طريد الدار
إلــى الأبْـرار فـي صبـرا وقــــد غَصًــت مشــافيهـا
إلـى أًشلاءِ شـــــاتيـــلا إلـــى شــــدائنـــا فيهـــــا
إلـى أًنــقــــاضِ أُمتنـــا وقــــد هِــينت مَـــرافيـهـــا
إلـى من أبــرمـوا عـهـداً لأخــذ الثًــــأْرِ أُهـــــديـــها
لا يزال الصراع بين الخير والشر والحق والباطل مستمراً منذ بدء الخليقة حتى قيام الساعة. فإبليس كان سبباً في إخراج آدم من الجنة، وقابيل حسد أخاه هابيل وقتله، وقد غضب الله على اليهود ولعنهم لأنهم أهل غدر وكفر ونقض للعهود والمواثيق، وقطع سبحانه وتعالى على نفسه عهداً بأن يرث جل جلاله الأرض ومن عليها بقوله الكريم:{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}(الأعراف: 167).
ولقد تآمر قوى الاستكبار العالمي وجنود إبليس أجمعون علينا أهل فلسطين خاصة والمسلمين عامة، لا لشيء إلا لأننا مسلمون{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(التوبة: 32).
وفي غفلة المسلمين وبعدهم عن رب العالمين استطاع الصهاينة المجرمون وأنصارهم أن يسلبوا فلسطين ويشردوا أهلها تحت كل شمس، ويطاردوهم خارج الوطن المحتل بالغزو والاغتيال، وكل وسائل الشر والإجرام، وفي داخل فلسطين استعمل اليهود ضد الشعب العربي المسلم أشرس أنواع القمع والمعتقلات والسموم والقتل والتعقيم، كل هذا والعرب في فرقة ممزقة وصمت قاتل وحيرة مذهلة، فيامن طردت من وطنك فلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مهد الرسل والأنبياء، مسرى معراج محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، قلب العروبة والإسلام النابض، بلد جالوت، وقطز، وحطين صلاح الدين، وعكا الجزار، وحيفا القسام، وقسطل عبد القادر.
فلسطينك الجنة الفيحاء مركز أديان السماء التي روتها دماء الشهداء، وعطر جوها عبير زهر البرتقال والليمون والشيح والبابونج والزعتر، إن طُردت يا أخي منها فقد طُرد الأنبياء الكراو من أوطانهم وديارهم، وابتلوا فصبروا وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده فانتصروا، ولك فيهم أسوة حسنة((والعاقبة للتقوى))، فثق بنصر الله ولا تيأس من أمتك فأنها ستفيق من غفلتها وتنهض من كبوتها وتعود لربها فيعيد لها عزتها وكرامتها.
المؤلف: كمال عبد الكريم الوحيد
غزة رجب 1403 ه / 14 إبريل 1984 م
_______________________________________________________________________________
كمال عبد الكريم الوحيد: ولد في غزة وتعلم فيها، نشاء في غزة وعشيرة الوحيدي قضاء بئر سبع وقريتة المخيزن قضاء الرملة، عمل صغيراً مع المناضلين تحت قيادة الحاج حسني المنياوي قبل دخول الجيوش العربية 1948 أرض فلسطين.
نظم الشعر في سن مبكرة، التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة وحرم من إكمال تعليمه ومنع من دخول مصر لنشاطه الديني والسياسي، ليسانس آداب في اللغة العربية.