في عالم التوحد ينظر إلى المصابين بأعراض أسبرجر أحيانا على أنهم نخبة، الذين هم اجتماعيا مرتبكون، موهوبون أكاديميا أيضا ويشار إليهم بالغرابة.
الآن يشعر هؤلاء الأشخاص بالغضب إزاء اقتراح يعتبرونه هجوما على هويتهم. إذ في إطار التغييرات المقترح إدخالها على الدليل التشخيصي للأمراض العقلية الأكثر شيوعا، لن يكون أعراض أسبرجر تشخيصا منفصلا.
بدلا من ذلك، يمكن جمع اضطراب أسبرجر وغيره من أشكال التوحد في فئة اضطرابات "طيف التوحد". بعض الآباء يرحبون بالتغيير، ويفكرون أنه سيكون إزالة للالتباس حول تغييرات التوحد وربما سيؤدي إلى تحسين الخدمات التعليمية للأطفال المتضررين. لكن المعارضين -ومعظمهم من المراهقين والبالغين الأكبر سنا بأعراض أسبرجر– لا يوافقون على ذلك.
ليان هوليداي ويلي، وهو كاتب له ابن مصاب بأعراض أسبرجر أيضا، مخاوف الأطفال بأعراض أسبرجر تتمثل قفي أنهم سيوصمون بعلامة التوحد -أو سوف لن يتم تشخيصهم والحصول على أي خدمات على الإطلاق-.
أن يتم تجميع المصابين بأعراض أسبرجر مع الأشخاص "الذين لديهم تأخر في اللغة، وبحاجة إلى المزيد من الرعاية الذاتية، ولهم معدل ذكاء أقل، كيف سينمون في كذا ظروف؟" هكذا يتساءلون.
ريبيكا روبنشتاين، 23 عاما، وهي طالبة دراسات عليا من "ماسبيكا، نيويورك، تقول أنها" تعارض "بشدة" الاقتراح، وسوف تفكر في نفسها على أنها شخص مصاب بأسبرجر مهما كان.
التوحد وأسبرجر "تعني أشياء مختلفة تماما"، تضيف: نعم ولا.
كلاهما تم تصنيفهما من الاضطرابات العصبية النمائية. اعتبر التوحد منذ فترة طويلة كاضطراب يمكن أن يتراوح من معتدل إلى حاد. يمكن لأعراض أسبرجر أن تختلف، لكن الاضطراب اعتبر عموما شكلا خفيفا، ومنذ عام 1994 صنف في فئة منفصلة في دليل التشخيص للطب النفسي. كلا التوحد وأسبرجر يعني مهارات اجتماعية ضعيفة، اهتماما أو سلوكا متكررا، ومشاكل في التواصل. ولكن خلافا لمرض التوحد الكلاسيكي، لا ينطوي أسبرجر عادة على التأخر في النمو العقلي أو الكلام.
التنقيحات المقترحة للجمعية الأميركية للطب النفسي، المعلن عنها مؤخرا، تتضمن التوحد وعدة حالات أخرى. تغييرات التوحد المقترحة المبنية على أساس التقدم في البحوث منذ عام 1994 تظهر فارقا ضئيلا بين التوحد الخفيف وأسبرجر. وتشير الأدلة أيضا إلى أن الأطباء يستخدمون المصطلح بشكل فضفاض ويختلفون حول معناه، وفقا لأطباء نفسيين يحثون على التنقيحات.
وهناك فئة جديدة من مضطربي التوحد تعترف بأن "أعراض هذه الاضطرابات تمثل سلسلة متصلة من المعتدلة إلى الشديدة، بدلا من كونها اضطرابات متميزة"، يقول الدكتور أدوين كوك، الباحث في التوحد من جامعة الينوى في شيكاغو وعضو في فريق العمل الذي يقترح التغييرات.
وتقول الدكتورة مينا دولكان، الطبيبة النفسية للأطفال والمراهقين ورئيسة مستشفى شيكاغو التذكاري للأطفال، معارضة مضطربي أعراض أسبرجر "ليست في الحقيقة مسألة طبية، إنها مسألة هوية". وإحدى خصائص المصابين باضطراب أسبرجر هي أنهم جد مقاومون للتغيير تضيف العالمة دولكان.
هارولد دوهرتي، المحامي من نيو برونزويك، أب لابن 13 عاما من العمر مصاب بالتوحد الشديد، يعارض التغيير المقترح لسبب مختلف. يقول أن التصور العام لمرض التوحد تم تحريفه بفعل قصص النجاح تلك -أطفال ذوو أداءات عالية ويتألقون على الرغم من إعاقتهم-، ويقول أن الناس لا يريدون أن يفكروا حول الأطفال مثل ابنه الذي لن يكون قادرا على الأداء من تلقاء نفسه. التنقيح لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانحراف في التصور، مما يدعو الأطباء والباحثين إلى التركيز أكثر على الأشكال الخفيفة. وليس من الواضح ما إذا كان هذا التغيير من شأنه أن يؤثر على الأطفال المصابين بالتوحد في الحصول على خدمات خاصة.
المصدر:
Proposed autism diagnosis changes anger "Aspies" February 11, 2010, Associated Press
واقرأ أيضاً:
هل ابنك عنده أوتيزم Autism(توحد) / ما يجب أن تعرفه أسرة الطفل التوحدي / التوحد التعريف (Autism) والتشخيص