روي أسير فلسطيني حقائق مذهلة عن عمليات الاعتقال والتحقيق والتعذيب التي تجري بحق الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وكشف تقرير أعدته محامية نادي الأسير الفلسطيني، حنان الخطيب، حول المعتقل أحمد لطفي دراغمة، من مدينة طوباس، مدي فظاعة ممارسات سلطات السجون الإسرائيلية بحق الأسري.
وكانت قضية الأسير دراغمة أثارت حفيظة الرأي العام الإسرائيلي، وأصبحت موضع اهتمام من قبل جمعيات حقوق الإنسان الإسرائيلية والدولية والفلسطينية، وتناولتها الصحافة غير مرة، ووقفت علي كثير من تفاصيلها، خاصة عندما اقتيد مكبلاً مكسور اليد ومشهد العظام خارجة منها إلي قاعة المحكمة العسكرية في سالم أمام ناظر القاضي، الذي لم يرأف بحاله لتلقي العلاج.
وحصلت عائلة الأسير دراغمة على التقرير عبر محاميته التي زارته قبل يومين، في مستشفي سجن الرملة، حيث يخضع للعلاج الطبي بعد تدهور حالته الصحية نتيجة للمعاملة اللا إنسانية المهينة التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال منذ اللحظات الأولي لاعتقالهم. واستعرض دراغمة أمام محاميته مظاهر خرق سلطات الاحتلال لقوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وقال إنه منذ الساعة الأولي لاعتقاله أرغمه جنود الاحتلال إضافة إلي مواطن آخر علي الانبطاح أرضاً، وأطلقوا النار فوق رأسه، وبعد فترة وجيزة أحاطوا بهما قبل أن يقيدوا أيديهما للخلف بقيود بلاستيكية، وانهالوا عليه بالضرب المبرح أمام ناظري أمه، التي لم تستطع فعل شيء. وأضاف أن الجنود نقلوه بعد ذلك إلي معسكر بالقرب من طوباس، وضربوه بشكل متواصل لمدة ساعة ونصف تقريباً ضرباً مبرحاً، مشيراً إلي أن جسده كان ينزف نتيجة الضرب، وأن عظام يده تهشمت قبل أن ينقلوه إلى مستشفي العفولة ومن ثم إلي سجن الجلمة، دون تقديم علاج يذكر.
وبين دراغمه خلال التقرير كيفية ومدة العزل والتحقيق الذي يخضع له الأسري منذ اللحظات الأولي لاعتقالهم، موضحاً أنه مكث مدة ثمانين يوماً، داخل الزنزانة، دون علاج، وعندما كان يشتد به الألم، كانوا يعطونه حبة مسكن أكامول ، وأنه خضع بعد ذلك للتحقيق، حيث كان المحققون خلال العشرة أيام الأولي يستجوبونه منذ الصباح حتى ساعات الغروب، وهو مكبل اليدين والقدمين بالكرسي الذي يجلس عليه.
وأضاف أن سجانيه كانوا يأخذونه للتحقيق لفترات متفاوتة، حسب مزاج المحققين، الذين كانوا ينهالون علي يده المهشمة بالضرب، خاصة بعد أن أخبرهم بأنها تؤلمه. وحول ظروف الزنازين في سجون الاحتلال، ومراكز التحقيق وخاصة سجن الجلمة، نقلت المحامية عن الأسير دراغمة وصفه للحياة في المعتقل بأنها قاسية جداً ، مشيراً إلي برودة الهواء لدرجة الصقيع المثلج، حيث يتم التحكم به، إضافة إلي عدم وجود تهوية طبيعية، سوي حفرة في الأرض تحت مسمي مرحاض وهو حمّام الزنزانة.
وأضاف أن الأسير لا يري في السجن سوي اللون الرمادي، الذي يطغي علي المكان، إضافة إلي الجدران الخشنة البارزة للخارج والتي يصعب الاتكاء عليها، مشيراً إلي نوعية الطعام البالغة السوء نوعاً وكماً، وكذلك المعاملة السيئة والمماطلة الشديدة، حيث لا يستجيب السجانون لمطالب الأسري، ويهملون علاجهم وفرشهم وأغطيتهم، مما يجعل لها رائحة كريهة، فضلاً عن الاستفزازات والشتائم والصراخ بشكل مستمر، وكذلك الضوء الخافت الذي يكاد يسبب العمى وآلام العينين.
رام الله ـ القدس العربي
اقرأ أيضاً :
رضيع فى زنازين الاحتلال/ الشاباك تستخدم التحرش الجنسي بالأسيرات الفلسطينيات/ الاحتلال يجبر عاملين فلسطينيين على شرب بولهم!