هل اضطراب الشخصية له علاج (1) ::

الكاتب: د.عمرو أبو خليل
نشرت على الموقع بتاريخ: 15/01/2006

في اضطراب الشخصية
المريض لا يريد أن بذهب للطبيب
والطبيب يتمنى ألا يأتي
من التشخيصات التي أخذت اهتماما كبيرا سواء على المستوى الإكلينيكي أو على مستوى التقسيمات النظرية في الطب النفسي بحيث أصبح هناك باب مخصص في مراجع الطب النفسي لما يسمى باضطراب الشخصية وهو مشكلة نفسية أهم ما يميزها أن هذا الشخص لا يستطيع الاستجابة أو التكيف مع المواقف الخاصة أو الاجتماعية بصورة مرنة ويؤدي ذلك إلى ظهور سلوكيات غير متجانسة تشمل مناطق متعددة من الأداء سواء على مستوى الوجدان أو التحكم في النزوات أو طرق الإدراك والتفكير ويتجلى أعظم ما يتجلى عندما يتعامل مع الآخرين ... واضطراب الشخصية ليس نوعا واحدا بل تعددت أنواعه حتى أصبحت أنماط الشخصيات المضطربة تقسم في مجموعات يتجمع تحت كل قسم منها مجموعة الشخصيات المتقاربة في صفاتها.

وأهمية تشخيص اضطراب الشخصية تكمن في أن صاحبها لا يشكو ولا يطلب المساعدة في حين أن كل من حوله يعاني من تصرفاته وأفعاله وهم لا يدركون أنهم يتعاملون مع حالة مرضية... فالكل يعاني ...

مضطرب الشخصية لأنه غير قادر على التكيف مع المجتمع والتعامل مع الآخرين ولكنه لا يرى العيب في نفسه، ومن حوله لا يستطيعون تقييم الأمر وفهم كيفية علاجه فلا هو مرض عقلي أعراضه واضحة للعيان حتى ولو لم يعترف صاحبه بمرضه ولا هو مرض نفسي يشكو صاحبه ويطلب المساعدة – والعون وللتوضيح سأضرب مثالا لأم جاءت تشكو من ابنها الشاب البالغ من العمر 19 عاما الطالب في كلية الشرطة كيف أنه يتعامل معهم ومع الناس وكأنه لواء شرطة وليس مجرد طالب..

فهو دائم المشاكل مع الجميع، مع أصدقائه الذين نفروا منه جميعا لتصرفاته الفظة معهم ومع الناس في كل المواقف ... وآخر موقف أصر فيه على التدخين في السوبر جيت وعندما احتج أحد الركاب صرخ فيه قائلا ألا تعرف من أنا ... أنا ضابط فما كان من الرجل الذي رأى صغر سنه إلى أن أصر على اصطحابه للقسم حيث وجهت له تهمة انتحال صفة ضابط ولولا تدخل الأصدقاء لتحول الأمر إلى أزمة كبرى... ويذهب إلى القسم حيث يتدرب مع زملائه الأكبر منه، فيطيح ضربا وسبا في المحتجزين في حجز القسم مما حدا بزملائه أن يطلبوا منه ألا يحضر مرة أخرى

ثم هو كاذب كبير يلفق القصص حتى يصدقها ويتحدث عن سوء معاملة أهله له وكيف أنهم لا يريدون دفع المصاريف له وهو دائم المطالبة بمبالغ مادية كبيرة وإذا رفض الأهل باع تليفون المحمول وتصرف في ثمنه ثم جاء ليطالب بمحمول جديد ... أنه رافض للنظام غير قادر على التكيف حتى مع أهله وأصدقائه.. قاسي عدواني كاذب سارق أنه الشخصية السيكوباتية أو الشخصية ضد المجتمع أحد أخطر أنواع اضطرابات الشخصية ولكن ترى هل لاضطرابات الشخصية علاج أو كيف نتعامل مع مضطرب الشخصية هذا ما سوف نعرفه في المقال القادم.

اقرأ أيضا:
عندما تفقد الحياة طعمها   / عندما يضطرب الوجدان فتضطرب الحياة  / الفن للفن أم الفن للمجتمع (1)  (2)  (3)  / الفصام ذلك المعلوم ...... المجهول / هل الفصام ..... هو ازدواج الشخصية ؟!!!  / ماذا يتوقع أهل المدمن من الطبيب النفسي / عندما تفقد الحياة طعمها  / محكمة الأسرة وروح القانون