وساوس خالصة: تفكير سحري وتنطع أصيل! م2 (تعقيب)
الدكتور وائل المحترم، أما وبعد،
بما أن استشارتي لم يتم الرد عليها الى الأن (وأنا أتفهّم هذا مع كل التقدير)، اسمح لي بأن أعقّب قليلا وأضيف بعض التطوّرات التي حدثت في الأسبوعين الأخيرين ولذلك للوصول الى صورة أوضح عن الحالة التي وصلت اليها.
هذا وقد زرت طبيبي المعالج مجدّدا وعلى أمل أن يفهمني أكثر ويستمع لما أمرّ به وفعلا هذا ما حصل. لقد قلت له أنني أعاني حاليا من 3 أشياء، لنذكرها سويّة:
1) أفكار تسلّطيّة سحريّة. (التي هي بصورة أو بأخرى جزء من الوسواس القهري)
2) نوبات مزاجيّة حادّة. (التي قد تحصل بين الساعات، أتأرجح فيها من الحزن الشديد وفقدان الأمل وأفكار انتحاريّة الى العقلانيّة وتقبّل الواقع كما هو الى القلق والهيجان الى لحظات نادرة من الأمل والصفاء. كل هذه النوبات هي عادة نتيجة لبيئة وأحداث خارجيّة)
) أفكار ضلاليّة. (وأنا لا أقصد هنا المعنى الكلاسيكي للضلالة أي أفكار العظمة والأرتياب الخ... بل أفكاري التي ترسّخت في عقلي ومعظمها مرتبطة بالأخلاق والمبادىء، والتي، وصدّقني، لو اجتمع كل الأنبياء واجتمعت الأمّة البشريّة جمعاء، لن يقدروا على اقناعي بأن أفكاري خاطئة ومبالغ فيها)
الدكتور رفض موضوع نوبات المزاج والأفكار "الضلاليّة" وفضّل البقاء على تشخيص الأكتئاب والوسواس القهري مجتمعين. لقد وصف لي الدواء الحديث نسبيّا برستيك (مثبّط السيرتونين والنوربنفرين)، وكما كنت متوقّعا، أنارفرانيل بجرعة صغيرة (رغم علمه باحتماليّة عدم توفره ورغم علمه بأنني أخذته في الماضي من دون أي نتيجة). وفعلا، لم أجد الاّ برستيك. بجرعته الرسميّة (50مغ) بدأت أتناوله ويا ليتني لم أفعل! أفكاري السحريّة زادت، التوقّف عند أخطاء الماضي زاد، اكتئابي أصبح رسميّا جسيما، قلقي زاد، هل من قارىء يسمع أنين هذه الكلمات؟ أنّها وللمرّة الأولى في حياتي أشعر بأنّ معاناتي تخطّت المعقول، كل الطرق مسدودة، وما يزيد الطين بلّة هو ظهوري أمام الناس كانسان عادي، منتج، مبدع ولا يعاني! أنا أعاني في وحدة ظلماء...
حاليّا تذكّرت حادثة حدثت معي أيّام الجامعة وبسببها أنا أصارع اكتئاب تلو الأكتئاب. أرجو أن تسمح لي بأن أسردها وأرجوك لا أريد ردّا دينيّا عليها بل أخلاقي وطبّي. (لا تفهمتي خطئا):
كنت على أبواب التخرّج، قدّمت كل امتحاناتي براحة نفسيّة (2012 كان عقلي "أخذ بريك"). تعثّرت بمادة، علمت ذلك عن طريق الصدفة حسبما أذكر عندما هاتفت الدكتور لأسئله عن موعد صدور النتائج. فعلم الدكتور (خطي كان مشهورا في الجامعى ههههه) أنّني كان مقصّرا على علامة واحدة فطلب مني المجيء الى بيته رسميّا لتسوية الموضوع (بيته كان بعيدا). وهذا ما حصل فعلا، كنت مقصّرا على علامة فأعاد تصحيح مسابقتي (التي تعرّفت عليها بسهولة من خلال خطّي، فالأسماء مقفلة) وأضاف لي العلامة. وقتها لم أكن مهووس بالأخلاق قكان الأمر عاديّا. وعلى فكرة، حتّى لو لم يضف لي تلك العلامة، لكنت نجحت المادة حسب نظام معيّن في الجامعى يتّبع في شروط محدّدة كانت موجودة وقتها في حالتي... ولكن هيهات ولأسف، ما حصل حصل...
الأن: أعتقد أنّك قد حزرت ما سأقوله... "ما فعلته أنا هو جريمة أخلاقيّة، الدكتور وأنا خالفنا القانون، لا أستحقّ التخرّج، تخرّجي غير قانوني ومجرّد كذبة، كل حياتي الأن مجرّد وهم وكذب، لا بمكن تصحيح الماضي مطلقا..." والحل؟؟؟؟!!!! (هذا ناهيك عن موضوع دخولي الجامعة بمساعدة الواسطة، حصولي على عملي بمساعدة أخي الذي رتّب لي مقابلة عمل... يعني واسطة، حصولي على سكني المنفرد بالواسطة أيضا!)
فكما ترون: أنا سفّاح ومجرم أخلاقي! كل حياتي كذب بكذب بواسطة... وبحق السماء لا أستحق كل هذا العذاب... شو الحل؟ السفر الى الماضي؟ غير ممكن، الأنتحار؟ لا شكرا أختار الحياة، تقبّل الواقع كما هو؟ الحل الوحيد ولكن هيهات...
ملاحظة: أتابع عبر اليوتيوب جلسات ومبادئ علاج الDialectical Behavioral Therapy، الذي هو علاج خاص بالشخصيّة الحدّيّة، وفعلا وجدت بعض النقاط والمبادئ الجميلة التي قد تنفعني وخصوصا في ردّات فعلى القويّة وكيف أروّضها... كما تابعت بعض حلقات المعرفي السلوكي... لأ أخفي عليك، انها مبادىء رائعة (مثلا: problem-solving algorithm، علاقة الأفكار بالمشاعر ومن ثم السلوك)... المشكلة، لا تنفعني كثيرا في حالتي طالما أفكاري وأخطاء الماضي "أقوى" وأصبحت ك"الضلالات" وأنا غير قادر على تخطّيها بسهولة...
أرجو الاهتمام
ولك جزيل الشكر.
13/04/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
الأعراض الطبية النفسية Psychiatric Symptoms :
الأعراض النفسية التي تشير إليها الاستشارة هي:
1- أفكار سحرية تسلطية غير معرفة بدقة. هذه الأفكار قد تكون أفكارا وهامية أو وسواسية أو كلاهما معاً. استعمال كلمة سحرية يوحي إلى غرابة الفكرة أولاً وكذلك إلى عظمتها في رأي من يشكي منها وعلى ضوء ذلك يمكن القول بأن الوهام هو الإطار الأكثر احتمالاً.
2- تقلبات حادة في المزاج. يشير مستشير الموقع إلى أن هذه التقلبات في المزاج هي رد فعل لظروف بيئية ولكن ما يعني الطبيب النفسي هو وجود درجة مرضية من عدم توازن الحالة الوجدانية.
3- أفكار ضلالية (أو وهامية) والإطار الواضح من طرح المستشير هو الشعور بالعظمة. محتوى هذه الأفكار ووصف قوتها يشير إلى وهام العظمة Grandiose Delusions .
4- يسرد مستشير الموقع حادثة حول التخرج وتصحيح درجته بالصدفة رغم عدم تأثيرها على تخرجه. هذه الحادثة ليس من السهل القبول بها في أي مؤسسة جامعية وفي أي بلد من بلاد العالم اللهم إلا إذا كانت هذه الجامعة مجرد مسخرة تعليمية.لا أحبذ التفسير الأخير والسبب يعود إلى طرح الحادثة بصورة قصصية أشبه بمسلسل تلفزيوني. هذا يؤدي إلى استنتاج واحد وهو أنها ذكرى زائفة (كلها أو جزء منها) وبالتالي هي ذكرى وهامية Delusional Memory .يضاف إلى ذلك أفكار بالشعور بالذنب قد تصل إلى درجة الوهام. الشعور بالذنب بحد ذاته قد يكون مطابقاً لحالة وجدانية اكتئابيه ولكن من الصعب التحقق من ذلك.
5- تدهور في الأداء المهني والاجتماعي للفرد.
6- تدهور الحالة النفسية مع استعمال عقار مضاد للاكتئاب وهو الفينلافاكسين Venlafaxine وبجرعة واطئة نسبياً.
معلومات خلفية Background Information:
تمت مراجعة استشارات مستخدم الموقع منذ عام 2010 بعد كتابة السطور أعلاه وأدناه بناءً على طلب الأستاذ الزميل وائل أبو هندي. محتوى وإطار الأفكار مضطرب ولا يتطابق مع حالة وجدانية مستقرة ويمكن وصفها بوهام العظمة الغير مطابق للحالة الوجدانية.
التشخيص Diagnosises :
يستحسن في هذه الحالة الرجوع إلى الهرم التشخيصي لمجموعات الاضطرابات النفسية.
يمكن نفي وجود اضطراب عضوي لتفسير هذه الحالة إلا إذا كان مستشير الموقع قد استعمل مواد كيمائية ومحظورة لم يشر إليها في رسالته.
المدخل إلى الوصول إلى التشخيص هو أفكار المستشير. استعمل المستشير مصطلح وسواس وأفكار تسلطية ولكنها في نهاية الأمر أفكار مكثفة وقوية تأثر بها سلبياً. لا توجد إشارة من مستخدم الموقع على تصنيفه لها بأفكار واهية وغير ناضجة أو حتى مقاومته لها بصورة جدية ومن جراء ذلك يمكن الاستنتاج بأنها أفكار وهامية وغير وسواسية. هناك احتمال آخر وهو أن هذه الأفكار ولدت على شكل وسواس تحول مع الوقت إلى وهام. في نهاية الأمر يمكن الاستنتاج بأن هناك عملية وهامية Delusional Process تسيطر على وظيفة معاملة الأفكار Thought Processing لمستشير الموقع.
العملية الأخيرة أنتجت بدورها ذكريات وهامية Delusional Memories في وصفه ذلك اللقاء مع أستاذ الجامعة لتعديل درجته. محتوى هذه الذكرى خارج عن المألوف ويشير إليه في الاستشارة فجأة وكل ذلك يطابق ظاهرة ذكرى وهامية.
عند هذه النقطة يفكر الطبيب النفسي بتشخيص:
1- الفصام.
2- الاكتئاب الوهامي.
ما يسند عملية الفصام هو تدهور الأداء الشخصي، اضطراب الأفكار وخاصة في محتوى الرسالة، قوة العملية الوهامية، وأسلوب غير ناضج في وضع بعض الشروط حول رد المستشار حيث أن مثل هذا الأسلوب قلما تراه في المرضى المصابين باضطرابات وجدانية بل وحتى في أكثر من المصابين بفصام إلا في مرحلة عدم العلاج.
ما يسند الاكتئاب الوهامي هو الشعور بالذنب والإشارة إلى اضطرابات المزاج. لكن الوهام المرافق للاكتئاب نادر نوعاً ما في هذا العمر وأكثر شيوعاً في المرضى بعد منتصف العقد الخامس من العمر. الحالة الوجدانية الاكتئابية كثيرة الملاحظة في بداية ظهور الفصام.
أما احتمال وصف المستشير بأنه عصابي ويحل في حقيبته عصاب وعقد وذو شخصية غير ناضجة هستيرية فهو من الصعب القبول به إلا إذا كان يشكو من أعراض مشابهة منذ بداية أعوام المراهقة. يمكن وضع هذا الاحتمال جانبا لأن مثل هذه الشخصية والعصاب يميل إلى التحسن مع تقدم العمر. لم يحدث ذلك مع مستشير الموقع.
التشخيص النهائي: الفصام.
التوصيات Recommendations :
• خير ما أنصحك به هو الاستمرار على مراجعة طبيبك النفسي.
• لابد من تعاطي عقار مضاد للذهان ويتم ذلك تحت إشراف الطبيب النفسي.
• أنت بحاجة إلى متابعة طبية نفسية منتظمة ومناقشة خطوات تساعدك على استرداد أداء وظيفي يتناسب مع عمرك.
• وفقك الله.
ويتبع >>>>>>>: وساوس خالصة: تفكير سحري وتنطع أصيل م4