أكلم نفسي كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ دكتور لدي مشكلة لا أعلم كيف أبدأ ولكنها بدأت معي تقريبا منذ أن كان عمري عشر سنوات ومستمرة لدي والآن عمري 20 سنة، أثرت على حياتي ودراستي وتفوقي حطمتني كثيرا أنا أتحدث مع نفسي بصوت عال وكأني أحادث شخصا وأحيانا أتصرف بشكل غريب بأن أقف كثيرا حتى تتعب قدماي كثيرا أو أمشي وأدور في الغرفة لساعات طويلة وأنا أحادث نفسي وأضحك بصوت مرتفع أو أجلس بمكان معين وأتحرك للأمام وللخلف وأنا أكلم نفسي ولكن لا أعاني من هلوسات سمعية أو مرئية والحمد الله.
أحيانا أقوم بتأخير الصلاة كثيرا بسبب الحديث مع نفسي أو أترك مهامي الأساسية كدراسة الامتحان وأكلم نفسي ولا أبالي بعواقب الأمور، ولكن أشعر فيما بعد بتأنيب الضمير والشعور بالذنب لإضاعة الوقت.
أعاني بشكل كبير من قلة الانتباه وعدم المقدرة على التركيز بشكل كبير وكثرة السرحان والشرود الذهني كثيرا وعدم القدرة على العمل والدراسة والتركيز لساعة أو أقل من ساعة، لا يمر علي يوم واحد إلا ويجب علي محادثة نفسي وأضحك وأنا أدور في مكان معين لساعات طويلة قد تصل 8 ساعة أو أكثر (طيلة اليوم فقط أصلي وأكمل الكلام مع نفسي وأنا أتغذى أو أتعشى أحادث نفسي) وأتفاعل وأحرك يدي وأضحك بصوت عال أو أحيانا أستيقظ صباحا نشيطة وفجأة أقفز من فراشي دون أن أغسل وجهي وأبدأ بالحديث مع نفسي وربما أغلب أيام السنة أقضيها مع نفسي بالكلام والضحك لدرجة قل تفوقي وتحصيلي الدراسي، حتى لو كان عندي امتحان ومشغولة جدا ولم يبقى إلا ساعات قليلة لدراسة الامتحان، أترك الدراسة وأكلم نفسي ولا أبالي ما يضيع مني من الوقت، لما كنت في آخر مراحل الثانوية استغربوا جميع معلماتي من نزول درجاتي فجأة.
أصبحت مهملة جدا، والجميع لاحظ أني أكلم نفسي كثيرا وأصبحت أحرج كثيرا، طيلة الوقت لا تجدني سوى أمشي وأكلم نفسي حتى أنا ابنة خالتي لاحظت علي ذلك فقالت لماذا تمشين كثيرا في المنزل أو الغرفة هل تمارسين رياضة المشي في البيت.
ويستحيل علي الجلوس دون التكلم مع نفسي فمعظم يومي أقضيه هكذا وأسرح كثيرا ولا أستطيع التركيز في شيء لدقائق متواصلة، حتى إنني كنت أتعلم القيادة فلاحظت علي المدربة كثرة السرحان والشرود عندي فقالت لي مشكلتك تسرحين كثيرا.
كلمت أمي أن أذهب لطبيب نفسي فلم تقتنع وعارضت هذه الفكرة بشدة وهذا حدث لما كنت في مرحلة الثانوية العامة وبعد ثلاث سنوات كلمت أخي ليساعدني وأذهب لطبيب نفسي كذلك لم يوافق أبدا، فلا يوجد أحد يشعر بمعاناتي، لا أشعر بمتعة الوقت ولا بطعم الدراسة ولا أستمتع بشيء، حتى أصبحت أخاف من القيادة لأني كثيرا ما سرحت وكدت أصدم بسيارة ومرة سرحت على الإشارة حتى أتت سيارة من بعيد وضربت اللي الزمور.
بحثت في النت ووجدت مثل حالتي ولكن لم تفدني تمارين الاسترخاء، فأرشدني أيها الطبيب أرجوك أرجوك كيف أتخلص من عادة الكلام مع نفسي وكأني أكلم شخصا أمامي وكيف أركز ولا أسرح ولا أشرد ذهنيا ولو ساعة متواصلة،
صف لي دواءًا يناسبني لأني كرهت حياتي وأحيانا أفكر بالانتحار للخلاص من هذا العذاب الذي أعيشه أرجوك أيها الطبيب فقدت الأمل من جميع المواقع الاستشارية صف دواء يبعد حالة الكلام مع نفسي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
14/3/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
الأعراض التي تطرقت إليها في استشارتك هي:
1- كثرة التكلم مع نفسك لو بدأت هذه الحالة قبل عمر عشر سنوات واستمرت كما هي لكن هناك شك في إصابتك باضطراب عصبي نفسي تطوري هو اضطراب طيف التوحد Autistic Spectrum Disorder. الحالة بدأت منذ عمر عشر سنوات في وقت تزداد فيه تحديات التعليم والاتصال الاجتماعي يمر الفرد بثلاثة مراحل منذ عمر مبكر المرحلة الأولى هو التحدث مع النفس وهي أشبه بممارسة فن الخطابة بعد بضعة سنوات ندخل المرحلة الثانية وهي التكلم مع النفس مع حركات للفم بدون إنتاج أصوات يسمعها الفرد أو من حوله بعد ذلك ندخل المرحلة الأخيرة وهي الامتناع عن حركات الفم.
2- الإفراط في الفعاليات الحركية.
3- إشارة إلى التعمد بإضاعة الوقت رغم تصريحك بالشعور بالذنب من جراء ذلك.
4- ضعف في الأداء والإنجاز التعليمي.
5- عدم توازن وجداني من الشعور بالاكتئاب وأفكار انتحارية.
التشخيص الفارقي:
٠ يمكن استبعاد اضطراب عضوي في هذه المرحلة باستثناء اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة Attention Deficit Disorder &Hyperactivity . ولا يمكن للموقع الوصول إلى هذا التشخيص بدون عمل فحوصات نفسية وسريرية الصراحة إن السبب الذي يدفعني إلى الوصول إلى احتمال وجود هذا التشخيص هو حديثك عن مشكلة القيادة.
٠ إصابتك بالفصام غير واردة ولديك قناعة بعدم وجود هلاوس.
٠ رغم وجود حالة من عدم التوازن الوجداني ولكن الأعراض المدرجة في الرسالة غير كافية للوصول إلى تشخيص اضطراب اكتئابي ولا مسار المشكلة يتوازى مع مثل هذا التشخيص.
٠ ميول عصابية وانفصالية هدفها جذب انتباه الآخرين وعطفهم، وهذا تشخيص قد يصل إليه البعض ولكني لا أتفق معهم.
٠ اضطراب في الشخصية مع وجود صفات هستيرية وهذا أيضا ضعيف الاحتمال لعدم وجود تفاصيل شخصية تسند هذا الاستنتاج.
التشخيص النهائي:
اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة Attention Deficit Disorder & Hyperactivity .
التوصيات:
٠ لا يمكن للموقع التوصية بعقار بدون إجراء دراسات وفحوصات نفسية.
٠ لا بديل لمراجعة استشاري في الصحة النفسية ومن لديه إلمام بالاضطراب أعلاه.
٠ يتطلب العلاج مراجعة طبية منتظمة وأسبوعية في المراحل الأولى.
٠ الاستمرار على العلاج بالعقاقير والعلاج الكلامي لمدة عام أو أكثر.
٠ التحسن والشفاء يكاد يكون مضموناً.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا على مجانين:
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ا.ن.ا.ف.ح في البالغين: العلاج