إغلاق
 

Bookmark and Share

صلاة مشتركة في الكنيسة ::

الكاتب: أ.مسعود صبري
نشرت على الموقع بتاريخ: 25/04/2006

في ظل الأحداث التي جرت في الإسكندرية، والتي قتل فيها مسيحي ومسلم، وأصيب عدد آخر، وأتلفت بعض المحال والسيارات وغيرها، نادى البعض بمشاركة الأقباط بأن يقف بعض الشباب أمام الكنائس تعبيرا عن حمايتهم، وهو عمل لا بأس به، بل نحسب أنه من الأعمال الصالحة إن خلصت النوايا، وحسنت المقاصد، فالوقوف مع المظلوم ورد الظالم من شعائر الإسلام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"انصر أخاك ظالما أو مظلوما".

أما الصلاة في الكنسية، فقد تحمل على وجهين:
إن كان المقصود بها صلاة المسلمين في الكنيسة، فهي جائزة مع الكراهة، وقد رخص عدد من فقهاء التابعين والسلف في الصلاة في الكنيسة منهم: الحسن وعمر بن عبد العزيز والشعبي والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وروي أيضا عن عمر وأبي موسى.. وكره ابن عباس والإمام مالك الصلاة في الكنائس من أجل ما فيها من التصاوير، وهناك رواية أيضا عن عمر أنه يكره الصلاة في الكنيسة.

والأدلة على جواز الصلاة في الكنيسة كثيرة، منها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة وفيها صور، وأنه لم يرد استثناء للكنيسة مع وجودها في عصر النبوة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" فأينما أدركتك الصلاة فصل، فإنه مسجد"، وقوله صلى الله عليه وسلم :"الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام".

أما مشاركتهم الصلاة، فلا يجوز بأية حال من الأحوال، لأننا نؤمن بفساد عقيدتهم وعباداتهم، ونحن مختلفون معهم في هذا، فلا يجوز أن نقرهم على شيء لا نؤمن به، وفي المقابل هم أيضا لا يقروننا على عقيدتنا ولا صلاتنا، بل يروننا مشركين، مع أننا نراهم أهل كتاب!

أما دخول الكنيسة على وجه العموم- فإنه لا بأس به إن كان لحاجة أو ضرورة، وأن يكون بإذنهم، لا أن تقتحم عليهم، احتراما لمكان عبادتهم، أما تهنئتهم بأعيادهم، فهناك من العلماء من يجيز هذا، ومنهم المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث وغيره، بناء على أنه يجوز للمسلم أن يتزوج منهم، وأن الزواج فيه نوع من المحبة، وأن حسن المعاملة هي الأساس بيننا وبينهم، لقوله تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (الممتحنة : 8 ).

أما مشاركتهم أعيادهم في كنائسهم، فلا يجوز، وقد استدل الإمام أحمد رحمه الله على هذا بقوله تعالى:(والذين لا يشهدون الزور).
وقد سأل أحد الناس الإمام أحمد عن شهود هذه الأعياد التي تكون بالشام مثل دير أيوب وأشباهه يشهده المسلمون يشهدون الأسواق ويجلبون فيه الغنم والبقر والدقيق والبر وغير ذلك إلا أنه إنما يكون في الأسواق،يشترون ولا يدخلون عليهم بيعهم قال: إذا لم يدخلوا عليهم بيعهم وإنما يشهدون السوق فلا بأس.

وقد جاء النهي عن المشاركة في طقوس أعيادهم في قول عمر رضي الله عنه: لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم، وهذا مبني على الخلاف في العقيدة، ولكنه لا يمنع التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم في وطن واحد، ويكون الجميع تحت القانون واحدا، أما الخيرية في الدين والعقيدة، فهي عند الله تعالى، وعند من يحب من الناس، لكنها لا تدفع إلى ظلم أو إنقاص حق.

للتواصل:
maganin@maganin.com

اقرأ أيضا:
صلواتنا جميعا من أجل السلام / صالح ولا تصالح /
على باب الله: مغامرات في السليم / إلى عمرو خالد: عد إلى أهلك وأمتك / مؤتمر الدانمرك ورأي متواضع / يوميات رحاب:- قال لي / يوميات رحاب: سب النبي.. وجهة نظر أخرى / سب النبي .. هل هو حقاً "مزعج" ؟؟؟؟ / التلفزيون التفاعلي في الحج.. رؤية نقدية / قتل الحجيج بسبب الزحام مخالف للهدي النبوي /  إمامة المرأة .. مصيدة أمريكية / النكاح في الدبر .. الشجرة المحرمة
 

 



الكاتب: أ.مسعود صبري
نشرت على الموقع بتاريخ: 25/04/2006