إغلاق
 

Bookmark and Share

الانتماء الهستيري: الجرح النرجسي ::

الكاتب: د. محمد المهدي
نشرت على الموقع بتاريخ: 13/12/2009


الانتماء الهستيري

والشعب المصري يشعر في داخله بمرارة شديدة إذ يشعر بأنه يمتلك حضارة عريقة وتاريخا مضيئا ويمتلك قدرات وملكات هائلة تجعله منجم الإبداع في العالم العربي ومركز العلم والفن والأدب والثقافة والعلم فيه، ومع ذلك يضطر إلى الذهاب إلى بلاد العرب والعجم بحثا عن فرصة عمل مناسبة، وهناك يتعرض للغبن والإهانة والمعاملة العنصرية، وإذا استقر في بلده فهو لا يسلم من انتهاك حقوقه وكرامته، لذلك ترى هذه المرارة وهذا الحزن الدفين في وجوه المصريين على الرغم من محاولاتهم تغطية ذلك بالبشاشة والنكتة والمبالغة في إظهار الفرح.

والشعب المصري لديه قدر من النرجسية تشعره بأنه الأفضل والأقوى والأقدر، وربما ترجع هذه النرجسية إلى ظروف تاريخية وضعت مصر في موضع الريادة السياسية والثقافية والعلمية في محيطها العربي في كثير من الأوقات، وهو الشعب العربي الوحيد الذي حصد أبناؤه 4 جوائز نوبل. هذه النرجسية تجرح الآن بشكل شديد ومؤلم من الداخل والخارج، ففي الداخل يشعر المصري أنه لم يأخذ حقه في بلده كما ينبغي وأنه يتعرض للكثير من الضغوط التي تكسر ظهره، وأن حكومته لا تهتم برعايته أو تحسين أحواله وإنما تهتم بكل ماله علاقة باستتباب السلطة واستمرارها في أيدي فئة قليلة من الناس، وأن السلطة تستأسد وتظهر أنيابها حين يقترب أحد من سيادتها بينما تتهاون تهاونا شديدا ويظهر إهمالها الواضح حين يتعلق الأمر بسلامة المواطن أو صحته أو كرامته، أما من الخارج فيشعر المصري أن دور بلاده يتضاءل ويتراجع بسبب سياسات لم تدرك حجم مصر ودورها وتأثيرها وحصرت مصر في دور الوسيط أو السمسار السياسي، ونزعت عنها روح عروبتها وقيادتها للمنطقة.

إذن فالمصري تنتابه مشاعر متناقضة بين الإحساس بالقيمة والجدارة وفي ذات الوقت يجد إحباطا داخليا وخارجيا يصيبه بالحزن والانكسار والإحساس بالدونية، وربما يهرب من ذلك مؤقتا باستعادة أمجاد حضارية وتاريخية، وكان هذا واضحا حين تباهى قادة الإعلام الرياضي بفرعونيتهم واعتادوا أن يطلقوا على المنتخب "الفراعنة" وأحيانا يلجأون إلى صبغة دينية يداعبون بها مشاعر المتدينين خاصة بعد سطوع نجم أبو تريكة فأسموهم "الساجدين".

العدل أساس التصالح
تعلو أصوات عاقلة كثيرة تدعو لرأب الصدع بين مصر والجزائر يتبناها مثقفون ومفكرون وسياسيون من البلدين ومن العالم العربي، وجميل أن يعلو صوت العقل في مثل هذه الأزمة فيواجه الأصوات الغوغائية في الإعلام الرياضي (هناك اشتباكات وصراعات بين رموز الإعلام الرياضي ظهرت فضائحها أمام الناس على شاشة الفضائيات) وفي الإعلام بوجه عام وعلى صفحات الإنترنت التي تفتقد لأي ضابط والتي ربما يلهبها أطراف خفية عربية وغير عربية، ولكن نحذر من التصالح القائم على نسيان ما فات، إذ قد يصعب نسيانه، بل الأصح والأجدر أن تقترن جهود التهدئة والإصلاح الصادقة والمطلوبة بشدة بالبحث عن المخطئ من الجانبين وكشفه ومحاسبته، ورد اعتبار من أهين أو ظلم أيضا من الجانبين والاعتذار عما حدث بشكل كريم، هنا فقط يصبح التصالح عادلا وحقيقيا، أما إذا اكتفينا بسلامات وأحضان على المستوى السياسي أو الثقافي أو غيره (على طريقة علاج المشكلات الطائفية في مصر) فإن الضغائن والأحقاد تظل كامنة وتبحث عن الثأر في أي فرصة خاصة وأن الطرف المهان (مصر والجمهور المصري) لديه –حين يغضب وتستبعد منه الرخاوة والارتخاء السياسي- القدرة على القصاص بما له من وزن وتأثير في كثير من المجالات.

ولست ممن يدفعون في اتجاه العنف المضاد تجاه الجزائر أو الانتقام من الجزائريين، ولكنني أيضا لست من مؤيدي السكوت عما حدث تحت ادعاءات الحكمة والتعقل والنسيان، فكلا التوجهين خطأ وخطر. ولابد من إدراك حقيقة أن مواقف الحكومة المصرية في القضايا العربية أو في الصراع العربي الإسرائيلي لا تتطابق مع مواقف وآراء الشعب المصري بالضرورة، لذلك فاتهامات الجزائريين لمصر بخيانة القضية وبحصار غزة وبالتحالف مع اليهود لا يصح تعميمها فكثير من المصريين يختلفون مع حكومتهم حول هذه القضايا، ومن الخطأ والخطر أن ينظر الجزائريون إلى كل المصريون على أنهم راقصون وراقصات ومؤيدين لحصار غزة ومتحالفين مع اليهود أو الأمريكان ضد المصالح الوطنية أو المصالح العربية.

كما أنه من الخطأ والخطر أن يعتقد المصريون أن كل الجزائريين أهانوهم على أرض السودان، بل في الحقيقة فإن الذين قاموا بهذا الفعل مجموعة من البلطجية والخارجين على القانون أو رجال الأمن السريين جاءوا من الجزائر لتنفيذ مهمة منظمة كلفهم بها بعض القادة الجزائريين الذين يمثلون بعض أجنحة الحكم هناك، وأن الجزائر كشعب مثل أي شعب في الدنيا قد يكون وقع تحت تأثير البث الإعلامي الكاذب والمبالغ، ولكن حين تتضح الحقيقة بعد زوال هذا الغبار الكاذب قد يكتشف خطورة ما حدث تجاه أشقاء حقيقيون له. وعلينا أن نتذكر بأننا لم نختلف مع الشعب الجزائري في أي مجال آخر سوى الكرة، وكلنا يعرف حفاوة الجزائريين بعلمائنا ومثقفينا وفنانينا، وعلينا أن نحذر من الآن فصاعدا من الانجراف وراء دكاكين الإعلام الكروي على الجانبين، هؤلاء الذين أشعلوا نار الفتنة وكادوا يضعون البلدين على شفا مواجهة لا يعلم مداها إلا الله. ولا ننسى أن طبيعة جمهور ومشجعي الكرة هي الاندفاع والانفعال والتهور لذلك يبدو من الخطر انسياق شعوب بأكملها خلف مجموعة من المندفعين والمنفعلين والمهووسين.

وإذا كنا نقدر أصوات العقلاء على الجانب المصري ونتمنى أن نسمع صوتا عاقلا على الجانب الجزائري فإننا نريد أن تحل الأزمة التي حدثت بقدر كبير من ضبط النفس ولكن في نفس الوقت بقدر كبير من العدالة والحزم حتى نتفادى انفجارات الغضب أو محاولات القصاص خاصة من الطرف المغبون يعقبها محاولات مضادة من الطرف الآخر وندخل في دائرة انتقام جهنمية. ولنحذر من النزعات العنصرية والنرجسية على الجانبين تلك التي ذكاها وأشعل نارها مجموعة من الإعلاميين الرياضيين لا يعلمون شيئا عن التاريخ أو الجغرافيا أو الظروف النفسية والسياسية للشعبين.

ونحذر من اللاعبين بالأوراق والذين يحاولون استغلال الأزمة للتخلص من الانتماء العربي والانتماء الإسلامي والعودة إلى الانتماء الفرعوني في مصر والانتماء البربري أو الفرنسي في الجزائر. ولا يغيب عن فطنتنا أن أطرافا بعينها لعبت دورا في إشعال النار بين الشعبين وهي الآن تحاول إعادة ترتيب الأوراق بما يخدم أهدافها أو أهداف من يقفون خلفها.
وقد يحتاج الأمر بعض الوقت لالتقاط الأنفاس وتهدئة الخواطر ثم يبدأ الحل من خلال لجنة تحكيم ومصالحة عربية تضم العقلاء من المفكرين والعلماء والسياسيين الذين تتفق الأمة على نزاهتهم وعدالتهم يقومون بالتحري في الأمر من الجانبين وتحديد الأخطاء التي حدثت ومعرفة من المسئول ومحاسبته ثم رد الأمور إلى طبيعتها بعد تنظيف هذا الجرح المؤلم حتى لا يتقيح ويمتد صديده إلى أماكن أخرى في الجسد العربي.

عودة إلى الانتماء الإيجابي الأصيل
بعد استعراض نموذج الانتماء الهستيري ورؤية آثاره المدمرة يحسن بنا أن نرى الانتماء في صورته الحقيقية الأصيلة البناءة والذي يعني انتساب الفرد لجماعة معينة والولاء لقضاياها والتفاني في خدمتها بما يحقق خير الفرد والجماعة التي ينتسب إليها.

٠ الانتماء فطرة في الإنسان:
الإنسان كائن اجتماعي بحكم تكوينه وجزء هام من دواعي سعادته ورضاه أن يكون مرتبطا بآخرين ومنتسبا إليهم، كما أن هناك احتياجات بيولوجية ونفسية واجتماعية وروحية لا تتحقق إلا من خلال الانتماء الذي يشعر الإنسان من خلاله بهويته المتكاملة. والانتماء الصحي يشكل القاعدة التي ينطلق منها الإنسان لتحقيق ذاته وفي نفس الوقت يربطه بالواقع ويمنحه سياقاً للحياة، فالإنسان الفرد بمثابة كلمة في سطر في فقرة في فصل في كتاب. والإنسان بطبيعته لديه انتماءات متعددة، وهذه الانتماءات قد تتصارع وقد تتكامل. والانتماء الإيجابي يدعم حرية الإنسان وتفرده ويضعه في مكانه الصحيح في المنظومة الاجتماعية، أما الانتماء السلبي فهو يشكل قهراً اجتماعياً أو تعصباً فكرياً أو دينياً عرقياً.

٠
خصائص الانتماء:
ويتميز الانتماء بأنه اختياري تلقائي، وأنه يغطي الدوائر الثلاثة من الفكر والعاطفة والسلوك، كما توجد قضية تربط أفراد الجماعة وتوحدهم وتميزهم عن غيرهم من الجماعات. والشخص يشعر بالسعادة والفخر والاكتمال بهذا الانتماء.

٠ أركان الانتماء:
ويتكون الانتماء من الفرد الذي يسعى لتحقيق ذاته، والجماعة التي تسعى إلى الترابط والقوة، والقضية التي تشغل الفرد والجماعة وتخدم مصالحهما، وأخيرا روح الانتماء التي تجمع كل ما سبق.

٠ أنواع الانتماءات:
هناك الانتماء العائلي أو القبلي، والانتماء الوطني، والانتماء الديني والطائفي، والانتماء العرقي، والانتماء السياسي، والانتماء الفكري، والانتماء المهني، والانتماء اللغوي، والانتماء الجغرافي.....الخ

٠ الانتماء المستنير:
وهو الذي يحقق احتياجات الإنسان الفطرية، ويلبي كافة مستويات ودوائر الانتماء (من الأسرة إلى الحي إلى الوطن إلى الإنسانية إلى الكون)، ويحقق التكامل بينها ويخلو من التعصب والعنصرية، ويكون قادرا على التعامل والتفاعل الصحي مع الانتماءات الأخرى.

٠ آثار ضعف الانتماء:
وحين يضعف الانتماء نرى العديد من المظاهر السلبية المرضية مثل الاغتراب، ضعف الولاء أو انعدامه، التفكك الاجتماعي، التناحر والاشتباك، تنامي النزعات الفردية والأنانية، تعدد الصراعات الفكرية والطائفية والسياسية، الانتهازية، الفساد، الخيانة...... الخ.
 
٠ العوامل المؤدية لضعف الانتماء:
1. عوامل أسرية وعائلية: كأن يعيش الإنسان حياة بائسة في أسرة مفككة
2. عوامل تتعلق بالعملية التعليمية: حين يكون التعليم مغتربا وغير مرتبط بقضايا الوطن ولا يعطي الشخص مهارات حياتية نافعة ولا يمنحه قدرة على الحياة الكريمة بعد ذلك.
3. عوامل تتعلق بالمؤسسات التربوية: إذا أهملت احتياجات الإنسان من الحب والأمان والتقدير الاجتماعي، وإذا لم تزوده بالنظام القيمي والأخلاقي الذي يساعده على الارتقاء في كافة المجالات الحياتية.
4. عوامل إعلامية: والتي تعجز عن رسم صورة حقيقية مشرفة للوطن، أو تركز طول الوقت على سلبياته وسقطاته ومواطن ضعفه.
5. عوامل اقتصادية: تلك التي تؤدي إلى صعوبات شديدة في حياة الناس وتؤدي إلى حرمانهم من احتياجاتهم الأساسية.
6. عوامل دينية: حين تتعارض توجهات الوطن مع معتقدات الشخص وثوابته الدينية.
7. عوامل سياسية: تتمثل في غياب الحرية وضياع الحقوق وضياع الهيبة والكرامة، والهزائم المتكررة، وغياب المشروع القومي العام أو القضايا التي تهم غالبية الناس وتحرك هممهم وتشحذ عزيمتهم.

٠ خصائص المنتمي:
تكون لديه رغبة صادقة في خدمة من ينتمي إليهم، ويقدم المصلحة العامة على مصلحته الشخصية، ويترجم انتماءه وولاءه وإخلاصه إلى أنماط سلوكية بناءة، ويعيش حالة انتماء كامل تستغرقه بالكلية، ويكون مستعداً لأن يموت ويحيا طبقاً لتوجهات القضية ومتطلباتها، كما تمثل القضية العامة قيمة ذاتية وشخصية بالنسبة للفرد فيكون مهتماً بها وسعيدا بذلك الاهتمام، ويشكل له الانتماء نوع من الاستقرار والتوازن النفسي والرضا، ويعطيه توافقاً بين مشروعه الشخصي والمشروع الجماعي، كما يحرره من الصراع بين إرادته الذاتية وإرادة المجتمع، ويشعر بالفخر والاعتزاز من خلال انتمائه، ويكون مستعداً لتقديم ماله ونفسه وولده فداءاً لوطنه أو للقضية التي يؤمن بها في وقت الحروب والأزمات ويكون راضياً وفخوراً بذلك، ويرى معني لحياته من خلال ذلك الانتماء، ويشبع من خلال انتمائه حاجاته البيولوجية والنفسية والاجتماعية والروحية.

٠ خصائص اللامنتمي:
لديه تضخم الإحساس بالذات، ويفضل مصلحته الشخصية على المصالح العامة، وينغمس بالكامل في مشروعه الشخصي، وينظر للآخرين على أنهم معوقون ومهددون لطموحاته وتحقيق احتياجاته الشخصية، ويكره النظام الاجتماعي وعاداته وتقاليده ولا يتحمس لقضايا المجتمع، ويشعر بالغربة تجاه الناس والأفكار السائدة، ولا يشعر بالولاء لأحد.

٠ دعاة الإصلاح وعلاقتهم بالانتماء:
٠ هل يعد المفكر الناقد لسلبيات المجتمع بعيداً عن الانتماء؟
٠ هل الفيلسوف صاحب الرؤية المخالفة للوضع السائد خارجاً على الانتماء؟
٠ هل كان سقراط بأفكاره الجديدة محطماً لقواعد الانتماء في مجتمع أثينا؟
٠ هل كان اعتراض برتراند رسل على قيم الاستعمار الأوروبي خيانة لروح الانتماء للحضارة الغربية؟
٠ وهل كان الأنبياء والرسل في حالة خروج عن الانتماء حين جاءوا بمبادئ وأفكار وقيم تخالف تلك السائدة في مجتمعاتهم؟
٠ ما الفارق إذن بين المصلح واللامنتمي المغترب المتمرد؟

هذه تساؤلات تكمن إجابتها في نوايا وتوجهات المفكرين والمصلحين، فعلى الرغم من ضعف انتمائهم لسلبيات وآفات المجتمع وسلوكياته الخاطئة إلا أنهم يحتفظون بدرجة عالية من الحب والشفقة والتوجهات الإيجابية للإصلاح، ولا يميلون لهدم المجتمع بل لتغيير المنظومات السلبية إلى منظومات إيجابية، وهم يفضلون المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية وربما دفعوا ثمنا غاليا لأفكارهم وجهودهم الإصلاحية.

٠ علاقة الانتماء بالحرية والتفرد:
٠ هل تتعارض روح الانتماء مع روح الفردية والحرية والاستقلال الذاتي؟
٠ هل يصبح الانتماء وسيلة للقهر الاجتماعي وقتل روح التفرد والابتكار والتغيير؟
٠ هل يلغي الانتماء الفوارق والتميزات الفردية؟
٠ هل يغذي الانتماء روح التعصب والعنصرية؟
٠ هل هناك فرصة لظهور البطولات الفردية لدى المجتمعات المتصفة بروح الانتماء؟
٠ هل الحياة العصرية تدفع نحو الانتماءات الذاتية من ناحية ونحو الانتماءات الإنسانية من ناحية أخرى؟
٠ هل الانتماء في انقراض وزوال أم في تنامي وازدهار في عصر العولمة؟

يستلزم الإجابة على هذه التساؤلات التفرقة بين الانتماء الإيجابي المستنير وبين التعصب والعنصرية وانتماءات القطيع
٠ الهدف والقضية والمشروع القومي:
لكي يتحقق انتماءا إيجابيا أصيلا يتطلب الأمر وجود هدف واضح ومشترك يتفق عليه الفرد مع الجماعة ووجود قضية محورية تشغل بال الفرد والمجتمع الذي ينتمي إليه ووجود مشروع قومي يوحد الأفكار والطاقات ويشحذ الهمم لتحقيقه.

٠ كيف ندعم روح الانتماء:
يبدأ ذلك من أسرة متماسكة متحابة، ومؤسسات تعليمية متطورة وناضجة، وإعلام صادق ومتوازن يدعم الجوانب الإيجابية في المجتمع، وخطاب ديني معتدل ومتسامح، وإشباع للحاجات البيولوجية والنفسية والاجتماعية والروحية لكل أفراد المجتمع بشكل عادل، وإعطاء الفرصة للمشاركة السياسية والاجتماعية، واحترام حقوق الفرد وإعطائه الفرصة لتحقيق ذاته في الإطار المجتمعي، مع إعطاء الفرصة للانتماءات الفردية وتواصلها وتكاملها مع الانتماء العام.

٠ الانتماء والتضحية والعمل التطوعي:
من علامات الانتماء الإيجابي في أي مجتمع أن تجد ميلا واضحا للتضحية في سبيل مصالح الوطن، كما تجد ميلا للعمل التطوعي لدى نسبة كبيرة من الناس.
وهنا يهتف صلاح جاهين:
قالوا ابن آدم روح وبدنه كفن
قالوا لأ بدن
قالوا لأ ده روح في البدن
رفرف فؤادي مع الرايات في الهوا
أنا قلت لأ روح في بدن في وطن

ونتذكر رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم حين وقف مخاطبا مكة لحظة هجرته قائلا:"والله إنك لأحب بلاد الله إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت".

واقرأ أيضاً:
قاتل الله الكرة.. كم تفرق بين الأشقاء
قبل أن يختلط الحابل بالنابل مشاركة
مصر كلها الآن محبطة كيف الجزائر؟
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها  
لعبة الكرة واللعب بالأوطان  
لا مصر ولا الجزائر يستحقان...   
حكاية نورا والجزائر  
اعترافاتي الشخصية: مصر لما بتفرح
هزمنا جميعا قبل أن تبدأ المباراة  
مصر كلها الآن ترقص كيف الجزائر؟ 



الكاتب: د. محمد المهدي
نشرت على الموقع بتاريخ: 13/12/2009