في ذكرى نكبة فلسطين وتأسيس الكيان الصهيوني تعلن الشعوب العربية أن ستين عاما من الاستعمار الاستيطاني الإحلالي العنصري وارتكاب أكبر جريمة في العصر الحديث: سرقة وطن كامل وتشريد أهله، لا تعني سقوط الجريمة أو السكوت عليها لأن الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم. إن ذاكرة الشعوب أقوى من كل محاولات ومؤامرات المحو والتضليل، وستظل الشعوب العربية وشعوب العالم الحر تتذكر أن فلسطين أرض عربية تم اغتصابها بقوة السلاح الغربي وتحت مظلته، ولكنها لن تبقى كذلك لأننا لن ننسى ولن نسكت.
إن الاحتفالات الصاخبة التي يقيمها الكيان الصهيوني في الذكرى الستين للنكبة والتطهير العرقي بحضور رئيس الولايات المتحدة، رأس الإمبريالية ورئيس الدولة التي تعربد جيوشها في كل أنحاء التعالم العربي والإسلامي: أفغانستان والعراق والتي تمتد أصابعها في السودان والصومال ولبنان وشريك الصهيونية وحليفها الأول، نقول إن حضوره هذا الاحتفال لن ينجح في إضفاء شرعية على الاحتلال أو إخفاء جريمته، بل إنه سيلقي المزيد من الأضواء على جرائم التصفية العرقية للشعب الفلسطيني بعد اغتصاب أرضه، وعلى جريمة الإبادة الجماعية المتمثلة في حصار قطاع غزة وقطع كل الإمدادات الإنسانية عن أهله.
ولا يمكن أن نتعرض لذكرى النكبة دون إدانة الموقف المخزي للنظم العربية التي بدأت تدير ظهرها لهذا الصراع المصيري، وتفرط في كل المبادئ والثوابت الوطنية والعربية والإنسانية، وتتواطأ في جريمة إدانة المقاومة المشروعة باعتبارها إرهابا، بل وتفتح ذراعيها لاستقبال السفاح جورج بوش، الذي جاء إلى المنطقة للاحتفال بذكرى مشئومة وتأكيد تأييده فكرة يهودية الدولة العنصرية الذي يسقط حق العودة لمئات الألوف من الفلسطينيين، وفي مواجهة هذا الخنوع المهين للنظم العربية فإننا نؤكد جميعا تضامننا مع الشعب الفلسطيني، ورفضنا القاطع لزيارة بوش لمصر، وندعو كل الشعوب العربية وشعوب العالم إلى إحياء الذكرى الستين للنكبة بالتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعلى ضرورة فك كل المستوطنات الصهيونية وتصفيتها، وعلي أن حق العودة للفلسطينيين حق لا يمكن التصرف فيه أو التنازل عنه inalienable عنه كما ندعو كل الشعوب العربية والإسلامية وكل الشرفاء في العالم وكل جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان أن يقاطعوا الكيان الصهيوني وأن يفضحوا السياسات الإمبريالية التي تسانده.
وليكن الخامس عشر من مايو الذي شهد إعلان قيام دولة الاغتصاب والظلم على أرض فلسطين العربية منذ ستين عاما يوم غضب وحداد وتحد في كل البلدان العربية وكل دول العالم الحر للتنديد بالسياسات الإسرائيلية والأمريكية.كما نطالب كل الأحرار في كل مكان برفع أعلام فلسطين وإحراق الإعلام الصهيونية والأمريكية تعبيرا عن رفض الاستعمار والعدوان ورفع الرايات السوداء حدادا على العدالة الإنسانية التي تذبح كل يوم على أرض فلسطين، مع تجديد العهد والإصرار على مواصلة المقاومة حتى تُستعاد الحقوق وتتحرر الأرض والشعوب.
المجد للمقاومة العربية في فلسطين والعراق ولبنان.
نقلا عن موقع د. عبد الوهاب المسيري
واقرأ أيضاً:
الحركة الصهيونية كمشروع غربي/ الصهيونية..مرتع الفساد/ بيان إلى الأمة في الذكرى الستين للنكبة/ الحماقة الصهيونية الكبرى/ نكبة أم تطهير عرقي؟