غزة عاصمة المقاومة
القدس عاصمة الثقافة الدينية
أم الفحم عاصمة المواجهة
نابس جبل النار
رفح قلعة الصمود
جنين القسام
بغداد الرشيد
القاهرة المعز
وننتظر ربما بعد سنين تسميات أخرى للقاهرة ودمشق وبيروت وعمان وقطر ودبي وصنعاء والرياض....
في الحقيقة أنه لا وجود لعاصمة ولا لثقافة بين "تنابلة" اليوم من العرب والمسلمين، أشباه الرجال والمستزلمين والمخنثين، ولا وجود لثقافة عربية بين أسرى الدولار الأمريكي والمصالح الإقليمية، ولا وجود لثقافة في ظل برنامج فرض الأمر الواقع على أرض فلسطين.
فعن أي ثقافة نتحدث!!؟ عن ثقافة الطرد من القدس...؟ عن ثقافة هدم البيوت المقدسية...؟ عن ثقافة سحب الهويات المقدسية.....؟ عن ثقافة إحاطة القدس بسوار من المستوطنات وتمزيق أحيائها من الداخل......؟ عن ثقافة تهويد القدس.....؟ عن ثقافة طمس معالم المدينة المقدسة.....؟ عن ثقافة تدمير آثارها التاريخية....؟ عن ثقافة الحفريات من تحت المسجد الأقصى والتي تُهدد بهدمه....؟ ولنُردد ألف عام "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"!؟
تذكرت الذين حصلوا على جوائز الدولة العبرية الصهيونية مثل جائزة (رابين) وجوائز (نوبل) للسلام. تذكرت ثقافة اعتقال الكثير من المثقفين العرب وسجناء الرأي والكلمة. تذكرت ثقافة الاعتدال والمُناداة بالتطبيع مع سارق الأرض ومغتصب الحق. تذكرت ثقافة الغناء والتمثيل والرقص والمسرح وكرة القدم وإلهاء الشعوب والإعلام المُسيّس. تذكرت تصريحات (تسفني) قبل الحرب على غزة قائلة: لا بد من كي الوعي الفلسطيني. تذكرت ثقافة العولمة والشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة واللامبالاة لدماء الشهداء.
تذكرت العالم المتحضر "الحر" ـ كما يقولون ـ وهو يكيل بمكيالين. تذكرت تصريحات وشعارات ومصطلحات وكتابات الكثير من القادة والكُتاب والشعراء والأدباء والسياسيين حيث رددوا جميعاً: القدس عروس عروبتكم..... وهم يُبدون مشاعرهم وآلامهم لما يحدث من حصار وبطش وقتل.....
ووددتُ أن أسأل الملايين من الجيوش العربية ورجال أمنها، ماذا تعرفون عن القدس! قال لي مرة أحدهم (حرفياً) في دولة عربية: أليست غزة هذه تقع في سيناء؟ وقال آخر أليست غزة هذه التي حررناها لكم؟
ثم مررتُ بعد كل تلك التساؤلات، ومن خلال ثقافتي مُرغما تائهاً، في طريق مظلم حالك السواد، يربط ما بين ثقافة (أوسلو) والمبادرة العربية الرسمية، وكنت في البداية ضالاً طريقي أتخبط المشي؛ فأقع بين الحفر، وأرتطم ارتطاماً حاداً؛ فأسقط بين الركام والأوساخ، حتى اهتديت أخيراً إلى طريق الثقافة العربية الصحيح، من تحت أنقاض وركام وأشلاء ودموع وآهات غزة، حيث أكثر من 1400 شهيد، بينهم 460 طفلاً و110 نساء و123مُسنّاً وأكثر من 5500 جريح، بمن فيهم 1600 معوق دائم، 100 ألف مشرّد ودمار كلّي وجزئي أصاب 21 ألف منزل. وإسقاط حوالي مليون ونصف مليون طن من الذخائر والصواريخ فوق رؤوس مليون ونصف مليون نسمة، أي ما يوازي طناً من البارود لكل مواطن فلسطيني!
أليس من الثقافة العربية أن المحامية "مي الخنساء" التي ترأس منظمة التحالف الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب، باعت بعض ممتلكاتها من أجل تغطية مصاريفها ومصاريف المحامين الأوروبيين والاستمرار في متابعة قضية رفع دعاوى جرائم حرب ضد قادة الاحتلال الصهيوني، في (لاهاي) وفي محاكم إسبانيا وبلجيكا!؟
نعم القدس كانت وستظل عاصمة الثقافة العربية والدينية، ولعل الاحتفال بهذا اليوم يقرع أبواب القلوب والعقول قرعاً ولو على استحياء، من بعد أن فُضت بكارتها وكثر زُناتها!
0 كاتب مستقل ـ مدونتي: واحة الكُتاب والأدباء المغمورين
اقرأ أيضاً:
التقرير العربي النفسي الأول عن غزة/ غزة من الداخل والخارج/ هنا غزة/ هنا غزة... من يحتاج من؟/ لا ترمي سلاحك فالمعركة لازالت قائمة/ بيان معبر رفح