تفاصيل محضر اللقاء السري بين رامسفيلد وصدام حسين في سجن المطار..
كشفت مصادر سياسية علىمة ل"الأسبوع" عن تفاصيل وقائع اللقاء السري الذي عقده وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد مع الرئيس العراقي صدام حسين الذي التقاه رامسفيلد خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد، وقد جاء هذا اللقاء في أعقاب تصاعد العمليات الفدائية للمقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال الأمريكية وحلفائها وعملائها على أرض العراق، حيث أشارت المصادر إلى أن القوات الأمريكية قد منيت خلال الأشهر الثلاثة الماضية بخسائر وصلت إلى أكثر من 1600 قتيل وجريح لم يعلن سوى عن عدد ضئيل منهم.
وأكدت المعلومات أن الرئيس الأمريكي جورج بوش كان قد عقد لقاء مع أركان إدارته تباحث فيه حول سبل وقف عمليات العنف والمقاومة في العراق إنقاذا لأرواح الجنود الأمريكيين ووقف عملية الانهيار الحاصل في التحالف القائم بين الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى التي أرسلت بقواتها إلى الساحة العراقية، وقد توصل المجتمعون إلى صيغة تهدف إلى الإفراج عن الرئيس صدام حسين ونفيه إلى خارج العراق في مقابل إصداره إعلانا تليفزيونيا يطالب فيه المقاومة العراقية بالتوقف عن أعمال العنف وتشكيل حزب سياسي للمشاركة في العملية السياسية في العراق.
وقد كلف بوش وزير دفاعه دونالد رامسفيلد بالسفر فورا إلى العراق بحجة الحث على الإسراع بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة والتقاء القيادات العراقية التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة. وأشارت المصادر إلى أن رامسفيلد التقي الرئيس صدام حسين في سجنه القريب من مطار بغداد الدولي إلى الغرب من العاصمة العراقية وأن اللقاء استمر قرابة الساعة بحضور قائد القوات الأمريكية في العراق. وفي أعقاب زيارة رامسفيلد للعراق رفع وزير الدفاع الأمريكي تقريرا إلى الرئيس بوش يحوي محضر اللقاء ويرسم ملامح التعامل المستقبلي مع الأوضاع في العراق ليشدد على ضرورة البحث عن إلىات للحوار السياسي مع المقاومة ومع الرئيس صدام حسين.
وأكد رامسفيلد في تقريره ان الأوضاع في العراق تزداد خطورة وأن المقاومة العربية تبدو كجيش منظم جري إعداده وتدريبه جيدا، وقدمت إلىه إمكانات مادية وتسليحية هامة. وأشار رامسفيلد إلى أن عدد المقاومين وصل الآن إلى أكثر من 400 ألف مقاوم حوله أكثر من خمسة ملايين من المساندين.
وأشار رامسفيلد إلى أن ما جري في الفلوجة كان له أثر سلبي على الأوضاع الأمنية وأن المقاومة نجحت في استثمار ما تمخض عن آثار الحرب على "الإرهاب" لصالحها حيث أصبح الشباب العراقي يتنافس على التطوع في صفوف المقاومة.
وأكد رامسفيلد أن كثيرا من أسماء التنظيمات المقاومة التي تعلن عن نفسها ما هي إلا واجهات لتنظيمات حزب البعث التي يشرف علىها حإلىا عزت إبراهيم نائب الرئيس العراقي 'السابق' صدام حسين. وتوقع رامسفيلد أن يزداد الموقف صعوبة للغاية في الفترة القادمة حيث تزايدت وتيرة العمليات المسلحة إلى أكثر من مائتي عملية يوميا، توقع العشرات من الضحايا في قوات الحلفاء وقوات الحرس الوطني والشرطة العراقية.
وقال رامسفيلد إنه اطلع على عدة تقارير أمريكية وعراقية تكشف تردي الأوضاع الأمنية في العراق وتراجع الروح المعنوية للجنود وتصاعد الخسائر البشرية والمادية للقوات. وأشار رامسفيلد إلى أن هناك خسائر فادحة في المعدات الحربية الأمريكية وأن القوات الأمريكية تفقد أسبوعيا متوسط 30 إلىة أمريكية على الأقل، وأن ذلك أحدث حالة استنزاف مستمرة لدي القوات.
وأكد رامسفيلد ان المقاومة استولت خلال الآونة الأخيرة على مخازن أسلحة أمريكية متطورة تتضمن مدافع وقاذفات وراجمات وصواريخ مضادة للطائرات وأسلحة أخري متقدمة، وأن القادة الأمريكيين أبدوا مخاوفهم من التأثير إلىجابي لهذه الأسلحة على تصاعد حركات العنف وعمليات المقاومة، وفي نهاية تقريره طالب رامسفيلد بضرورة مواصلة الحوار مع صدام حسين وأنصاره لحين التوصل إلى صيغة يتم من خلالها ضمان فترة هدنة مؤقتة لبحث كافة الشروط المطروحة من قبل الجانبين.
'الأسبوع' حصلت على محضر الحوار بين صدام ورامسفيلد من مصادر أمريكية موثوقة، وهذا هو نص المحضر:
في بداية الحديث كان الرئيس صدام يبدو هادئا للغاية، ربما يكون قد فوجئ بأن ضيفه هو رامسفيلد، إلا أنه لم يبد علىه أي توتر عصبي، بدأ رامسفيلد الحديث بالقول:
رامسفيلد: لقد جئت للقائك لأتفاوض معك حول الموقف في العراق، لقد أجرينا اتصالات مع بعض أنصارك داخل وخارج العراق، وقد نصحونا بأن نستمع إلىك.
صدام حسين: وماذا تريدون؟ لقد احتلت قواتكم أرض العراق الأبي، وأسقطتم نظام الحكم دون سند من شرعية واعتديتم على سيادة بلد حر مستقل ذي سيادة، وارتكبتم جرائم سيسجلها التاريخ ليكون شاهدا على حضارتكم المخضبة بالدماء، فماذا تريدون بعد كل ذلك.
رامسفيلد (يحاول أن يكتم غيظه): لا داعي للخوض في الماضي لقد جئت خصيصا لأعرض علىك عرضا واضحا ومحددا، وأريد أن أسمع منك إجابة واضحة ومحددة.
صدام حسين (ساخرا): أظنك جئت للاعتذار وإعادة السلطة للعراقيين.
رامسفيلد: ليس هناك ما نعتذر عنه، لقد شكلت خطرا على جيرانك وسعيت لامتلاك أسلحة دمار شامل ومارست الديكتاتورية على شعبك وكان طبيعيا أن نمد أيدينا لشعب العراق لنخلصه من المخاطر التي واجهته على مدي أكثر من ثلاثة عقود.
صدام حسين: أعرف أنك جاهل بالتاريخ، وأعرف أن رئيسك لا يقل جهلا، ولكن يبدو أنكم ظللتم تكذبون حتى صدقتم أنفسكم، إذا كنت تقصد بجيراننا الكيان الصهيوني فنحن فعلا كنا نشكل خطرا ونعد العدة لتحرير أرضنا المغتصبة في فلسطين، وهذه أمنية كل إنسان عربي وليس عراقيا فهذه الأرض عربية وشعبها عربي والصهاينة هم الذين احتلوا الأرض وجاءوا إلىنا من كل أنحاء العالم بمساندتكم أنتم وقوي الاستعمار القديم أما إذا كنت تقصد الكويت، فأريد أن أسألك: هل انسحبتم من الكويت أم لا؟
رامسفيلد: هذه قضايا أمنية، ثم إنه بيننا وبين الكويت ودول الخليج الأخري اتفاقات أمنية، لقد جئنا بناء على طلب منهم، لحمايتهم من تهديداتك.
صدام حسين: إلىس مضحكا أن يؤتمن الذئب على الخراف، إن شعب الكويت شعب عربي، والكويت هي أرض عراقية، ولذلك أدعوك أن تقرأ التاريخ جيدا، وإن كنت على ثقة أنك لن تستوعبه.
رامسفيلد: دعك من هذا الهراء، أنا أعرض علىك...
صدام (مقاطعا): قبل أن تعرض على بضاعتك الفاسدة أنا أسألك: هل وجدتم أسلحة الدمار الشامل في العراق أم لا؟
رامسفيلد (مرتبكا): لم نعثر علىها حتى الآن، لكن حتما سنعثر علىها في يوم ما، هل تنكر أنه كانت لديك نوايا لصناعة قنبلة نووية؟
صدام: لم تكن لدينا أسلحة دمار شامل منذ عام 1991 لقد كنا صادقين ونحن نتحدث مع بعثة التفتيش الدولية، وكنا صادقين في رسائلنا إلى كوفي عنان، وكنتم تعرفون هذه الحقائق، لكنكم كنتم تبحثون عن أية ذرائع كاذبة لاحتلال العراق وإسقاط سلطته الشرعية.
- رامسفيلد: لقد استقبلنا العراقيون بسعادة بالغة ورحبوا بنا، وكان السبب هو ممارسات نظامك الدموي على مدي كل هذه السنوات التي حكمت فيها العراق.
صدام: أرجوك يا سيد رامسفيلد.. كفاك كذبا، فأنتم الذين فجرتم شلالات الدماء على أرض العراق، لقد تآمرتم علىنا وجئتم ببعض الخونة ليحتلوا السلطة على أرض العراق العظيم.
رامسفيلد: من تسميهم خونة اختارهم الشعب العراقي كقادة له بطريقة ديمقراطية وانتخابات نزيهة لم تحدث في ظل حكمكم للبلاد.
صدام: لقد عرفت أنكم جئتم بجوقة الخونة وفي مقدمتهم الطالباني، (ضحك ساخرا)، العراق العظيم يحكمه الطالباني والجعفري، ألا يدعو ذلك للسخرية؟!.. ثم عن أي انتخابات تتحدث.. هل يجوز أن تجري انتخابات حرة كما تقول في ظل احتلالكم لبلدنا؟ يا سيد رامسفيلد لقد تعلمنا من التاريخ أن المحتل لن يأتي إلا بأعوانه وعملائه، ثم تريد بعد كل ذلك أن تقنعني بأن شعب العراق يتمتع بالحرية والديمقراطية، إنك حقا تهذي.
رامسفيلد (يكتم غيظه بشدة): أنت معزول ولا تعرف حقائق ما يجري في الخارج، إن الشعب العراقي تحرر من ظلمك، ولو رأوك أنت أو أيا من رجالك في الشارع لفتكوا بك..!!
صدام: وأنا أراهنك إذا استطعت أن تعلن عن مكان تواجدك في العراق، لو علمت المقاومة العراقية بمكانك لما استطعت أن تخرج حيا، إنني أريد أن أسدي نصيحة إلى رئيسك 'الغبي'، علىك أن تبلغها له وهي أن ينقذ ما تبقي من جنوده، إن الموت يحاصرهم من كل مكان، والتاريخ لن يرحمه.
رامسفيلد: لقد جئت للحديث معك حول عمليات 'الإرهاب' التي يحرض علىها رجالك وينفذونها، لقد قام رجالك مؤخرا بعملية دنيئة استهدفت سجن أبو غريب، حيث أصابوا وقتلوا أكثر من خمسين أمريكيا، كما أنهم قتلوا عددا من المقبوض علىهم بتهم مختلفة، إن رجالك يستعينون بالإرهابيين من كل أنحاء العالم وهم يهددون التجربة الديمقراطية في العراق.
صدام حسين: وما هو المطلوب بالضبط؟.
رامسفيلد: أنا أعرض علىك عرضا واحدا وهو أن يفرج عنك وتختار لنفسك منفي اختياريا في أي بلد تشاء بشرط أن تظهر على شاشة التليفزيون لتعلن إدانة الإرهاب وتطالب رجالك بالكف عن هذه الممارسات.
صدام حسين: وهل حصلت على موافقة رئيسك على هذا العرض؟
رامسفيلد: نعم هذا العرض تم الاتفاق علىه في جلسة شارك فيها الرئيس ونائبه ووزيرة الخارجية ورئيس جهاز الاستخبارات، وقد كلفت بإبلاغك بهذا العرض.
صدام حسين: إنه ثمن بخس.
رامسفيلد (بلهفة): مستعدون أيضا لإشراك عناصر مقربة منك في الحكم.
صدام حسين: وماذا أيضا؟
رامسفيلد: سنقدم لك إعانة مإلىة محترمة وسوف يحفظ أمنك وأمن أسرتك في البلد الذي ستختاره.
صدام حسين: هل تريد أن تسمع شروطي؟.
رامسفيلد: يا حبذا.
صدام حسين (بلغة فيها كثير من الغرور والتعإلى): أنا أريد أولا منك أن تحدد لي جدولا زمنيا للانسحاب من العراق، وأن تلتزم به حكومتكم أمام العالم، وأن تبدأوا عملية الانسحاب على الفور، وأنا أطلب ثانيا: الإفراج فورا عن كافة المعتقلين العراقيين والعرب في السجون التي أقمتموها أو تلك التي قيدتم فيها حرية عشرات الألوف من شرفاء العراق، وأطلب ثالثا منكم التعهد بتقديم التعويضات الكاملة عن الخسائر المادية التي لحقت بالشعب العراقي من جراء عدوانكم على بلدنا منذ أم المعارك في عام 1991 وحتى إلىوم، وأنا أقبل بالاستعانة بلجنة دولية وعربية لتقدير هذه الخسائر؛
وأطلب رابعا: أن تردوا الأموال التي نهبها رجالكم من خزائن العراق ونفطه خاصة هذا المجرم بريمر وأزلامه من الخونة والمارقين، وأطلب خامسا: إعادة الآثار التي سرقتموها وسلمتموها لمافيا الآثار، فهذه كنوز لا تقدر بمال الدنيا، لأنها تحمل تاريخ العراق وحضارته صحيح أنكم لا تملكون حضارة ولا تاريخا وأن عمر بلدكم لا يتجاوز بضع مئات من السنين، ولكن كل ذلك لا يجب أن يبرر سرقاتكم وحقدكم على حضارة العراق وثروة العراق، وأطلب سادسا: أن تسلموني أسلحة الدمار الشامل إذا كنتم قد عثرتم علىها وأن تعيدوا إلىنا حياة كل الشهداء الذين أزهقت أرواحهم، وأن تردوا شرف الماجدات العراقيات الذي سلبتموه.
رامسفيلد: هل هذا نوع من السخرية؟
صدام: لا، بل هذه هي الحقيقة المرة، التي تعرفونها يا سيد رامسفيلد أنتم ارتكبتم أكبر جريمة في التاريخ ضد بلد عربي مسالم، لقد التقينا سويا في الثمانينيات، هل تذكر عروضك؟
رامسفيلد: دعنا من الماضي، نحن بصدد إعادة تقييم مواقفنا منكم ومن العديد من القوي التي ناصبتنا العداء في الماضي، نحن قررنا أن نتحاور مع الإسلاميين المعتدلين، وليس لدينا مانع في وصولهم للسلطة عبر صندوق الانتخاب بل الأهم من ذلك أننا قررنا أن نفتح قنوات للحوار مع منظمات 'إرهابية' مثل حماس والجهاد وحزب الله الموإلى لإيران، وأيضا منظمات أصولية أخري في العالم كله، بل حتي لدينا مشروع للاتصال بحركة طالبان في أفغانستان لدراسة مشاركتها في السلطة مقابل التخلي عن السلاح.
صدام: إذن بدأتم تعيدون التفكير في نهجكم الخاطئ؟
رامسفيلد: إنه التطور الطبيعي للأمور، نحن نسعى إلى نشر الديمقراطية في كافة البلدان والحركات الخاضعة للاستبداد.
صدام حسين: أفلحتم إن صدقتم، أنا أعرف حقيقة أهدافكم، وإذا كنتم صادقين حقا فعلىكم أن تبدءوا فورا أنتم وحلفاؤكم الانسحاب من العراق، وعلىكم أيضا أن تراجعوا موقفكم الداعم لإسرائيل. إنني أعرف أن رئيسك عنيد ومكابر وليس صادقا.
رامسفيلد: إنه رئيس ديمقراطي منتخب، وليس حاكما دمويا مثلك.
صدام: الإرهاب صناعتكم والكذب أسلوبكم.
رامسفيلد: إن هذا العرض هو فرصة تاريخية لكم، سنفرج عنك وسنتشاور معك في كل ما يخص شئون الحكم في العراق، إذا رفضت هذا العرض فالفرصة لن تعوض.
صدام حسين: أنا لا أبحث عن الفرص، ولا أبحث عن طريق لإنقاذ رقبتي من حبل المشنقة التي نصبتموها للعراق كله، لو أردت ذلك لقبلت بالعرض الروسي وأنقذت ولديٌ وحفيدي من الشهادة، أنا لا أعرف ما هو مصير أسرتي وبناتي وأحفادي، ولكن ثق أنني مهتم بكل مواطن عراقي وبمستقبل العراق العظيم أكثر من اهتمامي بنفسي وأسرتي.
لقد سبق أن عرضتم على قبل ذلك عن طريق رجالكم أن أقرٌ بأن أسلحة الدمار الشامل هربت إلى سوريا وقلتم إن الثمن هو الإفراج عني، فرفضت وها انذا أكرر الرفض مرة أخرى.
رامسفيلد: أنا لا أريد منك رفضا، أنا أريد منك التفكير، نحن نعاود تقييم مواقفنا في الوقت الراهن، نحن نريد وقف الدماء التي تتدفق من كلا الجانبين، ولذلك يأتي عرضنا من منطق القوة وليس من منطق الضعف.لقد طلبنا من جلال الطالباني أن يدلي بتصريح ينفي فيه أية نوايا لإعدامكم كبادرة حسن نوايا منا، ونحن لدينا استعداد لمراجعة موقفنا كاملا من العملية السياسية في العراق بأكملها وأن نتحاور معك ومع رجالك في هذا الأمر.
صدام حسين: هل أنتم مستعدون للانسحاب أم لا؟
رامسفيلد: يمكن أن نبحث إعادة الانتشار، إن قواتنا أعدت قواعد للبقاء فترة طويلة يمكن أن ننسحب من الشوارع والمدن ولكن سنبقي في القواعد لفترة من الوقت.
صدام حسين: إذن أنتم تريدون عميلا جديدا يضاف إلى هذا الطابور من العملاء، لا يا سيد رامسفيلد، لا تنس أنك تتحدث مع صدام حسين رئيس دولة العراق.
رامسفيلد: لكنك خسرت السلطة. صدام حسين: لم يبق لي سوى الشرف، والشرف لا يباع ولا يشتري.
رامسفيلد: لكن الحياة لها قيمة لا تقدر.
صدام حسين: لا قيمة للحياة بدون الكرامة، وأنتم سلبتم العراق كرامته عندما دنستم أرضه وسوف نسترد كرامتنا سواء بقي صدام حسين أو استشهد.
رامسفيلد: إن أنصارك الذين تحاورنا معهم قالوا لنا إنك صاحب القرار الأول والأخير، هل كانوا يتوقعون رد فعلك؟
صدام حسين: بالقطع هم يعرفون أن صدام حسين لا يستطيع أن يتراجع على حساب وطنه وكرامته.
رامسفيلد: التاريخ سيحملك مسئولية الدماء التي تسال في العراق.
صدام حسين: بل التاريخ سيحاكمكم على جرائمكم، لقد حذرتكم من قبل وقلت لكم ستنتحرون على أسوار بغداد، وها أنتم تدفعون الثمن، أرجوك أن تذهب إلى لندن وتقرأ سجلات وزارة الخارجية البريطانية لتعرف بعضا من ملامح كفاح الشعب العراقي في مواجهة أصدقائكم البريطانيين الذين تكررون أخطاءهم وتشركونهم معكم، الشعب العراقي شعب عنيد ولا يخاف الموت، والمقاومة أقوي مما تتصورون ولذلك أبشركم بالمزيد.
عند هذه اللحظة قرر رامسفيلد أن يغادر المكان غاضبا وهو يتمتم ببعض الكلمات وكأنه أراد أن يقول: لو كان الأمر بيدي لأعدمته فورا، ولكن ماذا نفعل، وكيف نوقف ساحة الإعدامات التي نصبتها المقاومة في كل شوارع وحواري وقري ومدن العراق للجيش الأمريكي وحلفائه وعملائه؟!
* الأسبوع-مصطفى بكري
اقرأ أيضاً على مجانين :
ردا على المغالطات يقول العراقي الشريد / اجتثاث عروبة العــــــــــراق!!/ عن مهزلة الانتخابات الأمريكية في العراق! / الفلوجة إنها حرب إبادة