قد تكون البلدة القديمة من القدس، والتي تضم بين أسوارها 785دونما من المساجد والكنائس والكنس والأسواق القديمة، ذات الحضارات والثقافات الغائرة في التاريخ، قد تكون عامل جذب قوي للزائر في هذا البلد والراغب في نزهة عبر التاريخ. لكنها، البلدة القديمة، عدن، وفي السنوات الأخيرة عامل جذب قوي أيضا لجماعات دينية يهودية، تطلق على نفسها أسماء مثل، عطرت كوهانيم (تاج الكهنة) وشوفو بفيم (عورة الأبناء) وغيرها، إلا أن الفرق بين الاثنين الزائر وهذه الجماعات شاسع إلى ابعد الحدود.
فالسائح يبغي الصور والذكرى والنزهة الجميلة في حين أن هذه الجماعات اليهودية تريد المكان بأسره. وتريد أن تقيم فيه، خلافا للسائح الذي يعود وبحوزته تذكار. وقد باتت هاتان الجماعتان، أسماء معروفة لسكان البلاد القديمة الفلسطينيين. خصوصا في كل من يتم فيه الاستيلاء على بيت جديد أو بناية تقول أوراقهم الثبوتية إنها ملكهم، حتى غدت هذه المؤسسات صاحبة الحظ الكبير الذي يوفره دعم حكومي "إسرائيلي"، ودعم مالي يهودي عالمي، عنوانا لعملية استيلاء تدريجية على البلدة القديمة: فالهدف واضح ويترجم إلى تهويد المدينة وتفريغها من سكانها الأصليين.
الأيديولوجية الصهيونية
وتشكل عملية الاستيطان اليهودي في المدينة القديمة، انعكاسا تاريخيا وامتدادا طبيعيا للإيديولوجية الصهيونية، صاحبة استراتيجية التهويد وتبرز كإحدى الركائز الرئيسية لسياسة الحكومات "الإسرائيلية" المتعاقبة منذ قيام الدولة العبرية عام 1948. فالحلة الجديدة التي عرضها وزير الإسكان الإسرائيلي ارييل شارون، بتصديق من حكومة الليكود، تدعو إلى البدء في خطة استيطانية واسعة تشمل جميع أنحاء المدينة المقدسة، داخل السور وخارجه. ويتم تنفيذ هذا الخطة من خلال إقامة طوق استيطاني، قوامه 36 ألف وحدة سكنية، والتي سيرتفع بموجبها، عدد سكان المدينة اليهود إلى مليون نسمة، ومن ثم تتحول إلى مدينة كبرى (القدس الكبرى) تتصل بضواح او بمدن تابعة لها. ويضم الطوق الذي يتحدث عنه شارون، داخل القدس، حي جيلو جنوبا، والحي الجديد المنوي إقامته "هارموحا" و"بسكات زئيف" و "النبي يعقوب" شمالا، إضافة إلى "جفعات زئيف" و"راموت" غربا.
ولا تغفل الخطة ذاتها، وبطبيعة الحال، الطوق الأكبر الذي يمتد إلى مستوطنات "جوش عتصيون" في منطقة الخليل وبيت لحم جنوبا، ومستوطنات منطقة رام الله إلى الشمال و"سعاليه ادوسيم" إلى الشرق بالغرب من أريحا، على أن تقام طريق جديدة تصل "جفعات زئيف" من جهة الغرب إلى بسفات زئيف شمالا، ومنه تنحرف شرقا إلى سعاليه ادوسيم، ومع الطرق المقامة حاليا يكون شارون قد أكمل لمساته الأخيرة على خارطة "القدس الكبرى".
ويساند شارون "سياسيا" في خطته هذه ما يسمى بـ "جبهة إسرائيل الكبرى" والتي تضم عشرة نواب كنيست متطرفين من الجناح المتشدد في حزب الليكود، ومن أحزاب يمينية أخرى مثل "هتحيا" و"تسوميت"، "موليتد" والذين يطالبون بتنشيط الاستيطان الإسرائيلي وتكثيفه في جميع الأراضي المحتلة. والإحصاءات التي تقدمها المصادر "الإسرائيلية" تتحدث عن مجموعة وحدات سنية تبنى في القدس وتقول أنها تبلغ 40ألف وحدة منها 4000 على طريق القدسـرام الله.
هجرة معاكسة
وبحسب تقديرات وضعها مركز القدس للدراسات الاستراتيجية (مقدس) فانه وإذا استمرت سياسة الاستيطان اليهودي المكثف في القدس لمدة عشر سنوات قادمة مثلا، واذا ما رافق ذلك هجرة معاكسة من الجانب الفلسطيني في المدينة إلى مناطق أخرى مجاورة ـكما يحدث حاليا ـسيؤدي الأمر بالتأكيد إلى جعل السكان الفلسطينيين أقلية ضئيلة لا تشكل أكثر من 5% من المجموع الإجمالي للسكان. وهذا يؤدي إلى تحقيق الأهداف الإسرائيلية التي ترمي إلى إخراج فكرة تمركز التواجد اليهودي في جميع أنحاء المدينة إلى حيز التنفيذ، مقابل طمس معالمها العربية التاريخية والدينية. وبالتالي إسقاط الفكرة التي تشدد على اعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة.
وعودة إلى داخل أسوار البلدة القديمة فان السلطات الإسرائيلية عمدت وبشكل منهجي منتظم إلى الاستيطان في البلدة القديمة وبموازاة العمليات الجارية خارج أسوارها على قدم وساق، وكخطوة أولى أعادت الحكومة الإسرائيلية منذ أوائل العام 1969 بناء الحي اليهودي على أنقاض الأحياء العربية الملاصقة له، وهي حي "باب السلسلق" وحي "الباشورة" وأخيرا حي باب المغاربة الذي تم الاستيلاء عليه بشكل كامل، رغم انه تابع "رسميا وقانونيا" للوقف الإسلامي وأخذت عملية بناء الحي اليهودي شكل سور جديد من البنايات الشاهقة من جميع الجهات باستثناء الجهة الشرقية.
ولا تكمن أهمية هذا السور في قدرته الاستيعابية (100 ألف مستوطن) بل في الهدف الأمني الكامن وراءه، إذ لم تغفل السلطات الإسرائيلية ان المدينة المقدسة كانت مفتوحة من جهة الشمال والشق خلال حرب فلسطين عام 48. وعليه فقد عمل العسكريون الإسرائيليون على تشجيع حكومتهم في إقامة المشروع الذي يوفر للمدينة قلاعا ضخمة من البنايات الشاهقة لحمايتها في أية مواجهة قادمة.
القناة
ويهدف المشروع كذلك إلى ربط الحي اليهودي مع البؤر الاستيطانية اليهودية في كل أحياء وحارات البلدات القديمة. وإذا كان السكان العرب في البلدة يشكلون 72% من سكانها في العام 1972، فإنهم باتوا يشكلون الآن نسبة تقدر بحوالي 65%، أخذت بالنقصان تدريجيا.
وفي الحي الإسلامي الذي يمتد من باب الواد إلى حائط المبكى، تقيم اليوم خمس وثلاثون عائلة يهودية موزعة بين جميع أطرافه وبشكل خاص على الطريق الطويل المؤدي إلى حائط المبكى، باستثناء عائلتين تسكنان منطقة السوق القديم. وأما بقية العائلات فتسكن في بيوت جماعية او منفردة في داخل المباني القريبة او التابعة للمدارس الدينية اليهودية الخمس المتواجدة في المكان وهي "عطرت كوهانيم" "توراة كوهانيم" "شوفوبنيم" "حزون يحزقئيل" وفي المكان أيضا ثلاثة كنس ومتحف ومكتبة وعيادة طبية عامة، وعيادة أسنان. وتضم هذه الجماعات والمدارس الدينية أكثر من 800طالب يهودي، وتأسس معظمها في منتصف السبعينات وبداية الثمانينات. في حين أن غالبية هؤلاء الطلاب أعضاء في أحزاب سياسية ودينية يمينية مثل "جوش ايمونيم" و"هتحيا" و"موليدت".
وتعتبر "عطرت كوهانيم" كبرى هذه الجماعات، وأكثرها نشاطا في الاستيطان داخل أسوار البلدة القديمة، وتقوم بإجراء بحث دقيق عن باقي المباني في داخل الحي الإسلامي بما فيها إفادات لأشخاص كانوا يعرفون المنطقة قبل العام 1948. وتبحث كذلك عن مجلات ونشرات من فترة عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، وبشكل أساسي لكتاب يهود.
ويقوم طلاب المدرسة الدينية بفتح حوارات مع العرب الذين يقطنون في هذه البيوت، في محاولة لفتح باب التفاوض معهم وبهدف واضح هو "شراء" هذه المنازل، والاستيلاء عليها. ولا تزال هذه المحاولات جارية (ومستمرة على الأرجح) للسيطرة على مباني وممتلكات في البلدة القديمة بشكل خاص، والقدس الشرقية بشكل عام. وتقول مصادر في "عطرت كوهانيم" إن هناك 200 عائلة يهودية تنتظر دورها للسكن داخل الحي الإسلامي.
وبالنسبة إلى جماعة "عطرت كوهانيم" فالهدف واضح جدا، وقد كرره مسئول هذه الجماعة في أكثر من مناسبة، وهو المنازل العربية الكائنة في الطريق إلى حائط المبكى. ويؤكد ذلك أقوال المتحدث باسم جماعة "عطرت كوهانيم" الحاخام شلوفمو افنيري، والذي يقول "شعب إسرائيل قام ليعيش وعليه أن يستوطن في مدينة القدس. إن اليهود ينظرون دائما إلى إمكانية توسيع عملية الاستيطان اليهودي في البلدة القديمة وليس في الحي الإسلامي وحده".
قانون أملاك الغائبين
ولا تحمل كلمات الحاخام افنيري أية غرابة، فقد قامت جماعة "عطرت كوهنيم" في أوائل شهر نيسان في العام الماضي بالسيطرة على دير تابع لبطريركية الروم الأرثوذكس في حي النصارى في البلدة القديمة.
ولا تزال عشرون عائلة من جماعة "عطرت كوهانيم" تقيم في المبنى المكون من 60غرفة، في حين أن أدراج المحاكم الإسرائيلية أبقت على ملفات الدعاوى التي رفعتها البطريركية. وحتى الآن لم يصدر أي قرار بشان هذا الخلاف، لكن امرأ وحيدا أكيدا هو أن العائلات اليهودية التي استقرت في المبنى لا تبدي أية رغبة في مغادرة المكان.
وخارج أسوار البلدة القديمة يتعرض فندق الابسادور، الواقع على المدخل الشمالي لمدينة القدس، لملاحقات قضائية في المحاكم الإسرائيلية منذ عدة أسابيع، وهو مهدد بالمصادرة كونه احد الأهداف الرئيسية والحارس أملاك الغائبين. (هذا الحارس الموجه أصلا من قبل وزير الإسكان الإسرائيلي ارييل شارون). وقبل نحو عام انضم حارس أملاك الغائبين إلى الدعوة القضائية وقدم ادعاءات تقول أن أسهم الفندق تعود إلى فلسطينيين يقيمون خارج البلاد، وعليه وحسب تفسير قانون أملاك الغائبين الإسرائيليين، فان حارس هذه الأملاك الإسرائيلي يستطيع وضع اليد على الفندق. أمر آخر روته مصادر إسرائيلية مفاده أن "عطرت كوهانيم" تقف وراء هذا الأمر.
كتب محمود ميعاري أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيرزيت، يستعرض الهجرة اليهودية إلى فلسطين، متابعا مراحلها الأساسية منذ أواخر القرن التاسع عشر (1882) وحتى الوقت الحاضر، وبصورة عامة فان الهجرة، اليهودية هي الأساس في التركيب السكاني، وغالبية اليهود من أصول مهاجرة، ويعالج في جانب آخر من الموضوع "الهجرة المعاكسة" التي تقود اليهود إلى مغادرة فلسطين المحتلة لأسباب متعددة، وتتصل بالظروف المعقدة التي يعيش "الإسرائيليون" في ظلها.
ويتناول السكان العرب في إطار التركيب السكاني مشيرا إلى نسبتهم، التي راوحت حول نسبة 16% من إجمالي السكان العرب واليهود. ومن الناحية الاتنية، يشير إلى التوزع المتعدد لليهود في إسرائيل من حيث طوائفهم، وأهمها الاشكيناز والسفارديم والصابرا ويشير ذلك إلى توزعهم حسب بلدان المواطن الأساس، وحسب الإحصاءات فان الأكثرية من اليهود (مواليد فلسطين) تزيد عن 23في المئة والأقل منهم يهود من بلدان الاتحاد السوفيتي السابق، وهم أكثر من 16%والمجموعة الثالثة يهود المغرب 11%وهكذا يورد الباحث نسب السكان اليهود تبعا للبلدان الأصلية التي هاجروا منها.
تركيبة سكانية جديدة
الأرقام المتناثرة قد لا تفيد كثيرا، ولكن حين نعلم أن جملة أعداد المهاجرين السوفيات وأقطار تدور في فلكه قد اقتربت من المليون خلال هذه القرن، فإننا ندرك أن اليهود القادمين من الشرق الأوروبي يمثلون أهمية نسبية عالية في التركيبة السكانية الإسرائيلية، وان التطورات التي حدثت مع سقوط الاتحاد السوفيتي سوف تؤثر على التقديرات التي كانت تقول أن المستقبل للفلسطينيين الذين تتزايد نسبتهم مع وجود أسرة عربية كبيرة بالقياس للأسرة الإسرائيلية.
الآن، تختل المعادلة، والسبب: يهود قادمون من الاتحاد السوفيتي.
لكنها ليس المعادلة الوحيدة التي تختل، فالهجرة قد خلقت مجموعة خطيرة من النتائج، فالمهاجرون الجدد يضمون 53%من أعدادهم كقوى عاملة جاهزة للإنتاج ومهاجرو 1990لهم تركيبة خاصة:
* 39%منهم من فئة العلماء والأكاديميين والفنيين كالمهندسين والأطباء وعلماء الطبيعة.
* 34.4%منهم ممرضون وممرضات.
* 6.8%عمال بيع وخدمات.
* 12.8%عمال مهن حرة في الصناعة.
وذلك بالإضافة إلى نسبة غير قليلة من المديرين، هذا التركيب المهني يعكس نفسه على سوق العمل واندماج المهاجرين في اقتصاد الكيان الصهيوني، وقد يؤثر على فرص العمل المتاحة للفلسطينيين الموجودين في الأرض المحتلة. من جانب آخر فان متطلبات الهجرة معروفة: فرصة عمل، وقطعة ارض، وقدر من الماء والغداء، لذا فقد استولت سلطات الاحتلال على 54%من أراضي الضفة الغربية و40%من أراضي غزة.
وبطبيعة الحال فان مشكلة الماء أكثر تعقيدا، وقد تدخلت السلطات الإسرائيلية منذ احتلال 1967بتقنين التصرفات في كل أنواع المياه بما فيها المياه الجوفية، وبات الفلسطيني لا يستطيع أن يحفر بئرا في الضفة أو القطاع دون إذن سابق، وبات الأذن محفوفا بالاحتمالات، فالقرار الإسرائيلي هو الاستيلاء على اكبر قسط من الماء وبما يعكس نفسه على الجانبين: جانب الوفاء بحاجات إسرائيل، وجانب إضعاف الاقتصاد الفلسطيني الذي يعتمد في جزء كبير منه على الزراعة و… طبقا للتقرير العربي الموحد (92) فان إسرائيل، وفي ظل تدفق المهاجرين، أكملت استيلاءها على مياه الضفة الغريبة فبلغ ما أخذته من المواد المائية ثمانين في المائة. وتمتد الآثار، فالهجرة بحاجة لموارد مالية واقرب المصادر ضرائب جديدة يؤديها الفلسطينيون.
ولكن،وعلى الجانب الأخر فان المهاجرين يمثلون عمالة رخيصة نسبيا، وبما يعني فرصة تصديرية أوسع لسلع إسرائيلية انخفضت تكلفتها نتيجة لتراجع نسبة الأجور في التكلفة.
السؤال: هل ينجح كل ذلك في خلق مجتمع إسرائيلي متجانس؟ وهل يستمر استقرار المهاجرين؟ أم أن عوامل الطرد تجذبهم للخارج مرة أخرى؟
التطورات السياسية تحكم ذلك، فالهجرة هي جرعة الدم الصناعي التي تدخل إلى الجسد فيمتصها أو يلفظها ويموت المريض.
وحتى الآن، ما زالت كل الاحتمالات مفتوحة، والصراع يدور بين مجتمع يهودي غير متجانس، ومجتمع فلسطين أكثر تجانسا واتحادا، لكن الأول توافرت له عناصر أكثر للقوة وتلك هي المعضلة.
عودة إلى السياسة السكانية الصهيونية
في 31آب من العام 1997يكون قد مضى على انعقاد مؤتمر بازل في سويسرا مئة عام، هذا المؤتمر الذي نص في صيغته الرسمية على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. ومر مخطط إنشاء الدولة العبرية بمراحل عدة تمثلت أولادها بتنظيم الوجود الصهيوني العالمي وإرساء دعائمه وتأسيس الأجهزة العاملة لتركيز النشاط الصهيوني في فلسطين (1960-1920). تلت ذلك مرحلة تأسيس "الوطن القومي" وترسيخ مقومات الوجود الصهيوني على ارض فلسطين في ظل الانتداب البريطاني 1920-1948. أما المرحلة الثالثة التي ما زلنا نشهد فصولها حتى الآن، فهي المرحلة التي تبدأ مع تأسيس الدولة العبرية في 15 أيار 1948. وفي شكل عام وصل مجموع اليهود في فلسطين تبعا لإحصاءات مختلفة إلى 650ألف يهودي في عام 1948.
ومن جهة أخرى أدت السياسة السكانية الصهيونية بشقها الأخر إلى طرد نحو 850ألف عربي من مدنهم وقراهم في الجليل والساحل والجنوب الفلسطيني وتدمير أكثر من 400قرية فلسطينية. وبعد إنشاء الدولة العبرية تهيأت ظروف داخلية وخارجية لجذب اليهود في اتجاه الدولة العبرية التي ارتفع مجموع سكانها اليهود من 650ألفا عام 1948، إلى 1.9مليون عام 1960ثم إلى 4.5ملايين يهودي في نهاية عام 1994وأكثر من 4.6ملايين يهودي في نهاية 1996وساهمت الهجرة بنحو 69في المئة خلال الفترة (1961-1971) و25%خلال الفترة (1972-1982). وبلغت أدنى مستوياتها خلال الفترة (1983-1989)نتيجة لتراجع عوامل الجذب والطرد خلال الفترة المذكورة ولم تتعد مساهمة الهجرة في تلك الفترة 7.5%من إجمالي الزيادة.
واستطاعت إسرائيل استثمار انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عبر جذب مزيد من اليهود في اتجاهها واتجاه الأراضي العربية المحتلة، وتمكن من جذب أكثر من 700 ألف مهاجر يهودي خلال الفترة (1989 – 1996).
إضافة إلى ذلك لم تتوقف السلطات الإسرائيلية عن المضي في مخططاتها السكانية فتابعت ذلك بعد احتلال إسرائيل الضفة والقطاع وهضبة الجولان السورية، فطردت منذ عام 1967أكثر من 1.5مليون فلسطين أصبحوا يعرفون باسم النازحين، في حين تم طرد نحو 150ألف عربي سوري من هضبة الجولان السورية المحتلة. وفضلا عن ذلك استطاعت السلطات الإسرائيلية إقامة 140مستوطنة في هضبة الجولان السورية وذلك استكمالا لسياستها السكانية في الأراضي المحتلة منذ عام 1967. وقد استأثرت المستوطنات القائمة بـ 230ألف مستوطن إسرائيلي.
ولكن على رغم مرور قرن على انعقاد المؤتمر الأول للحركة الصهيونية نحو خمسين عاما من إنشاء الدولة العبرية فان المشروع الصهيوني لم يتحقق لجهة جذب غالبية يهود العالم إلى إسرائيل حيث يتركز حاليا 35%من يهود العالم الذي يبلغ مجموعهم 13مليون يهودي.
من كتاب: القدس إنسان وكيان
أنطوان جرجي الجبيلي
إصدارات دار الجبيلي
صرخة فلسطين
اقرأ أيضاً:
من هم الصهاينة؟/ الحركة الصهيونية كمشروع غربي/ غولدشتاين ... يقدسه اليهود لأنه ذبح العرب/ بدايات الاستيطان اليهودي في فلسطين/ إعلان وفاة العرب.....؟!!!!!!!