صلاح السمّوني وابن أخيه © منظمة العفو الدولية
1.1.2 الضربات الجوية ضد السكان
في الفترة من3 كانون الثاني/يناير عندما بدأ الاجتياح البري الإسرائيلي وحتى نهاية عملية "الرصاص المسكوب"، عشرات الدبابات الإسرائيلية تمركزت في مواقع مختلفة داخل قطاع غزة، معظمها في شرقي وشمالي القطاع. تستطيع الدبابات إطلاق ذخائر شديدة الانفجار، وخصوصاً المقذوفات من عيار 120 مم عميقة الاختراق، والقذائف الموجهة بدقة بالغة والتي تصيب هدفها سواء أثناء حركتها أو بإطلاقها على أهداف متحركة من مسافة تصل إلى 3 كم(32). من هذه المواقع داخل قطاع غزة أطلقت الدبابات الإسرائيلية بمقذوفاتها على منازل الفلسطينيين من مسافات تصل إلى 2 كم أو أبعد، مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين العزّل بينهم العديد من الأطفال والنساء. في جميع الحالات التي حققت فيها منظمة العفو الدولية، لم يقع الضحايا في منطقة تبادل إطلاق النار في المعارك بين الجنود والمسلحين، كما أنهم لم يستخدموا كدروع لحماية المسلحين. لقد أطلقت الدبابات قذائفها بنمط منفرد وليس وابلاً -قذيفة واحدة في كل حادثة- على قاطني المنازل الذين كانوا يمارسون أنشطتهم العادية- وهذا دليل آخر أنه لم تكن هناك معارك تدور في مكان قريب من تلك المنازل.
عوفِر، وهو مقاتل في لواء غولاني (وحدة النخبة المقاتلة من الجيش الإسرائيلي) أحد المجموعات التي شاركت في الضربة الأولى من الهجوم البري، قال: "أول مرة دخلنا فيها المنطقة، أعطينا الأوامر أن نوجه أسلحتنا لأي نقطة مشبوهة يمكن أن تأتينا منها نيران. لقد أطلاقنا النار على أي شيء يتحرك، فالمدنيون في المنطقة سبق وأن أُعلِموا أننا قادمون، لذلك لا أشعر بالذنب نحو أي شخص أصيب هناك. إذا ما بقيتَ هناك، فلا بد أنك من حركة حماس..."(33)
(إسرائيل/ غزة: عملية 'الرصاص المسكوب': 22 يوماً من الموت والدمار، الوثيقة: MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009)
20
إن قصة عائلة السّموني تعدّ واحدة من أكثر الحالات إثارة للصدمة؛ فقد فقدت 31 فرداً من أعضائها في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، معظمهم قضوا نحبهم عندما تعرّض بيت وائل السموني، وهو أحد بيوت العائلة، للقصف بما بدا أنه قذائف دبابات، في 5 كانون الثاني 2009، وذلك بعد يوم واحد فقط من أمر جنود الاحتلال العشرات من أفراد العائلة بالانتقال إلى ذلك المنزل من منازل مجاورة يملكونها. إلى جانب أولئك الذين قتلوا مباشرة في الهجوم، فإن العديد من الجرحى -من أفراد الأسرة الآخرين- الذين بقوا محتجزين تحت أنقاض المنزل ماتوا في الأيام القليلة التالية لأن الجيش لم يسمح لسيارات الإسعاف الوصول إليهم، بعضهم نزف حتى الموت لثلاثة أيام وهم ينتظرون عبثاً أن يأتي أحد لإنقاذهم. بقي الأطفال لمدة ثلاثة أيام دون طعام أو ماء بالقرب من جثث أمهاتهم وأشقائهم وأقاربهم.
إخلاء جثث أعضاء عائلة السمّوني في 18 كانون الثاني/ يناير 2009 © منظمة العفو الدولية
شرح صلاح السمّوني لمنظمة العفو الدولية ما جرى: "جاء الجنود إلى المنطقة ليلاً [يوم 3 كانون الثاني/ يناير 2009]، في فجر يوم 4 كانون الثاني/ يناير حضر إلى منزلنا العديد من أقربائي للإقامة معنا، لقد ظنّ الجميع أننا لو بقينا في منزلنا فسنكون على ما يرام. حضر الجنود إلى منزلنا بعد بعض الوقت وتحدث والدي إليهم بالعبرية وقال لهم: 'هؤلاء أطفالي وأسرتي، لا يوجد إرهابيون هنا' إلا أن الجنود طلبوا منّا المغادرة والانتقال إلى منزل وائل في الجهة الأخرى من الشارع، ففعلنا. كان عددنا كبيراً، حوالي 100 من عائلتنا، الكثير منهم أطفال. بقينا هناك طوال اليوم والليلة، كان لدينا بالكاد أي طعام في المنزل والأطفال جوعى. لم يكن بمقدور أحد الدخول إلى المنطقة، ولا حتى سيارات الإسعاف، لقد كنا خائفين. في صباح اليوم التالي (5 كانون الثاني/ يناير) حاولت وثلاثة من أبناء عمي الخروج إلى حديقة المنزل المسوّرة للحصول على بعض الطماطم (البندورة) وبعض الحطب لطهي أي شيء، حالما خرجنا من الباب بدأ القصف نحونا، أبناء عمي محمد وحمدي قتلا، أصبت أنا ووائل وتراجعنا إلى داخل المنزل.
21
ثم تعرّض المنزل للقصف مرة أخرى -على الأقل بقذيفتين- من الأعلى، نحو 25 شخصاً قتلوا ومعظم البقية جرحوا. ابنتي الصغيرة "عزّة" قتلت، وأصيبت زوجتي، ولقيت أمي "رحمة" مصرعها بينما كانت تحمي محمود (ستة أشهر) بجسدها وقد أنقذته من الموت. قتل والدي، أولاد وائل، صبي وفتاة، لقيا مصرعهما. صفاء زوجة شقيقي إياد، ومها زوجة شقيقي حلمي وطفلهما محمد قتلوا جميعاً. لماذا قصفوا المنزل بعد أن جمعونا فيه؟ توقعنا أن نقتل جميعاً، نحن الذين تمكنّا من الخروج من المنزل. كثير منا أصيبوا بجروح؛ أصبت في رأسي وكان الدم يغطي وجهي وأنا أجري خارجاً. كان هناك جنود قريباً في منزل عائلة السوافيري، صرخوا يأمروننا بأن نعود وأطلقوا النار علينا، لكننا ظللنا نركض. عندما وصلنا إلى بر الأمان اتصلنا بالصليب الأحمر حتى يرسلوا سيارة إسعاف إلى المنزل لإنقاذ الجرحى، لكن الجيش لم يسمح لسيارات الإسعاف بالاقتراب من المنطقة، كنا نعلم أن هناك من لا يزالون على قيد الحياة في المنزل، فقد اتصلنا بأقربائنا هناك على هواتفهم النقالة وأجابنا الأطفال، وكانوا خائفيين لوجودهم مع جثث كل من حولهم، بعض المصابين لقوا حتفهم في المنزل في انتظار إنقاذهم. بعد ثلاثة أيام تمكن الصليب الأحمر من الوصول للمنزل، لكن فقط سيراً على الأقدام فلم يسمح الجيش لسيارات الإسعاف بالاقتراب من المنطقة؛ عثروا على بعض الأطفال أحياء، والعديد من الموتى. "(انظر مزيداً من التفاصيل في الفصل 1.4.2).
بعد إنقاذ اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجرحى في 7 كانون الثاني/يناير، قام الجيش بتجريف بقايا المنزل فوق جثث القتلى الذين اضطر الصليب الأحمر لتركها وراءه لأنه لم يُسمح له بإدخال السيارات لمسافة قريبة بما فيه الكفاية لإخلائها.
(منظمة العفو الدولية إسرائيل/غزة: عملية 'الرصاص المسكوب': 22 يوماً من الموت والدمار، الوثيقة: MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009)
22
عندما زار مندوبو منظمة العفو الدولية المنطقة في 18 كانون الثاني/يناير، وهو اليوم الأول لسريان وقف إطلاق النار، كان الناجون من أفراد العائلة يحفرون ويحاولون سحب جثث القتلى من أقربائهم -معظمهم من الأطفال أو كبار السن من الرجال والنساء- من تحت أنقاض المنزل الذي دمره الجنود الإسرائيليون في وقت لاحق فوق تلك الجثث. في منزل صلاح السمّوني الذي أحرق ودُمِّر جزئياً وقف شقيقه حلمي متمالكاً نفسه رغم حزنه لفقدان زوجته وطفله الصغير والكثير من الأقارب، وروى الأحداث نفسها لمنظمة العفو الدولية، كما فعل العديد من أقاربه الآخرين -من الأطفال والبالغين- الذين قابلتهم المنظمة بشكل منفصل.
أمل زكي عليوة، 40 عاماً، أم لثمانية قتلت مع أربعة من أطفالها في منزلهم في حي الجديدة في الشجاعية أحد أحياء مدينة غزة بعد ظهر يوم 5 كانون الثاني/ يناير 2009. أمل كانت في المطبخ في الطابق الأول للمنزل، بينما زوجها وأولادها وأولاد أحد الأخوة موزعون بين المطبخ والغرف المجاورة. عند الساعة 4:05 عصراً أصابت المنزل قذيفة دبابة، مرّت من نافذة غرفة النوم الشمالية الشرقية وشقت طريقها عبر الجدار إلى المطبخ وهناك انفجرت مما أسفر عن مقتل أمل وابنتها لانا (10 أعوام) وثلاثة من أبنائها: معتصم (14 عاماً) ومؤمن (12عاماً) وإسماعيل (سبعة أعوام)، وجرح زوجها حيدر وابنهما منتصر (16 عاماً)، ابنتهما غدير (15 عاماً)، وابنة أخيه لمى (12 عاماً). غدير ولمى كانتا ممددتان على الأرض في غرفة النوم تكتبان، وعندما اخترقت قذيفة دبابة الغرفة أسقطت خزانة الملابس فوقهما وبذلك أنقذتهما من الموت عندما حصل الانفجار.
أطفال عائلة عليوة الذين لقوا مصرعهم في 5 كانون الثاني/ يناير مع والدتهم © خاص
وجد مندوبو منظمة العفو الدولية في المنزل شظايا قذيفة دبابة عيار 120 مم، وأدّى تحديد مسارها من نافذة غرفة النوم إلى موقع على بعد 1 كم إلى الشمال الشرقي في منطقة جبل الرّيس حيث كانت الدبابات الإسرائيلية ترابط وقت وقوع الهجوم، لقد كان أثر الدبابات على الأرض ما يزال واضحاً عندما زار مندوبو منظمة العفو الدولي تلك المنطقة(34).
فوزية فواز صلاح (ثلاثة أعوام) وشقيقها أحمد (أربعة أعوام) قتلا في الساعة 2:15 من بعد ظهر يوم 17 يناير 2009 بينما كانا يلعبان في منزل العائلة في مخيم جباليا شمال غزة، بينما جرح شقيقاهما محمد (سبعة أعوام) وفرج (ثمانية أعوام). كان الأطفال يلعبون في غرفة في الطابق الثالث من منزل العائلة حين حطمت قذيفة دبابة النافذة وانفجرت في الغرفة، شرح والد الأطفال لمنظمة العفو الدولية ذلك قائلاً: "لقد كان اليوم الأخير من الحرب، منزلنا كان مليئاً بالأقارب الذين أتوا للبقاء معنا فالمنطقة تعتبر آمنة، حيث نسكن داخل بلدة جباليا بعيداً عن الحدود. كان الجميع في الطابق السفلي، وكانت زوجتي هنا تغسل الصحون في الغرفة الخلفية وتراقب الأطفال الذين كانوا يلعبون، كيف يمكن لأي شخص أن يطلق النار على منازل المدنيين ويقتل الأطفال الأبرياء هكذا؟".
(إسرائيل/غزة: عملية 'الرصاص المسكوب': 22 يوماً من الموت والدمار، الوثيقة:MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009)
23
بعد ظهر يوم 16 كانون الثاني/ يناير 2009، سقطت قذيفتا دبابة على غرفة في شقة الدكتور عزّ الدين أبو العيش الواقعة في الطابق الرابع، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من بناته: بيسان (21 عاماً)، ميار (15عاماً)، وآية (14 عاماً)، وابنة أخيه نور (16عاماً)، فيما أصيب كل من ابنتيه شذى (16عاماً) وغيداء (13عاماً) وشقيقه بجروح خطيرة. اخترقت القذيفة الأولى الغرفة حيث كانت الفتيات الخمس يدرسن، وحين هرعت بيسان إليهن في غرفتهن سقطت القذيفة الثانية مما أدى إلى مقتلها. بعد وقت قصير من الضربة أجرت إحدى قنوات التلفزيون الإسرائيلي -وهي ذات القناة التي بثت مقابلة معه في وقت سابق حول الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة- اتصالاً هاتفياً مع والد الفتيات، الدكتور أبو العيش، وهو طبيب معروف متخصص في أمراض الخصوبة يعمل في أحد المستشفيات الإسرائيلية، وجّه خلاله نداء استغاثة ودعوة ملحة للمساعدة أثّرت في الناس في إسرائيل والخارج وركّزت الاهتمام على محنة المدنيين في غزة.
لقد فحص خبير عسكري ضمن وفد منظمة العفو الدولية إلى غزة شظايا القذائف التي أصابت المنزل وقرر أن مصدرها قذائف دبابات إسرائيلية من عيار 120 مم، بما يتسق مع النمط التدميري الذي خلّفته في الغرفة، كما أن تحديد مسارها قاد إلى حيث كانت الدبابات الإسرائيلية متمركزة. وعلى الرغم من الأدلة الدامغة على أن المنزل قصف من قِبل الدبابات الإسرائيلية، إلا أن مصادر الجيش الإسرائيلي زعمت عبر وسائل الإعلام أن منزل الدكتور أبو العيش ربما تعرّض للقصف بصاروخ فلسطيني، وأن قناصة فلسطينيون كانوا يطلقون النار من منزله(35). لقد استغرق الأمر 19 يوماً -حتى 4 شباط / فبراير- ليعترف الجيش الإسرائيلي أن دبابة إسرائيلية هي التي قصفت منزل أبو العيش، لكن لو أن الجيش يسجل الهجمات التي يقوم بها بشكل دقيق، كما يتوجب عليه أن يفعل، لاستطاع أن يتحقق فوراً ما إذا كانت عملية القصف قد حدثت فعلاً. لقد زعم الجيش في معرض تعليقه على هذه الحادثة أنه "قد حذر سكان الشجاعية بإسقاط مئات الآلاف من المنشورات التحذيرية، وكذلك بتوجيه التحذيرات عبر وسائل الإعلام الفلسطينية"(36)، الجدير بالذكر أن منزل الدكتور أبو العيش يقع في جباليا وليس في الشجاعية! مما يفضح خطأً في تفصيل مهم يخص موقع منزل الدكتور أبو العيش.
في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية أدان وزير الداخلية الإسرائيلي مئير شطريت قصف منزل الدكتور أبو العيش قائلاً: "إذا كان هناك من جهة تتحمل اللوم فيما حدث فهي حماس"(37). وفي مؤتمر صحفي عقد يوم 22 أبريل 2009 ادّعى الجيش الإسرائيلي أن "قوات الجيش الإسرائيلي حددت موقع عناصر مشبوهة في الطابق الثالث من المبنى، مما أثار الشكوك أن هذه العناصر كانت تعاين قوات الجيش الإسرائيلي من أجل توجيه قناص في مبنى آخر"، وأن "أربع نساء كنّ في نفس المنزل عندما وجهت الضربة لتلك العناصر"، وأن "جيش الدفاع الإسرائيلي كان قد حثّ الدكتور أبو العيش لمغادرة منزله ومنطقة القتال في الأيام التي سبقت وقوع الحادث، لكنه اختار البقاء في منزله على الرغم من المخاطر الواضحة". لم يقدم الجيش أي أدلة على الإطلاق لإثبات إدعائه وجود مسلحين أو عناصر رصد في منزل الدكتور أبو العيش، ولا أنه قد حثّ الدكتور أبو العيش على مغادرة بيته- وهو ادعاء نفاه الدكتور أبو العيش. لقد أعرب الدكتور أبو العيش في مقابلات أجراها معه التلفزيون الإسرائيلي قبل بضعة أيام سبقت الهجوم على منزله عن مخاوفه من تمركّز دبابة إسرائيلية بالقرب من المنزل.
بعد ظهر يوم 8 كانون الثاني/ يناير 2009 تعرّضت شقة الدكتور أبو جابر أبو النّجا، أحد القادة السياسيين في حركة فتح، والواقعة في الطابق السابع من برج الأطباء في حي تل الهوى في غزة لقصف صاروخي وقذيفة دبابة، أسفر عن مقتل زوجته رقية وصهره الصحفي إيهاب الوحيدي، وإصابة ابنته إحسان بجروح خطيرة. قال الدكتور أبو النجا لمنظمة العفو الدولية:
24
"كانت زوجتي وابنتي وزوجها على الشرفة، كانتا جالستان وهو واقف يستمع إلى الأخبار من هاتفه النقّال عبر سماعة الأذن ويناقشها مع زوجته وزوجتي، بينما دخلت أنا الحمام، وابنتي الأصغر (17عاماً) وحفيدي (10أشهر) كانا في الشقة. عند الضربة الأولى أسرعت إلى الشرفة، سحبت ابنتي إحسان إلى داخل الشقة من تحت الجدار الذي انهار، ثم كان هناك ضربة ثانية، بعدها ساد السكون".
الهوامش
(32) يمكن للدبابات الإسرائيلية من طراز ميركافا (3و 4) أن تحمل حتى 10 جنود مشاة، بالإضافة إلى طاقم الدبابة المكون من أربعة عناصر: القائد والمزوّد والمدفعي والسائق. على سبيل المثال انظر:
http://www.armytechnology.com/projects/merkava
http://www.army-technology.com/projects/merkava4
(33) جويش كرونيكل، العدد الصادر في 5 آذار/ مارس 2009 :
http://www.thejc.com/articles/gaza-soldiers-speak-out
(34) انظر أيضاً إلى:
http://www.youtube.com/watch?v=JPRMWpH89c8&feature=channel
(35)http://jewishvoiceandopinion.com/a/JVO20090204.html
(36) http://idfspokesperson.com/2009/02/04/idf-investigation-results-dr-abu-el-eish-residence-4-feb-2009-1708-ist/
(37) http://news.bbc.co.uk/1/hi/world/middle_east/7878711.stm
ترجمة الأستاذة لميس طه
ويتبع >>>>>: إطلاق النار (على المدنيين) من مسافة قريبة 1.2
اقرأ أيضاً:
هنا غزة... من يحتاج من؟ / عفواً غزة أنا لست متضامنة معك!!