الطفل التوحدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد فلقد سمعت عن موقعكم الكثير لكنني ترددت في إرسال مشكلتي لما أصابني من اليأس وأنا أبحث عن الحلول لها.ومشكلتي هي التالية:
لدي طفل في الخامسة من عمره وبعد أن عرضته على العديد من الأطباء في كافة الاختصاصات قالوا لي إنه يعاني من مرض التوحد ووصفوا لي الكثير من الأدوية ولكن دون فائدة وأنا ياسيدي لا أريد أن يُشفى ولدي لأنني أعرف أن هذا شبه مستحيل ولكنني أريده فقط أن يتحسن وسأذكر لك بعض المعلومات عنه:
1- كثير الحركة.
2- عدواني يحب التكسير والدمار.
3-لديه تبلد انفعالي.
4-علاقاته الاجتماعية تكاد تكون معدومة.
5-مستواه العقلي متدنٍ يقابل تقريبا طفلا في السنتين من العمر
6- نحيف جداً لكن بنيته قوية
والمشكلة الكبرى التي نعاني منها هي أنه إلى الآن يتبرز ويتبول بملابسه دون أن يعلم قبل ذلك أزيدك علما ياسيدي أنه لم تمر على العائلة حالة مماثلة كما أننا خططنا له الدماغ أكثر من مرة وكانت النتائج تشير إلى أنه سليم عصبيا.
وأترجاك يا سيدي أن تدلني على عقار أو أعشاب أو أي شيء يمكن أن يفيد في حالته ولا سيما مشكلة التبرز والتبول
وشكرا.
14/05/2004
رد المستشار
أهلاً بك على صفحة الاستشارات؛ أرجو أن نكون عند حسن ظنك من خلال ردي على رسالتك..... في البداية أذكر أنك لم تمدني بأهم معلومة تساعدني على تشخيص حالة ابنك وهي طبيعة اللغة لديه، كما سألت نفسي أيضاَ هل يذهب إلى حضانة أم يجلس في المنزل؟ وما طبيعة التواصل البصري بينه وبين الآخرين.؟
ولكنني لم أجد إجابة في رسالتك.....
التشخيص الصحيح هو أساس التوجه الصحيح في العلاج،إن الأعراض التى ذكرتها تُوجد في حالات مشتركة حيث يمكن أن تُشخص على أنها حالة نقص الانتباه مع فرط الحركة وهي حالة انتشارها كبير يتراوح بين 7 إلى 10% من الأطفال وهي تعتبر نسبة كبيرة لكن حدة الحالة تختلف من طفل إلى آخر ومن ذكر إلى أنثى ومسبباتها ترتبط بالوراثة، والفكرة أن المشكلة هنا لا تكون إعاقة عقلية بل هي تأخر في نضج السلوك ويتسم الطفل بالتسرع والاندفاعية وتشتت الانتباه، وهناك إمكانية لتحسن مثل هذه الحالات جيدة سواء بالتدخل العلاجي أو حتى بدونه في بعض الأحيان.
أما إذا استبعدنا هذا التشخيص واعتبرنا أن الطفل لديه توحد فسأعدد لك أهم سماته حتى تستطيع أن تقترب من التشخيص الصحيح بنفسك:
• نجد أن تفاعلات الطفل التوحدي الاجتماعية ليست على المستوى المتوقع فلا نجد لديه أصدقاءً أو علاقات حميمة –وهذا ما ذكرته في رسالتك.
• هز الرأس والجسم وتحريك الأصابع بشكل تكراري.
• لغته متأخرة أو يردد الجمل أو الكلمات التي تُقال له ترديد ببغائي فإذا قلت له "إزيك يا يوسف" يرد بقوله لك "إزيك يا يوسف".
• تنتابه نوبات غضب أو ضحك ليس لها مبرر أو سبب.
• لا يستخدم اللعب بالطريقة المعتادة فمثلاً يمسك السيارة ويلف عجلها بدلاً من أن يسيرها على الأرض! فهؤلاء الأطفال يحبون أن يجعلو كل شيء يدور ويلف.
• ضعف التواصل البصري أو فقدانه.
ما الحل إذا اقتربنا من تشخيص التوحد؟
سيحتاج الطفل إلى تدريب أو برنامج خاص له علاقة بالتوحد، فالعلاج ليس دوائي بل نفسي!!.. قد يتطلب الأمر منك ومن الأسرة ككل بذل بعض الجهد مع الطفل لكن النتائج ستكون مريحة للجميع بإذن الله. ويتكون البرنامج الخاص بالطفل التوحدي من: التدريب على التخاطب، وتنمية قدراته من خلال برامج معدة للتوحد، وإرشادات للعائلة.
بالنسبة لمشكلة التبرز اللارادي لطفلك فهي كما أعتقد ما تشكو منه في الوقت الحاضر، يُعد التبرز اللاإرادي أحد الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تصيب الأطفال بعد بلوغهم أربع سنوات،، ويطلق على هذا الاضطراب "التغوط الوظيفي Functional Encopresis" ونسبة انتشاره هي 1% بين كل الأطفال في سن خمس سنوات وينتشر بين الأطفال التوحديين خاصة إذا لم يتقن الطفل في أي فترة من فترات حياته ضبط عملية التبرز، وهنا يأخذ العلاج فترة طويلة.
ويشخص ويشخص بناءً على عدد حدوثه مرة على الأقل شهرياً لمدة ستة شهور على الأقل دون وجود سبب عضوي، ويلاحظ أن 25% من الأطفال المصابين بالتغوط الوظيفي لديهم بوال وظيفي أو تبول لا إرادي. على أي حال نادراً ما يصبح التغوط الوظيفي مزمناً لكنه قد يستمر لسنوات إذا لم يُعالج.
يعتمد العلاج أولاً على إزالة أسباب الاضطراب، فإذا كانت الأسباب عضوية علينا أن نبحث عنها. أما إذا اعتبرناها أسبابا نفسية فستجد بعض الأطباء يصفون أدوية ولا أرى ذلك مفيدا بقدر كبير إلا إذا كان الطفل يمر بحالة قلق مثلا لفترة محددة وتنتهي، أما إذا كانت المشكلة كحالة ابنك ليست محددة بفترة زمنية فالأجدى استخدم العلاج السلوكي، إذا كان ابنك قد تعلم ونجح في ضبط عملية التبرز قبل ذلك فهذا مؤشر أفضل للتحسن بإذن الله. ويتطلب الأمر برنامجا للتدريب على ضبط الإخراج يطبق في البيت والمدرسة كالتالي:
• اعمل جدولا لتملأه خلال يوم واحد وقسّم اليوم إلى ساعات أو أنصاف ساعات وحدد أنت و/أو والدته مدى احتياج ابنك الطبيعي للتبول والتبرز، أي هل يتبول كل ساعتين مثلا؟ أم أكثر أم أقل
• إذا وجدت أنه يتبول كل نصف ساعة مثلا أدخله الحمام كل نصف ساعة واتركه فترة من 5-7 دقائق فقط ثم أخرجه. أي أنه بناءً على معرفتنا بحاجة الطفل لهذه العمليه ندخله الحمام حسب تلك الحاجة التي تعرفنا عليها.
• لا تتعجل النتيجة بل استمر على الجدول ومع الوقت سيستطيع ابنك أن يتبول ويتبرز بالفعل في الحمام.
• في المرات التي ينجح فيها لابد أن تكافئه على نجاحه بالأشياء التي يحبها بالفعل سواء كانت المكافأة مادية أم معنوية.
• في مرات الفشل لا تعلق على تصرفه ولا تعطيه مكافأة، ولكن من المفيد أن تطلب منه أن يشترك معك في خلع ملابسه المتسخة ووضعها في المكان المناسب أو تنظيف الأرض معك.....
• باعد بين الفترات التي لا يدخل فيها ابنك الحمام فإذا بدأت بنصف ساعة في الأسبوع الأول تقدم إلى ساعة في الأسبوع التالي وهكذا بالتدريج.
• هناك نقطة هامة جداً وستساعدك بإذن الله وهي الإشارة إلى صورة معينة معلقة (والأفضل أن تكون صورة الحمام) في كل مرة قبل دخول الحمام بحيث إن الطفل إذا لم يتكلم ليخبرك بحاجته للحمام يمكن أن يشير إلى الصورة. ويمكن بدلا من الصورة عمل حركة معينة أو إشارة معينة باليد.
ملحوظة هامة: لا بد أن يُطبق هذه النظام في البيت والمدرسة ويتم الاتفاق مع المدرسة على هذه الإجراءات، وهذه الطريقة من أفضل الطرق التي تحرز النتائج إذا تم الالتزام الفعلي بتطبيقها.
ستجد الجدول الذي أشرت إليه في برنامج ضبط التبرز في كتاب للدكتور لويس مليكة بعنوان "دليل الآباء والمعلمين في تعديل سلوك المتخلفين عقلياً" وهو منشور بدار النهضة العربية بالقاهرة كما ستجده في كتب أخرى متخصصة.
أتمنى أن تنفذ هذه الخطوات، وتقلل من التفكير في أن ابنك هو مصدر شقائك فقد يكون سبب دخولك الجنة بإذن الله، وتابعنا بأخباره خطوة بخطوة، وبمزيد من المعلومات أيضاً. والله الموفق.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ السائل العزيز أهلا بك على موقعنا مجانين، وشكراً على ثقتك، الحقيقة أنني ليست لدي إضافة على ما قالته الزميلة الدكتورة داليا مؤمن غير إحالتك إلى عددٍ من الردود السابقة المتعلقة بموضوع التوحد على استشارات مجانين، فانقر العناوين التالية:
ولد يعاني من التوحد: ماذا عن الآخر ؟
حيرة أم في ظل التوحد: م1
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بالتطورات –الطيبة بإذن الله- ونحن معك.