غولدا مائير الثانية في تاريخ الحكم في الكيان الصهيوني على طاولة الامتحان السياسي
(تسيفي ليفني) ـ غولدا مائير الثانية ـ في تاريخ الحكم في الكيان الصهيوني
(ليفني) محاكاة واقعية للمجتمعات الغربية باختيار امرأة تحكم الكيان الصهيوني بعيداً عن التطرف اليهودي الديني فيما يتعلق بالجنس الآخر، و(ليفني) تُمثل رغبة التغيير وعدم الثقة من المجتمع بالساسة الفاسدين والمرتشين واللاأخلاقيين في الكيان الصهيوني.
لم تكن المفاجئة كبيرة في فوزها ولكن المفاجئة كانت بنسبة فارق الأصوات بما يُقارب من 1% فقط بينها وبين منافسها الأقوى (شاؤول موفاز).
كل الاختبارات التي اجتازتها (تسيفي لفني) في سنواتها التسع الماضية في السياسة ـ كما يؤكد الكاتب الصهيوني (يوسي فيرتر) في صحيقة (هآرتس) ـ تتقزم مقابل ما ينتظرها ابتداءً من اليوم. وهذا قبل الاختبار الأعلى، والأكثر دراماتيكية منها جميعاً: رئاسة الوزراء.
سيتعين عليها توحيد حزب ممزق، تقريب خصم سياسي حظي بنحو 40 في المائة من الأصوات (حسب العينات)، الشروع في مفاوضات إئتلافية، والدخول في صراع قوى منهك، يومي، حيال سلفها في رئاسة (كديما)، رئيس الوزراء (إيهود أولمرت) وهذا حمل ثقيل.
وفيما يتعلق بتشكيل الائتلاف فيُعقب المحللون في الكيان الصهيوني اليوم بالقول "الحقيقة هي أنه حسب التقديرات، فرص (ليفني) بتشكيل ائتلاف مستقر متدنية جداً. قبل كل شيء، سيتعين على (ليفني) أن تتغلب على التحفظات التي لقادة (شاس) أمام الانضمام إلى حكومة برئاستها، ولا سيما بسبب مواقفها السياسية المعتدلة نسبياً. كما أن التوتر الذي نشأ مؤخراً بينها وبين وزير الحرب (إيهود باراك) يدل على أن انضمام "حزب العمل" إلى حكومة برئاستها ليس أمراً مسلماً به. وإذا ما نجحت (ليفني) مع ذلك في اجتياز كل هذه العوائق، فسيكون بوسع وزيرة الخارجية أن تقف على رأس ائتلاف من 73 نائباً بل وحتى 78 إذا ما اختارت (ميرتس) الانضمام".
الاتصالات لإقامة ائتلاف ستبدأ وأن ليس رسمياً منذ اليوم. (ليفني) تفهم كم من المهم لها أن تقطع مسافة كرئيسة وزراء كي تتنافس في الانتخابات العام أمام رئيسي وزراء سابقين، (باراك) و(نتنياهو).
المجتمع الصهيوني بات لا يثق بالساسة في الكيان الصهيوني، وكما يصف الكاتب (جدعون ليفي) في (هآرتس): "القلب يميل إلى الإيمان بأن الحقيقة في أن على رأس السلطات الثلاثة؛ التشريعية، التنفيذية والقضائية ستقف من الآن فصاعداً نساء تشعل الخيال، والعقل يقول أنهم سواء كانوا نساء أم رجال سنواصل المراوحة في ذات المكان، القلب يقول أملاً والعقل يعرف أن هذا سيتبدد دفعة واحدة. غير أننا تعبنا من الآمال التي تتبدد دفعة واحدة. تعبنا من خطابات النصر التي تعِد الكثير وتتحطم في الغداة أمام النزعة المحافظة، الجبن والإحباط. تعبنا من زعماء جُدد لم يتعلموا شيئاً ولم ينسوا شيئاً".
(ليفني) كشخصية ـكما يصفها الكاتب الصهيوني (رروني ملول) في صحيفة (معاريف)ـ من مواليد العام 1958 (لايتان) النائب عن (الليكود)، والضابط في عمليات "الإيتسل" إحدى المنظمات العسكرية الصهيونية التي أبدعت في إرهاب الفلسطينيين وقتلهم وفي السياق، ولسارة، التي خدمت هي أيضا كمقاتلة وكقائدة في نفس المنظمة.
في الجيش خدمت (ليفني) كمرشدة في وحدة "جدناع" (كتيبة الشبيبة) في (كتسيعوت)، وفي وقت لاحق انطلقت إلى دورة ضباط. بعد تسريحها من جيش العدوان الصهيوني تعلمت (ليفني) القانون في جامعة (بار إيلان) بينما كانت تعمل كنادلة لتمويل دراستها.
في العام 1980 بدأت (ليفني) حياتها المهنية في خدمة (الموساد)، حيث خدمت نحو أربع سنوات، منها سنة في باريس. وحسب صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية خدمت (ليفني) كمقاتلة في وحدة، بل إن اسمها ارتبط بتصفية المسؤول الكبير في م.ت.ف "مأمون مريش". وعندما عادت من باريس رشحت لمنصب آخر في الجهاز ولكنها تركت (الموساد). في ختام تعليمها الأكاديمي تدربت (ليفني) في مكتب محامين، وفيما بعد فتحت مكتباً مع المحامي (آفي دركسلر). في العام 1995 اتخذت (ليفني) قراراً بالدخول إلى السياسة، وفي العام 1996 تنافست في الانتخابات التمهيدية (لليكود). وكانت في المكان الـ 36 في قائمة (الليكود) للكنيست الـ 14، ولكنها بقيت خارج مقر الكنيست كون (الليكود) فاز بـ 32 مقعداً فقط.
بتوصبة (أفيغدور ليبرمان)، في حينه مدير عام ديوان رئيس الوزراء، عُينت (ليفني) مديراً عاماً لسلطة الشركات الحكومية. ومع تقديم موعد الانتخابات للكنيست الـ 15 في العام 1999، استقالت (ليفني) من المنصب، وتنافست مرة أخرى في تمهيدية (الليكود). هذه المرة جاء مكانها في الـ 18 ونجحت في دخول الكنيست لأول مرة.
"شبكة فلسطين المعلوماتية"
الإخوة الزملاء: شبكة فلسطين المعلوماتية تشمل أكبر تجمع فلسطيني على الإنترنت، من خلال قاعدة بيانات العناوين الإلكترونية المنقحة، لكافة المؤسسات الإعلامية والأكاديمية والفصائل والأحزاب والجمعيات والاتحادات والنقابات الفلسطينية والعربية، إضافة إلى مراكز حقوق الإنسان ومراكز الأبحاث والدراسات الفلسطينية والعربية والعالمية، ونخبة كبيرة من إعلاميي فلسطين في الوطن والشتات.
الإخوة الزملاء: من خلال شبكة فلسطين المعلوماتية فإن أكبر عدد من الكتاب والباحثين والصحفيين الجادين يطلع على وثائقكم وأدبياتكم السياسية والفكرية والثقافية والقانونية...
فنرجو من سيادتكم الالتزام قدر الإمكان بشروط النشر الخاصة بالشبكة حتى نتمكن من استمرار تقديم الخدمة بشرف وأمانة.
اقرأ أيضاً:
الشخصية الصهيونية وحتمية الصراع/ سيكولوجية الصهيونية في حكايات المهدي(4)/ الصهيونية بإيجاز(3)