|
|
|
العلاج المعرفي للاكتئاب(1) ::
الكاتب: د.محمد شريف سالم
نشرت على الموقع بتاريخ: 14/05/2005
كيف تساعد نفسك
؟
إن مرض الاكتئاب يجعلك تشعر بالإعياء والتعب وقلة
الاعتداد بالنفس وفقدان الأمل،
كل هذه المواقف التشاؤمية تجعل بعض الناس يصابون
بالعجز واليأس .
لذا نرجوك أن تنتبه إلى أن هذا النوع من التفكير
والمشاعر جزء من أعراض مرض الاكتئاب،
وهذا يعني أن هذه الأفكار لا تعكس الحقيقة ولا الواقع
وأنها سوف تزول مع زوال أعراض هذا المرض وإلى أن تخف
حدة المرض أو يزول بالكامل ننصحك بالآتي
:
* لا تجعل لنفسك أهدافًا
عالية وصعبة المنال أو تتطلب قدرًا عاليًا من
المسئولية .
* قسِّم المهام الكبيرة
إلى أجزاء صغيرة واعمل ما تستطيعه منها
.
* لا تتوقع الكثير من
نفسك فإن ذلك سوف يعطيك الإحساس بالفشل
.
* حاول أن تكون مع
الآخرين وتجنب الوحدة قدر المستطاع وانغمس في نشاطات
مريحة مثل التمارين الرياضية ومشاهدة المباريات
الرياضية والخروج مع الأصدقاء .
ولكننا ننصحك بعدم المبالغة في ذلك فقد يؤدى إلى عكس
المطلوب .
* لا تقرر قرارات مهمة
حول مستقبلك أو حياتك مثل الزواج أو الطلاق أو
الاستقالة من عمل دون أن تستشير أناس مهمين حولك من
شأنهم أن يروا حقائق حياتك بصورة أصح وانتظر حتى تذهب
أعراض الاكتئاب قبل أن تتخذ مثل تلك القرارات
.
* لا تتوقع أن تخرج من
حالة الاكتئاب بسرعة أو بسهولة ولا تلُم نفسك على عدم
قدرتك على ذلك .
* تذكر أن لا تقبل أو
تتقبل التفكير السلبي أو النظرة التشاؤمية فهذا النوع
من التفكير أو النظرة إلى الحياة جزء من الاكتئاب وسوف
يزول معه .
* دور العائلة مهم في
مساعدتك لأنك قد لا تكون على أتم صحة أو مزاج،
من المهم أن يعرف أفراد العائلة عن طبيعة ما تعانيه
.
فنرجو أن تجعلهم يطلعون على محتويات هذه الرسالة
:
كيف تساعد الشخص
المصاب بالاكتئاب ؟
قد يكون أهم ما يمكن عمله من قبل عائلة وأصدقاء
المصابين بالاكتئاب هو أن يتعرفوا تعرفًا صحيحًا على
التشخيص والعلاج وهذا يشمل تشجيع المريض على الاستمرار
في العلاج حتى تختفي أو تخف الأعراض إلى درجة مقبولة.
وإذا لم يحدث ذلك فيجب تجربة علاج آخر.
ولنتذكر أن ذلك سوف يأخذ أسابيع طويلة قد يحتاج
المريض إلى شخص آخر ليأخذه إلى المستشفى أو إلى الطبيب
وقد يحتاج أن يراقب علاجه وتحسنه،
وأن يساعد في انتظام تعاطي جرعة الدواء.
كذلك من أهم ما يحتاج إليه المصاب بالاكتئاب هو
المساندة العاطفية ويشمل ذلك الصبر والتفهم والحنان
والتشجيع .
اجذب انتباه الشخص إلى محادثات شخصية ولا تهمل ما يقول
فإذا ظهر منه ما يريب أخبر الطبيب
.
خذ المصاب بالاكتئاب في نزهة في السيارة أو أي مكان
مريح للأعصاب وأصر بلطف على ذلك،
فإذا رفض المريض اختر النشاطات التي كان المريض يألفها
ويسرُّ منها مثل الذهاب إلى أماكن العبادة أو الرياضة
أو ممارسة هواياته.
لا تتهم المريض بالاكتئاب بأنه كسول أو أنه لا يقبل أن
يحسن من حاله بأن يخرج من حالة الاكتئاب من تلقاء نفسه
وتذكر أن معظم حالات الاكتئاب يمكن أن تعالج لكنها قد
تحتاج إلى وقت.
(عن كتيب الطريق إلى
الشفاء إصدار Lilly)
إن الانتحار ليس ضروريًا والدافع إليه من
الممكن أن تتغلب عليه وتطرده بالأساليب المعرفية.
كما أن الرغبة الملحة للانتحار قلَّت في مرضى عولجوا
بعلاج معرفي أو مضادات الاكتئاب وتحسن النظرة العامة
للحياة حدث خلال أول أسبوع أو اثنين من العلاج بمرضى
عولجوا بالعلاج المعرفي .
لماذا يفكر
المكتئب كثيرًا في الانتحار؟
وما الذي يمكن فعله لمنع هذه الرغبة؟
سوف تجد نظرة عمومية تشاؤمية تسود تفكيرهم،
والحياة تبدو لا شيء غير كابوس رهيب عندما ينظرون
للماضي وكل ما يستطيعون تذكره هو لحظات الاكتئاب
والمعاناة . عندما تشعر
بالإحباط قد تشعر بإحباط أكثر في أوقات تشعر فيها أنك
"عمرك ما كنت سعيد وعمرك
ما بتكون"،
قد تستنتج أنهم مخطئون أو يحاولون أن يسعدوك،
هذا بسبب أنه أثناء اكتئابك تشوهت ذكرياتك الماضية.
إنك لا تستطيع استرجاع ذكريات وفترات الرضا أو المتعة
بالتالي فإنك تستنتج بالخطأ أنهم غير موجودين وبالتالي
تستنتج بالخطأ أنك كنت دومًا وستظل بائسًا.
مهما كان اليأس الذي تحسه،
سيكون محتملاً لو لديك الاقتناع أن الأشياء ستتحسن
. القرار الحساس
بالانتحار ينتج عن اقتناعك اللا منطقي أن مزاجك لن
يتحسن . تأكد أن
المستقبل يحمل ألمًا أكثر وعذابًا أكثر.
الأبحاث وضحت أن الإحساس -غير الحقيقي- بانعدام
الأمل يعتبر من العوامل الهامة لحدوث رغبة انتحارية
خطيرة وبسبب تفكيرك المعوج ترى نفسك في ورطة لا يبدو
منها مهرب . تقفز إلى
استنتاج أن مشاكلك ليس لها حل لأن معاناتك التي تشعر
بها غير محتملة وتبدو بلا نهاية
. قد تستنتج بالخطأ أن الانتحار وسيلتك الوحيدة
للهرب .
فأنت مخطئ إذن في اعتقادك أن الانتحار هو الحل
الوحيد، وأنت مخطئ عندما
تعتقد أنك في ورطة بلا أمل .
تفكيرك غير منطقيّ ومشوّه.
تقدير اندفاعات
الانتحار :
كيف تحدد الاندفاعات
الانتحارية الأكثر تهديدا
؟
لو أنك انتحاري من المهم أن تقيم هذه الاندفاعات
باستخدام إحساسك،
العوامل الآتية تجعلك في خطر:
- لو أنك مكتئب بشدة
ويائس، أو لديك تاريخ
سابق لمحاولات انتحارية.
- إن لديك خطط محكمة
وتجهيزات للانتحار، أو
ليس لديك رادع يمنعك .
إذا كان واحدًا أو أكثر من هذه العوامل موجودًا فمن
الضروري أن تطلب تدخل متخصص وعلاج حالاً
.
اللامنطقية
للانتحار :
السؤال الحقيقي ليس عن حق
المكتئب في ارتكاب الانتحار لكن منطقية أفكاره
.
فلماذا يشعر بهذه الطريقة
؟
عندما تبدأ تفكر بواقعية أكثر إحساسك باليأس ورغبتك في
إنهاء حياتك ستختفي وستتولد لديك الرغبة في الحياة
.
والتفكير بواقعية هو هدف العلاج المعرفي وهو ما سوف
تعرفه من طبيبك النفسي ومن الممكن أن نرسل إليك خطة
مبسطة لو وصلتنا أخبار أنك تحسنت وأقلعت عن محاولتك
الانتحارية .
عدمية العمل
:
هناك وسيلة كبرى فعالة للغاية لرفع المزاج فإنك تستطيع
أن تغير الطريقة التي تشعر بها بتغيير طريقة عملك
.
إن هناك حبل ملتف حول عنقك عندما تكون مكتئبًا
، فأنت لا تشعر بأنك
تفعل الكثير. وهذا هو
أكثر الوجوه تدميرًا في الاكتئاب فهو يشلُّ من قوة
إرادتك وفي أبسط حالاته فإنك تسوّف عمل الأشياء
"الروتينية
والكريهة"
.
وعندما يتعاظم هذا الفقدان للدافع فإن أي نشاط في
النهاية يبدو لك صعبًا ويجعلك مقهورًا ويدفعك بقوة إلى
"عدم
العمل" على
الإطلاق وأن يصبح تحصيلك قليلاً جدًا وإن هذا يزيد من
الأمر سوءًا بعد سوء.
فأنت لا تعزل نفسك عن مواردك الطبيعية للتنبيه واللذة
فقط، بل إنك أيضًا
وبإنتاجيتك المتناقصة هذه تفاقم من كرهك لنفسك مما
يؤدى بك إلى ازدياد الانعزالية والعجز وأخيرًا
الانتحار.
وإذا لم تدرك هذا السجن العاطفي الذي انزلقت إليه فإن
هذا الموقف من الممكن أن يستمر لأسابيع أو شهور أو حتى
لسنوات !!
. وتكاسلك هذا سيكون
الأعظم إحباطًا لك إذا ما كنت يومًا تتباهى بما تملك
من طاقة ونشاط في حياتك .
وقد تؤثر "عدمية
عملك" هذه على
عائلتك وأصدقائك الذين لا يستطيعون فهم سلوكك
، وقد يقولون أنك في
احتياج لأن تكون مكتئبًا أو أنك تختبئ وراء ذلك،
وقد تزيد تعليقاتهم هذه من كربك ومن مقدار الشلل الذي
تعانيه .
إن "عدمية
العمل" تمثل
واحدة من أكبر المتناقضات في الطبيعة البشرية،
فبعض الناس وبصورة طبيعية يلقون بأنفسهم في الحياة
بحيوية عظيمة بينما ينتكس آخرون للخلف محبطين أنفسهم
عند كل منعطف كما لو كانوا متورطين في مخطط ضد أنفسهم
.
هل تساءلت لماذا ؟
لو أن شخصًا قد حكم على نفسه بأن يقضى شهورًا منعزلاً
ومنقطعًا عن كل النشاطات الطبيعية والعلاقات الشخصية
فالنتيجة هي اكتئاب حقيقي .
لماذا توقع العقاب على نفسك
وبمحض إرادتك ؟
هل تود أن تعاني ؟
إنك باستخدامك الوسائل المعرفية يمكنك أن تكتشف وبدقة
الأسباب التي تجعل من الصعب عليك تحفيز نفسك
. وأثناء الممارسة
المهنية فإننا نجد أن الغالبية العظمى من مرضى
الاكتئاب المحولين إلينا يتحسنون جذريًا إذا ما حاولوا
مساعدة أنفسهم . وليس
مهمًا ماذا تفعل طالما أنك تفعل أي شيء لمساعدة نفسك
.
وهكذا فإن كثيرًا من المكتئبين سوف يمرون بمرحلة
يرفضون فيها بعناد أن يفعلوا أي شيء لمساعدة أنفسهم
. وعند اللحظة التي تحل
فيها هذه المشكلة -الدافعة
الأساسية- فإن الاكتئاب
يبدأ في التلاشي . وهكذا
فإنك تستطيع أن تدرك لماذا تتجه أبحاثنا في اتجاه
البحث عن أسباب شلل الإرادة هذا
. وباستخدام هذه المعلومة فقد طورنا بعض
الأساليب الخاصة لمساعدتك في التعامل مع هذا
"التسويف".
إن التسويف والسلوك المحبط للنفس قد يبدوان مضحكين،
محبطين، محيرين يبعثان
على الغيظ أو محزنين ويعتمد ذلك على منظورك
. ولكنني أجد ذلك سمة إنسانية للغاية وأنه واسع
الانتشار بين الناس لدرجة أننا نرتطم به يوميًا
تقريبًا.
(عن كتابFeeling
Good by
David Burns )
اقرأ أيضاً على موقعنا
مجانين :
فقدان الطعم والمعنى جوهر الاكتئاب
الاكتئاب الجسيم كيف يسلب الإيمان؟
الاكتئاب الجسيم لا الأعظم!
متى تصنعين الحياة؟: أقوى من الاكتئاب
متى تصنعين الحياة؟: أقوى من الاكتئاب مشاركات
متى تصنعين الحياة؟: أقوى من الاكتئاب متابعة
الاكتئاب لدى المسنين
السحابة البيضاء : الاكتئاب والرهاب و...
الكاتب: د.محمد شريف سالم
نشرت على الموقع بتاريخ: 14/05/2005
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|