هي عروس المقاومة وبنت الشمس والعطاء المتجدد الشامخ.. كانت ولا زالت سيدة الروح المناضل المكافح صباح مساء، فلا تُغلقوا في وجهها أبواب الحياة ولا تقتلوها بكل هذا الحصار الأحمق المجنون.. أعيدوا للأسيرة المُحاطة بوجع النكران أكثر من وجع الأيام السوداء جوعاً وحصاراً وطول حرمان، أعيدوا لها فضاءها وحريتها وهواءها وكفاكم ما نالته بفضل جنونكم حتى لا نقول حمقكم وتحامقكم..!!
أهل غزة يا ناسنا أهلنا، أهل غزة يا أمة العرب قلوبنا ونبضنا وشمسنا.. أهل غزة شرايين دمنا فلا تذهبوا كثيراً في النسيان والنكران وإدارة الظهر في وقت تُحسب فيه الخُطى على كل واحدٍ منا لأنّ لغة التجاهل والتعامي ما عادت تُجدي ولا عادت تُبرِّئ المتـّهم بالتخاذل من تخاذله.. فكما الشمس لا تُحجب بغربال، كذلك وجع غزة وألمها وصرخة حُزنها لا يكتمها أو يُلغيها هذا النوع من التغافل الغريب العجيب..!!
ومن يحفظ درس غزة يعرف أنها كانت دائماً في الطليعة من النضال والتذكر ومدّ اليد للآخرين.. هي غزة عروس الصلة والتواصل وحفظ الوداد لذوي القربى، فهل نحتنا من الصمت تمثالاً نُغطي فيه عورة الانكفاء وإدارة الظهر..!!؟؟
بأي منطق تُذبح غزة وهي الأم الرءوم وسيدة البذل والمنح وذات الجبهة العالية أبداً؟؟.. بأي منطق نضع أهلنا، أهل غزة، في هذا المأزق الإنساني جوعاً وحصاراً وحرماناً، أهو منطق معاقبة المناضلين على نضالهم والمكافحين على كفاحهم والصابرين على صبرهم..؟؟
بأي منطق نوصل غزة إلى حافة اليأس منا، هل هو منطق حرص الأخ على أخيه، وحرص الوالد على ولده، والابن على أهله..؟؟
بأي منطق نُصبح الجلادين ونروح نجلد أهلنا في غزة صباح مساء بالنسيان والحرمان والتجويع، أهو منطق رحمة الأهل للأهل والعائلة لأفراد العائلة!!؟؟ أم هو المنطق المقلوب الممسوخ الذي صرنا فيه جلادي أنفسنا متناسين أن غزة وأهلها هم نحن وصورتنا بل كل شريان فينا.. هل جُنّت الحكمـة وفقدت أصابعها فصرنا بين ليلـة وضحاها مختصين بتعذيب أنفسـنا وكأننا نقول للاحتلال المسـخ آن لك أن ترتاح فسـنقوم نحن بالمهمـة عنك في جعل أهلنا يذوقون الأمرين..!!؟؟
يا عربنا وأهلنا وناسنا هذا زمان مرعب أحمق مجنون، إذ لا نجد تعريفاً يليق به وبكم غير الذهول من صمتكم وإدارة ظهوركم ونسيانكم لغزة وكأنها في بلاد واق الواق..!! مع أنّ دماء الجرح تسيل في قلوبنا وعلى دروبنا وتندلق في أحلامنا ونحن نرى لأهلنا في غزة أسرى الحصار وإن صمتوا أو منعتهم كرامة المناضل الشامخ من إطلاق صرخة الوجع وآخ الألم.. كأنهم ضمدوا الجرح بالجرح وآثروا أن يعضّوا الشفاة حتى لا يقولوها صريحة مدوية مرعبة: إلى متى يا أهلنا وأنتم سادرون في الغيّ تنسون أو تتناسون أنّ صمت غزة ليس دليل برء أو عافية، ليس صمت الشبعان المرتوي، إنه الصمت المخيف، الصمت الذي إن انفجر فسيُغرقنا جميعاً بالندم لات ساعة مندم.
اقرأ أيضاً:
كيف فسر الإسرائيليون ما جرى في غزة؟ / الفلسطينيّ أين؟؟!! / لا سـلام صدقوني!! / الطريق إلى غزة.. عندما تسللت إلى وطني