الخوف من الناس
أنا بكره الناس وبكره أهلي ونفسي والعالم كله والدنيا كلها ولو أقدر أدمرهم ما ترددت لحظة؟
أنا وأنا نازلة الصبح من البيت بلاقي عامل القمامة أمامي في الشارع أقوله صباح الخير وأنا نفسي أقوله صباح الزفت صباح الخرة صباح القطران والهباب على رأسك يا معفن ياللي سايب الزبالة هرم وبتكنس في المنطقة النظيفة ثم أدخل المدرسة أقابل المدرسين زمايلي أرتجف وأدوخ وأتكعبل وقلبي يدق بسرعة وأخاف لدرجة أني ممكن أتبول لاإراديا لو أنا ما مسكتش نفسي وأقابل زمايلي أقولهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأنا نفسي أتف في وشهم وأشتمهم وأقولهم إيه هتتريقوا عليه النهارده ولا إيه وأقعد ويتكلموا في مواضيع عبيطة وهبلة وهايفة والمفروض إني أكلمهم فيها ولكن أنا بفضل أراقبهم وهما بيتكلموا وإزاي هما شطرين في الكلام وأنا خايبة وأظل خائفة إلى أن يوجه لي سؤال وفعلا يسألوني على حاجة أتلعثم وصوتي يتخن والمايه تملأ فمي ونفسي يروح مني وأرتعش وأحمر وأطرب وأخاف ولكن الدكتور... قال لي استمري في الكلام وواجهي خوفك
بس أنا خايفة ومش قادرة ومش هقدر
أعمل إيه؟
20/03/2014
رد المستشار
فلماذا ترسلين لنا ما دمت لا تستطيعين ولن تستطيعي؟، ولماذا ذهبت للطبيب؟، ألن تكفي عن تلك الطفولة؟، فالطفولة تجعلك تركنين للعجز كمبرر لعدم قيامك بجهد فيه إرادة، ولقد فهمنا منذ زمن أن من يقول "مش قادر" هو في الحقيقة "مش عاوز"، وكلما وجدت نفسك تقول لن أستطيع عدلي لها الجملة وقولي لا بل لا تريدين، ولتكفي كذلك عن طفولتك في إلقاء اللوم على الآخرين؛ فمنظف الشارع يأس من قذارة البشر من حوله؛ فالهرم الذي تتأففين منه صنعه إهمال وقذارة البشر والمسؤولين بتخليهم عن مهامهم، وصنع إهمالهم ما يلاقيه من احتقارنا لهم وتدني ما يحصلون عليه، وزملائك حتى وإن كان بعضهم تافها من وجهة نظرك فلا يمكن أن يكونوا كلهم تافهين،
إذن للأحداث تفسيرات أخرى يمكن تصديقها، ولنبدأ من إحساسك بالكره؛ فالمشاعر تنتج عن أفكار تعشش في رؤوسنا ونصدقها بيقين تام للدرجة التي تجعلنا لا نناقش مدى صحتها؛ وحين نتشبع بالفكرة تتحول لإحساس يملأ علينا وجداننا تماما وبعدها تتحول تلك المشاعر لسلوك وتصرف؛ فلماذا تكرهين نفسك؟، لماذا تكرهين الناس؟، لماذا تخافي منهم رغم تفاهتهم من وجهة نظرك؟، لماذا لا تريدين أن تتغيري؟، ابحثي عن تلك الأفكار البائسة الخاطئة التي تجعلك في حالة عجز يقيدك،
فلو وجدت الفكرة مثلا فقدانك لثقتك بنفسك، أو لأنك ضعيفة، أو لأنك غير مقبولة ممن حولك، أو غيرها من تلك الأفكار فلتسعدي!، نعم افرحي لأن مثل تلك الأفكار الغبية يمكن مناقشتها، فحين تواجهين نفسك بأنك تريدين التغيير، فستجديننا دوما هنا.. معك وبجانبك نساعدك حين ترغبين أنت أولا في مساعدة نفسك، وإن وجدت نفسك كالعادة لم تري من حديثي إلا الجزء الذي يريحك بأننا لا نفهم، أو لا نتعاون، أو غيره من تلك الأفكار التي تعودت أن تريحك فلا بأس وابقي مكانك كما تريدين.
واقرئي أيضا على مجانين:
فقط رهاب اجتماعي لا شخصية تجنبية ؟!
ضعي أهدافا حياتية بدلا من السلبية
ويتبع>>>>> : أنا من جديد : طفولة في غير محلها م