الدعم النفسي
أولوية التعامل مع الحالات: يجب التعامل النفسي مع الكارثة طبقا لعاملين:
أولا: بالنسبة للتعامل طبقا للمنطقة:
عليك أن تتعامل أولا مع الأشخاص الأقرب لمنطقة الكارثة على النحو التالي:
منطقة وقع الكارثة (مبنى سكني دُمر مثلا)
منطقة الدمار الكامل (الشارع الذي به المبنى)
منطقة محيطة بالموقع (الحي)
منطقة خارجية (الأحياء المجاورة)
ثانيا: طبقا للحالة النفسية:
اعتبر أن من حددت أن لديهم بعض التصرفات السالفة الذكر هم من يحتاجون إلى دعم نفسي قبل غيرهم.
* الدعم النفسي الفوري:
وجدنا الطريقة التي تُهدئ الناس وتجعلهم يشعرون بالأمان من خلال المبادئ الستة:
1- اجعل الخبرة الأولى شخصية:
قدم نفسك لهم واذكر لهم سبب وجودك هنا، اذكر لهم اسمك ومهنتك وأنك أتيت لتطمئن عليهم وتقف بجانبهم، وخاطب كل شخص باسمه.
2- طمئن الضحية واجعله يشعر بالأمان.
0 بعض الضحايا يشعر باليأس ويبحث عن الاطمئنان، فمثلا قد يشعر أنه سيموت أو أن إصابته خطيرة... إلخ، فأكد له أن الإسعافات الأولية موجودة وأنه نجا بالفعل. وإذا وجدت سيدة مثلا تخاف من تكرار القصف لنفس المكان، فهنا عليك إخبارها أن الملجأ مكان آمن، أو أن القصف إذا ما تكرر فسيكون على مناطق أخرى وليس على منطقتنا التي قصفت بالفعل، وبأن الدفاع المدني على وشك الوصول، وأنك موجود قريب منها.
0 للصدمة تأثير مدمر؛ حيث تخلق شرخا في البناء النفسي، وعلى الأخصائي النفسي (أو المتطوع) أن يتفهم أولا ويدرك صعوبة وقع الكارثة على المصاب، ويساعد الضحية على احتواء الألم النفسي في المرة الأولى، فمجرد النظر إلى الضحية بشيء من التعاطف (وليس الشفقة) والإحساس بآلامه قبل أن يتكلم، وعليه أيضا أن يساعده على التعبير عن ألمه النفسي في المرة الثانية.
3- اشملهم بالعناية الكاملة: يحتاج الضحية إلى الدفء والشراب والأكل، ومن المهم توفير الحاجات الأساسية له، في بعض الأحيان تكون هذه الاحتياجات الأولية هي الشيء الوحيد الذي يُقدم للناجين، فتسارع مؤسسات المجتمع المدني وربما الأهالي بتقديم الأغطية والطعام والشراب، وفي أحوال أخرى لا تُقدم هذه الاحتياجات إلا بعد فترة طويلة. وعلى كل الأحوال من المفترض ألا تقوم بتقديم هذه المساعدات المادية إلا من خلال المؤسسات المختصة كنوع من أنواع تنظيم التوزيع والاستفادة من كم المساعدات الموجودة، وإن كنت ستذهب كمتطوع فيمكنك أن تأخذ معك احتياجك من الماء والطعام؛ لأنك لا تدري كم الوقت الذي ستمضيه هناك ولا تعرف مدى توفر الطعام والماء بالنسبة لك.
0 المساندة عن قرب تساعد الضحايا الذين واجهوا الموت أو الأذى النفسي والإصابة البدنية، ومن المهم توفير الدعم النفسي لهم.
0 من المهم توفير حاجاتهم الاجتماعية؛ فقد يطلب أحدهم الاتصال بشخص آخر، فمن المناسب أن نوفر للناجين هواتف محمولة للاتصال أو لإرسال رسالة عبر المحمول، للاتصال بذويهم وطمأنتهم أو لكي يقدموا إلى المستشفى أو مجرد حتى لطمأنتهم أنه لا يزال على قيد الحياة.
0 اهتم بالحاجات المعرفية (العقلية) وأجب عن أسئلتهم.
0 اشرح لهم ما حدث بالفعل وما يحدث الآن، بمعنى أن عليك أن تشرح لهم ما حدث من حيث نوع الكارثة وتوافر الإسعافات الأولية وسيارات الإسعاف، فالإنسان حين تحدث كارثة قد لا يفهم ما الذي يحدث من حوله بل وقد يفقد ذاكرته مؤقتا فينسى ما حدث، فكلما توافرت المعلومات من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة كان ذلك مفيدا.
4- اهتم بهم وأبعدهم عن مصدر الخطر.
0 الضحايا في حالة صدمة وعلينا أن نبعدهم عن كل مناخ عدواني. يُصاب كثير من الناس أثناء القصف بحالة غضب واستثارة وربما هياج، فعليك أن تدرك بوادر الشجار أو العنف -سواء من المصابين أو المسئولين عن التعامل مع الكارثة-، وهنا عليك أن تبعدهم عن هذا العدوان وتلطف الأمور بقدر الإمكان.
0 من المهم أن نحميهم من إزعاج الإعلاميين والشرطة، في بعض الأحيان يصل الإعلاميون إلى مكان الكارثة قبل العاملين بالدفاع المدني وغيرهم من المسئولين عن التعامل مع الكوارث، ويحاول الإعلاميون والصحفيون تحقيق سبق صحفي فيبدءون بالحوار مع الناجين من الكارثة، وهؤلاء الناجين لا يكونون في حالة نفسية تسمح لهم بالمزيد من الضغط النفسي عليهم. هنا تصرف بشيء من الحزم في إبعاد الصحفيين عن المصابين. ومن المفروض أن يُخصص مكان معين للإعلاميين ويلتقي بهم شخص متخصص كل ساعة لإعطائهم معلومات عما يجري، وبعد انتهاء عمليات الإنقاذ يتم إلقاء خطاب صحفي يعلن فيه عن الحادث ومكانه وزمانه وعدد الجرحى وما إلى ذلك.
0 في بعض الأحيان من المفيد إبعاد الضحية عن أسرته حتى تتم الإسعافات الأولية، فحين تشاهد الأم ابنها ينزف دما من المتوقع أن تصرخ مثلا "يا حبيبي يا ابني..."؛ وهو ما يجعل الابن يشعر أنه في حالة سيئة أو أنه على وشك الموت، وفي أوقات أخرى يصر الأهالي على احتضان المصاب وربما حمله بطريقة خاطئة لا تتناسب مع إصابته، أو يحيطون بالمصاب بطريقة تمنع المسعفين من أداء دورهم، فتكدسهم حول المصاب بنوبة قلبية مثلا تقلل من وصول الأكسجين اللازم لإسعافه.
5- المناقشة الجماعية.
0 لا تعتمد المناقشة على أن تُلقي أنت خطبة أو تقول كلاما معينا، بل دع الضحايا يتحدثون معا إذا شعرت أن ذلك مناسبا، أي كلما شعرت أنهم في حاجة إلى التنفيس عما بهم، وأحسن الاستماع إليهم.
- إذا كانت المناقشة الجماعية تتم بينك وبين أسرة أصيب كل أو معظم أفرادها، فإن الدعم النفسي قصير المدى يجب أن يركز على القدرة على تكيفهم وتأقلمهم مع الحياة من جديد.
- المناقشة بين الأفراد الناجين قد يخلق شعورا داخل كل منهم بالانتماء للمجتمع الإنساني، وأن هناك من يشاركهم الإصابة والألم، فتواجد الناس في مكان واحد (خيمة أو ملجأ أو فصل بمدرسة...) يجعلهم يشعرون أنهم أصبحوا ما يشبه الأسرة الواحدة فيخافون على بعضهم، وعلى الأطفال الموجودين معهم بنفس المكان، حتى إن لم يكونوا أطفالهم.
0 المناقشة الجماعية تسهل التعامل مع الآلام الناتجة من الصراع حول الوجود الإنساني، وإلا قد يستحيل العودة إلى الحياة الطبيعية.
0 من الممكن أن نتوقع حدوث شجار بين أشخاص لا يعرفون بعضهم تم إجلاؤهم إلى مخيمات، ولكن المناقشة الجماعية بين أفراد الخيمة يقلل من الصراعات المتوقعة وتقلل العنف المحتمل.
6- أعطهم مؤشرا للتدعيم النفسي.
عليك أن تلاحظ الأعراض المرضية والتصرفات المختلفة، وإذا لاحظت مثلا عرضين من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة كتذكر الحدث بشكل متكرر ومقتحم (انظر اضطراب ما بعد الصدمة)، واستطعت تحديد هذه الأعراض المرضية لدى أحد الناجين فعليك أن تشير إلى أنه في حاجة إلى الدعم النفسي اللاحق، فنجد أن الخوف والهلع والإحساس بالذنب كلها تُعبر عن وجود صدمة نفسية، دوّن أسماء هؤلاء الأشخاص ومكانهم حتى تقدم لهم مزيدا من الدعم النفسي فيما بعد.
الدعم النفسي اللاحق:
لمن تقدم هذه الخدمة؟
- للضحايا والنازحين.
- المسعفون.
- المتخصصون (أطباء – ممرضون – عمال - ....)
أين ومتى؟
- أنسب وقت أن يتم بعد يومين إلى عشرين يوما من حدوث الكارثة.
- يمكن إجراؤه بعد انتهاء الحرب بإذن الله، ويمكن إجراؤه في أثنائها.
- في مكان آمن وهادئ ومغلق، وإن كان المكان هو مستشفى أو مدرسة، فضع في اعتبارك أنك قد تُفاجأ بعدد كبير من أسر الضحايا وأقاربهم وأصدقائهم وغيرهم، فعليك أن تتصرف بحكمة ولباقة، وأن تتحدث مع الجميع كأنها جلسة عائلية.
أنواع الدعم النفسي اللاحق:
1- المناقشة الجماعية:
0 تجري للأشخاص الذين واجهوا أحداثا حرجة ويحتاجون للمقابلة للتحدث عن تجاربهم.
0 للأطفال في المدارس، كالأطفال الذين تُقصف مدارسهم أو أماكن قريبة من مكان تجمعهم.
0 لمجموعة من الناجين.
أهداف المناقشة الجماعية:
إعادة تقويم الخبرة الصدمية في ضوء المكاسب والأهداف، ومحاولة تكوين معنى لما جرى، هناك دوما دروس مستفادة من الأحداث الضاغطة، منها أن يصبح الإنسان أكثر صبرا وجلدا وعاطفية واهتماما بالآخرين، "فما لا يقتلني يقويني"، الحمد لله أن الأمور كان يمكن أن تكون أسوأ.
مميزات المناقشة الجماعية:
* تعطى التفاعلات الناتجة عن تجارب المشاركين مصادر وقوة غير متوقعة داخل المجموعة، فحين ترى الأم التي فقدت ابنا واحدا، أما أخرى صامدة قد فقدت خمسا من أبنائها، تصبح أكثر صبرا.
* إن المشاركة في مجموعة تخلق داخل المشاركين شعورا بأنهم ينتمون إلى المجتمع الإنساني، وتزيد من الترابط الاجتماعي.
* مقارنة النفس بالآخرين تيسر التعامل مع بقايا الألم، وبدونها قد يصعب استئناف الحياة العادية.
2- التفريغ النفسي:
ما هو؟ هو نوع من أنواع الدعم النفسي الذي يساعد على التخفيف والوقاية من الكرب المصاحب للأحداث لدى الأشخاص العاديين الذين مروا بظروف ضاغطة غير طبيعية، وهدفه هو الوقاية من الدخول في حالة نفسية مزمنة، ويتم عن طريق مساعدة الناس على إعادة التفكير في الأحداث الصدمية من منظور آخر، ومن ثم تتغير انفعالاتهم ومشاعرهم المترتبة على تغيير أفكارهم.
يعتمد التفريغ على ثلاثة مكونات علاجية:
0 التنفيس عما بداخل الإنسان في ظل وجود مجموعة تسانده وتدعمه.
0 جعل الاستجابات طبيعية.
0 تعلم ردود الفعل النفسية في فترة ما بعد الحدث.
يتكون هذا الأسلوب من مراجعة الحدث الصدمي، وتشجيع التعبير عن الانفعالات، رؤية الأحداث من منظور آخر جديد، وعادة ما يتم على شكل جلسة جماعية واحدة وممتدة (غير محددة الزمن).
هذا النوع من التدخلات يجرى للمتخصصين الذين يعملون معا في جو متشابه بعد حدوث الكارثة مثل:
- المسعفون العائدون من الموقع.
- مجموعة أشخاص واجهوا الكارثة.
- المتطوعون لتوزيع المساعدات الذين واجهوا أخطارا حقيقية في أثناء عملهم.
- الأطباء الذين شاركوا في تصنيف المرضى.
- العمال الذين تعاملوا مع جثث الموتى.
خطوات التفريغ النفسي:
0 يبدأ الأخصائي النفسي أو مدير الجلسة (الميسر) بمقدمة عبارة عن وصف مختصر لهدف هذه الجلسة الجماعية.
0 يُطلب من الحاضرين أن يشركوا الآخرين في خبراتهم المتعلقة بالحدث الصدمي، بدءا من وصف أين كانوا حين سمعوا لأول مرة عن الكارثة، ويستمرون في الحديث عن خبرتهم. وعلى ميسِّر الجلسة أن يشجع الحاضرين على وصف خبرتهم من ناحية:
أ) الأفكار التي خطرت ببالهم.
ب) الانفعالات التي شعروا بها.
ج) أفعالهم تجاه ما حدث أي تصرفاتهم.
د) ويمكن أن نشجعهم أيضا على وصف أكثر اللحظات المخيفة أو المؤثرة.
ويعبر المُيسر على تقديره لشدة الخبرة، وفي الوقت نفسه يؤكد على تشابه ردود الفعل ويعيد صياغة الفشل الذي يشعرون به على أنه شيء متوقع عند حدوث الحروب والأزمات.
0 يقوم كل منهم بشرح الأعراض التي ما زال يعانى منها: (جسدية - وجدانية- معرفية). ونجد أن بعض المشاركين قد يشعرون بالندم أو العار، ومن المهم أن يعبروا عن ذلك، فهي اللحظة التي تساعد كلا منهم على أن يتعرف عمن لديه تجربة صدمية ويحتاج إلى نوع آخر من المساعدة النفسية (علاج نفسي).
0 يشرح كل منهم كيف يتصور المستقبل وحجم التغير الذي طرأ في حياته، ويمكن للمُيسر أن يقدم لهم نصائح تتعلق بالانفعالات المتوقعة، وقيمة المشاركة في هذه الخبرة، وأهمية الرجوع إلى مزاولة الأنشطة السابقة بسرعة؛ أي القيام بالأنشطة التي كان يمارسها كل منهم قبل حدوث الكارثة؛ كي نقلل من التجنب الرهابي (أي تجنبها للخوف منها).
0 الخلاصة: يقوم عضوان من المجموعة بتلخيص ما فهموه من عملية التفريغ.
0 من الخطوات السابقة يمكن التعبير عن رؤية الحاضر والماضي والمستقبل.
كثيرا ما يشعر بعض الناس بالذنب والخجل بعد أن أصبحوا ضحايا، فمثلا نحن نتحدث عن إحساس أحد الناجين بالذنب كما نتحدث عن خجل شخص تعرض لسوء المعاملة، نبدأ من داخل الشخص (شعور وأفكار) لنصل إلى الخارج (سلوك).
يمكن أن يُستخدم التفريغ النفسي فرديا بنفس طريقة استخدامه أو جماعيا، ولكن الدراسات أجمعت على أن الجلسات الفردية يمكن أن تؤدي إلى ظهور الأعراض النفسية بعد فترة بدرجة أكبر من الجلسات الجماعية، وميزة الجلسة الجماعية أنها توفر الوقت والجهد ولكنها تقدم بيئة تشبه (حضن الأم)؛ حيث تصبح المجموعة محل التواصل والثقة والإحساس بالأمان.
بعد الجلسة الجماعية يحضر أعضاء المجموعة محاضرة حول الشفاء بعد الكوارث؛ حيث نقدم معلومات عن ردود الأفعال الطبيعية للأزمات وكيفية التعامل معها (مذكورة بالأسفل).
المساندة المستمرة:
دورك الذي تقوم به سينتهي في فترة قصيرة، وعليك أن تحتفظ باسم وعنوان الشخص الناجي، وكذا طرق الاتصال به وقم بالاتصال به كل فترة حتى تطمئن على حالته، كما عليك أن تؤكد على دور الأشخاص المحيطين بالناجي فتنشيط شبكة الدعم الاجتماعي (أو ما تبقى منها) بدءًا بالأسرة (أو بعض أفرادها الموجودين) والمسجد أو الكنيسة وجمعيات المساندة الأهلية؛ فللرموز والقيادات الدينية دور في مساعدة الصغار والكبار على استيعاب الأحداث الدامية والتعامل معها بشكل تكيفي من خلال إعطاء المعنى الإيجابي لها من وجهة نظر دينية أعمق، إضافة إلى أثر المفاهيم والأخلاقيات والممارسات الدينية على تماسك الأسرة والعائلة والمجتمع تحت مظلة التكافل الاجتماعي والتراحم والتلاحم.
كيف نتعامل مع الضغوط؟
كيف تؤثر الضغوط علينا؟
تؤثر علينا الضغوط أردنا أم أبينا، ويظهر ذلك علينا من الناحية الجسدية والفكرية والانفعالية والسلوكية.
الناحية الجسدية:
قد يظهر لدى البعض عرق زائد ودوار وتنفس سريع، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة ضربات القلب.
الناحية الفكرية:
انخفاض القدرة على الانتباه والتركيز، وظهور أفكار مخيفة إضافة إلى التفكير فيما يحدث حولنا ومحاولة فهمه.
من الناحية الانفعالية:
الغضب والخوف والقلق والحزن والاكتئاب.
من الناحية السلوكية:
تتغير أنماط السلوك التي اعتدنا عليها وقد تنسحب من الآخرين ونصمت لفترات طويلة.
هل الحرب تعتبر حدثا ضاغطا؟
الأحداث ليست ضاغطة في حد ذاتها! ولكن ذلك يعتمد على طرق تفسيرنا لها، ومدى قدرتنا على التكيف معها، فإذا كان الأذى والتهديد شديدا والقدرة على التكيف ضعيفة يحدث ذلك ضغطا كبيرا، وعندما تكون القدرة على التكيف عالية يقل الضغط.
كيف نستطيع التكيف مع الضغوط؟
يستطيع معظمنا التكيف مع الضغوط متوسطة الشدة ومع الضغوط التي يمكن التنبؤ بها في البداية أي حكاية أو موقف مُهدد إلى ضغط، ولكن تقل ردود الأفعال هذه بمرور الزمن، وعلينا أن ندرك أن بعض الضغوط لا تؤدي إلى حالة مزاجية سيئة ولا إلى انزعاج.
واجه الضغوط الآن:
هناك بعض الناس يشعرون باليأس عندما لا تتغير خططهم كما يريدون، وهناك آخرون قادرون على مواجهة التحديات والعقبات بثبات؛ حيث يستخدمون كل إمكانياتهم الشخصية والاجتماعية في التعامل مع الضغوط.
إمكانياتك الشخصية:
ابتعد عن السلبية: إن الأفراد الذين شاركوا في الحروب أو الخدمة العسكرية بدون أمل كانت حالتهم أسوأ من الذين كانوا متفائلين، ويدركون أن المشاركة بالحرب ليست أمرا هينا لأنها الحرب.
القدرة على التحمل:
الأفراد الذين لديهم قدرة على التحمل لديهم صحة نفسية وجسدية، والأحداث وإدماجها في الحياة والاستفادة منها في المستقبل وكذلك التركيز على المشكلات بدلا من التركيز على الذات أو فعالة، وأيضا البحث عن المساندة الاجتماعية.
تفاءل: ركز على الجوانب الإيجابية في الأحداث الجارية، وثق في رب العالمين، وحاول أن تسترخي ولا تُحبط بسهولة، وتوقع الخير، فالأفراد المتفائلون كان شفاؤهم من العمليات الجراحية أسرع وعاشوا بعد العمليات بصورة أفضل من المتشائمين.
كن فاعلا وليس مفعولا به: القدرة على التحكم في النفس في بعض الأحداث الضاغطة يساعدك على التكيف معها وله آثار مفيدة على أطفالك، فأنت قادر ولديك كفاءة على التصرف بما يفيدك.
عوامل شخصية أخرى: الأفراد الذين لديهم "ثقة بالنفس" وتقدير عال لذاتهم أكثر قدرة على التكيف، كذلك "الضمير الحي" أصحابه أطول عمرا وأكثر نجاحا في تجنب المواقف التي تؤذيهم، كما أن الأفراد "المتفائلون" يتكيفون بكفاءة أعلي.
التدين: الإيمان بأن الله كتب لنا الخير، وهو الصمد الذي نلجأ إليه، وفهم أهمية الحرب وقيمة الشهيد والصلاة والدعاء، كلها أمور تساعد على الإحساس بالراحة والسلوى والصبر، وعلى الرضا عن الحياة بل والسعادة أيضا.
تجنب الأشياء المزعجة: إذا كنت تشعر أنك غير قادر على التعامل مع التهديدات التي يُحتمل أن تحدث في المستقبل فتجنب التفكير فيها، وتجنب أيضا التركيز على انفعالاتك الذاتية.
الفضفضة: إن الناس الذين يتعرضون لأحداث جسيمة ولا يستطيعون التحدث عنها تبقى بداخلهم وتؤدي إلى أفكار وسواسية لسنوات، احكِ عن نفسك أمام الآخرين الذين تطمئن إليهم وعبر عن مشاعرك وآلامك وأفكارك، فهذا سيجعلك تشعر أنك تخلصت من حمل ثقيل.
ثانيا: المصادر الاجتماعية:
المساعدات المالية: استفد من الإمكانات المادية المتاحة لك، ولا أقصد بذلك المال، ولكن الأشياء الملموسة من حولك مثل: الأسرة – الأصدقاء – الوقت – العمل، فتوافر بعض هذه الأشياء أمر رائع، فالوقت المتاح لك مثلا الآن في الدعاء والعبادة والتحدث مع الآخرين لم يكن موجودا من قبل مع زحمة العمل والواجبات.
المساندة الاجتماعية: ابحث واقترب من الآخرين الذين تشعر معهم بالراحة والسلوان، فهؤلاء يقدمون لك: مساعدة ملموسة، مساندة انفعالية، معلومات، الوقوف بجانبك، فقد تجد من يساعدك بالمال أو الطعام الذي تحتاجه، أو من يفكر معك في كيفية تعويض ما فقدته، أو يقترح عليك تصرفات معينة لمواجهة الضغط وباقتراح حلول ممكنة لمشكلاتك، أو من يطمئنك ويشعرك بأنك إنسان له قيمته، فالجنود الذين يعملون في فريق يشعرون بضغط أقل من الذين يعملون منفردين. لاحظ أن من المفيد أن تبحث عن نوع المساندة التي تحتاجها.
المحافظة على الصحة النفسية لفريق العمل:
عليك كمسئول عن "فريق الدعم النفسي" التأكد من أن كل أعضاء فريقك الذي قابل النازحين والناجين في صحة نفسية جيدة؛ لذا قم بعمل جلسة أخرى للتفريغ النفسي لهم، ومن الأنسب أن تنظم جلسة تفريغ نفسي جماعي، وإذا ما رفض شخص أو أكثر من أعضاء فريقك حضور الجلسة، فإن هذا لا يعني -على الإطلاق- أنه في غنى عنها، لذا يمكنك في وقت لاحق أن تقوم بجلسة "غير رسمية" والتي يمكن أن نسميها جلسة "فضفضة" لمن رفض الحضور، فعملية "الفضفضة" (التحدث بشكل غير رسمي مع الزملاء)، قد تكون طريقة بديلة مناسبة لبعض أعضاء الفريق.
نقاط هامة بالنسبة للمتطوع
أخطاء يقع فيها المتطوع:
0 التعاطف والشفقة.
0 التوحد أو "التقمص" بالضحايا؛ أي أتصور حالتي النفسية كحالة الضحية.
0 الانبهار: أي أخذ فترة طويلة في الانشغال الذهني بالضحايا، وابتعد عن أي شيء غير هؤلاء الناس.
0 الحياد أو البرود.
0 الحكم.
حماية المتطوع لنفسه:
كي أحافظ على صحتي النفسية حين أتعامل مع ضحايا الحرب عليّ الالتزام بالآتي:
0 تكون لدي معلومات جيدة.
0 لا أخرج عن حدود دوري.
0 أسيطر على مشاعري.
0 يعتمد الجهد على فريق مؤسسي.
0 دراسة طرق التفريغ النفسي.
ملخص شكل العمل المطلوب:
0 التعارف والاستماع.
0 اكتشاف الحالات.
0 نقل المعلومات إلى الضحايا.
0 توجيهها.
0 حماية النفس.
اقرأ أيضا:
مشروع المساندة النفسية في الكوارث / الصحة النفسية في مواجهة الكوارث / المؤتمر القومي السابع لطب الكوارث / دور الأخصـائي النفسـي في الأزمـات