها مكبلة بالقيود، أسيرة خلف قضبان القهر، لا نعرف كيف أصبح شكلها، ولا نعلم عنها سوى القليل، فمن أين ستأتي الفرحة والبهجة).
وبينما كان أقرانها في المدرسة يتحدثون بفرح وبهجة عن ملابس العام الجديد، جلست الصغيرة "ساندي" التي لم تتجاوز الثالثة عشرة في ركنٍ بعيد من الصف تحمل صورة والدتها وتبكي بحسرة ومرارة انعكست على جميع أقرانها الذين التفوا حولها رغم صغر سنهم، يؤازرونها ويستمعون لها وهي تقول: منذ اعتقال والدتي لا نشعر بأي سعادة وفرح، إنني وأشقائي الثلاثة، محمد 9 سنوات، ورأفت 8 سنوات، وزينة 6 سنوات، في حالة حزن وبكاء دائم، وكلما جاءت مناسبة أو عيد نتحسر كثيراً على هذا المصير المؤلم الذي سببه الاحتلال، فأي قانون أو شريعة تجيز هذا الظلم، وبأي حق نشرد ونحرم طفولتنا وحنان الأمومة.
كانت أمي ترعانا وتدرسنا وتوفر لنا كافة مستلزماتنا، وعندما يأتي العيد تشتري لنا أجمل الملابس وتجهّز لنا الكعك والحلويات، ولكن ها هو العيد يمضي تلو العيد، ووالدتنا ما زالت مقيدة، فإلى متى، وساندي التي تتحدّث بلسانٍ يفوق عمرها لن تنسى تفاصيل اعتقال والدتها قاهرة السعدي، وتشردها وأشقائها، والتي تعتبر امتداداً لمأساة الطفولة التي عاشتها الوالدة التي ولدت يتيمة وقضت بعض سنوات حياتها في ملجأ حتى تزوجت بقريبها ناصر السعدي من مخيم جنين، وإذا كانت ظروف القدر فرضت عليها حياة التشرد والمعاناة.
فإن ممارسات الاحتلال فرضت على أطفالها نفس الظروف، وتقول ساندي: (في 5/8/2001، اعتقلت قوات الاحتلال والدي، وبعد ذلك بيوم اعتقلوا والدتي، حيث داهموا المنزل الذي كنا نعيش فيه في رام الله وفتّشوه وهاجموها وقيدوها واقتادوها إلى السجن، أما نحن فلم نجد من يرعانا وفرضوا علينا الإقامة في نفس الملجأ الذي عاشت فيه والدتي لفترة ستة شهور كانت أقسى لحظات العمر، وفيما أمضى والي عشرين شهراً رهن الاعتقال، فإن والدتي تعرضت للتعذيب والعزل والتحقيق فترة طويلة حتى نقلوها إلى سجن الرملة، حيث ما زالت تنتظر حكماً قاسياً).
وتقول محامية قاهرة أن النيابة العسكرية تطالب المحكمة بمحاكمتها 4 مؤبدات و58 عاماً بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى والقيام بفعاليات لصالحها. وبسبب إصرار النيابة على موقفها فإن المحامية تبذل جهداً مضاعفاً للتأجيل ومحاولة تخفيف الحكم الذي يعني تدمير حياتها وحياة أطفالها إلى الأبد.
البيان
غزة- ماهر إبراهيم
اقرأ أيضا:
الحرية قبل الديمقراطية وليس بعدها/ الصحة النفسية في مواجهة الكوارث/ التعامل مع الضغوط التي يعيشها الفلسطينيون