تحكم في سلوكك الشخصي=تميز ونجاح(6)
لا تستسلم:
تجربة: أحضر عالم ضفدعة ووضعها في أنبوب اختبار في المعمل ووضع بجانبها آنية مملوءة بالماء ، وبعد أن غطى الأنبوب، ظل يراقب الضفدعة وهي تحاول محاولات يائسة أن تخرج من الأنبوب، وكانت تضرب برأسها في جوانب الأنبوب، تارة نحو اليمين، وتارة نحو اليسار، وظلت هكذا حتى استنفدت جميع طاقتها ، ثم رفع العالم الغطاء، وتركه مفتوحا بعض الوقت ولكن الضفدعة كانت قد أصابها اليأس، ونال منها التعب ، فاستلمت لمصيرها، ولم تحاول مرة أخرى، وظلت كذلك حتى ماتت، دون أن تدري أنها لو ظلت تحاول لقفزت إلى الأعلى، ولسقطت في الآنية المملوءة بالماء، ونجت بحياتها .
9- غير خططك وكن مرنا
وضع عالم سمكة في نهاية مجموعة طويلة من المسارات المعقدة والمتشابكة، وترك قطا جائعا في أولها ، في بادئ الأمر تعرف القط على الطريق، وظل يجرب الطرق حتى وصل إلى السمكة، وأكلها ، وفي اليوم التالي وضع العالم السمكة في مكان آخر داخل مجموعة أخرى من المسارات، وأطلق نفس القط الجائع ، جرى القط في نفس المسار الذي سار فيه يوم أمس فلم يوصله إلى السمكة، فغير خططه السابقة ، واستخدم مساراً آخ ر أدى به إلى هذه السمكة، وفاز بها .
تجربة أخرى عن المرونة:
أحضر دورق من الزجاج ذو عنق ضيق نوعا، وضع بداخله شمعة مضاءة، وضع بيضة مسلوقة طولية على فوهة الدورق الضيقة، فتقف البيضة ولا تنزلق، اتركها فترة لمدة دقيقة واحدة تجد أن الدورق تمدد بالحرارة وانزلقت البيضة من الفوهة الضيقة واستقرت داخل البرطمان .
10- قو دوافعك: أجعل لديك الرغبة المشتعلة لتحقيق النجاح
قصة واقعية :
في يوم من الأيام تمنيت أن يتعلم أولادي وهم صغار أي فن من الفنون القتالية، وفي صيف عام 1993 بدؤوا التدريب على فن التايكواندوا، عندما علمت أن له فوائد جمة منها
اللياقة، والثقة بالنفس، والصبر، والشجاعة، والجرأة، والقيادة، والمواجهة، والانضباط، والتحدي ، وفنون التركيز، والاحترام، وإطاعة الأوامر، ونشر السلام في العالم من خلال قوة تحدي الروح التي لا تقهر .
وذهبت إلى النادي معهم كي يبدؤوا في التدريب، وأعجبتني اللعبة، وفوائدها، وسألت نفسي: لم لا أشترك أنا أيضا مع أولادي، كي أشجعهم، وأحمسهم، فلا يتقاعسون وإن كانت هوايتي رقيقة وناعمة وبعيدة كل البعد عن الفنون القتالية، وهي العزف على العود منذ الصغر مثل والدي رحمة الله عليه – قلت لنفسي : لا الوقت قد فات كان يمكن أن يتم هذا لو كنت أصغر سنا بحوالي 10 سنوات على الأقل، هذه الفكرة غير ممكنة ، حيث إنني زوجة، وأم لأطفال، وموظفة، وبعد الظهر أمارس هواياتي في القراءة، والتأليف ، والعزف ، ولا يوجد لدي أي وقت لعمل شيء جديد، والله يعينني على مسؤولياتي .
ومما زاد الطين بلة أنه كلما سألت صديقة أو قريبة لي عن اشتراكي في هذه اللعبة أخذت الأمر بسخرية ، واستهزاء، واستخفاف .
وظللت أفكر بأفكار إيجابية، وتذكرت الرأي الآخر الذي ينادي بأن الوقت لم يفت أبداً لكي تبدأ ، فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، واتخذت القرار، ثم اشتركت فورا دون أي تردد، غير مبالية بالمثبطين ، والمحبطين .
وأحببت اللعبة وكانت لدي الإرادة القوية، والرغبة المشتعلة، والحماس المتقد لكي أحقق النجاح في هذه اللعبة رغم كل الظروف، ونظمت وقتي ووضعت أهدافي وهي أنه خلال سنتين بإذن الله سأحصل على الحزام الأسود.
وبدأ التحدي من خلال التدريب الجاد، والشاق، والاستمرار على ذلك، وبدأت التنافس مع أولادي، حتى تفوقت عليهم، بعد شهرين حصلت على الحزام الأصفر، ثم الأخضر بعد 5 شهور أخرى، ثم الأزرق بعد 5 شهور أخرى، ثم الأحمر بعد 6 شهور، ثم الأسود بعد 6 شهور، وحصلت فعلا على الحزام الأسود بعد سنتين من التدريب، وحصلت على كأسين وميداليتين، وشهادات نتيجة المشاركة في البطولات السنوية المنعقدة في النادي، والعمل الجيد، والتدريب الملتزم، وسط دهشة الجميع !!
ومازلت أتذكر طعم النجاح الجميل عند استلامي الحزام الأسود، والشهادة، وسط التصفيق الحاد الذي يرن في أذني حتى الآن بعد إلقاء كلمة قصيرة عن هذه القصة في الاحتفال.
11- الأخذ بالأسباب
أمرنا الله تعالى أن نسعى وأن نعمل، وأن نأخذ بالأسباب وأن نجتهد بأقصى ما نستطيع ثم نتوجه إليه بالدعاء بأن يوفقنا ويكلل مساعينا بالنجاح في أمور الدنيا والآخرة، ولكن المهم أن نعمل أولا واجبنا ولا نقصر فيه ، ألم يقل الله تبارك وتعالى في سورة مريم : ( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ) وهو قادر على أن يجعل الرطب يأتي إليها ؟ ولكن جعل ذلك لحكمة العمل.
لقي عمر بن الخطاب قوما لا يعملون، فقال: كذبتم........ إنما المتوكل رجل حبة في الأرض ثم توكل على الله ففي الحديث ( إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، وإنه لن يشاد الدين أحد إلا غلبه، إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهراً أبقى )
قرر ثم كن ( يجب أن تأخذ القرار) - لكي تبدأ في التغيير يجب أن تأخذ القرار أولا لأن تتغير ، ثم ابدأ في تغيير طريقة تفكيرك، وطريقة ردة فعلك تجاه الآخرين .
إذا أردت أن تنجح في حياتك يجب أن تتحكم في سلوكك، وتضبط أعصابك، وتسيطر على انفعالاتك ، وتكبح جماح نفسك، ولا تغضب، فإذا استطعت أن تفعل ذلك، فإنك تستطيع أن تسيطر على حياتك وتحقق النجاح المنشود ( ولا تنس أن حياتك من صنع يديك )
على سبيل المثال :
- إذا ذهبت إلى السوق لتشتري سلعة، وشتمك البائع عندما حاولت مناقشته في السعر، فأنت أمامك خيارين : إما أن ترد عليه الصاع بصاع، أو أن تقول له : الله يسامحك، هنا رد الفعل هو اختيارك .
- إذا قابلت شخصا متهورا يسوق سيارته كأنه صاروخ ينطلق على الأرض، وكسر عليك في الطريق فإذا أسرعت وراءه حتى تسبه، وتقتص منه، وتكسر عليه كما كسر عليك، فإنك الخاسر. يقول بعض العلماء بتحدي إنه لا يستطيع أحد على وجه الأرض أن ينرفزه، أو يجعله ينفعل، لأنه يقول: إن أنفعل أم لا فهو باختياري أنا، لا باختيار أي شخص، وطالما أن بإرادتي فأنا لن أجعل أي إنسان أن ينرفزني أو يغضبني.
- يجب أن تغير طريقة حكمك على نفسك وعلى الآخرين - يجب أن تغير نظرتك لنفسك وتأتي معتقداتنا وقناعاتنا المتأصلة فينا كما ذكرنا سابقا عن طريق: البيئة التي نعيش فيها، والأقارب والأصدقاء والجامعة والعمل والخبرات، والزملاء، وقوانين المقارنات والتوقعات وتساؤلاتنا من الداخل.
تذكر: أن حياتك من صنع يديك......
كيف تتغير :
1- اضبط أعصابك وانفعالاتك وسيطر على ردة فعلك، ولا تترك يومك للآخرين يعبثون به كما يشاؤون لا تكن من الحزب المتشائم " الذي إذا قابله شخص وبدر منه تصرف ما، عكر مزاجه، وبدد صفوه ، وقلب يومه إلى جحيم "
2- ضع المساوئ التي تعاني منها من جراء العادة المستهجنة وكم تسبب لك من أذى ماديا ومعنويا وجسديا، وتخيل مدى المعاناة والألم الذي تشعر به عدة مرات .
3- ضع المزايا التي ستجنيها عندما تتوقف عن هذه العادة، تخيل نفسك وقد تغيرت، وتجني ثمار التوقف عن هذه العادة المستهجنة، وترى نفسك في وضعك الجديد، عش في نشوة هذا الانتصار اللذيذ ، تذكر أنك لاتحتاج إلى أي شيئ سوى قرار
4-ابدأ الآن بتعلم المهارات التي تؤهلك في التغلب على مشكلتك عاداتك الغير مرغوب فيها ، والتي تسبب لك الضيق، الحرج، كلما فعلتها، تذكر أنك تحتاج إلى 21 يوما فقط، لكي تتوقف عن أي عادة ، أوجد طرقا جديدة وابدأ فورا في التنفيذ .
5- إذا أردت أن تجد الفرصة للانطلاق اغتنم الفرصة من أول مشكلة تقابلك.
العظماء يجدون الفرصة والتحدي في كل مشكلة، والفاشلون يجدون مشكلة وأزمة في كل فرصة ، وإذا أردت أن لا تعمل شيئا على الإطلاق فابدأ بالأعذار وهذه سمة الفاشلين .
وبعض الناس يشتكي ولايمل أبداً من الشكوى:
*فإذا ذهبوا إلى العمل تذمروا من توجيهات الرؤساء، أو الزملاء، واشتكوا نمن المسؤولين ، ومن الجمهور
وإذا ذهبوا إلى السوق اشتكوا من غلاء الأسعار ومن الحكومة ومن جشع التجار، وإذا ذهبوا للعلاج اشتكوا وتذمروا من الخدمات الطبية الممنوحة لهم ومن الدكاترة ومن الممرضات .
* وإذا ذهبوا إلى الحدائق تذمروا من عدم وجود ملاعب أو تسهيلات أكثر إلى آخره.
هؤلاء الناس لايرون شيئا جميلا أبدا، بل لا يرون إلا السلبيات، ولا يعيشون وقتهم، ولا يتمتعون بحياتهم، ولا ينظرون إلى كل ما هو جميل في الحياة، بل ينظرون إلى الجانب القبيح جدا.
يقول د.علي الحمادي – حفظه الله – في دورة مهارات الاتصال الفعال: لا تكن كالذبابت، لأن الذباب يقف على الأشياء المكشوفة، والأشياء القذرة، بل يجب أن تنظر إلى الجانب الإيجابي، والوجه الحسن المشرق في أي ناحية من نواحي الحياة.
يقول ديل كارنيجي:"إن حياتنا صحيحة 90 % لماذا ننظر إلى 10 % الخطأ عندما لاتسير معنا الحياة على مايرام ؟"
ينظر إلى الشخصية الإنسانية باعتبارها تنظيما ديناميكيا مكونا من عدد من العناصر المتفاعلة مع بعضها في حالة متغيرة باستمرار، وهي عناصر غير ملموسة بل هي مظاهر وتفسيرات تلحق بالسلوك الإنساني .
12- اعرف عاداتك وابدأ التغيير الآن
- يألف الإنسان التي يصنعها لنفسه، وقد تبدأ في بادئ الأمر بسيطة، وقد تكون تسلية، أو قضاء وقت فراغ، أو مزاح مع الأصدقاء، أو تجربة حمقاء في لحظة طيش، ثم تدخل تدريجيا في حياة الإنسان ، فيعتاد عليها، ولا تطيب له نفسه إلا عندما يفعلها، فلا يستطيع الفكاك منها، وتظل القيد الذي يقيده ، ويشل حركته بل يظل كذلك في حلقة مفرغة يدور فيها حتى نهاية العمر.
- تلتف العادة حول عنقك بأسلاك من فولاذ، وكثير من الناس يقعون أسرى لعاداتهم السيئة، ولا يستطيعون الفكاك منها، حتى يستسلموا بقية عمرهم لها، لأنهم يحاولون محاولات يائسة، غير مؤمنين بأنفسهم، وقدراتهم، التي تستطيع أن تحطم أي عادة مهما كانت خلال 21 يوما فقط
- لا تجعل نفسك أسيرا لعادة معينة، فتظل مساقا إليها طيلة حياتك، كما تساق الدابة إلى مصيرها المحتوم.
- لا تجعل العادة تتغلب عليك وتقهرك، فتفقد احترامك لذاتك وتتسرب ثقتك بنفسك من بين أصابعك، وتظل ضعيفا ويائسا، ومتخبطا، ومتشائما، بأنك ستظل طوال عمرك عبدا مقهورا لعاداتك.
- بعض الناس لم يعرفوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما استسلموا لظلم العادة الخبيثة.
_ بعض الناس كانوا أقوياء أمام الناس، ولكنهم كانوا ضعاف أمام العقول، والنفوس فهزمتهم عادة سيئة ، فاتبعوا أهواءهم، وشهواتهم، فأدت بهم إلى التهلكة
يقول يوسف السباعي عن العادة :
- كم عظيم هزم الجيوش، وهزمته عادة سيئة
- أقسى أنواع الاستعمار : استعمار العادة للإنسان
-العادة تبدأ سخيفة، ثم تصبح مألوفة، ثم تغدو معبودة
- بدء الحرية أن لا تكون لك عادة تتحكم فيك
- اكسر جميع القيود وتحرر من الرق والعبودية التي تفرضها عليك العادة
- لا تستسلم أبدا، أول، واستمر في المحاولة، وإذا فشلت حاول مرة أخرى، وتذكر أنك حر ، ولا يستطيع أي إنسان أن يسلب إرادتك، وحريتك، حتى ولو كانت نفسك
-استبدل عاداتك السيئة بعادات حسنة مثل :
*عادة عدم ممارسة الهوايات : اجعل لك هواية تأنس بها ، تخصص لها جزءا من وقتك ، وتمارسها كل يوم، فالنفس ملولة، وتحتاج إلى تغيير النشاط بين فترة وأخرى، حتى تستطيع أن تواصل أعمالك الأخرى بجد وهمة وحيوية .
* خصص وقتا معينا لممارسة الرياضة المفيدة للجسم، حتى ولو كان المشي لمدة نصف ساعة يوميا ، فيستفيد جسدك، وعقلك من هرمون الأنروفين، الذي يفرز فقط بعد ممارسة الرياضة البدنية .
* عادة التدخين: إذا كنت مدخنا، عليك بشرب الماء بكثرة حتى تخلص جسمك من السموم
* قضم الأظافر: عليك بتعلم مهارة مفيدة، مثل الطباعة على الحاسب الآلي، أو تعلم مهارة يدوية تعود عليك وعلى أسرتك بالنفع.
*الإفراط في الأكل: ابدأ بتقليل كمية الأكل، والعناية بصحتك عن الاستعانة بالطعام الصحي ، واتبع نظام الكشف الدوري على صحتك لدى الأطباء المختصين .
* الجلوس أمام التلفزيون لفترات طويلة: استعن بقراءة كتاب مفيد
* عادة القلق والتوتر: استعن بالاسترخاء:
- خذ نفسا عميقا حتى العد 10 ثم زفيرا بطيئا لنفس المدة، ثم ابدأ مع التنفس العميق الخطوات الآتية :
1- اقبض عضلات رجليك، بدءا من الأصابع حتى الفخذين عدة مرات ثم استرخ
2- اقبض عضلات معدتك وأردافك، ومنطقة الحوض وجنبيك، وظهرك عدة مرات ثم استرخ
3- اقبض عضلات صدرك، والحجاب الحاجز مع النفس العميق عدة مرات ثم استرخ
4- اقبض عضلات كفيك، وذراعيك وأكتافك عدة مرات ثم استرخ
5-اقبض عضلات فكيك ووجهك ورأسك عدة مرات ثم استرخ
6- استرخ من عناء، وتعب اليوم بأكمله، واستمتع بالاسترخاء اللذيذ كل يوم.
اقرأ أيضاً :
التربية: دعوة إلى الله ! / حتى نعْدل إن عاقبنا / مفهوم اللغة في حياة الطفل