|
|
|
لماذا الرجال أكثر عرضة للشذوذ الجنسي من النساء؟ ::
الكاتب: زهراء الموسوي
نشرت على الموقع بتاريخ: 13/06/2005
ذكرت في المقالة السابقة الرجال المنحرفون جنسيا والإيذاء الجنسي للنساء أن أكثر المبتلين بالشذوذ الجنسي هم من الرجال (طبعا َإذا كانت الإحصاءات ما زالت تدل على ذلك) ولكن البحوث لا تدل على أن الجنس المذكر على استعداد أكبر للابتلاء بالانحرافات الجنسية من الجنس المؤنث. إذاً هناك أسباب وعلل تؤدي بالرجل إلى الابتلاء بالانحرافات وهذه العلل عموماً تعود إلى التربية الخاطئة للأولاد إلى جانب بعض العلل الأخرى.
ما يلي أهم الأسباب التي تؤدي إلى الشذوذ الجنسي :
1_التربية الخشنة : للأسف بعض الآباء والأمهات يعتقدون أن السبيل الأفضل للتربية الصحيحة هو الشدّة والقسوة والضرب المبرح، وعادة ما يكون الأولاد المسكين عرضةً لهذا الألم لأنهم حركيون ومغامرون أكثر من البنات وبما أن الآباء والأمهات يعتقدون بأنّ هذه التصرفات غير لائقة لذلك ينهالون عليهم بالضرب و..
وبما أنّ الولد عادة ً يتلقي هذه التربية من الأب فسوف تتدهور العلاقة بينه وبين والده وبذلك يضعف الولد في اختيار الصفات الناجحة للجنس المذكر، ولذلك عندما يبلغ وتلح عليه الغريزة الجنسية يحس أنه سوف يفشل فيها إن تقدم إليها بالطريقة الصحيحة والطبيعية ولذلك يتوسل إلى الطرق الانحرافية لكي يرضي نزواته.
2_الاغتصاب في الصغر : الأولاد الذين يتعرضون إلى الاغتصاب من قِبل الرجال الذين يميلون إلى الجنسية المثلية أو التعرض للأطفال، هم أكثر عرضة للابتلاء بالسادية في الكبر حيث يريدون أن ينتقموا من جميع الناس الذين لديهم ميول جنسية نحوهم.
3_فقدان المحبة: عادةً يظن الوالدان أنّ الصبيان لا يحتاجون إلى المحبة كما تحتاجها البنات وبما أنّ البنات عموماً يستطعن إبراز عواطفهن أكثر من الصبيان، لذلك يعتقد الآباء والأمهات أنهن يحتجن إلى المحبة أكثر من الصبيان و يجب عليهم أن يدللوا البنات ويغدقوا عليهن عطفهم وحنانهم، أمّا الولد فيجب أن يتهيأ منذ الصغر للصعوبات التي سوف يواجهها في الحياة ولذلك فإن تقبيله والعطف عليه سوف يؤدي إلى تدليله أكثر من اللازم ويكوِّن لديه الصفات الأنثوية، وبذلك سوف يفشل في الحياة لهذه الأسباب يمتنع الأبوان عن العطف والمحبة للولد. ويحرمونه من ذلك.
مع أنه عكس سيرة الرسول الأكرم (ص) حيث كان يقبل أحفاده الحسن والحسين ويحملهما على عاتقة ويغدقهما بالحب والحنان حتى تعرض عليه أحد الجهال قائلاً: لدي عشرة أبناء و لم أقبل أحدهم قط. فقال رسول الله (ص) من لا يرحم لا يُرحم.
وتدل البحوث الجديدة على أنّ الأولاد مثلهم مثل البنات يحتاجون إلى المحبة والحنان وإذا فقدوها في الصغر، فسوف يؤدي ذلك إلى ابتلائهم بأنواع الاضطرابات النفسية والانحرافات الجنسية . فالولد الذي لم يتلق الحنان، لا يعلم كيف يجب أن يسديه للآخرين وخصوصا سوف يفشل في تعامله مع الجنس المقابل أو يحس بالفشل إذا تقدم إليها وهذا يؤدي إلى توسله إلى الانحرافات الجنسية خصوصاً التزنيق أو البصبصة أو ...
4_عدم تقيد الوالدين بالحياء والستر : كما نعلم كمسلمين، القرآن الكريم لا يذكر سوى الأمور المهمة والأساسية وبعبارة أخرى القرآن يذكر لنا رؤوس المطالب والسيرة تبين لنا الجزئيات. ومع ذلك نرى أن الله سبحانه وتعالى الذي لا يتعرض في القرآن إلى الأمور الجزئية، يذكر في سورة النور في الآية (58_59) المعروفة بآية الاستئذان، أنّ الأطفال الصغار والخدم وبعد أن يبلغ الأطفال يجب أن يستأذنوا في أوقات خاصة للدخول في غرفة الأبوين، لأنهما في هذه الأوقات يريدون أن يستريحوا وأن تكون لديهم علاقات خاصة ولذلك ربما يرونهما الأطفال في ملابس خفيفة تظهر جسدهما أو يرونهما حين تكون لديهم تلك المناسبات.
ربما يستغرب الناس في بادئ الأمر لماذا ذكر الله تعالى هذا الأمر البسيط مع أنّه لا يذكر سوى الأمور المهمة؟ يجب أن يعلم جميع المسلمين بأنّ ذكر هذا الموضوع الذي يظهر في بادئ الأمر، موضوعاً بسيطاً يدل على أنّه أمر هام جدا ً يجب أن ينتبه إليه جميع الآباء والأمهات. ولكن للأسف ليس فقط لا يستأذن الأطفال للدخول على أبويهم بل ينامون معهم حتى سن السابعة والثامنة أو أكثر . و يظن الأبوان أنهما يحسنان بهذا العمل إلى طفلهما لأنه يخشي أن ينام في غرفة أخرى.
والأسوأ من ذلك أن الأبوين وخاصةً الأمهات يظهرن أمام الأطفال بملابس غير محتشمة وأحياناً يكنَّ شبه عاريات بحجة أنّ هذا ابنها ولا توجد لديه أيّ إحساسات جنسية تجاه الأبوين، وهذا يسمح لها أن تظهر كيفما تشاء وهي تغفل أي جريمة ارتكبت تجاه أبنائها المساكين حيث عرّضته إلى أنواع التخيلات الجنسية أو إلى تكوين ميول نحو زنا المحارمIncest (والعياذ بالله) .(طبعاً ظهور الأمهات بملابس غير لائقة أمام البنات أيضاً غير صحيح لأنه يؤدي إلى فقدان الحياء لدى البنات)
5_ عدم زرع العفة والحياء في قلوب الأولاد : عادةً يهتم الناس في تنشئة البنات علي العفة والحياء حتى أنّه عندما نذكر كلمة العفة أو الحياء نتصور أنّهما خصلتان أخلاقيتان تخصُّان النساء فقط .حتى أنّ النّاس يتعجبون لو أطلقنا صفة العفيف على الرجال وكأنّنا نسبنا إليه صفة نسائية . ولكن الأحاديث التي تحث على العفة والحياء لا تخص النساء فقط بل عي مثل جميع الصفات الأخلاقية تشمل الرجال والنساء جميعاً . بل يجب على الرجال أن يتحلوا بالعفة حتى تعف نسائهم وبناتهم. وقد ورد هذا الأمر في حديث عن الإمام الصادق (ع) حيث قال: عفوا عن نساء الناس تعفُّ نسائكم) ولكن للأسف يغفل الأبوان عن هذا الأمر في تربية أبنائهم و قليلاً ما نرى أبوين يحثان ولدهما على الالتزام بالعفة وغض النظر عن المحارم مع أنّ الله سبحانه وتعالي حرّض الرجال أولا ثم النساء على غض البصر عن المحارم حيث قال في سورة النور الآية (30_31) : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ...وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ....)
هذه الآية تدل على أن الرجل والمرأة سواء في التقييد بالعفة وغض النظر عن المحارم. ولكن للأسف المجتمع لا يعترض على الشبان يمشون في الشوارع وينظرون إلى البنات ويشاكسونهن أو يعطونهن أرقام التليفونات ويخاطبونهن بكلمات بذيئة تخجل منها الفتاة العفيفة وكل ذلك على مرأى الجميع وحتى الآباء والأمهات يعلمون بذلك ولكن لا يمنعون أولادهم منها أو يربونهم منذ الصغر على الالتزام بالعفة وغض النظر. ولكن إذا ظهرت من الفتاة حركات غير لائقة يتهمونها بأنها ليست فتاة عفيفة وتنهمر عليها أشد الكلمات ويؤنبونها على ذلك والفتاة التي ترى كل هذا الفرق بينها وبين أخيها لربّما تمردت على هذه العادات الخاطئة وذهبت إلى أبعد حدود الشذوذ وربما تعدت الرجال في ذلك.
مع أنّه إذا ربّينا أولادنا بحيث يغضون النظر عن المحارم وزرعنا في نفوسهم العفّة والحياء، بالطبع الفتاة أيضاً سوف تكون عفيفة إما لأنها تتعلم ذلك من أخيها أو على الأقل عندما تفقد من يشترى بضاعتها لا تستطيع أن تعرضه.
ولكن إذا اعتاد الشاب على النظر إلى الفتيات ومشاكستهن وهو في حدِّ ذاته انحراف عن الشخصية المسلمة السليمة إذا لم نقل أنها شذوذ جنسي، فلا يبعد أن يتبدل إلى شذوذ جنسي خاصّةً إذا كانت لدى ذلك الولد نزعات اضطرابية تنضم إلى عاداته اليومية وتشكل نوعاً من الانحراف الجنسي لديه.
6_ التحقير والإهانة: للأسف بعض الآباء والأمهات الذين يفقدون التوعية اللازمة لتربية الأطفال ، يعتقدون بأنّ تحقير الطفل والحد من مكانته سوف يدفعه إلى العمل وإثبات ذاته. وغالباً ما يكون الأولاد أكثر عرضة للتحقير والإهانة، لأنّ الناس عموماً يتوقعون الأعمال الصعبة من الأولاد وإذا لم يوفقوا في ذلك سوف يتعرضون للتحقير والإهانة وغالباً ما يوجه التحقير إلى رجولتهم: أنت لست رجلاً أو لو كنت رجلاً لفعلت كذا وكذا أو لم تفعل كذا و كذا.
هكذا يزرعون الدونية في نفس هذا الصبي المسكين ويسلبون منه كرامته وثقته بذاته ومثل هذا الرجل الذي فقد كرامته لا يستطيع أن يكون علاقات صحيحة وسوية لإرضاء نزواته الجنسية، وبذلك يتوسل إلى الطرق الانحرافية وفي الحالات الشديدة يصدر منه ما يجب أن نتعوذ منه بالله. فقد قال الإمام الهادي (ع): من هانت عليه نفسه فلا تأمن شرّه. أي أنّ الإنسان الذي يفقد كرامته واعتزازه بنفسه ولا يحس بأي كرامة له سوف يصدر منه أي ُّ شر يتصوره الإنسان ولا يتصوره . وبالعكس الإنسان الذي به كرامة ويعتز بنفسه لا يهينها بالمعاصي والشهوات حيث قال الإمام علي (ع): من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهواته) أي أن الإنسان العزيز الذي يحسب لنفسه قيمةً وقدراً لا يلوثها بالمعاصي والشهوات الدنيئة .(حفظنا الله منها)
اقرأ أيضاً : الرجال المنحرفون جنسيا والإيذاء الجنسي للنساء
زهراء الموسوي
الكاتب: زهراء الموسوي
نشرت على الموقع بتاريخ: 13/06/2005
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|