إغلاق
 

Bookmark and Share

الفصام ::

الكاتب: ...
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/11/2003

مرض الفصام هو أحد الأمراض النفسية ويظهر هذا المرض في صورة أعراض مرضية، سواء ظاهرة أو خفية وهذه الأعراض تؤثر علي سلوكيات المريض.

إن التكوين النفسي للفرد يشتمل في أحد جوانبه علي الوجدان وفيها يعبر عن مشاعره وأحاسيسه، وفي الجانب الآخر عن التفكيرهو طريقة تكوين الفكرة والتخطيط السليم والوصول الي حل يتماشي مع الواقع، ومن خلال التفاعل مابين التفكير والوجدان يظهر السلوك البشري وهو تغيير عن مستوي التفكير والعاطفة المصاحبة له.

الفصام هو مرض يتسم في الدرجة الأولي باضطراب في التفكيروهو بذلك ينعكس في صورة اضطراب في السلوك ويصبح السلوك غير سوي وكذلك يؤثر علي العاطفة فتصبح منحسرة أو يصبح الفرض غير قادر علي الشعور السوي وتنقسم الأعراض الفصامية الي أعراض ظاهرة وأعراض خفية.

0وهناك عوامل كثيرة تؤثر في حدوث مرض الفصام ومنها:
1 - العوامل الوراثية.
2 - العوامل البيلوجية( العضوية).
3 - طبيعة الشخصية وعوامل نفسية اخري.
4 - العوامل الاجتماعية.
5 - العوامل الأسرية
6 - طبيعة البيئة المحيطة بالفرد.

المشاعر والأحاسيس وكيفية الحصول علي المساندة الطبية للتغلب عليها والتحكم فيها:
تختلف الأشياء تبعا لأهميتها بالنسبة للفرد وطبقا لتفهمها ومعناها وظروفها ففي بعض الأحيان تشعر بتغيرات في سلوكياتك اليومية مثل صعوبة في التركيز في العمل أو شعور بالقلق والاضطراب في العلاقات الشخصية مع الأفراد وكذلك سهولة الشعور بالاجهاد والتعب عند ممارسة مهام الحياة العادية وقد يشعر الفرد بتغيرات في الادراك مثل سماع أصوات أو رؤية خيالات تعطيه الشعور بالخوف والقلق وتؤثر عليه أو يفكر بطريقة غير سوية تثير حفيظته وتشعره بالخوف.

طرق فهم مشاعرك:
تؤثر بعض الأمراض مثل الفصام والفصام الوجداني وغيرهما من الامراض في قدرة المخ علي استقبال وتفسير بعض الأحاسيس والمشاعر وعلي سبيل المثال قد تري أو تسمع أو تشم أو تتذوق أشياء غير منطقية أو غير واقعية مما يؤدي الي صعوبة استيعابها او فهمها وأحيانا تبدو هذه الأصوات أكثر إزعاجا مما يؤثر علي تركيزك في المحادثة أو في فهمها بدور في الحديث مع الآخرين. وكذلك تبدو الألوان أكثر بريقا ولمعانا أو ربما تري ظلالها مما يؤدي الي شعورك بكثرة تزاحم المعلومات في عقلك بصورة تجعلك مضطرب. وقد يفسر الأطباء ذلك بوجود أمراض نفسية مثل الفصام والأمراض الذهنية الأخري.

يعمل المخ من خلال اشارات كهربائية تتحول الي نبضات كيميائية من خلال تغيرات سيكلوجية منتظمة. وعند الاصابة بمرض الفصام يحدث خلل في هذه الاشارات والنبضات داخل المخ مما يؤدي الي ظهور خلل في الرسائل التي تصل الي المخ مما يؤدي الي التفكك النفسي وعدم القدرة علي التركيز والشعور بالاحباط النفسي والارتباك والتوتر وبالتالي ظهور الاحساس بالاجهاد من أقل مجهود.وهذه بداية الأعراض الفصامية والتي ينبغي بداية العلاج عند ظهورها.

ومن الملاحظ أنه كلما بدأ العلاج مبكرا كلما كانت النتيجة أفضل في السيطرة علي الأعراض الفصامية وتحسن الحالة المرضية في أقصر فترة زمنية ممكنة. ويعد انتظام المريض في تناول العلاج من أهم العوامل التي تؤثر في استمرار استقراره النفسي وعدم ظهور أعراض جديدة أو حدوث انتكاس مرضي يؤدي الي صعوبة العلاج.

كيفية التعرف علي الأعراض المرضية:
تنقسم الأعراض المرضية الي أعراض ظاهرة وأعراض خفية وأعراض معرفية(مزاجية ):

(1) الأعراض الظاهرة:

أ الأفكار الخاطئة
وهي ظهور أفكار شاذة تسيطر علي سلوك المريض وتؤدي الي أن يتصرف بطريقة غير سوية، ومثال لهذه الأفكارهي أن يقتنع المريض بأن هناك أشخاصا أو شخص ما يريد أن يؤذيه أو يسيطر عليه وهذه الأفكار غير حقيقية ولا تتماشي مع الواقع أو المستوي الفكري أو الاجتماعي للمريض

ب الهلاوس
هي اضطراب في الاستقبال بالحواس. وعلي سبيل المثال يسمع المريض أصوات أو يري أشياء غير حقيقية ولا توجد في أرض الواقع ولا يشاركه أي فرد آخر في هذه الاحاسيس وهذه الهلاوس قد تكون سمعية أبصرية أو غير ذلك.

(2) الأعراض الخفية

ظهور الأعراض السلبية يؤثر بشكل واضح في قدرة المريض علي ممارسة نشاطاته أو عمل علاقات اجتماعية مع الآخرين ومن هذه الأعراض:
1 - الشعور بعدم الرغبة في الحديث أو التواجد مع الآخرين.
2 - عدم الرغبة في القيام بأي عمل.
3 - الرغبة في الانعزال والابتعاد عن المشاركة مع المحيطين به( الانطواء)
4 - قلة الكلام.
5 - عدم الشغف بمباهج الحياة( القدرة علي الاستمتاع ) .
6 - قلة التركيز.

(3) الاعراض المعرفية( المزاجية)

تطلق الأعراض المعرفية علي المشاكل المتعلقة بالتعليم والتركيز مثل:
1 – صعوبة التركيز عند القيام بقراءة كتاب أو مشاهدة التليفزيون.
2 – صعوبة اكتساب معلومات جديدة مثل الحصول علي ارشادات خاصة بالوصول الي مكان جديد.
3 – التفكير المشوش ووجود صعوبة في التحدث الي الآخرين والتركيز فيما يقوله الآخرين.
4 – عدم القدرة علي ترتيب أفكارك والتعبير عن مشاعرك.

العلاج كعنصر يساعد الكثير من المرضي علي تحسين الأعراض الظاهرة والخفية والمزاجية المصاحبة. وأول الخطوات التي تساعد علي تخفيف الأعراض هو قدرتك علي التعرف علي تلك الأعراض وفهمها.

لماذا تعاني من هذه الاعراض؟
الفصام والاضطراب الفصامي الوجداني والاضطرابات المتصلة بهم تماثل بعض الأمراض الأخري مثل السكر وارتفاع ضغط الدم، ولا يعرف حاليا السبب الحقيقي لظهور هذه الأمراض في بعض الأفراد دون الآخرين حيث اته لا يوجد سبب واحد فقط ولكن هناك أسباب متعددة ومنها الوراثة والضغوط الاجتماعية والنفسية وظهور المشاكل الأسرية وغيرها، ومن المعروف أن هذه الأمراض تظهر في مرحلة البلوغ علي الأكثر.

يعتقد بعض الناس أنهم يعانون من هذه الأمراض نظرا لتعرضهم لبعض الأشياء في طفولتهم، غير أن هذا ليس هو السبب، اذن هذه الأمراض جزء من مرض مثل الفصام أو الفصام الوجداني أو الاضرابات الأخري الرتبطة بهم وتظهر هذه الأعراض المرضية عند حدوث اضطراب في كيمياء المخ، وللقضاء علي هذه الأعراض يجب اعادة التوازن الكيميائي داخل المخ وهذا هو الدور الذي يقوم به العلاج لهذا تلاحظ ان التوقف عن تناول العلاج يؤدي الي ظهور هذه الأعراض ان عاجلا أو آجلا ولذا فانه من الضروري الاستمرار في تناول العلاج يوميا الي أن تستقر حالتك النفسية وتنتهي الاعراض المرضية ويجب الانتظام في تناول العلاج لفترة مناسبة تبعا لاستشارة الطبيب.

خطورة انتكاس المرض:
يشعر المريض بالتحسن عند تناول العلاج لعدة أسابيع بالرغم من ذلك فان فرصة حدوث الانتكاس( أي ظهور الأعراض مرة أخري) محتملة اذا اهمل المريض الانتظام في تناول العلاج. وقد يؤدي الانتكاس الي دخول المستشفي للعلاج. هناك عدة طرق لمنع حدوث الانتكاس وتجنب دخول المستشفي وهي كالآتي:

0 كن علي دراية بالأعراض التي تصيبك.
0 اذا ساءت هذه الأعراض أو ظهرت أخري جديدة اتصل بالطبيب لاخباره ليتمكن من مساعدتك في تفادي حدوث انتكاس أو عودة الأعراض القديمة مرة أخري.
0 تناول العلاج يوميا ، اذ أن عدم المواظبة أو التوقف عن تناول العقار يؤدي الي حدوث تغيير في الاتزان الكيميائي للمخ مرة أخري وقد يتسبب في عودة الاعراض.
0احرص علي الابتعاد عن المشروبات الروحية والمخدرات لأنها تؤدي الي حدوث انتكاس لما تسببه من خلل في اتزان المخ الكيميائي وتعارض مع العلاج.

متابعة الأعراض ومراقبتها:
تحسن الحالة المرضية يؤدي الي اختفاء الكثير من الأعراض ولكن يستمر بعض هذه الاعراض البسيطة التي لا تختفي تماما. لذا عليك مناقشة هذه الاعراض التي تثير قلقك مع الطبيب.

الأعراض النذيرية المبكرة:
عند متابعة الحالة المرضية قد تكتشف ظهور بعض الأعراض الجديدة أو ازدياد حدة بعض الأعراض القديمة أو تدهور الأعراض الحالية.
وهذه الاكتشافات هي الانظار المبكر لحدوث انتكاس( عودة الأعراض ) ويصف معظم المرضي أعراض الانذار المبكر كتغيرات تلاحظ عند ظهور المرض مرة أخري وقد تشمل بعض هذه التغيرات الآتي:
0 صعوبة في النوم بالليل
0 صعوبة في التركيز ووجود صعوبة في متابعة برامج التليفزيون.
0 نسيان أكثر من المعتاد.
0 الخوف أو القلق طوال الوقت.
0 سماع أصوات أو رؤية خبالات.
0 الشعو بالخوف من الناس والاماكن أو الأشياء المألوفة بالنسبة لك.
0 الشعور بأن الناس يسخرون منك أو يتحدثون عنك.
0 الشعور بالحزن والاحباط او فقدان الاهتمام.

يعد الحديث عن أعراض الانذار المبكر أحد الطرق للبقاء في حالة مستقرة فاذا لاحظت أي أعراض انذار مبكر قم بالاتصال بالطبيب علي الفور لمساعدتك علي تجنب حدوث انتكاس ولا تغير الجرعة المحددة بدون استشارة الطبيب لاتخاذ القرار الطبي المناسب.

متي تتصل بطبيبك:
يميل بعض الناس الي الانتظار لمعرفة ما يحدث في التعامل مع المشاكل التي لاتبدو جادة من الوهلة الأولي. هذا بالرغم من ان بعض المشاكل كالانتكاس تطور سريعا ومن السهل معالجتها من البداية، ويمكنك بمساعدة الطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية تجنب حدوث الحالات الحرجة.
اتصل بالطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية لو شعرت بحدوث الآتي :

0تدهور الأراض أو ازديادها أو تضررك من الأعراض المعتادة بصورة تفوق المعتاد.
0 الشعور بأعراض الانذار المبكر مثل قضاء ليلتين متتالتين بدون نوم.
0 اعتقادك بظهور أعراض جانبية من عقار أو تدهور بعض الأعراض الاخري.
0حاجتك الي مساعدة لحل مشكلات صعبة.
0 تشعر بالاحباط الشديد أو ظهور بعض الأفكار الانتحارية .
0 اعتقادك بأنك قد ألحقت الأذي بشخص آخر .
0 أنك في أزمة: اتصل بالطبيب علي الفور

نظرة مستقبلية:
قد تفكر في تأثير مرضك علي حياتك في المستقبل وهل سيمكنك الاعتماد علي نفسك والعيش بمفردك؟ وهل باستطاعتك العودة الي الدراسة أو الحصول علي وظيفة. ان كثرة الانتكاس تجعل المرض يزداد سوءا ولذا اعمل ما بوسعك لتفادي حدوث الانتكاس.
* تناول جرعات العلاج بانتظام
* انتظم في المتابعة الطبية.
* قم بمتابعة الاعراض التي تعاني منها واتصل بالطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية اذا زادت الأعراض علي الفور.
*اجعل كل اهتمامك اثناء تناول العلاج منصب علي أن تتحسن حالتك النفسية.
فالفصام والاضطراب الفصامي الوجداني والاضرابات الاخري المتصلة به أمراض يمكن علاجها في الوقت الحاضر، الا أن التحكم في الأعراض والسيطرة عليها تجعل المريض يشعر بالتحسن وتساعده علي العودة الي نمط الحياه الطبيعي والشعور بالاستقرار النفسي والصحي.

الاشخاص المعاونين في حياتك:
يشعر المصابون بالفصام والاضطراب الفصامي الوجداني أو الاضرابات الذهنية الأخري بالعزلةويحاول بعضهم المقاومة دون اللجوء الي طلب المساعدة من الآخرين. الأصدقاء يستطيعون تقديم المساعدة بشتي الوسائل فبعضهم يحل مشاكل معينة والبعض الآخر يكون موجودا عند الحاجة اليه ويستمع اليك ويشاركك.

أنواع الضلالات :
0 الاضطهاد
0 العظمة
0التأثر
0 الاشارة
0 التجسس
0 الخيانة الزوجية
0 الجسدية
0 انتشار الأفكار
0ظن الحب( أن يعتقد الشخص أن محبوبه يرسل له اشارة عن طريق أغنية مثلا)

*تعريف الفصام:

الفصام هو مرض نفسي عقلي يظهر في صورة اضطراب في التفكير فيؤدي الي اختلال في الادراك والأحاسيس والعواطف والتصرفات السلوكية.

00سبب الفصام
*اضطراب كيميائي في المخ وليس نتيجة السحر والأعمال السفلية ولبس الجان، ولكن نتيجة لشيوع هذه الاعتقادات يتأخر العرض علي الطبيب المتخصص بالاضافة الي عدم الالتزام بما يصفه من العلاج الدوائي وبالتالي الانتكاس.
* هناك نسبة كبيرة تتحسن مع العلاج. فالتصور الخاطيء بأن الفصام لا شفاء منه يؤدي الي اليأس وفقدان الأمل وتخلي الأسرة عن المريض والابتعاد عنه.

الشخصية:
0 هناك نسبة كبيرة تشفي منه مع العلاج.
0 الفصام ليس انحرافا أخلاقيا أو سوء تربية بل هو مرض( اضطراب كيميائي في المخ )في الجهاز العصبي المركزي( العقل) يسبب اضطرابات في الاحاسيس والأفكار والمشاعر تنعكس في التصرفات.
0 الفصام ليس مرضا معديا.
0 من يعانون من الفصام يستطيعون العمل حتي لو ظهرت عليهم أعراض المرض فالعمل يساعد علي الشفاء.
0 المصاب بالفصام لا يعاني من التخلف العقلي.
0 يمكن علاج معظم مرضي الفصام داخل أسرهم لو التزم المريض بالعلاج مع تعضيد أسرته ومساندتها له.

العنف:
0 الفصام بالقطع ليس خروجاعن الدين أو الايمان أو الاخلاق وليس ضعفا في الايمان.
0 الفصام مرض عضوي مثل الامراض التي تصيب الجسم كأمراض القلب أو المعدة أو الشرايين.
0 أدوية الفصام لا تؤدي الي الادمان مطلقا.
0 الأثر الفعال لبعض الادوية النفسية يستغرق بعض الوقت في الظهور ويلزم في بعض الاحيان تعديل الجرعة أو اختيار العلاج المناسب بواسطة الطبيب النفسي المتخصص.
0العلاج الطبي النفسي ليس مجرد حوار بين الطبيب والمريض بل يشمل الأدوية النفسية. والعلاج الجمعي والعلاج السلوكي والعلاج المعرفي والعلاج بالمنظمات الفيزيائية لضبط ايقاع المخ الحيوي.

أهمية العمل بالنسبة لمريض الفصام:

* رفع الروح المعنوية والتقليل من الاعتماد علي الأسرة.
* توجيه اهتمام المريض للبيئة والمجتمع الخارجي مما يساعد علي الخروج من الاوهام والتهيؤات والهلاوس. .
* خلق نشاط يومي منظم يقلل من الاحساس بالملل.
* يدعم الفرص لعمل نوعية جديدة من العلاقات الاجتماعية.
* يزيد من الاحساس بالآخرين والمجتمع الخارجي
* زيادة الفرص لتعامل المريض مع الأسوياء مما يزيد في احتماليات الشفاء
* زيادة الدخل.

الفصام هو مرض ...هو مرض تتعدد أعراضه ومعظمها يسبب اعاقة للمريض لأنه أولا لا يكون مستبصرا بمرضه أي لا يدرك أنه مريض وثانيا لأنه منفصل عن الواقع لذا فأن التدهور يصيب بسرعة نشاطات الانسان وحركته ومكانته علي المستوي الاجتماعي والمهني والشخصي وتضرب علاقاته اضطرابا شديدا وتدريجيا ينعزل أو بالأحري بعزله المجتمع لأنه هو في حد ذاته يسبب الاعاقة للمجتمع أي لحركة الحياة.

ان الأعراض الحادة للمرض كفيلة بأن تسبب في اعاقة كاملة خاصة اذا كانت تسيطر عليه الهلاوس أو الضلالات أو المعتقدات الخاطئة وهي أفكار خاطئة تسيطر عليه ويؤمن بها ايمانا راسخا ولا يقتنع بعكسها مثل ضلالات الخيانة والاضطهاد.

... وأكثر أنواع الفصام اعاقة للانسان تلك التي تصيب الشاب الصغير والمراهقين ويسمي بفصام المراهقة. Hebephrenic Schizophrenia or disorganized Schizophrenia والذي يتسبب في تدهور سريع للمريض نظرا لتعدد أعراضه ونوع آخر من الفصام يسمي بالفصام البسيط Simple schizophrenia والذي يتميز أساسا باضطراب في شكل التفكير فيكون تفكيره فقيرا غي مترابط ضحل ولا يستطيع التجريد أي لا يستطيع أن يستنبط المعاني الكامنة في الكلمات والجمل مما يعوقه دراسيا...

وكذلك يتسم الفصام البسيط بتبلد الوجدان مما يزيد من عزلة هذا الانسان وعدم قدرته علي التجاوب والتفاعل مع الآخرين،... أما اخطر أعراض الفصام والتي تتسبب في اعاقة كبيرة هي ما يسمي بالاعراض السلبيةNegative symotoms ومعناها اللامبالاة والعزلة والتبلد الوجداني والسلبية وفقدان الارادة.. وكلها أعراض من شأنها أن تجعل الانسان عاجزا تماما... وهي أعراض كان هناك صعوبة في التحكم فيها الي وقت قريب حيث أن العقاقير التقليدية لا تفيد الا من الأعراض النشطة الحادة مثل الهلاوس والضلالات .. ولحسن الحظ فان المركبات الحديثة والتي تسمي الغير تقليدية استطاعت أن تحسن الي درجة كبيرة تلك الاعراض السلبية.

.... اذن الاعاقة الاساسية في الفصام هي صعوبة التواصل الانساني فالتواصل الانساني يحتاج الي تفكير سوي ووجدان حي... يحتاج الي ارادة ومبادأة... ولذا مريض الفصام تزداد عزلته وخاصة مع الاعراض السلبية ... يعيش علي هامش الحياة .. تعزله أعراضه ويعزله المجتمع لأنه هو ذاته أصبح معوقا لحياة الآخرين .. ويصيب التدهور جميع نواحي حياته فيفشل دراسيا أو يفصل من عمله ويدب الشقاق مع الزوجة أو الزوج وقد ينتهي الأمر بالطلاق وتدهور الأوضاع الاقتصادية للمريض كما يصيب التدهور شكله ونظافته ومظهره العام.

.. ولأن المريض يصبح فاقدا للاهلية والتقدير السليم والحكم الموضوعي فان أهليته تنزع منه ولا يعتد بقراراته كما تسقط عنه المسؤلية .. أي اهدار كامل لمعني الانسانية.... مشكلة الاعاقة في مرض الفصام أن الاصحاء أنفسهم أي المحيطين بالمريض يتسببون في مضاعفة هذه الاعاقة لانهم يرونه لا يصلح لشيء وبالتالي لا يرون الجوانب السليمة - سليمة ويمكن التعامل معها واستثمارها.. ولعل الاعراض السلبية هي التي تجعل عالم الأصحاء يتمادي في عزل المريض ونسيانه أو تجاهله حتي يقضي عليه انسانيا تماما

..مواجهة الاعاقة في مريض الفصام تتطلب أولا التعرف علي الجوانب السليمة والتركيز عليها ان كثير من مرضي الفصام يمكن التعامل معهم وادراجهم في النسيج الاجتماعي بتفاعل ايجابي.. وكثير من مرضي الفصام يظلو محتفظين بمهاراتهم الاجتماعية ومهاراتهم المهنية وبعضهم يتمتع بحس فني ابداعي .. ان من واجبنا أن نقلل من فزعنا من الاعراض الظاهرة والتي تجعلنا نتخذ القرار شعوريا ولا شعوريا بعزل المريض وابعاده عن دائرة وعينا وبالتالي ابعاده عن الحياه.

... اذن من أهم الخطوات في مواجهة الاعاقة لدي مرضي الفصام هي أن ندركه بطريقة جديدة وصحيحة وأن نغير موقفنا منه Change of our perception and attitude

... نقطة البدء في مواجهة الاعاقة هي ان نستدرجه للحظيرة الاجتماعية وأن يبقي نشطا بقدر المستطاع من خلال برنامج عملي ونشاط وفعل يومي شاملا كل نواحي الحياة من عمل وترفيه.. ثم علينا أن نثتثمر امكانياته الخاصة استثمارا خاصا ونسلط الضوء عليها... ثم علينا ابقائه في المجتمع في اطار حياته الطبيعية بقدر الامكان والاقلال من فترة تواجده بالمستشفي ... فالمستشفي تفصله عن المجتمع ... ولذا فان المصحات التقليدية كبيرة الحجم والتي يبقي فيها المريض لفترات طويلة تتنافي مع فكرة التأهيل الاجتماعي.كما يجب التركيز علي أهل المريض من خلال ازدياد معلوماتهم عن هذا المرض وتغيير ادراكهم ومواقفهم تجاه المريض ومتابعة علاجه والاسهام في البرنامج التأهيلي Family education

.. وليس ضروريا أن نتعرض لكل جوانب التأهيل والحد من اعاقة المريض ولكن يكفي أن نتعرض للخطوط الرئيسية والتي تتضمن تغيير النظرة وتغيير الموقف ومحاربة عزلة المريض والتعامل مع الاجزاء السليمة ومواجهة الاعراض سواء بالعلاج الكيميائي أو العلاج التأهيلي.

... ولقد حدث طفرة كبيرة في علاج مرض الفصام بالرغم من أن العقاقير التقليدية المتداولة منذ أربعين سنة كانت فعالة في مواجهة الأعراض الايجابية النشطة كالهلاوس والضلالات .. ولكنها كانت عاجزة الي حد كبير عن علاج الامراض السلبية والتي تمثل الخطورة الحقيقية حيث تجسد الاعاقة الانسانية في هذا المرض وهي العزلة والتدهور الاجتماعي.

*وختاما ان فلسفة مواجه الاعاقة بكل صورها الجسدية والنفسية والروحية لا تكمن في الغاء الاعاقة أو تقليل حجمها وانما تكمن في كيف نجعل المريض سعيدا متوافقا منتجا فعالا متفاعلا.. أما بالنسبة لمريض الفصام علي وجه الخصوص فان مواجهة الاعاقة تكمن في معالجة الأعراض الشبية والكشف عن ايجابيات المريض وابقاؤه في نطاق ومجال أبصارنا وفي أحضاننا ليظل محتفظا بانسانيته.

 



الكاتب: ...
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/11/2003