للسـلامِ مقدمات في كل زمان ومكان.. فهل ما نراه يحدث كل يوم، صباح مسـاء على أرض الواقع في الجزء الذي نحن فيـه من فلسـطيننا يُمكن أن يكون مقدمـة لسـلام؟؟..
نُغمض العين وفي البؤبؤ شـهيد إثر شـهيد، ونفتح العين وفي البصر تزايد عدد الشـهداء.. فهل السـلام أن تدخل (إسـرائيل) كل يوم بآلات فتكها لتفعل ما تريد؟؟.. وهل السـلام في تزايد عدد الشـهداء كل يوم وكأن الموت صار جزءاً طبيعياً من حياتنا اليوميـة علينا أن نقبل بـه وكأن للوحـش (الإسـرائيلي) "الحق الطبيعي" في الدخول والخروج لقتل من يشـاء وفي الوقت الذي يُريد؟؟..
كل هذا يقول بصريح العبارة أنـه لا سـلام مع المسـخ (الإسـرائيلي) ولا حتى ظلال سـلام، فأمريكا الغارقـة في العراق أعطت الإذن المفتوح لهذا المسـخ كي يتخلص من الفلسـطينيين ومن وجودهم كلـه.. وواهمٌ من يظن أن (توني بلير)، شـبـه المطرود من رئاسـة وزراء بريطانيا، وهو من هو بالنسـبـة لأمريكا و(إسـرائيل) يُمكن لـه يأتينا بالسـلام الذي نُريده، بل سـيعمل جاهداً كي يأتي بالسـلام الذي تُريده (إسـرائيل) وهو سـلام الانتهاء من الوجود والتواجد الفلسـطيني.
هناك مقولـة أو سـموها ما شـئتم تقول، أنـه لا سـلام للمسـخ (الإسـرائيلي) بوجود الفلسـطيني لأنـه صاحب الأرض والحق والتاريخ والجذور.. وجوده يعني زوال الزائف وهو الاحتلال أو الكيان المصطنع.. هم يعرفون ذلك ويعونـه جيداً ويسـتوعبونـه، وعلى هذا الأسـاس يتصرفون منذ سـنوات طويلـة وحتى الآن.. صاحب الحق، عاجلاً أم آجلاً، سـيطرد الغازي والغريب الطارئ على هذه الأرض مهما مرَّ من زمن.. تبقى القاعدة صحيحـة.. و(إسـرائيل) التي قامت على التلفيق والتزييف والسـرقـة والمراوغـة تعرف ذلك.. فكيف ترضى بإقامـة سـلام مع من تعرف أنـه لا يمكن أن يتعايـش معها أو يتجانـس لأنـه الأصل ولأنها مصنوعـة، لأنـه صاحب الحق ولأنها الباطل، لأنـه من جذور وتاريخ الأرض ولأنهم عابرون مهما طالت السـنوات بهم..
الأجدى أن نعي ونسـتوعب ونفهم الدرس لأن المسـخ (الإسـرائيلي) ماضٍ في ذبحنا وقتلنا والقضاء على وجودنا بشـكل يومي منظم، ولأنـه أبقى لنا من أرضنا ما جعلها ترتبط بـه وأخذ فوق ذلك بتقسـيمها وإقامـة "الجدار العازل" عليها والعمل على ضرب اللُحمـة بين الأهل حتى لا يبقى لهم أي شـيء يتكئون عليـه.. كل شـيء يوحي بأن السـلام بعيدٌ بُعد الأرض عن السـماء وأنـه لا سـلام مع هذا المسـخ (الإسـرائيلي)، فكيف نُصدق.. وتعالوا نضع النقط على الحروف.
إذا آمنا أن السـلام سـيقوم، وأن الدولـة سـتقوم، وأن العلم الفلسـطيني سـيُرفرف فوق أرض هذه الدولـة، وأن اللاجئين سـيعودون.. إذا صدقنا كل ذلك وآمنا بـه، فهل نكون قد وصلنا إلى اسـترجاع حقوقنا؟؟.. من غير المنطق أن نقول "نعم"!!.. فكل ما يجري سـيكون مُحاطاً باحتلالٍ (إسـرائيلي) وتحت وصايـة (إسـرائيليـة) وسـنتعرض ليل نهار للمُسـاءلـة والتسـاؤل عن كل حركـة من حركاتنا.. فبالله عليكم، حتى أن صدقنا، فأي سـلام هذا؟؟.. صدقوني لا سـلام مع الاحتلال.. ولا يُمكن أن يكون.
المصدر: مجلـة صوت فلسـطين / العدد 475 / آب 2007 / ص 38