تحطيم الحدود بين مصر وغزة غيّر كثيراً من المشهد السياسي في المنطقة وأفشل كثيراً من المخططات الصهيونية. ولكن بدلاً من دراسة الحدث في كل أبعاده، اندفع بعض الإعلاميين المصريين، بإيعاز من النخبة الحاكمة، إلى الحديث عن "السيادة المصرية"، وتحدث السيد وزير الخارجية عن كسر قدم كل من يتحدى هذه السيادة! ومع الأسف حين اطلعت على الصحف الإسرائيلية وجدت أن معظمها أدرك التضمينات الحقيقية للحدث، ودلالته وباستثناء صوت أو صوتين، رأى كل المعلقين أن عبور فلسطين يشكِّل فشلاً للمخطط الصهيوني وخطراً على الكيان الصهيوني وليس على السيادة المصرية، عجبي!
ففي مقال نُشر في هآرتس (28 يناير 2008) بقلم موشيه آرنس، وهو من كبار الاستراتيجيين الإسرائيليين وكان وزيراً سابق للدفاع، يبيّن كاتبه المقدمات التي انطلقت منها النخبة الحاكمة في إسرائيل حين قررت فرض الحصار على الفلسطينيين: عندما جاءت سيطرة حماس علي غزة وإطلاق الصواريخ الكثيفة علي إسرائيل بعد فك الارتباط أصرت حكومة أولمرت علي وجوب معالجة المشكلة من خلال سلاح الجو والهجمات المؤقتة محدودة النطاق علي قطاع غزة. وعندما لم تؤد هذه العمليات إلى إيقاف الإرهاب ضد سكان سديروت، ادعي أولمرت ووزير الدفاع الجديد إيهود باراك بأن زيادة هذه العمليات ستؤدي إلى حل المشكلة.
بعد ذلك جاء دور النظرية التي أُخذت من الكتب الدراسية في الاقتصاد: إسرائيل ستحدد ثمن العمليات الإرهابية الفلسطينية بحيث سيكون هذا الثمن باهظاً جداً. المخربون في القطاع سيقومون بتحليل الوضع ويتوصلون إلى الاستنتاج بأنهم خاسرون فيتوقفون عن إطلاق النار. ولكن اتضح أن الإرهابيين في القطاع يستخدمون كتب اقتصاد مختلفة. كلما قُتل فلسطينيون أكثر كلما ازداد عدد الصواريخ التي تطلق علي سديروت. وعندها بدأت تُطرح اقتراحات فضائحية: كل هجمة صاروخية ستقابل بتدمير مناطق معينة في القطاع، وطُرحت شعارات حمقاء من قبل وزراء كبار في الحكومة مثل: إن كان أطفال سديروت لا يستطيعون النوم في الليل، فلن يكون بإمكان أطفال غزة أن يناموا. "وأخيراً جاءت الحماقة الكبرى: فرض الحصار علي غزة لمنع إمدادات الوقود والأغذية عن السكان، وعندئذ سيقوم المواطنون بالتأكيد بالضغط علي المخربين لإيقاف هجماتهم".
وان يقوم وزير دفاع سابق بوصف استراتيجية الصهيونية لحصار غزة وتجويع أهلها والبطش بهم بأنه "حماقة كبرى" أمر له دلالة عميقة، ويبيّن أن استمرار المقاومة هو السبيل الوحيد "لإقناع" الإسرائيليين بأنه لا جدوى، وراء الاستمرار في البطش العسكري.
ولعل الموضوع الأساسي المتكرر في الصحف الإسرائيلية هو أن "الأسوار مصيرها الانهيار مهما كانت عالية"، كما جاء في مقال جاد شمرون (معاريف 28 يناير 2008) الذي بيّن أنه من اللحظة التي خرج فيها الجيش الإسرائيلي من غزة كان انهيار سور رفح حدثاً متوقعاً مسبقاً. إذ أن التاريخ يدل علي أن الأسوار مهما كانت عالية، مصيرها الانهيار حين يحرسها حراس تعوزهم الدوافع. فقد حصل هذا في سور الصين الكبير، وحصل في برلين قبل 19 سنة، ومع ذلك، فقد فوجئت حكومة إسرائيل وفوجئ الجيش الإسرائيلي عندما فجّر بعض الحماسيين السور.
وتتكرر نفس الفكرة، أي حتمية انهيار الأسوار أمام الجوعى، في مقال بقلم يوفال البيشان (معاريف 27 يناير 2008) جاء فيه "من سمع أصوات أولئك الناس البسطاء، رأي حقيقة إنسانية بسيطة نسيها متخذو القرارات ومقررو المصائر. والحقيقة هي أنه لن يوجد أبداً سور يستطيع أن يوقف إنساناً يقرقر بطنه، ولا يوجد له شيء يخسره. حتى لو كان ذلك جداراً هو الأشد إحكاما، وإلى جانبه كتائب جنود ذوي خبرة، فلن يساعد الأمر. لن يوقف شيء إنساناً فقد كل أمل ليحسن حياته في الطريق إلى المكان الذي يلوح انه الحل الوحيد لضيقه. فالضرورة قوة باعثة عظيمة".
ثم يرسم الكاتب صورة للخريطة الإدراكية التي تحدد مجال الرؤية للمستعمرين فيقول: يؤمنون في إسرائيل وفي الولايات المتحدة كما في جنوب إفريقيا سابقا، بالأسوار إيماناً شديداً. فهم يقيمون جدراناً عالية بين البلدات المنعمة في النقب وبين البدو الفقراء، وينشئون في يافا أحياء مسورة تسويراً جيدا للأثرياء فقط، ويستأجر أصحاب الأموال خدمات حراسة خاصة، لإبعادهم من أولئك الذين لا يملكون شيئا تقريبا. فالفقر والضيق يبقيان في الجانب الثاني، لا يراهم أحد من أولئك المسئولين عنهم، وهكذا ينشأ وهم أن الحياة المرفهة للمستغلين يمكن أن تستمر إلى الأبد.
بيد أن التجربة الإنسانية، كما قيل آنفا، تعلمنا أن هذا وهم، إذا ما دفعتَ من هو اضعف منك دفعا زائدا إلي وضع لا يكون فيه ما يخسره، فانه سينهض آخر الأمر ويعمل عملا: سينقض علي مزرعتك، ويغتصب امرأتك ويفجر دارتك.
"لهذا فان قصة انهيار السور في غزة هي قبل كل شيء قصة إنسانية بسيطة ودرس اجتماعي واضح: لن ينمو أي مجتمع إذا نشأت حوله جزر من الفقر والضيق، ولن يخفيها أي جدار. هذا أهم درس يجب أن يتعلمه متخذو القرارات في إسرائيل".
وتؤكد أسر تحرير هآرتس في افتتاحيتها (25 يناير 2008) أن "الحصار في غزة فشل" فتبيّن أن مئات الفلسطينيين يتدفقون "على رفح المصرية ويهزأون من السياسة الإسرائيلية"
"رئيس الوزراء يتحدث عن الحاجة إلى مواصلة الحصار علي غزة، والحكومة تعرب عن خيبة أمل من مصر، وكأنه كان هناك أي احتمال في أن يعمل المصريون علي حماية مصالح إسرائيلية في محور فيلادلفيا ولا يفكروا قبل كل شيء في مصالحهم. لقد فشل الحصار علي غزة، الذي أعلنت الحكومة قبل أسبوع فقط بأنه يعطي ثماره".
ولعل من أهم المقالات التي نُشرت عن الاستجابة الإسرائيلية لهدم السور الفاصل بين غزة ومصر ما كتبه كوبي نيف في صحيفة معاريف (28 يناير 2008) في مقال بعنوان "مع كل فشل نفاجأ بأن العالم لا يتصرف كما نريد الغرور في جينات الصهيونية". يصف المقال في دقة بالغة الخريطة الإدراكية الصهيونية التي تُعمي المؤسسة الصهيونية عن الواقع. يبدأ المقال بالإشارة إلى أن الإسرائيليين يعتقدون حقا بأنهم قادرون على كل شيء. فلا يتعلق الأمر بهذا الزعيم أو ذاك، هذا الحزب أو ذاك، هذه الشريحة الاجتماعية - الاقتصادية أو تلك. هذا يتعلق بنا جميعا، من رئيس الوزراء وحتى رئيس كل بلدية. من وزير الدفاع وحتى الحارس في المجمع التجاري، جميعنا واثقون من أننا قادرون على كل شيء. أعطنا فقط نقطة نمسك بها زمام الأمور، أي ما يكفي من الدبابات والطائرات، ونحن سنحرك العالم إلى حيث شئنا. هذا التفكير المغرور لم يبدأ اليوم، بل كان معتقدا يتجذر عميقا في جينات الصهيونية. وهكذا نحن نعود إلى التفكير، في كل مرة من جديد، بأننا قادرون على كل شيء.
ثم يذكر الكاتب سلسلة الأوهام التي تساقطت: كنا واثقين تماما بأن بوسعنا أن نحتفظ بسيناء ومخزون النفط فيها إلى الأبد، دون أن يتمكن المصريون من عمل أي شيء في هذا الشأن. وكنا نعول ونثق بأن بوسعنا أن نحتفظ بالشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والاستغلال إلى أبد الآبدين، دون أن يثوروا. وعندما ثاروا رغم ذلك، كنا علي قناعة بأن بوسعنا أن نقمع تمردهم هذا من خلال تحطيم عظامهم.
"وفي حرب لبنان الأولى كنا واثقين من أن بوسعنا أن نفرض علي لبنان النظام المرغوب فيه من جانبنا. وفي حرب لبنان الثانية مرة أخرى كنا واثقين بأنه إذا ما استخدمنا ما يكفي من القوة، فسنخضع لبنان وحزب الله. والآن مرة أخرى كنا واثقين من أن بوسعنا أن نحبس وأن نجوِّع مليون ونصف مليون إنسان إلى أن يستسلموا مرة أخرى مثلما هو الأمر دوما، لإرادتنا".
ثم يشير الكاتب إلى أن الصهاينة قد وقعوا صرعى خريطتهم الإدراكية إلى مدى إصرارهم على عدم إدراك الواقع. والمفاجئ الأكبر هو أنه في كل مرة يعود فيها هذا المفهوم إلى الانهيار، نعود ونفاجئ من جديد من أن العالم لا يتصرف كما نريد، رغم أننا استخدمنا تجاهه كل قدراتنا التي يفترض بها أن تخضع كل من يقف في طريقنا، من خلفنا ومن أمامنا ومن كل الجوانب، بواحد، اثنين، ثلاثة.
"ماذا، هل حقا اعتقدنا بأننا إذا ما حبسنا وجوعنا وأظلمنا الفلسطينيين في غزة، فإنهم لن يحطموا السور مع مصر كي يحطموا جوعهم؟ وماذا، هل حقا اعتقدنا أننا إذا بنينا استحكامات علي القناة، فلن يتجرأ المصريون حتى علي التفكير باجتيازها؟ ماذا، فهل حقا اعتقدنا أننا إذا احتللنا لبنان فسيكون بوسعنا أن نعين هناك رئيسا كما نشاء ليصنع السلام معنا؟ وماذا، هل حقا اعتقدنا بأن الفلسطينيين لن يثوروا أبدا؟ وماذا، هل حقا اعتقدنا بأننا سنحطم التمرد الفلسطيني بتحطيم عظامهم؟ وماذا، هل حقا اعتقدنا بأنه سيكون بوسعنا أن نبقي المستوطنات في قطاع غزة إلى الأبد؟ وماذا، هل حقا نعتقد انه سيكون بوسعنا أن نمنع إيران من التحول النووي بقوة الذراع الجوية، الصاروخية، الذرية عندنا؟".
بعد ذكر هذه القائمة من الأوهام التي تساقطت (والتي لا يرصدها مع الأسف الإعلام العربي)، ينصح الكاتب المؤسسة الصهيونية والعقل الصهيوني بأنه "حان الوقت لأن نفهم، في عمرنا المتقدم (فنحن بتنا أبناء 60!)، بأننا لسنا حقا كليي القدرة، ويمكننا أخيرا أن نتعاطى مع الواقع كما هو، وليس كما نحلم".
وفي مقال بعنوان "انهيار البوابة وفشل نظرية التصدي للإرهاب من خلال سجن منطقة جغرافية كاملة" بقلم تسفي برئيل (هآرتس 27 يناير 2008) يقول فيه إن كبار المسئولين في إسرائيل ظنوا في بداية الأمر أن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ستنتقل إلى مصر التي ستكون مسئولة عنها، والتي ستضطر لحراسة البوابة المخترقة، لمنع إدخال المواد التخريبية والمخربين والإشراف علي سلوك حماس.
دولة يمكن في كل لحظة لي ذراعها من خلال العقوبات التي لن تلحق الضرر بمليون ونصف مليون إنسان فقط وإنما بـ 75 مليون مصري. كان هذا هو الوهم الصهيوني، الذي يبدده الكاتب بقوله: "هؤلاء ينسون حقيقتين اثنتين علي الطريق، ليست مصر هي التي اقتحمت الجدار، هي فعلت ما تقوم كل دولة إنسانية بفعله في مثل هذه الأوضاع، وما فعلته أيضاً كان متأخراً. لقد سمحت لمئات الآلاف من الناس البائسين بالدخول إلى أراضيها حتى يشتروا ما افتقدوه في غزة طوال أشهر متعاقبة. النظام المصري خضع للضغوط الشعبية حيث يطالبه المصريون بالتحرك لإنقاذ الفلسطينيين مهما كانت الصورة التي تنظر فيها لهم إسرائيل".
ثم يبيّن أن حكومة إسرائيل بسياستها الفاشلة قد فقدت السيطرة علي غزة. لقد توهمت أنه من الممكن توجيه الضربات لشعب بأكمله حتى الثمالة، ومنع دخول الوقود والغذاء وإغلاق المعابر أمام التجارة والعلاج الطبي وإحداث عصيان مدني ضد قيادة حماس من أجل إيقاف إطلاق صواريخ القسّام. من توهم ذلك هو الذي فقد السيطرة علي المعبر، وهو أيضاً المسئول عن إفساح المجال أمام غزة حتى تتزود بكل ما تريده بما في ذلك المواد المطلوبة لتصنيع القسّام والمال المطلوب من أجل تغطية هذه الأعمال.
ويمكن القول إن التقييم الحقيقي لهذا الحدث ما قاله كاتب هذا المقال: "ما حدث الآن في غزة ليس مجرد اختراق للجدران، هذا تغير استراتيجي جرد السياسة الإسرائيلية من ملابسها. نظرية التصدي للإرهاب من خلال حبس منطقة جغرافية كاملة من وراء الجدار الذي انهار، والسياسة التي رغبت في إحداث عصيان مدني ضد قيادة حماس انهارت، والاحتكار الذي احتفظت به إسرائيل لنفسها علي عملية السلام قد تبدد وتلاشي. من الصعب علي الشريك الفلسطيني الآن بدرجة أكبر إجراء مفاوضات مع إسرائيل. وهناك مسألة اشد خطورة في سيناء، يتجول الإرهابيون الآن ويستطيعون اجتياز الحدود المصرية المخترقة".
ولكن من أهم المقالات مقال ناحوم برنياع "الجوع لن يهزم حماس بل العيش بكرامة" (يديعوت أحرونوت 28 يناير 2008) الذي يتنبأ فيه بأن السهولة التي انهارت بها الحدود في رفح ستؤدي في وقت ما إلى مسيرة مشابهة تجاه الجدار في كيسوفيم، أو نير عام أو ياعر باري [أي نحو فلسطين المحتلة قبل عام 1967]. ولا يوجد رد لدى الجيش الإسرائيلي علي مسيرة جماهيرية كهذه، علي رأسها يقف نساء وشيوخ وأطفال. فهل سيطلق الجنود النار عليهم؟ هل سيطاردونهم إلى داخل سديروت؟ نحن سنرى في السائرين عدوا نهض لإبادتنا. أما العالم فسيري فيهم لاجئين عادوا إلى ديارهم.
"انهيار الحدود بين سيناء وغزة يعرض للخطر العلاقات الهشة بين مصر وإسرائيل. بعض من الأدمغة الواهية في وزارة الدفاع سخفت مشهد الجماهير الفلسطينية التي تتدفق إلى العريش ورفح وقالوا: أصبح القطاع الآن هو مشكلة المصريين وليس مشكلتنا. وهم لم يفهموا بأنه بالنسبة للمصريين تسلل الفلسطينيين إلى سيناء هو مجرد مصدر إقلاق. أما بالنسبة لنا فهو مشكلة أمنية خطيرة، ليس لها في هذه اللحظة جواب". "الجهة الوحيدة التي خرجت كاسبة من الحصار علي غزة هي حماس فقد تعززت مكانتها وامتلأت مخازنها. رعاياها يكنون لها الإحساس بالجميل. العالم العربي معجب بها. بكلتي يدينا أعطينا حماس هذا النصر".
ويطرح زئيف تسحور رؤية مماثلة في جريدة يديعوت أحرونوت (27 يناير 2008) في مقال بعنوان "العطش سيقود أهل غزة كالمسحورين لمصادر المياه الأقرب الاقتحام التالي.. الهائل.. باتجاه إسرائيل" جاء فيه أن المفاجأة الوحيدة في قصة اندفاع جماهير سكان قطاع غزة إلى مصر هي أن حكومة إسرائيل فوجئت بما حدث. فهل الموساد والشاباك والاستخبارات المجيدة عندنا لم تنقل إلى الحكومة المعلومات التي يعرفها كل واحد من السكان في غلاف غزة؟
"من سمع المرة تلو الأخرى، الانفجارات المخيفة لنار المدفعية في ضواحي بيت حانون كلما كان يطلق من هناك صاروخ قسّام، يمكنه أن يقدر بان حدود المعاناة الإنسانية توشك علي التحطم. من رأي في الأسبوعين الأخيرين قوافل الشاحنات المحملة بالغذاء من إسرائيل تعود من معبر كارني دون أن تنزل شحناتها، عرف بان هناك جوعا في القطاع. لا حاجة لوحدات التنصت المجيدة للجيش الإسرائيلي كي يعرف المرء بأن 10 أنفاق تهريب من الحدود المصرية بل وحتى مئات الأنفاق لا يمكنها أن تغذي مليون ونصف مليون جائع.
سادتي وزراء الحكومة، كي لا تقولوا مرة أخرى أنكم فوجئتم، فان التوقع بالاقتحام التالي الهائل، الذي سيتدحرج ككرة الثلج من القطاع، ويحطم الجدار الذي يغلف غزة، سيذهب هذه المرة ليس باتجاه مصر بل باتجاه إسرائيل. الاقتحام التالي لن يتم لأن حماس ستنظم الباصات مع الإعلام والشعارات، الاقتحام التالي سيقع في اليوم الذي تنفد فيه المياه من المخزونات الجوفية للقطاع". ثم يشير الكاتب قائلاً "إنه ليس من الصعب حساب متى ينفد الماء، المعامل الوحيد هو سنوات من الجفاف، مثلما هو الحال هذه السنة. الوقت قصير ولكن الجفاف سيزيده قصراً".
ثم يحذر الكاتب قائلاً "إنه حينما ستندفع الكتلة الفلسطينية العطشى نحو المياه، لن يعطي أي ضابط في الجيش الإسرائيلي أمرا بإطلاق النار عليها، لن يطلق النار أي جندي. كل مخزون السلاح لدي إسرائيل سيكون عديم القيمة أمام الكتلة الإنسانية التي تتحرك بتصميم من ينعدم لديه البديل، آلاف النساء الحوامل، أمهاتهن العجائز، وخلفهن مئات آلاف الأطفال والرجال العطشى. ووجهتهم جميعا نحو صنابير مياهنا. ساعة الرمل لهذه الهجمة مصنوعة من ملح البحر، ملح يحتل يوما بعد يوم مخزون المياه الجوفي لغزة. العطش أقسى من الجوع لا يمكن الصمود أمامه. قوة المندفعين نحو المياه ستحطم كل سور واقٍ".
والله أعلم.
واقرأ أيضاً:
أسباب ظهور النظام العالمي الجديد / شارون.. مسيح مخلص أم دجال؟ / الحركة الصهيونية كمشروع غربي / الصهيونية... مرتع الفساد / بيان إلى الأمة في الذكرى الستين للنكبة