|
|
|
الاستعمار، والقابلية له : هل يعيد التاريخ نفسه ؟!! ::
الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 01/07/2004
الاستعمار،
والقابلية له : هل يعيد التاريخ نفسه ؟!!
هل ما
نحن بصدده الآن هو نوع من إعادة إنتاج للاستعمار القديم، أم هي أشكال جديدة من التدخل مهدت لها ثورة الاتصالات والتقنيات وتجلياتها غير المسبوقة في شتى نواحي الحياة
؟!!
- هل
يمكن عزل ما يحدث في عالم اليوم عن خلفية الإخفاق الواضح للتنمية المستقلة بمعناها الشامل في إطار ما درجنا على تسميته بالعالم النامي ؟!
-
هل الوضع الحالي قابل للتغيير؟؟ أي
هل هناك مخرج أو مخارج ممكنة من حالة الانسداد التي وصلنا إليها ؟!
وهل هناك من أطروحات
أخرى لإدارة شئون العالم غير هذا الصدام بين قوة التسلط والهيمنة ، وقوى
التعصب والانتقام ؟!
|
|
-
نتجت ظاهرة " الاستعمار
" وتبلورت في أواسط القرن التاسع عشر في ظل أطماع سياسية و
اقتصادية وعسكرية توسعية تستند إلى منظومة قيم وأفكار استعلائية واستبعادية ، ولا نبالغ إذا قلنا استعبادية أيضاً، ولذلك كان من المفهوم أن يعترض البعض على الصياغة اللغوية للمصطلح لأن "
الإعمار " في أصله ليس أمراً سلبياً، وما جرى
بالفعل لم يكن كذلك أبداً، إنما كان محاولة سافرة لإخضاع مناطق من العالم بهدف نهب خيراتها، واستعمالها لغير صالح أهلها، والتمييز ضدهم، وسحق مقاومتهم .. إلخ
و لكن نضال التحرر نجح في نزع هذا العصر البغيض ، وصد هذه الموجة ، وسالت في سبيل
ذلك الدماء أنهاراً، وساعد على نجاح جهود التحرر وجود بيئة عالمية مواتية تمثلت في دوائر وأدوات شرعية دولية محايدة نسبياً، ووجود فضاءات وكتل ومشاريع متنافسة، وأقطاب استعمارية، وأخرى أقل استعمارية تطرح كل منها مشروعاً، وتحاول استقطاب الآخرين لصالحه .
هذا المشهد الذي بلغ ذروته في خمسينيات و ستينيات القرن المنصرم تم تفكيكه و إحلال
مشهد آخر مختلف تماماً لنصل إلى المشهد الحالي بكل تفاصيله الموجعة ،
فكيف حدث هذا
؟! و ما العمل ؟!
خرجت القوى الاستعمارية الكبرى منهكة في أعقاب حربين طحنتا جيوشها لتبزغ القوة
الجديدة ممثلة في الولايات المتحدة، ثم ما لبث
الإتحاد السوفيتي أن برز
كقوة عالمية منافسة تحمل وعوداً كثيرة ببديل أكثر عدلاً و إنسانية من الرأسمالية ،
و امتلأ ت الأمريكية العالم بحراك نضالي معاد للاستعمار ، و لأن الذين تحرروا من قوي الاستعمار
التقليدي وجدوا أنفسهم مرشحين كذلك للخروج من فلك النظام الرأسمالي بالاستجابة
للغزل الاشتراكي ، و الانضمام إلي معسكره الذي بدأ في الاتساع على حساب سيطرة
أمريكا في العديد من المناطق الساخنة في العالم المتقدم الصاعد صناعياً ، و كذلك
العالم النامي الناهض من سباته الطويل ، و وجدت الإستراتيجية الأمريكية نفسها أمام
كتل ثقافية و حضارية كاملة في أسيا و غيرها تدخل في خط الصراع الدولي ضد المحاولات
الرأسمالية للهيمنة ، و لذلك بدأت الرأسمالية فكراً و ممارسة في
" تجديد نفسها
" عبر المحاور الآتية :
- التطوير التقني المتسارع لإحداث فجوة يصعب تجاوزها مع المنظومة الاشتراكية ، و
محاولات الاستقلال التنموي في التصنيع و الأسواق ، و إقامة شبكة من العلاقات و
المصالح الاقتصادية العالمية لتنميط الاقتصاد السائد لصالح الرأسمالية .
- التطوير العسكري ، و نشر شبكة تحالفات عسكرية تفرض أجندة قيم و برامج تمتص
النتائج و الأوضاع التي ترافقت مع ، أو ترتبت على حركات التحرر الوطني أو القومي أو الاشتراكي ، و استخدام المنظمات الدولية كأدوات إخضاع ـ و أحياناً عقاب ـ للتحركات
المناهضة للهيمنة ، و فرض إجراءات و أنماط علاقات تمنع من بلورة دوائر مستقلة عن
الفضاء الرأسمالي في الاقتصاد كما في الثقافة .
- إقامة شبكة متغلغلة الوجود ، و رفيعة الأداء ، و واسعة القدرة على الرصد و الكشف
و الاختراق تجدد نفسها كل بضعة أعوام مستفيدة من التطور التقني لمراقبة التحركات
العسكرية التقليدية .
- تأسيس و نشر شبكة ـ بل عالم كامل ـ من المقولات و الأيديولوجيات و الأنماط الثقافية
و المعرفية و الجهود البحثية و الإعلامية واسعة الانتشار و التأثير جماهيرياً بحيث
تنجح في ابتلاع ما يتبقى من محاولات علمية أو تنمية ثقافية مستقلة أو إقامة مجتمعات
على غير الأسس الاستهلاكية الصراعية المتعارف عليها ، و السائدة في المنظومة
الرأسمالية .
بهذه الإجراءات و التجديدات تم تدريجياً تغير السياق الذي تجري فيه التفاعلات
الدولية ليصبح سياقاً واحداً ـ بعد تصفية مشاريع البيئة البديلة المتمثلة في دائرة
المنظومة الاشتراكية ، و دائرة المنظمات الدولية ـ و بدلا من المعادلة القائمة على
التنافس بين منظومتين قامت معادلة التقدم التابع مقابل التخلف بالعزلة ، و بدأت
الولايات المتحدة في لعب دور الإمبراطورية مستندة لمختلف تجلياتها و حقولها
باعتبارها حزمة متكاملة في عناصرها اللينة مثل : الاقتصاد و و الإعلام أو الصلبة
مثل
: القوة العسكرية و توابعها .
Hard and Soft Power
ولم تنس أمريكا أن تضع في أولويات حركتها تعزيز عوامل التفكك و التناحر ، و ضرب
محاولات التقارب بين الكتل الحضارية و الاقتصادية البعيدة نسبياً و تاريخياً عن
سيطرتها مثل : الصين و
روسيا مثلاً ، في مقابل تشجيع التعاون الاقتصادي الأمريكي
المباشر مع كل هذه الدول منفردة في ظل ظروف و توازنات بيئة دولية تحسم سلفاً سؤال :
" اليد العليا
" في هذه الصيغ و العلاقات الجديدة بين كل طرف على حدة ، و
الإمبراطورية الأمريكية كطرف آخر .
ولم تترك أمريكا سلوك التدخل العسكري في الشرق الأوسط و غيره
بدعوى حل الصراعات
أحياناً ، ثم محاربة الإرهاب في خطوات لاحقة .
و بذلك تواجدت أمريكا عسكرياً في نقاط ساخنة بعينها تضمن لها نفوذاً مباشراً و
سيطرة على مفاتيح النفط ، و تطويق أية محاولات للتمرد على " القدر الأمريكي
" ، و
جمعت أمريكا بهذا بين الآليات القديمة للاستعمار ، و الأدوات الجديدة لأنواع
السيطرة المباشرة و غير المباشرة .
و في غمرة هذا التمدد و التغلغل لم تنس الولايات المتحدة تأسيس و تمتين شبكة علاقات
فعالة مع الأنظمة الحاكمة ، و الديناصورات الرأسمالية الكبيرة المسماة بالشركات
عابرة القارات ، و تكفلت هذه الشبكة مع أخواتها من الشبكات سالفة الذكر بتكريس
إلحاق أغلب دول العالم بالمنظومة الرأسمالية / الأمريكية اقتصادياً و ثقافياً و
اجتماعياً ، و لم ينفصل هذا عن الجهود الحثيثة و المستمرة للتقليل من أهمية فضاء و
دور " الدولة الوطنية
" كأداة و دائرة تفاعلات لصالح
الدائرة الكوكبية المحكومة بقوانين تدعم الهيمنة ، و تصب في مصلحة الإمبراطورية .
و هكذا تم العصف بكل القيم و الوسائل و الآليات التي جاهد العالم لإقرارها عبر نضال
مجيد استمر لعقود حتى الوصول إلى نظام دولي كان يستهدف الندية و المساواة ، و تكافؤ
الفرص ، و حق الشعوب المطلق في الحصول على سيادتها و استقلالها ، و تقرير مصيرها ،
و حل النزاعات الدولية سلمياً ، و عن طريق التفاوض ، فإن فشل كان استخدام القوة
مقصوراً على الأمم المتحدة ، و بقرار جماعي ، و بالرغم من أن هذا النظام لم يكن
مثالياً في كثير من الأحوال بل ظل مفتقراً للتطوير ، و عاجزاً عن إنفاذ إرادته في
حالات بعينها مثل إسرائيل مثلاً ، إلا أن البديل كان كابوساً قاسياً تمثل في نظام
أحادي تحكمه مصالح و قوات الولايات المتحدة ، و استراتيجيات الإخضاع و الهيمنة ، و
بيئة و بنية اقتصادية و سياسية و تقنية و ثقافية معولمة تحسم الغلبة للإمبراطورية
"
المنتصرة " ، و من يدورون في فلكها كتوابع .
الإذعان ... هل هناك سواه ؟!!
قلنا أن ترسانة المفاهيم و الأفكار
الأمريكية تبدو سلاحاً خطيراً في يد المستعمرين
الجدد ، و بالتالي تجتاح العالم موجة عاتية من الصور و التصورات ، و الآراء و
التحليلات المستوردة أو المنتجة بأيدٍ محلية !!!
و خلاصة هذا و ذاك أنه لا يوجد بديل عن الإذعان للمنتصر !!!
و السباق هنا يبدو واضحاً ، و الهدف يبدو محدداً و يتمثل في
" اللحاق
" بالركب ، و
إعادة الهيكلة طبقاً للمواصفات القياسية ـ "
الأيزو" الرأسمالي للتقدم و النهضة و
الرقي ، و ما عدا هذا ـطبقاً لهذه الموجة ـ مجرد هراء فارغ ، أو محض تضييع وقت ، أو
إهدار فرص في أحسن الأحوال .
و إذا تجاوزنا الذهول العام الذي يسود أوساط الناس في عالمنا العربي و الإسلامي ، و الانشغال الشديد بتدبير المعاش، و تكاليف الحياة فيه، و في بقية أركان الأرض فإننا
لن نجد مشروعاً أو طرحاً بديلاً لهذه الموجة الكاسحة غير ما تطرحه تيارات الإسلام
السياسي بأطيافها من السلمي إلي الراديكالي العنيف ، إضافة إلى مشاريع أخرى لم
تتبلور بعد ، ليصبح هذا هو المشهد البائس بأطرافه : الولايات المتحدة ...
إمبراطورية الهيمنة التي تكذب أجهزتها و نخبتها المتسلطة بفجور حول التحرير (
عبر الاحتلال ) ، و الديمقراطية (
تحت السيطرة ) ... إلى آخر عدة الدجل و المتاجرة
بمفردات التنوير ، و مقولات النهضة و الرفاهية و التقدم و حقوق الإنسان !!!
و في الطرف الآخر " الإسلامي
" يرتفع الصوت الذي هو في حقيقته خليط من أصوات متعددة
بعضها ليبرالي ، و بعضها دموي ثقيل الحذاء ، و القاسم المشترك الوحيد في هذه الجبهة
غير المتجانسة هو الديباجات الدينية ، و الاستناد إلى المشروعية أو المرجعية
الإسلامية !!!
و الناس /
الشعوب تشعر بالخوف و الضعف و الهوان مما تراه حولها : من نزيف الدم
اليومي في فلسطين و العراق و أفغانستان ، و من الإرهاب الحقيقي الذي يمارس بحق كل
من يجرؤ على الكفر بالإله الأمريكي و أصنام الإمبراطورية " المنتصرة
" !!
و يسود مناخ من الترف و الأحلام الرأسمالية " ، مع العجز و الإحباط و غياب الفعل و
التخطيط ، و هذا نموذجي للسقوط في الفخ الذي تمثله جماعات الإسلام السياسي
بأطيافها المختلفة ، و هي تقدم نفسها على أنها طليعة النضال ضد الاستعمار بينما هي
من أهم أدوات التكريس له !!!
فكيف هذا ؟!!
رأينا أن استراتيجية الهيمنة الإمبراطورية الأمريكية تمارس دورها عبر أنظمة الحياة
جميعاً في الثقافة و التعليم و التحالفات الاقتصادية الخادمة لها و عبر الأنماط
التنموية ، و التصورات و الصور الذهنية عن التقدم و التخلف ، و عبر الإعلام ، و عبر
التفتيت ، و عبر إفساد و تخريب المشاريع البديلة ،
فما هي الإستراتيجية التحررية
المناوئة التي تطرحها حركات الإسلام السياسي ؟!
الفصائل التي تحمل السلاح تطرح برنامجاً للاستنزاف العسكري علىطريقة
" اضرب و اجري
" و الفصائل التي تناضل في ميادين السياسة تاهت في دهاليز ، و غرقت في مستنقعات
لعبة التخفي و المواجهة مع الأنظمة التسلطية المتغلبة في بلداننا ، و خارج هذا لا
يبقى غير خطاب " دعوي
" " أخلاقي
" بدائي لا يغني و لا يسمن من جوع ، و الجوع هنا
هو للزاد المطلوب في المعركة الشاملة ضد "
الاستعمار الجديد
" ، و مجرد التأكيد علي الاستقلال و الخصوصية بتدبيج العرائض ، و إلقاء الخطب ، و الهتافات النارية يبدو
عديم الجدوى أمام الزحف و التغلغل الأمريكي ، و مجرد الصراخ في الأمة أن تستيقظ ، و
مجرد الحديث عن ثقافة المقاومة ، و آلياتها ، و عقد الندوات و المؤتمرات ، و
التصريحات الإعلامية ، و البرامج الفضائية ... كل هذا ليس برنامجاً و لا مشروع
برنامج لمواجهة الاستعمار الجديد الذي لا يدع لك اختياراً : فإما أن تكون مناهضاً
له عاملاً في مقاومته بحق ، أو تصبح تلقائياً أو باختيارك و نشاطك من الداعمين
للقابلية للاستعمار ، ذاك المفهوم الذي التقطه "
مالك بن نبي " و
آخرون ببراعة ، و
مازال صالحا للتفسير و الاستدلال ، و للاستخدام في تحليل ما يجري .
إذن جهودنا في مواجهة الاستعمار تحتاج إلى إعادة نظر و مراجعة ، و
تحتاج إلى
تغييرات جذرية و عاجلة على خلفية محاولاتنا القريبة للتحرر عبر مشروع الاستقلال
بالدولة الوطنية .
نحتاج إلى أسئلة و تأملات حقيقية تستطلع أسباب فشلنا ، و مواضع الخلل في هذه
التجارب التحررية .
هل كان الخطأ في المرجعية
الثقافية أم في الرؤية الحضارية أم الممارسة الخالية من المشاركة الحقيقية للناس في
بناء و حماية النهضة ؟!
و في اتخاذ القرارات و مراقبة تنفيذها ؟!!
هل كان الخطأ في المثال أو
النموذج الحضاري المستهدف ، و الذي لم يكن شيئاً سوي النموذج الغربي- السائد وقتها
- في نهاية التحليل
!! كما في انتقادات د.
جلال أمين ـ مؤخراً ـ للتجربة الناصرية ؟!!
و نحتاج إلى أسئلة و تأملات و إعادة النظر و التقليب في التجارب السياسية التي
حاولت الانطلاق من المرجعية الإسلامية بدءاً من الصيغة السعودية إلى التجربة
الباكستانية ـ ضياء الحق ـ و من التجربة السودانية مروراً بأفغانستان ، إلى تجربة
الثورة ثم الدولة في إيران .
لماذا نجحت الإمبراطورية الأمريكية و فشلنا نحن في إبداع منظومة أفكار و برامج
تنمية ، و تحالفات توسيع نفوذ ، و تبادل مصالح مع كل الأطراف
؟!
لماذا نجحت الإستراتيجية
الأمريكية في كسب معركتها ضد التجربة السوفيتية
؟!!
و لماذا نجحت في استقطاب و كسب ولاء حكامنا ، و نجحت في
تجنيد الكثير من مثقفينا و الأكاديميين و العلماء عندنا ، و نجحت في الهيمنة أو في
التسلل و احتلال أحلام الناس عندنا ، و ثقافتهم ، و مفردات حياتهم
؟!!
لماذا نجحت و فشلنا نحن في إبداع منظومة مغالبة و تدافع ، و برامج تجديد للذات
، و استيعاب للغير ؟!
هذه التساؤلات لا تستهدف جلد الذات فلدينا منه الكثير ، و لا تستهدف تبرئة الخصم
فهو مدان بكل منطق ، و بأي معيار كان ... للعدل أو الإنسانية .
و لكنها تساؤلات لازمة لنعرف نصيبنا و دورنا في الحصاد الذي وصلنا إليه ، و لنرسم
خطتنا ، و نصلح أعمالنا كما يأمرنا ربنا ، و كما تقتضي أحوالنا .
و في عالم اليوم قوى و أشياء جديدة و واعدة تستحق منا المزيد من الاعتبار و
الاهتمام ، و الفهم و التواصل لبناء خطتنا في مقاومة الاستعمار الجديد و قابليتنا
له .
هناك حركات كثيرة ، و منظمات متعددة ، و أفكار متنوعة ، و متغيرات متسارعة ، و
إمكانيات فعل و تواصل هائلة .
• هناك مثلاً حركات مناهضة العولمة أو البحث عن عولمة بديلة أكثر عدلاً و إنسانية ،
و هذه الحركات تتسع باضطراد و تزداد تأثيراً و انتشاراً حتى يعدها بعض المراقبين
بمثابة القوة العالمية الثانية بعد ـ أو في مواجهة ـ الإمبراطورية الأمريكية من حيث
أطروحاتها الفكرية أو رقعة انتشارها عبر البلدان أو الطبقات الاجتماعية أو
التشكيلات الثقافية و الحضارية ، و يمكن للإسلام و المسلمين أن يلعبوا دوراً هاماً
و محورياً في إطار هذه الحركات ، و لكن اتصالنا بها مازال ضعيفاً للغاية ، رغم
مواقفها الحاسمة ضد المظالم الأمريكية و الإسرائيلية !!!
• و هناك الثورة الحالية في تقنيات الاتصال ، و نقل المعلومات و الأفكار ، و التي
تعني ببساطة إمكانية تبادل الخبرات ، و رفع كفاءة أي جزء من نسيج الأمة ، أو ترميم
أي خلل ، أو مضاعفة أي جهد ،و احتضان أية مبادرة و تنميتها ، و نشرها فتصبح الفائدة
أضعافاً مضاعفة ، و نختصر الكثير من المسافات في المكان و الزمان لننجز أسرع ، و
نتشابك و نعمل أوسع و أعمق .
• و هناك القلق و الاهتمام العالمي بشأن الإسلام ، و الذي يعني أن مليارات البشر
الآن : يتساءلون عنه ، و متعطشين لفهمه أكثر ، و لديهم رغبة شديدة في التواصل مع
عالمه على مستويات مختلفة ، و الإسلام بتاريخه و قيمه قادر على الإسهام في صياغة
خطاب و برنامج تحرر و مواجهة.
اللحظة الراهنة هي الأهم و الأنسب ، هي فرصة هائلة و نادرة للعمل ، و لمواجهة
الاستعمار الجديد ، و تقديم البدائل له ، فليبدأ فوراً من يراها كذلك .
دكتور أحمد عبد الله
الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 01/07/2004
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|