العشق الدائم.
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد؛ من فؤاد أخفت ملامحه الجراح، ومن فؤاد طالما جالد وحارب سهاما ورماح. أُثخنت فيه جروح عظيمة. وقُطعت من أشلاء جسيمة. إنه فؤادي الذي ما عرف طعم السعادة ساعة. الذي ما عرف سوى الهم والغم. حتى صار يحن إلى كل صوت حزين. وإلى كل ألم وأنين. منذ أربع سنوات وحتى الآن. وأنا في دوامة من الأحزان والآلام.
فأنا في كرب عظيم ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. إنني عاشق!!
عشقت فتى يصغرني بسنة تقريباً يتسم بالوسامة والجمال نوعاً ما. شغفت فيه كثيراُ وهمت به أشد الهيام، حتى عرفت طعم الحنظل بل إنني أدمنت طعمها. طلبت النجاة، وسارعت في طلب الحل، فسمعت الأشرطة وقرأت من الكتب الكثير والكثير، مثل الجواب الكافي وروضة المحبين. التجأت إلى الرحيم العليم. فهو أعلم بحالي، وهو القادر على كشف بلائي. لكنني ما زلت في سرابي أتخبط. ذهبت إلى أحد المشايخ وشرحت له حالتي بكل صراحة، ولكنني لم أُوفق.
كل ذلك وأنا كاتم لهذا الأمر والذي يجعلني أتألم كثيراً لأنني لا أجد متنفساً لهمومي وغمومي سوى أنني كبتها بين جوانحي. بيت معشوقي بعيد عني فلست أراه. إلا في الأسبوعين مرة وتكون لحظات قليلة. إنني أحاول جاهداً أن أنتزع حبه من قلبي لأجد الراحة وخلو البال.
فأنا دائماً ما أعقد العزم ألا أُقابله ولا أُهاتفه ولا أُراسله. حتى إذا مضت ثلاثة أيام أو أربعة. أشعر أن في داخلي نار تأجج. وسعير يلتهب. فلا أستطيع الصبر أبداً. فإما أكلمه أو أراسله. حتى إذا سمعت صوته هدأت نفسي وسكنت جوارحي. وما ألبث حتى أعزم مرة أُخرى بتركه والابتعاد عنه ولكن لا جدوى.
وحينما أتصفح كتاباً. أرى طيف وجهه يرتسم على الورق. وربما ترددت في خاطري تلك المحادثات التي جرت بيننا. وحين أشاهد سيارة مثل سيارته. يجن جنوني ويهتز قلبي. بل إنني عندما أجد أي رقم يشابه رقم لوحته، تذكرته، كل شي يذكرني به. أعتدت على السهر. فقد أًصبت بالأرق. والله إنني لآت إلى السرير وأنا منهك تماماً ولكنني لا أستطيع النوم. وإن غلبني النوم سبحت في أحلامه الواسعة. غضضت بصري عن الحرام. وتلوت الآيات العظام. وصاحبت الرجال الكرام. ودعوت رب الأنام. ولكنني مازلت في نار وغرام. أرى الحب يبلي العاشقين ولا يبلى. ونار الهوى في حبة القلب لا تطفى. تهيجني الذكرى فأبكي صبابــــة. وأي قلب لا تهيجه الذكرى.
أقول وقد أسبلت دمعي وطالما. شكوت الهوى مني فلم تنفع الشكوى. تلك هي عبارتي الحانية ومشاعري البالية لم تجد من يغيثها. والله لقد مللت العيش. وطال ليلي. وسئم جسمي مني.
أخوكم
أسيـــ العشق ـــر
11/05/2004
رد المستشار
إلى "إبراهيم": برغم تأخري عن الرد على مشكلتك ولكنني في غاية السعادة لتكليف أخي وصديقي أ.د. وائل أبو هندي بالرد عليها وأشكر لك الكشف عن ما تختلج به نفسك لكي يعلم ويتعلم الناس كيف أن انحرافات النفس ليس لها نهاية.
وأنا سعيد أيضا لأسلوبك البديعي في عرض مشكلتك لدرجة اقتناع القارئ أو المستمع لبلاغة بيانك أنك في حالة من الغم لدرجة إثارة الشفقة فينسى القضية الأساسية وهي انحراف مشاعرك والتي أظن أنك مستمتع بها حتى الثمالة.وبعد
أظن أنك تعرض مشكلة مرضية تعاني منها ويحتار القارئ من الهدف الذي ترنو إليه من عرض تلك المشكلة. فبرغم استهلالك بالتسمية والتسليم وادعاء الالتزام الديني (أرجو ذلك) أجدك تترك لنفسك العنان لممارسة مشاعر منحرفة تمام الانحراف عن المشاعر السوية. ولتناول ذلك سنفترض فرضين:
فالفرض الأول: أن ما تعاني منه هو انحراف أخلاقي وهذا يعالجه الدين والقانون،
والفرض الثاني: هو انحراف نفسي وهذا بطبيعة الحال له أسباب متعددة وبرغم عدم الممارسة الفعلية يعد نوعا من أنواع الجنسية المثلية (أي اللوطية) وفى هذه الحالة فإن الحالة تستحق دراسة أكثر عمقا.
ويبقى لنا أن نسألك مما تريد أن تستريح منه هل الآلام التي تعانيها من المرض أم أن تتخلص من هذا الداء نفسه؟ وبطبيعة الحال لكل مقام مقال.
وأرى أن المسألة تملكتك فأصبحت كالوسواس القهري. وبطبيعة خبرتنا وعملنا في مجال الطب النفسي ننظر إلى الظواهر غير الطبيعية والتي تخرج عن نطاق الصحة النفسية على أنها أمراض، وبطبيعة الحال فنحن نحترم مرضانا وما يعرضوه علينا من أمور وفي كل الأحوال مطلوب أن تعرض علينا المشكلة بطريقة أكثر توضيحا بمعنى نريد معرفة نشأتك منذ ولادتك حتى وقتنا الحالي وما حدث أثناءها من تغيرات فسيولوجية ومرضية –نفسية أو عضوية- وخصوصا فترة بلوغك ومصادر ونوع الثقافة التي اكتسبتها عن الرجال وفترة البلوغ وطبيعة علاقاتك بأسرتك وبمعارفك وبزملائك وأصدقائك وكذا طبيعة علاقاتهم بك.
كما نريد معرفة نظرتك لنفسك وللآخر سواء من جنس الرجال أو النساء.
ثم أنت قرأت كتبا كثيرة فنريد أيضا معرفة مدى تنوع ثقافتك واتجاهها. وكذا نريد علاقة والدك بوالدتك أثناء فترة نشأتك. ومعرفة ما جد عليك من أعراض تعاني منها.
وأطمئنك أيها المتألم أنه ليس هناك مشكلة بلا حل..... أدعو الله لك بالهداية والشفاء.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به أخي الدكتور السيد صالح غير إحالتك إلى ما سبق ظهوره عن وسواس الحب والتعلق المثلي على صفحتنا استشارات مجانين، فانقر العناوين التالية:
وسواس الحب والتعلق المثلي !
وسواس الحب والتعلق المثلي مشاركة
وسواس الحب بحذافيره: مشاركة
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعنا بأخبارك.