مع المعلمين صناع الأجيال
أولا: بناء الجسم:
احرص أيها المعلم على أن تكون متزنا دائما في كل أمورك؛ فاحص على النظافة فالمعلم الذي لا يحرص على النظافة ويرتدي الملابس البالية أو المنفرة يبعث على الاشمئزاز، وينفر منه طلابه. وإسلامنا يحث على التجمل والتزين؛ يقول صلى الله عليه وسلم "إن الله جميل يحب الجمال". وأنت أيها المعلم أحق من يلتزم بأمر الله تعالى وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم وألوى أن تكون في أجمل صورة فاحرص على تناسق ملبسك ووسامته ونظافته مع بساطته.
* اهتم بطيب رائحتك واحرص على تنظيف أسنانك بالسواك، وإن لم تتمكن من استعمال السواك فنظف أسنانك بالفرشاة والمعجون. وابتعد عند ذهابك للمدرسة عن كل ما يسبب روائح غير طيبة كالبصل والثوم والحلبة.
* احرص على سنن الفطرة التي أوصانا بها الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها قص الأظافر وقص الشارب والتطهر.
* احرص على إزالة رائحة العرق باستخدام الطيب ومزيلات العرق والاغتسال بانتظام.
* حافظ على نشاطك وصحتك ما استطعت وذلك بممارسة الرياضة والابتعاد عن كل ما يضر صحتك مثل: المخدرات والخمور والتدخين.
* اتبع نظاما غذائيا سليما، فلا تفرط في تناول الدهون واحرص على وجود الخضروات الطبيعية الطازجة على مائدتك، ولا تكثر من شرب القهوة والشاي فالإسراف فيهما يؤدي إلى سلبيات منها: زيادة ضربات القلب، وزيادة ضغط الدم، وغيرهما من الأمراض. وابتعد عن الأطعمة المحفوظة ولا تفرط في تناول اللحوم وخاصة اللحوم الحمراء.
* احذر أيها المعلم من كل ما يضعف الطاقة ويسلبها كالقلق والإجهاد وسوء الهضم.
* أيها المعلم حافظ على صحتك بالرياضة المنتظمة والغذاء السليم كي يتكون قاد على عبادة ربك وتعمير الأرض والدفاع عن دينك.
ثانيا: بناء العقل:
* لتكن أيها المعلم المبرز في تخصصك ولتلم بجميع أطرافه وتغوص في بحره وإياك أن تتقيد بالمنهج الذي تدرسه.
* يجب أن تكون مستعدا في كل حين لأن تعمل في أي مرحلة دراسية تكلف بها فأنت مسلم داعية قدوة يشار إليه بالبنيان.
* اطلع على كل جديد في مجال العلوم التربوية ولا تكتف بما درسته في الجامعة.
* ارجع إلى سيرة خير معلم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وانظر كيف يربي أصحابه في نماذج رائعة لا مثيل لها.
* لا بد من العلم بأصور التربية؛ لتربي الولد على أصولها ومقتضاها وعلى أسس متينة من تعاليم القرآن وهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
* أما إذا كان المربي جاهلا بالقواعد الأساسية في تربية الولد فإن الولد يتعقد نفسيا وينحرف خلقيا.
* أحرص أيها المعلم على تبادل الخبرات والاستفادة من الناجحين بزيارتهم والحديث معهم حول مختلف القضايا التربوي.
* تسلح بالعلم حتى تعطي فالوعاء الفارغ لا يروي ظمآن.
* يجب أن تكون موسوعيا ملم بالأصول التي ينبغي أن يلم بها كل مسلم من حسن تلاوة كتاب الله وحفظه، وحفظ ما تيسر من الحديث، ودراسة فقه العبادات والمعاملات، وفهم أصول اللغة العربية والتاريخ الرياضيات وغيرها من العلوم؛ لتفيد بها إسلامك ومادتك.
* اعرف شيئا عن كل شيء واعرف كل شيء عن شيء.
* اعلم أيها المعلم أن الإسلام لا يرضى عن المعلم النظري الذي لا يرى أثره في سلوك صاحبه.
* اعلم أيها المعلم أن من عمل بما علم رزقه الله علم ما لم يكن يعلم.
* اعلم أيها المعلم بأنك لا تكون عالما حتى تكون متعلما، ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا.
* لا تجعل أيها المعلم فعلك يكذب قولك؛ حتى لا يسخر منك الناس.
* احرص على متابعة مستحدثات عصرك ومبتكراته وخذ منها ما تستطيع مثل الكمبيوتر والانترنت ولا تتخلف عن ركب الحضارة والتقدم.
* تابع أخبار العالم من حولك واهتم بأمر المسلمين وادع لهم، وحث طلابك على الدعاء لهم، وبث روح الجهاد في نفوسهم.
* اعلم أيها المعلم أن عليك الدور الأكبر في إصلاح مجتمعك وتقويمه، وأنك أكثر أبناء المجتمع فهما له، وأكثرهم معرفة بإيجابياته وسلبياته؛ فلتمسك أنت بدفة الإصلاح مبتغيا وجه الله تعالى.
* إذا كنت تعلم من غير بلدك فاقرأ عنها وتابع أخبارها وتعرف على أحوالها وظروفها وادرس طبائع أبنائها حتى تتمكن من التعامل بلباقة وحكمة مع كل المواقف ولا تهمل تعليمهم بحجة أنهم ليسوا أبناء بلدك فكل بلاد الإسلام بلادك وأنت خليفة الله في الأرض، كل الأرض وأنت مسئول عن أبناء الإسلام في كل مكان.
ثالثا: بناء الروح:
* احرص أيها المعلم على توثيق صلتك بربك ـ سبحانه وتعالى ـ ولتؤسس بنيانك على تقوى من الله ورضوان؛ لتظل دائما راضي النفس مطمئن الفؤاد.
* لتبني روحك أيها المعلم. عليك بقراءة كتاب ربك العظيم وتدبر آياته (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24)
* يجب أن تفكر في خلق الله سبحانه وتعالى من كون فسيح ونجوم ونبات وحشرات وطيور ووحوش وفي نفسك وتكوينها.
* فكر في نعم الله عليك التي لا تحصى وأعظمها نعمة الإسلام، ومن نعم الله عليك نعمة البصر والسمع والنطق والعقل.(وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ) (سـبأ:34)
* فكر في الغيب وفي الفترة الباقية من أجلك ولتسارع في الخيرات. (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) (المؤمنون:61)
* فكر في الموت وأكثر من ذكره وفكر في القبر وفتنته واستعذ بالله من عذاب القبر ثم فكر في الجنة والنار.
* حافظ على عبادتك وتزود بالتقوى واحرص على الفرائض واعلم أن النوافل طريقا للارتقاء إلى مراتب أعلى وأعلى. (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56)
* احرص على قيام الليل ففي جوف الليل يزداد القرب والزاد والعطاء.".. وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه..."
* حاسب نفسك محاسبة دقيقة فالنفس تميل إلى الشهوات واللذات، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمن على الله".
* ادع ربك وأسأله فالدعاء هو العبادة الإعراض عنه استكبار.
* احرص على إيجاد جو عائلي هادئ مستقر، وحافظ على ابتسامتك ومرحك بما لا يخل بوقارك، وجدد حياتك بكل ما لا معصية فيه.
* ابتعد عن كل ما يخالف أوامر ربك فالمعصية تجلب سخط الله سبحانه وسبب الضلال والعقوبة.
* لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى والصغيرة قد تجرك إلى ما هو أعظم فلا تنظرن إلى صغير المعصية ولكن انظر إلى عظيم من عصيت. لقوله صلى الله عليه وسلم "إياكم ومحقرات الذنوب".
* ابتعد عن الأماكن التي يكون وجودك فيها مستنكرا.
* طهر قلبك مما قد يصيبه من أمراض كالكبر والعجب والغرور والحقد والحسد فصلاح القلب يصلح الجسد ففي الحديث عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".
* خالط الأخلاء الصالحين فأنت على دينهم؛ ففي الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".
* لا تشتغل بالمباحات من المأكل والمشرب والملبس والمنكح ولا تتوسع فيها بما قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه. (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) (الاحقاف:20) . فقول: أن الطيبات حرام ولكن لا تكون مدخلا للتعلق بالدنيا.
* ابن نفسك على الإخلاص والتقوى وهي أن لا يراك الله حيث نهاك ولا يفتقدك حيث أمرك ومراقبة الله والاستشعار بالمسئولية العظيمة التي تحملها فأنت مسئول عنها، وحرر نيتك وخلصها من الله في كل ما تقوم به.
* اعلم أيها المعلم أنك داعية إلى الله ـ سبحانه ـ بفعلك وقولك ومظهرك ـ مهما كان تخصصك فالطالب الكبير يتكلم عنك ائما والتلميذ الصغير لا يقتنع إلا بكلامك؛ فلتكن قدوة لطلابك أولا وأخيرا يجر الله على يديك خيرا كثيرا.
* يقول الشافعي رضي الله عنه في وصيته لمعلم أبناء أمير المؤمنين:"ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين إصلاح نفسك؛ فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما تستحسنه والقبح عندهم ما تكرهه".
تأليف: أسامة علي متولي
اختصار وتهذيب: راوية سرحان
ويتبع >>>>>: مع المعلمين: اليوم الدراسي
اقرأ أيضاً :
التربية: دعوة إلى الله ! / حتى نعْدل إن عاقبنا / مفهوم اللغة في حياة الطفل