العناد عند الأطفال (1)
العلاج:
الأساليب المباشرة:
التعزيز الايجابي:
- الثناء على الطفل في كل مرة يستجيب بها بعدة أساليب:
٠ العبارات التشجيعية اللفظية أو الكتابية
٠ الرموز (نجمة – صورة – وسام)
٠ النقاط (يجمع عشر نقاط يأخذ هدية)
٠ هدايا عينية مباشرة
٠ استخدم لوحة تقدم الطفل تضع إشارات عند المخالفات وعند الاستجابة وتوضع قواعد لذلك
القصــــــــــاص:
- علمه أن السلوك الخاطئ يؤدي إلى نتائج غير سارة
- استخدم التأنيب الفعال : عبر عن عدم رضاك بعبارات تشير إلى الأذى المزعج (عندما لا ترتب سريرك فهذا يعني مزيد من العمل لي وهذا يجعلني منزعجة)..
- من أساليب التأنيب غير الفعالة (السخرية والإعانة)
التجاهل:
- تجاهل مقاومة الطفل
- أعطي اهتمام 100 بالمئة لسلوك الطاعة
- اصرف انتباهه عن معاندتك
طفل متعب من المدرسة -لا يريد خلع المعطف– اشغله بحوض السمك أطلب منه خلع معطفه
عقد اتفاقية (للمراهقين)
اتفاقية مكتوبة: أنا الموقع أدناه أوافق على..... في فترة..... فإذا فعلت سيعطيني والدي... وإذا أخللت سيكون العقاب...
ويحتفظ الأب بالاتفاقية, الاتفاقية يجب أن تغطي يوم واحدة في البداية.
ترويض الجواد:
يثبّت الطفل يقول له والده أو أمه من المسؤول؟ أنت يكرر ذلك عدة مرات
هذا الأسلوب يرسخ الطاعة في اللاشعور عند الطفل وقد يعتبره الطفل بادئ الأمر لعبة لكن اعترافه بكونك المسئول عنه سينعكس على تصرفاته فيما بعد.
الأساليب غير المباشرة:
- القصة والمسرح: من خلال رواية تعرض فيها سلوك الطفل بهيئة جديد ملقياً الأضواء على التصرفات السلبية ومعززاً النواحي الايجابية فالطفل هنا سيكتشف لوحده أخطائه ليصلحها تلقائياً ويمكنك أيضاً من خلال هذه الطريقة القصصية أن تشرح الأسباب الكامنة وراء أوامرك وهذا يتوقف على مدى قدرة المربي على استثارة الطفل في قصته.
- ضرب الأمثال:
ساد في بعض المجتمعات هذا الأسلوب فقد كان المربين يملكون ذخيرة هائلة من الأمثال وكل مثل خلفيته وقصته والأطفال الذين تعودوا هذه البيئات يصبح المثل عندهم تنبيهاً مختصراً لسلبية سلوكهم مما يدفعهم لتغيره رفضاً أن ينطبق عليهم المثل...
- التوجيه الديني:
من خلال ذكر آية أو حديث مؤثرة وشرحها باقتضاب وتذكير الطفل بالعواقب الوخيمة لعصيانه وتمرده.
- الرسم والإيضاح:
نوضح للأطفال حدودهم و أسباب أوامرنا وعواقب أفعالهم من خلال الرسم المعبر الذي ندخل فيه إلى عالمهم الطفولي فنرمز لهم برموزهم ونكلمهم بلغتهم.
- فن الإشارة:
ولأن قلنا هذا فن فهو فن مجرب اثبت نجاحه مع أصعب الحالات, عود طفلك أن توصل له الجمل بحركة , الإشارة لغة حازمة يصعب على الطفل اختراقها لأنه لا يملك بعد أجوبتها، وليس الإشارة لإلقاء الأوامر فقط إنما لتنبيه الطفل على أخطائه ولتوصل إليه أيضاً استنكارك لأفعاله أو تأيدك لها ويدخل ضمن هذا نظرات المربي وتعابير وجهه وتحريك يد يه.
حالة 1:
- عندما كان ابني في الثاني أو في الثالث كنت أحاضر حول كيف تكون أباً ومعلما ناجحاً، لاحظت أن ابني بدأ يعاندني, أخذت إجازة ليوم واحد ولعبت معه بالكرة وبالأعشاب وسبحنا سوياً وفي آخر النهار عدنا منهمكين وفي الطريق أوقفني وقال لي ألم نقضي وقت ممتع؟ فوافقت فقال لي: أتدري من الآن فصاعداً سأفعل كل ما تطلبه مني.
حالة 2:
- أحد الأمهات المطلقات ذهبت إلى مرشد نفسي ومعها ابنتها البالغة أحد عشر عاماً تعاندها كثيراً, من المسؤول أبي والآن: أنا؟
- طلب منها أن تستلقي على بطنها ثم قامت الأم بتثبيتها, اعتبرت الموقف لعبة ثم أخذت تبكي والمرشد سألها: من المسؤول, لا ترد, من المسؤول: لا ترد
- صارت تبكي والمشرف يعيد السؤال حتى قالت للأم: أنت.. وكان ذلك بداية لتغير إيجابي في شخصيتها وتعاملها مع أمها.
مشاكل تربوية:
(1)
ابني في الصف الخامس ذكي جداً ومتفوق لكنه يأتيني عليه شكاوي مستمرة من أساتذته لعنده وعدم استجابته للأوامر.
لوحظ من خلال حالات عديدة أن الذكاء العالي عند الأطفال يجعلهم يستوعبون في وقت أقل مما يستوعبه الآخرون والطفل في هذه الحالة مهما قاوم الملل فإنه سيحوله إلى سلوك مزعج.. وقد يكون الطفل فائق الإبداع ويميل إلى الحركة والاكتشاف والتعبير عن الذات بشكل يزعج الآخرين.
وانتبهي أختي المربية أن عدم إشباع حاجة الاعتبار عند الطفل المتميز يؤدي به إلى العناد والعدوانية والتمرد.
إذا ً المشكلة قد لا تكون بالطفل إنما بالمدرس وهذا ما جعل بعض البلدان تستحدث مدارس المتفوقين...
(2)
ابنتي عمرها ثلاث سنوات أعاني معها كثيراً بسبب دلالها الشديد بالرغم من ذكائها واستجاباتها التي تعبر عن ذكائها الفائق، وعندما أذهب إلى بيت جدها فأطلب منها طلباً تصرخ وتبكي رافضةً طلباتي.
العناد عند طفلتك هذه هو عناد طبيعي يدل على قوة شخصيتها ولربما إذا فهمت أن العناد إيجابي وليس سلبي سترتاح نفسيتك لتتعاملي مع طفلتك من خلال الرؤية الإيجابية التي تعترف بحقها في المعارضة.
جميل أن يكون عند الطفل من الاستقلالية ما يجعله لا يتقبل شيء من والديه إلا إذا أقنعاه به فهذا يعلمه التفكير المنطقي ويبتعد عن الانقياد مستقبلاً مع المجتمع المحيط, إلا في حالات يصعب فيها شرح السبب للطفل وهنا يجب أن يكون عند الطفل قاعدة يزوده بها الأهل مع جملة القواعد المنصوص عليها يستخدمونها لهذه الحالات النادرة, هذه القاعدة تقول: عقلك الصغير لا يستوعب كل ما يريده الكبار منك, عندها سيسجيب الطفل لثقته بك ولحبه لك ولأنه تعود منك أن تشرحي له السبب عند الاستطاعة.
أما في حالة الدلال الزائد الذي يتلقاه الطفل من الأقارب المؤثرين على قرارات الأم والأب والذي يجعل الطفل يتمرد على والديه فمن الممكن أن تسمحي للطفل بقليل من هذا التمرد الناتج عن إحساسه بوجود حصن منيع وبدل الاصطدام معه الذي يجعلك تصدمين أيضاً مع أصحاب القرار.
ضعي لطفلك حدود لعصيانه مفهمة أباه أن سماحك له بتجاوز الحريات ناتج عن حالة خاصة وهي رؤيته للأشخاص الذي يحبهم ومن خلال المحاورة الإيجابية الهادفة مع الطرف الثاني الذي يلجأ إليه الطفل ستحصلين على أفضل النتائج.
(3)
ابنتي عمرها عشر سنوات تحب فرض رأيها في كل شيء وإذا لم تنفذ رغبتها تغضب, أنا خائفة من أن يكبر عندها هذا العناد مستقبلاً.
استمرارية عناد ابنتك راجع إلى قلقك وتركيزك على سلوكها فكأنك تدعينها إلى العناد بقوة تركيزك عليه وملاحظته.
هناك عشر خطوات تساعدك على التعامل مع ابنتك :
1. بدل التركيز على عناد ابنتك انتبهي للسلوكيات الايجابية.. اجعل قانونك التركيز على الشيء الايجابي الذي رضين عنه.
2. لا تطلقي أحكاماً مثل عنيدة - تفرض رأيها فذلك يبعدك عن لغة التواصل.
3. من يتمتع بقوة الشخصية لا يقبل فرض الرأي لكنه يلين ويهدأ لو استعملت معه لغة المشاعر من خلال التعبير عن محبتك لها ورضاك عن سلوكها وخيارتها
4. القلق الزائد على مستقبل الفتاة لا يساعدك على حسن التعامل معها, تعلمي فن الهدوء ولا تحملي هم المستقبل فالإنسان يتغير في لحظة واحدة. واعلمي أن النمو يعد نضجاً عقلياً وسلوكياً وليس طولاً فقط.
5. غيري حكمك.. افرحي بسلوك ابنتك.. ابنتك بهذه الصفات لا يخشى على سلوكها مستقبلاً.. لن تقبل سيجارة هدى لها ولن تقبل برأي يفرض عليها.
6. العناد يتغذى من الخارج, كلما عاندت الأم كلما زادت الفتاة عناداً, احرصي على عدم المواجهة وتعلمي فن الانسحاب من المعارك الكلامية البسيطة.
7. اعلمي أن العناد تطفئه ابتسامة جميلة منك.
8. حاوري بهدف: السلوك الذي يزعجك من ابنتك قدميه لها في جلسات حوارية هادفة واجتنبي توجيها أثناء الخلاف, أجلي الحوار لهدوء العاصفة.
9. ارفعي معنويات ابنتك بدل أن تثبطيها وتؤنبيها دائماً.
10. تعلمي فن تحويل العناد إلى صفة إيجابية.
العناد في مجتمع الأيتام:
ينشأ العناد عند الطفل اليتيم لعدة أسباب:
1. رفضه تلقي أي أوامر من سلطة غير والده الذي فقده
2. تعففاً ورفضا للشفقة من المجتمع المحيط
3. الصدمة المعنوية التي تجعل الطفل يرفض كل الناس بعد فقدانه لوالده
4. الفراغ العاطفي الذي تركه فقدان الوالد وخاصة إذا كان الوالد من النوع الحنون المعطاء
5. شعور الطفل بالقص مما يجعله يعوض هذا النقص برفض الأوامر الملقاة عليه
6. غياب السلطة الضابطة المتمثلة بالوالد مما يجعل الطفل لا يلتزم بأي حدود أو قوانين
كيف نتعامل مع اليتيم العنيد؟
نستطيع استخدام جميع الأساليب التي ذكرناها سابقاً في التعامل مع طفلنا اليتيم لكن يجب أن نعلم أن للطفل اليتيم استثناء من عند الله مما يجعلنا حذرين جداً في مواجهتنا لعنده وعصيانه.. فالله قد أمرنا بإكرام اليتيم ورحمته (فأما اليتيم فلا تقهر)، إذاً يجب أن لا نتصرف أي تصرف مع هذا الطفل إلا إذا كان مدروساً ومضمون النتائج, لا أعني الابتعاد عن العقاب فالعقاب قد يكون فيه الخير لهذا اليتيم لكنني أعني اتقاء الله فيه.
روي أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عندي يتيم فمم أضربه؟ قال: مما كنت ضارباً منه ولد غير واق مالك بماله.
ولنضع بين عيننا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن اليتيم إذا بكى اهتز عرش الرحمن لبكائه فيقول الله عز وجل يا ملائكتي من أبكى عبدي وأنا قبضت والده واريته في التراب؟ فيقولون ربنا لا علم لنا، فيقول الرب تعالى: اشهدوا لمن أرضاه فقد أرضيته يوم القيامة.. فالنلجأ إلى السبل الإيجابية في علاج عنده فإذا ما أعيتنا الوسيلة لجأنا إلى لغة العقاب كحل أخير ونيتنا إصلاح اليتيم لا انتقاماً منه ولا كسراً له والله من وراء المقصد.
حالات من مجتمع الأيتام
حالة (1)
فتاة يتيمة في الصف الثامن ذكية ومتفوقة وذو شخصية قوية واعية تعاند أمها ومشرفتها رفضاً للشفقة من المجتمع المحيط.
حاولت مشرفتها جزاها الله كل خير مساعدتها با تباعها لعدة أساليب منها الحوار المقنع من خلال الزيارات المنزلية والاتصالات الهاتفية ومنها التعزيز المستمر للتصرفات الايجابية وغمرها بالعطف والاهتمام واستخدمت معها لغة التهديد والحزم الهادف وبالرغم من كل الإجراءات التي اتبعتها المشرفة مازالت منحنيات حالة العناد عند هذه الفتاة في صعود ونزول ولم تستقر للأسف على وضع الانفتاح والتخلص كلياً من حالة العناد.. والجهود مستمرة لتخليص الطفلة من عنادها وحساسيتها..
حالة (2)
طفل عنيد كثير الشغب يرفض القوانين وبعد دراسة حالته من خلال تقارير الأشراف تبين أن عناد الطفل ناتج عن القسوة الشـــديدة التي تلقاها من أهل والده في الفترة الماضية فقد كان أهل الوالد قاسون جداً في تعاملهم معه ومع أخوته في الفترة الماضية وعندما استقرت العائلة في منزل مستقل انتح الأطفال ليعوضوا كل الحرمان الذي لاقوه فما عاد أحد يستطيع ضبطتم, حاولت المشرفة جزاها الله كل خير إتباع كافة الوسائل والأساليب للسيطرة على هذا الطفل منها إحضار الهدايا له لتحفيزه على سلوكه الإيجابي ومنها العقاب الهادف من خلال فصله عن أخوته في المدرسة.
تظهر منحنيات حالة الطفل ارتفاعاً إيجابياً لكن الحالة مازالت تحت المعدل الطبيعي الإيجابي.
حالة (3)
طفل كان متعلق جداً بوالده.. تألم كثيراً لوفاته يزور والده دائماً لوحده في المقبرة ويقول لأمه يا ليتكم متم جميعاً وبقي أبي..
يظهر ألم الطفل واضحاً من خلال تقارير المشرفة الذي يجعله عنيداً لا يسمع الأوامر ولا يتقبلها لكنه يظهر أيضاً مدى حساسية الطفل وحاجته للحنان والحب والتقبل, لم تألو المشرفة جهداً في تقديم الدعم المعنوي لهذا الطفل ومنحنيات الحالة في تطور مستمر.
الخاتمة:
اختتم هذه الظاهرة والكتب أمامي مازالت باسطة صفحاتها تدعوني للاستزادة من خيراتها ودررها لكنما الظواهر أمامنا كثيرة.. لذلك حرصت أن لا أطيل سردي كي يبقى بحثي هذا شيقاً مفيداً فيه من الأساليب المختصرة ما يعين مشرفينا الاكارم في التعامل مع الأطفال، مع التنويه إلى أن هناك الكثير من الأمور الواردة هاهنا تدخل في علاج جميع الظواهر الذي يعاني منها أطفالنا لذلك سأبقى أذكرها لنتذكرها دائما ً...
المراجع:
1. كيف تربي أولادك في هذا الزمان حسان باشا
2. تربية الأولاد
3. استراتيجيات التربية الايجابية د . مصطفى أبو سعد
4. التربية الإيمانية والنفسية للأطفال
5. الأطفال المزعجون د . مصطفى أبو سعد
6. الإرشاد التربوي جامعات الأردن
واقرأ أيضاً:
الطفل العنيد