يعد التوحد أو الذاتوية أو الأوتيزم إحدى أكثر الاضطرابات النمائية تأثيرا على وظائف الطفل، حيث يعاني الأطفال المصابون به من بطء في النمو، وانخفاض في قدرتهم على التواصل بأشكاله المختلفة، ولذلك فالأطفال في هذه الفئة إنما يحتاجون إلى تدخلات علاجية خاصة تقوم على العديد من التخصصات لتحقيق النتائج المرجوة معهم.
- تعريف التوحد (الذاتوية):
قبل أن نبدأ بعرض التعريفات التي وضعت لمفهوم التوحد، تجدر بنا الإشارة إلى أن هناك اختلافات بين الباحثين ليس فقط في تعريفاتهم للتوحد، بل في تسمية هذا الاضطراب. فالبعض يعرب لفظ Autism بالتوحد، والبعض يعربه أو يترجمه بالذاتوية، والبعض يترجمه بالاجترار، ويترجمه البعض بالتغليف الذاتي، أو الفصام الذاتوي أو....
وحقيقة الأمر إن الاختلاف في التسمية أو حتى التعريف ليس أمرا نظريا كما يعتقد البعض، بل هو يعكس اختلاف الباحثين في النظر إليه وتشخيصه. أما عن أشهر التعريفات لاضطرابات التوحد أو الذاتوية فهي:
- يعرف عثمان فراج (1959) الذاتوية بأنها إعاقة من إعاقات النمو تتميز بقصور في الإدراك وتأخر أو توقف النمو ونزعة انطوائية انسحابية تعزل الطفل الذي يعاني فيها عن الوسط المحيط، بحيث يعيش منغلقا على نفسه لا يكاد يحس بما حوله ومن يحيط به من أفراد أو أحداث أو ظواهر.
- ويعرفها جمال الخطيب (1998) بأنها إعاقة نمائية مزمنة وشديدة تظهر عادة في السنوات الثلاثة الأولى من العمر.
- وتعرف سميرة السعد (1998) الذاتوية بأنها "خلل وظيفي" في المخ لم يصل العلم لتحديد أسبابه، يظهر خلال السنوات الأولى من عمر الطفل، ويمتاز بقصور أو تأخر في النمو الاجتماعي والإدراكي والتواصل مع الآخرين.
وإذا راجعنا التعريفات السابقة وغيرها لوجدنا عددا من الخصائص التي يكاد تتفق عليها التعريفات في وصفها لاضطرابات التوحد وهي:
1 – إنه اضطراب يتميز ببطء في النمو.
2 – أنه يظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل .
3 – أنه يؤثر على إدراك الطفل بوجه عام.
نسب انتشار الإصابة بالتوحد:
يشير عثمان فراج 1994 إلى أن الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت أن نسب حدوث التوحد تظهر بمعدل من 3: 4 أطفال في كل 10 آلاف طفل.
- بينما في وطننا العربي فإنه يشير إلى أن الذاتوية في مصر يعاني منها ما بين 100 إلى 200 ألف طفل.
- وتشير الجمعية الوطنية لرعاية الأطفال الذاتويين على أن نسبة حدوث الذاتوية تصل إلى 5 أطفال لكل 10 آلاف طفل .
- وبالطبع تختلف هذه النسب عبر دول العالم المختلفة بل أن هناك اختلافات في الإحصائيات داخل الدولة الواحدة، ويعتمد ذلك بالطبع على أسلوب التشخيص المستخدم والتعريف الذي ينطلق منه القائم بالتشخيص، وكذلك طبيعة التوحد (الذاتوية).
- وضع كانر KANNER) 1943) أقدم وأول معايير لتشخيص الذاتوية وهذه المعايير هي:
(1) سلوك انسحابي انطوائي شديد وعزوف عن الاتصال بالآخرين.
(2) التمسك الشديد لحد الهوس بمقاومة أي تغيير في الحياة الشخصية أو في عنصر من عناصر البيئة في روتين الحياة اليومية.
(3) مهارة غير عادية في الارتباط بالأشياء في نفس الوقت الذي لا يبدو عليه ارتباط أو انتماء لأي إنسان بما في ذلك والديه وإخوته .
(4) رغم كل ما لديه من جوانب قصور غلا أنه أحيانا يأتي الطفل ببعض الأعمال التي تتميز بقدرات أو مهارات غير عادية كتذكر خبرة قديمة أو حادث أو صوت أو جملة أو القيام بعملية حسابية صعبة، أو يبدي مهارة في الرسم أو الموسيقى أو الغناء بشكل طفرات فجائية لفترة وجيزة وتنقضي.
(5) حالات البكم أو ما يقرب منها أو قدرة لغوية غير مقصودة، غير ذات معنى أو موضوع أو همهمة غير مفهومة لا جدوى منها في تحقيق الاتصال مع الآخرين.
(6) المصاداة المتأخرة delayed Echolalia (صدى صوت) وهي عبارة عن قيام الطفل بتكرار الكلمات أو المقاطع أو الجمل التي سمعها في مواقف مختلفة.
(7) المظهر الجسدي السوي أو البناء الجسدي السليم Normal physical Appearance .
أما أحدث معايير التشخيص والتي يكاد يتفق عليها معظم الباحثين في مجال التوحد، فتجدها في دليل التشخيص الإحصائي الرابع DSMIV ويضع معايير التشخيص كالآتي:
أ – وجود ستة أعراض أو أكثر من (1)، (2)، (3) بشرط وجود واحد على الأقل من كل من (1)، (2)، (3)
1 – خلل كيفي في التفاعل الاجتماعي كما يبدو في اثنتان على الأقل مما يلي:
* خلل واضح في استخدام العديد من السلوكيات غير اللفظية مثل نظرات العين، التعبيرات الوجهية، حركات الجسم، حركات الجسم، الإيماءات
* الفشل في تنمية العلاقات مع الرفاق بصورة تتناسب مع مستوى النمو .
* نقص أو انخفاض البحث الذاتي عن المشاركة في الأنشطة المسلية أو الإنجازات مع الآخرين .
* نقص أو انخفاض التبادل الاجتماعي أو العاطفي أو الانفعالي .
2 – خلل كيفي في التواصل يظهر في واحدة على الأقل مما يلي:
* تأخر أو نقص كامل في نمو اللغة (غير مصاحب بمحاولات تعويضية من خلال طرق أخرى بديلة كتغييرات الوجه أو الإيماءات)
* وجود خلل في بدء أو المحافظة على استمرار الحديث مع الآخرين لدى من لديهم مفردات ومعقولة.
* استخدام الكلمات أو الجمل بشكل نمطي ومتكرر أو الاعتماد على لغة خاصة.
* نقص اللعب التمثيلي أو تقليد الأدوار المناسبة لمرحلة الطفل العمرية.
3 – أنماط سلوكية محددة ومتكررة وضيق الاهتمامات والأنشطة كما يظهر في واحدة على الأقل مما يلي:
* الانشغال الدائم بواحد أو أكثر من الأنماط المحدودة لاهتمامات غير سوية إما في شدتها أو في حدة التركيز عليها.
* التمسك غير المرن بطقوس معينة غير هادفة تماما.
* سلوك حركي متكرر ونمطي (مثل حركات الذراعين أو حركة معقدة بالجسم كله).
* الانشغال الثابت بأجزاء من الموضوعات (التجزئة)
ب – التأخر أو الشذوذ الوظيفي ويظهر في واحد على الأقل من المجالات التالية على أن تظهر قبل سن 3 سنوات وهي:
(1) التفاعل الاجتماعي
(2) اللغة كما تستخدم في التواصل الاجتماعي المتبادل
(3) اللعب الرمزي أو التمثيلي أو المحاكاة .
ج - عدم اتفاق الاضطراب مع مواصفات اضطراب ريت Rett.s Disorder أو اضطراب الطفولة التفككي childhood disintegrative Disorder
اقرأ أيضاً:
هل ابنك عنده أوتيزم Autism (توحد)/ ما يجب أن تعرفه أسرة الطفل التوحدي/ وللعب فوائد أخرى