هناك جدل كبير حول مدى فاعلية وجدوى الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة منذ حوالي ثماني سنوات على المستوطنات الإسرائيلية، فالبعض يراها أقرب إلى لعب الأطفال وأنها لا تحدث تدميرا يذكر، ومع هذا تكلف المقاومة وتكلف الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا، حيث تعطي مبررا لإسرائيل للقيام باجتياح غزة ومحاولة سحق المقاومة، بل وتؤدي إلى استعداء الرأي العام العالمي على الفلسطينيين، وتقلل التعاطف الدولي معهم، وتجعل الغرب متفهما –كالعادة– لاحتياج إسرائيل الدفاع عن نفسها وعن شعبها (بشرط واحد فقط يتسامح فيه دائما، وهو عدم استخدام القوة المفرطة). وبناءا على هذا التصور تركزت جهود الوساطة المصرية بين حماس والإسرائيليين على محاولة إقناع حماس بالكف عن إطلاق الصواريخ وتهدئة الأوضاع مع إسرائيل لتهيئة الأجواء لمباحثات السلام وإقامة الدولة الفلسطينية.
وهناك رأي آخر مفاده أن الصواريخ الفلسطينية هي الآن من أهم الأسلحة التي تمتلكها المقاومة وترهب بها إسرائيل، وحتى لو كانت بداية أو ضعيفة التأثير إلا أنها هي السلاح المتاح لديهم وعليهم الاستفادة منه، وأن إسرائيل لا تحتاج لمسألة الصواريخ لتمارس عدوانها على الفلسطينيين إذ أنها مارسته في دير ياسين، ومارسته في صابرا وشاتيلا، ومارسته في جينين، ومارسته في الضفة حين حاصرت عرفات ورفاقه، ومارسته على مدي خمسين عاما بكل وحشية وبربرية قبل انطلاق أي صاروخ.
إذن فالعدوان الإسرائيلي ليس موقوفا على وجود الصواريخ وإنما هو موقوف على كسر إرادة المقاومة أيا كانت أشكالها وعلى محاولة إبادة الوجود الفلسطيني حتى يعيش المحتل الإسرائيلي في سلام، فإسرائيل تعرف جيدا أن كل التجارب الاستعمارية فشلت في الاستمرار وكان الأمر ينتهي بانتصار المقاومة على مدى التاريخ، ما عدا نموذجا واحدا هو نموذج احتلال الأوروبيون للقارة الأمريكية ونجاحهم في إبادة الهنود الحمر، ولهذا فهي تقوم بجهود إبادة تدريجية منظمة للوصول إلى نفس النتيجة، خاصة وأنها ترتكز إلى معتقدات دينية تتبدى في سفر "يشوع" والذي ترد فيه عمليات الإبادة للفلسطينيين بشكل متكرر وملفت للنظر، حيث كان يشوع يدخل أي مدينة فلسطينية فيقتل من فيها عن آخرهم ثم يأمر بحرق ما تتبقى من آثارهم. ولأن العرب قوم لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يتذكرون (كما قال موشي ديان وغيره) فإنهم لم يقرءوا هذا السفر الخطير في تراث الإسرائيليين، والذي يشكل وعيهم السياسي والعسكري، ومن هنا لا يفهم العرب لماذا يتصرف الإسرائيليون هكذا.
ولنحاول الآن أن نرى مدى فاعلية وجدوى تلك الصواريخ بعد مضى أكثر من 8 سنوات على إطلاق أول صاروخ فلسطيني في اتجاه إسرائيل، فقد ورد في تقرير إسرائيلي أن «الصواريخ الفلسطينية، رغم أنها بدائية وغالبيتها الساحقة لا تلحق أي أذى بإسرائيل، إلا أنها تعتبر خطيرة جدا، وأثرت على حياة 190 ألف إسرائيلي، وهجرت 3000 شخص من بلدة سيدروت خصوصا، لكن التقرير يشير أيضا إلى أن الأضرار التي لحقت بالفلسطينيين حتى الآن أكبر بكثير مما ألحقته بالإسرائيليين، إن كان ذلك من ناحية عدد القتلى والجرحى أو من ناحية الأضرار السياسية والعسكرية والمادية» (جريدة الشرق الأوسط 14 ديسمبر 2007).
وفي أعراف المقاومة –أي مقاومة- على مدى التاريخ فإن خسائرها المادية غالبا ما تكون أكبر من خسائر المحتل الغاصب، ولكن استمرارها في تهديد أمن واستقرار ذلك المحتل هو الهدف المطلوب ولولاه ما ترك أي محتل بلدا قام باحتلاله، وهذه هي النقطة المحورية في سيكولوجية مقاومة أي محتل، أن تقلق راحته وتهدد أمنه وتمنع استقراره وتوصله رسالة متكررة ودائمة بأن استمراره في الاحتلال له ثمن باهظ لن يقدر عليه، عندئذ فقط يبدأ في التفكير جديا في المفاوضات لإنهاء الاحتلال.
ولو نظرنا إلى آثار الصواريخ الفلسطينية من هذا المنظور نجد أنها تحقق ذلك الهدف على الرغم من بدائيتها وضعف أثرها التدميري، بل ربما يكون ضعفها مطلوبا (مثل الحجارة التي كان يلقيها الأطفال إبان الانتفاضة)، فالهدف هنا ليس قتل أعداد كبيرة أو تدمير البنية التحتية لإسرائيل (فذلك قد يستفز عدوانا هائلا لا تقدر عليه المقاومة)، ولكن الهدف هو إحداث حالة مستمرة من انعدام الأمان لدى المواطن الإسرائيلي بحبث يجعله هذا الوضع يراجع مسألة الاستيطان ويعرف أن حياته وحياة أبنائه غير آمنة في وجود الاحتلال، وتظل القضية نشطة وساخنة فلا يتحول الموضوع إلى أمر واقع على الأرض يترسخ مع الزمن.
وقد تستخدم الصواريخ الفلسطينية لإحداث نوع من الارتباط الشرطي فمثلا حين تقتل إسرائيل أحمد ياسين أو عبد العزيز الرنتيسي ترد المقاومة بالصواريخ بعدها مباشرة فيحدث نوع من توازن الألم لدى الطرفين وتحسب إسرائيل ألف حساب قبل إقدامها على إيذاء الفلسطينيين حيث تتوقع إيذاء مقابلا حتى ولو كامن هذا الإيذاء معنويا في صورة خوف يجتاح ساكني المستوطنات. وهذا الارتباط الشرطي بين عدوان إسرائيل وإيذائها بالصواريخ هو فكرة قام حزب الله بتنفيذها، وكان يسميها "سد الذرائع"، بمعنى أن إسرائيل تعرف أن عدوانها سيكون مدفوع الثمن لذلك تفكر ألف مرة قبل أن تمارسه، وقد أدى هذا إلى انسحابها دون شروط من جنوب لبنان نظرا لما لاقته من ردع صاروخي بالكاتيوشا اللبنانية.
وفي أحيان أخرى يكون للصواريخ فائدة في رفع الروح المعنوية لدى الفلسطينيين من خلال شعورهم بامتلاك سلاح يمكن إطلاقه في أي لحظة ولا يحتاج لإعدادات طويلة أو معقدة كما كان الحال في العمليات الاستشهادية.
وثمة علاقة بين الصواريخ والعمليات الاستشهادية في أن كلا منهما تهدف إلى إحداث حالة من القلق والخوف لدى الطرف الآخر على الرغم من قلة الخسائر المادية، فالأثر المطلوب هنا أثر نفسي في المقام الأول، إذ لا يعقل أن الفلسطينيين سيواجهون الآلة العسكرية الإسرائيلية بهذه الصواريخ البسيطة، ولكنهم يواجهون النفسية الإسرائيلية التي بطبيعتها تعيش الهاجس الأمني في كل لحظة بل إن الشعور بانعدام الأمان شيء أساس في الشخصية الإسرائيلية بسبب ظروف تاريخية عميقة الجذور جعلت اليهود يعيشون تاريخهم مصحوبا بحالة من عدم الأمان، وكانوا يحاولون التجمع في حارات أو تجمعات يهودية بحثا عن الأمان المفقود في المجتمعات التي كانوا فيها. إذن فالصواريخ ومن قبلها العمليات الاستشهادية تلعب على هذا الوتر النفسي المؤثر والحساس لدي الشخصية الإسرائيلية، ومن هنا نلحظ أن إطلاق الصواريخ يتم على فترات زمنية متفرقة وغير منتظمة، وتطلق بأعداد ليست كبيرة، وفي أماكن متفرقة، كي يشعر المستوطن الإسرائيلي أن ثمة خطر يلاحقه لا يعرف له زمانا أو مكانا، ولكنه قادم قادم.
والمقاومة الفلسطينية محاصرة من إسرائيل ومحاصرة من العرب ومحاصرة من العالم كله، وفي هذه الظروف الصعبة عليها أن تواصل كفاحها الشريف والمشروع (طبقا لكل الأعراف والقوانين الدولية) من أجل التحرر، لذلك فهي تبحث عن أية وسيلة تمكنها من كسر ذلك الحصار ومن كسر غطرسة العدو المتجبر والمتسلح بأحدث أنواع الأسلحة، وهذا يعطيها حقا مشروعا للدفاع عن نفسها وللبحث عن طرق حريتها واستقلالها مهما كلفها ذلك من خسائر. ولا توجد وسيلة مقاومة يرضى عنها المحتل أو يتسامح معها كما يظن المهزومون نفسيا. كما أن المقاومة تؤمن بالآية الكريمة: "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ.....(الأنفال:60)"، أي أن إعداد المستطاع من القوة هو المطلوب لتحقيق النصر، وأن هذا الإعداد كفيل بتحقيق الرعب لدى العدو الظاهر والأعداء المختبئين هنا وهناك. وفي وقت من الأوقات كانت العمليات الاستشهادية تشكل سببا للهلع لدي الإسرائيليين حيث اقتحمت عليهم عقر دارهم في الحافلات والمسارح والأسواق، وها هي الآن الصواريخ البدائية البسيطة تحقق هذا الرعب للمستوطن المحتل أينما حل.
والصواريخ ليست فقط لدى حماس وإنما لدى كل الفصائل الفلسطينية، فحماس صنعت محليا صاروخ "القسام" ووصل مدى قسام 3 إلى عشرة كيلومترات، أما المقاومة الشعبية فقد صنعت صاروخا أطلقت عليه "ناصر" ومداه تسعة كيلومترات، وكتائب الأقصى التابعة لحركة فتح صنعت صاروخان أحدهما "الأقصى" والآخر "الياسر" ومداهما حوالي خمسة عشر كيلو مترا، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين صنعت صاروخا أسمته "الصمود" ومداه سبعة كيلومترات. والملاحظ أن هذه الصواريخ يتم تصنيعها داخل الأراضي الفلسطينية من مواد بسيطة عبارة عن مبيدات زراعية وسكر ومواد كيميائية متوافرة محليا، ويتم التصنيع في ورش الحدادة على أيدي أشخاص مدربين، وهذه الورش منتشرة في كل مكان وسط الأحياء السكنية وتحت الأرض، ويتم تطوير الصواريخ بشكل سريع نسبيا حيث كان أقصى مدى للصواريخ الأولى حوالي ثلاثة كيلو مترات، والآن وصلت إلى خمسة عشر كيلو مترا وستزيد في المستقبل. وأخطر أنواع الصواريخ المملوكة للمقاومة حاليا هي نوع "جراد" وهو صاروخ روسي الصنع يتم تهريبه إلى غزة من الخارج، ومداه من عشرين إلى ستين كيلو مترا أي أنه يصل إلى الكثير من المدن الإسرائيلية، وبه إمكانات التصويب الدقيقة لإصابة الهدف، وتحتفظ به المقاومة لأوقات الشدة حين تريد أن ترسل رسالة قاسية إلى إسرائيل.
إذن فإسرائيل على الرغم من امتلاكها لترسانة عسكرية ضخمة إلا أن لديها نقاط ضعف خطيرة تستغلها المقاومة التي لا تمتلك إلا أسلحة بدائية، وهذه فكرة "ضعف القوة وقوة الضعف" التي تستند إليها كل قوى المقاومة عبر التاريخ، فالمقاومة تمتلك سلاح الاستشهاديين الذي أزعج المحتلين وأقض مضاجعهم، وتمتلك الآن سلاح الصواريخ الذي يمكنها من ضرب الكثير من المواقع والمستوطنات في أي لحظة، ومهما فعلت إسرائيل ومهما قامت به من مجازر فلن تستطيع إيقاف هذين السلاحين، والنتيجة هي الوصول إلى حالة من توازن الرعب بين الطرفين، ومن يصمد أكثر سيكسب المعركة. والمتوقع أن تصمد المقاومة حيث لا توجد لديها خيارات أخرى خاصة بعد فشل كل محاولات الحل السلمي، وبعد التأكد من مراوغات إسرائيل وسعيها ونجاحها في شق الصف الفلسطيني تحت ذريعة عملية السلام والمفاوضات والتي استقطبت من خلالها بعض فصائل الفلسطينيين وحرضتهم واستخدمتهم ضد الفصائل المقاومة.
ولقد أدى القصف الصاروخي الفلسطيني خلال السنوات الماضية إلى مقتل 20 إسرائيليا كلهم من المدنيين، وهذا ربما يسبب مشكلة للمقاومة الفلسطينية حيث تستغل إسرائيل هذا الأمر في جذب التعاطف الغربي (المتوفر أصلا) نحوها وقبول الغرب (أو تفهمه) لعملياتها الانتقامية التي تتبع إطلاق الصواريخ. وعلى الجانب الفلسطيني يوجد اعتقاد له وجاهته، وهو أن المجتمع الإسرائيلي مجتمع معسكر أساسا وأغلبه يعتبر جنود احتياط، إضافة إلى أن هؤلاء محتلين وليسوا مدنيين عاديين، إضافة إلى يأس الفلسطينيين من موضوع التعاطف الغربي أو عدمه، فالغرب دائما مع إسرائيل سواء كانت هي المعتدى عليها أم المعتدية.
وأكبر خطر تخشاه إسرائيل الآن هو وصول الصواريخ إلى الضفة الغربية واستخدامها من هناك حيث ستصبح مجموعة كبيرة من البلدات والمدن الكبرى مثل القدس وكفار سابا وبيتح تكفا وغيرها، في مرمى الصواريخ، وعندئذ سيكون عدد القتلى والجرحى كبيرا لدرجة لا يمكن لإسرائيل أن تحتملها، ولذلك تحرص إسرائيل على استقطاب السلطة الفلسطينية المسيطرة على الضفة لكي تضمن عدم وصول الصواريخ إليها، ومع هذا فالمحاولات مستمرة من جانب المقاومة للوصول بالصواريخ إلى الضفة الغربية ولو نجحت فسيشكل هذا تغيرا نوعيا في موازين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتصبح إسرائيل في مأزق على الرغم من امتلاكها لترسانة هائلة من الأسلحة بما فيها السلاح النووي. ولذلك فإنها تعمل بكل ما أوتيت من قوة لمنعها. وقد نجحت بالفعل بعض المحاولات لتهريب الصواريخ أو تصنيعها في الضفة الغربية، ولكن وجود السلطة وتعاونها مع إسرائيل كان يحبط تلك المحاولات في مهدها.
وفي هذه الأيام حيث تحاول إسرائيل حرق غزة بمن فيها وسط صمت وتواطؤ العالم كله بما فيه العرب (على الأقل على المستوى الرسمي)، فإن الخانعون والأذلاء والمرجفون في المدينة يهاجمون المقاومة ويدّعون بأنها رفضت التهدئة وعرضت نفسها وعرضت الفلسطينيين للغضب الإسرائيلي الجارف وتسببت في قتل أعداد كبيرة من المدنيين فيما يشبه عملية انتحار عسكري، وهؤلاء هم الطابور الخامس الذي يتسلل إلينا عبر المواقع الرسمية والقنوات الفضائية والصحف والمجلات، والمنابر الثقافية، ويحاولون إضعاف الروح المعنوية للفلسطينيين والعرب، ويظهرون المقاومة في صورة المتهور الذي لم يحسب للأمر حسابه، والحقيقة أن أي مقاومة للاحتلال لا تسعى أبدا للتهدئة، إذ التهدئة معناها ترسيخ الأمر الواقع، وإعطاء الفرصة للعدو كي تستقر حياته ويستجلب المزيد من المستوطنين اليهود من كل مكان في العالم وهو يعدهم بجنة إسرائيل، والمقاومة لن تصل في يوم من الأيام إلى توازن القوى مع إسرائيل، والمقاومة تدرك جيدا حجم الخسائر الذي يمكن أن تتعرض له، ولكن هذه الخسائر هي ضرورة ملحة وفاتورة واجبة الدفع للتحرر، إذ لم يتحرر وطن من خلال التهدئة، أو التوسل، أو التسول، أو الاستعطاف، أو الاستسلام أو الرضا بالأمر الواقع، ولم يترك محتل أرضا طواعية، وإنما تركها حين أدرك أن ثمن وجوده باهظ.
وفي كل خبرات التحرر الوطني كانت المقاومة تدفع ثمنا باهظا وكانت دائما في وضع أضعف من المحتل ولكن قوانين المقاومة تتجه نحو استغلال نقاط الضعف لدى المحتل القوي، واستغلال نقاط القوة لدى المقاومة الأضعف من المحتل، وهنا يتحول ميزان القوى في صالح المقاومة رغم قوة الأعداء، ورغم تحذير الجبناء وتواطؤ العملاء، وصياح المرجفين المرتجفين. وهؤلاء المرجفين قد انعدمت لديهم معاني العزة والكرامة وأصبح همهم الحفاظ على حياتهم وعلى لقمة عيشهم حتى ولو كانت ذليلة مغموسة في عار الاحتلال أو التبعية لإسرائيل أو لأمريكا، وهم يرون الكفاح تهورا، والشهادة خسارة في الأرواح، والصمود عنادا، والتمسك بالثوابت تصلبا، ويرون الخضوع والاستسلام حكمة، ويرون الجمود ترويا، ويظهرون على شاشات التلفاز مرتعشين خائفين، وآخذين دور الواعظ الحكيم.
واقرأ أيضًا:
ماذا....لو سلمت حماس؟؟/ قراءة في تسريحة محمد دحلان/ عباس من الاغتراب الوطني إلى التلاشي