بخصوص رواية أكتبها حاليا
السلام عليكم، أنا كاتبة روائية اسمي مرام الحميد، أردت السؤال عن أمر ما بخصوص روايتي القادمة تروي القصة حكاية فتاة لا تستطيع التفرقة بين الواقع والخيال، حيث أنها تعتقد أنها تعيش الماضي والمستقبل في آن واحد، ولا تعلم أي منهما هو الحاضر، ولا تعلم إن كانت تتخيل وتحلم أم أنها حقا تعيش كلاهما في آن واحد.
هل يوجد مرض نفسي بهذه الصفات؟ أم علي تصنيف هذه الرواية بأنها رواية خيالية؟
وشكرا.
01/04/2014
رد المستشار
شكراً على رسالتك.
هذا الموضوع يمكن حصره كما يلي:
1- الإطار الأول هو كثرة استعمال الفتاة لعملية الانفصال كوسيلة دفاعية ضد ذكريات مؤلمة، أو حاضر لا تقوى على تحديه أو آمال مستقبل لا تستطيع تحقيقها الماضي مرتبط بتحرش جنسي، والحاضر بعنف منزلي، ومستقبل لا ترى فيه سوى كرسي تجلس عليه هو اليأس هذه العملية الدفاعية تتطور تدريجياً ويتم تصنيف الفتاة بأنها مصابة باضطراب الانفصال Dissociative Disorder من جراء ذلك تفقد الفتاة القدرة على الحفاظ على استمرارية ذاتها بالواقع الذي تعيش فيه والماضي الذي لا تستطيع الانتقال منه والمستقبل الذي لا تعرف كيف تصل إليه.
2- السؤال الذي يطرحه من يقرأ الرواية هو مقدار وعي الفتاة لهذه الظاهرة كاتبة الرواية تترك الأمر لغزاً أو تصر على وضع الاضطراب بأنه خارج عن نطاق وعي الفتاة وإرادتها لا أتفق مع هذا الرأي لأن الفتاة تمتلك قدرة من الوعي للتفريق بين الماضي والحاضر والمستقبل يمكن تشبيه استعمال الانفصال كما تقفين أمام محل تجاري عملاق أبوابه كهربائية ومتى ما وقفت أمامها انفتحت وعليك الاختيار أن تمري عبر هذا الباب من متجر إلى آخر انفتاح الباب هو عملية الانفصال والاختيار هو اختيارك أنت على ضوء ذلك يمكن القول بأن سلوك بطلة القصة هو للسيطرة والتحكم في واقعها ومن حولها ولكن بإرادتها.
3- الإطار الآخر هو عملية بناء الذات للإنسان ولكن هذا ليس باضطراب نفسي يمكن تشبيه ذلك بخيط أو حبل السبحة أو المسبحة هي حياة الفتاة تبدأ عملية البناء بإضافة الخرز الواحدة بعد الأخرى حتى تكتمل عملية صنع المسبحة في نهاية عمر المراهقة أو منتصف العقد الثالث أو ربما بعد ذلك عملية بناء المسبحة تتعطل وتضيع الفتاة الخرز أو لا تعرف كيف تدخلها خلال خيط السنوات فلا تفرق بين الماضي والحاضر والمستقبل في هذا الإطار قد تكون الفتاة في بداية عملية اضطراب عقلي جسيم يدفعها إلى هامش الحياة أو فقدت القدرة على التعقل mentalizing للواقع الذي تعيش فيه بسبب حرمانها من تعلق صحي مع من تولى رعايتها في الطفولة.
وأنا والموقع في انتظار روايتك.
وفقك الله.