أنا فيّ إيه بالضبط؟
هابدأ من النهاية... بيعدي علي لحظات كل يوم أتذكر فيها أيامي مع خطيبتي وأردد بيني وبين نفسي كلام وأبكي... وكلام زي (عملتي ليه كده) (اللهم لا اعتراض) (يارب أنت كنت شايف وسامع ما منعتنيش ليه) (الله يسامحك) (ربنا ينتقم من اللي كان السبب) ( وحشتينى أوي) (يا ريتني فضلت ساكت) وكل ما أقرأ قرآن أو أشوف طفل أو أشوف حد بيلاعب ابنه أو بيكلم الست بتاعته عيني بتدمع. وتقريبا عايش طول النهار في حديث نفس مرة بكلام شبه مسموع مع نفسي أو باختناق وكتمة صوت
بعد خطوبة استمرت 6 شهور انفصلنا... فات علينا حوالي سنة وخلال السنة ما قطعتش الاتصال بأهلها وكانوا بيردو رد واحد تقريبا... ضبط نفسك ولما تستعد أطلبها هي أو غيرها بس ما تعلقش نفسك... هي عاشت حياتها ونسيتك حاول أنت كمان تنساها... أنا بطلت أفتح موضوعها تاني مع أهلي لأني بأسمع نفس الكلاموالدها قابل الشخص اللي عرفني عليهم وقال له زي ما ربطتونا حلونا وقال كلام ما حصلش زي إني بامشي وراها وأطاردها... وأنا أكتر من موضوع رسائل النت
(حوالي 10 رسائل) ما عملتش بس أظن أن البنت كمان بتتخيل إني قريب منها أو يمكن أبوها بيقول كده وخلاص ولما عرفت بعدها بكام يوم اتعصبت عليهم في التليفون وقلت لهم عالجوها... اللي مضايقني أنه بدل ما يكلمني أنا صاحب المشكلة والحل... راح كلم الناس قالو إن السبب إني مش باشتغل وأختها قالت علشان إنت مش بتاخد بالك من مظهرك وأبوها قال هاتعيشوا إزاي والأسعار في الطالع وأختها التانية قالت أصله صارح أختها الكبيرة باللي بينه وبين البنت
الموقف اللي البنت أيدت به دوافع الانفصال إني شاكك فيها وده فعلا حصل بيني وبين نفسي بس أنا صارحتها مباشرة بالشك ده وعلى أساس واقعي مش مجرد ظنون وكان ظني أنها بتتكلم كتير عن خصوصياتنا وصفاتي وسلبياتي مع أصحابها لكن الأمر تطور إني شكيت في ضعف شخصيتها وأنه سهل حد يستثيرها عاطفيا وصلتني تهديدات مباشرة من أزواج أخواتها وبعض أصدقائها برسائل على الموبايل والفيسبوك البنت اتهمتني بالجنون والسذاجة والهبل.. لاحظت نظرات الشفقة في عيون أهلها وأهلي
مما دفعني للانعزال والوحدة لفترة وصلت 3 شهور ولما رجعت فتحت ورشة لغسيل السيارات وتغيير الزيوت قبل الانفصال بأسبوعين زرت مستشار نفسي وقال أنت عادي جدا وخطيبتك محترمة بس إنت جوة منك طفل كبير وهنحاول نعمل تعديلات بسيطة كده وهتبقا زي الفل بس حاول تجيب خطيبتك معاك وأعطاني بعض الأدوية حصل بيني وبين خطيبتي لحظة أطلع فيها كل طرف على خصوصيات التاني مع محاولة ساذجة للاتصال الجسدي بس لاحظت أن البنت تعرف حاجات كتير والقبلة بتاعتها فيها حاجة خوفتني حسيت أنها مش أول مرة ودي حاجة عملت لي ارتباك وكلمتها كلام مباشر وصعب في نفس الوقت
قبل ما أروح للدكتور عشت فترة مؤلمة خلال شهر رمضان حصلت خلالها خلافات بسبب حاجات ما عملتش حسابها زي كلام أمي أو أختي معاها رغم طلبي وتأكيدي أنهم يقطعوا كلامهم معاها لحد ما أقول لهم... لأننا زعلانين شوية وبأحاول أخلي أعصابها تهدأ بس هما تصرفوا من نفسهم وخصوصا أمي ومن زمان أوي شايف إن أمي بتخرب لي أي علاقة طيبة بدون تمييز سواء صديق أو خطيبة لدرجة أنها كانت بتضايق أي حد تشوف بيني وبينه توافق والدي ما بيترددش في السخرية مني في أي موقف اجتماعي وخصوصا وإحنا برة
أنا كلامي فى البيت قليل جدا وبتجنب الدخول في مواضيعهم أنا بتفرج على مواقع إباحية وبعمل عادة سرية قبل ما يحصل حاجة بيني وبين خطيبتي بحوالي أسبوع كنت خسرت وظيفة اختبروني لها مرتين وكنت على وشك إني أشتغل لولا حادث تصادم وانقلاب سيارة أصبت خلاله بارتجاج وكدمات ورضوض وتورم في الساق وبدأت بعدها أتعصب بشكل مش مفهوم ولما أرجع لنفسي ما أبقاش فاهم إيه اللي حصل أي صوت مزعج... مش منتظم... أو عالي... أو حتى أغاني بتثير أعصابي... التيلفزيون... المروحة... الخلاط... الغسالة... مكبرات الصوت حتى لو مشغلين قرآن
أي شكوى أو بكاء أو حتى كلام تافه... باتخنق صوت والدتي عالي جدا وكذلك والدي وممكن أخرج من حالة الصمت فجأة لو استمر الحال لفترة أطول من احتمالي... بموقف وبينظروا لي كأني أنا اللي عامل حاجة غريبة والدي مصاب بتليف في أذنه وبيتعاطى مخدرات حشيش وبانجو وترمادول ومسكرات وكان دايما يعزم أصحابه في قعدات المزاج في البيت وزمان كان بيضربنا كتير وعندي آثار حروق تسببت فيها أمي رغم أنها طيبة... أما والدي ما كانش بيهدأ إلا لما يشوفني بأنزف... ولما كبرت بطل بس آخد مني فلوس كتير على أساس أنه هايردها أو يصلح الشقة وصرفها على مزاجه وأنكرها
والدي تزوج مرتين... التانية وأنا عندي 13 سنة والتالتة وأنا عندي 27 قبل ما أسافر بفترة قصيرة ودي طلبت الطلاق لأن إخواتي وأمي عاملوها بمنتهى السوء وصل لدرجة التهديد بالسلاح وكتير قلت لها مش فارقة.. دي إنسانة ومن حقها تعف نفسها أحسن ما تروح معاه في الحرام قبل ما أسافر كنت خطبت للمرة الأولى تحت ضغط أسري وكانت البداية عادية شوفتها عجبتني طلبت أكلمها لقيت أهيى بيتفقوا مع أهلها فحاولت أنهي الأمر لكن تعرضت لإحراج شديد وبعد فترة بدأوا يعاملوها بإساءة والبنت ما كانتش بتقول لي ولما فاض بيها اتصلت بي وحكت لي وطلبت منها تديني فرصة أستفسر وكان رد أمي ما حصلش حاجة وساب مشاكل الحريم للحريم وما تتدخلش... وبدأت البنت تعمل حاجات غريبة وانتهى الموضوع
رجعت بعد سفر سنتين وبشكل نهائي وحصلت برضو سخرية... إزاي أترك وظيفة في السعودية وكنت بأتجاهل الجدال الفارغ لأني عارف أنا عاوز إيه وبعدها بسنة خطبت وبدأت رحلة البحث عن عمل جاد اللي هايكون فيه مستقبلي كله لما اتخرجت من الكلية واجهتني صعوبة في إني ألاقي عمل مناسب لمؤهلي أو طموحاتي رغم أنه توفرت لي وقتها فرص عظيمة كان ممكن تغير حياتي بس أنا كان لي هدف... لا حققت الهدف ولا استغليت الفرص بس اتكونت عندي نوعية خبرات متعددة لكنها مش كافية للانخراط القوى في سوق العمل بس أول ما بأحط رجلي في مكان بأترك علامة لا تنسى بسهولة
باب المحل مفتوح للجميع واللي يحب يتكلم معايا يتكلم وساعدت كتير على حل مشاكلهم سواء اجتماعية أو مادية أو حتى أسرية وقبلها في السعودية كنت برضو كده وفي الكلية حتى في المواصلات... الناس بترتاح لي... مش بأمنع حد أو بأكسف حد ومعاملاتي مع الناس طيبة وعلاقاتي طويلة الأمد على عكس ما والدي بيدعي قصاد الناس... الحقيقة أني مش بأحب أعرف اللي هو بيعرفهم لأنهم هايكونوا إيه غير مدمنين أو ناس لهم مصلحة عمل وهاتنقضي... والدي بناء وشاطر جدا في مهنته لكن مش بيميز إن اللي بينه وبين الناس مصالح متبادلة... مش علاقة أسرية
بالنسبة لخطيبتي تصرفاتها شبه الشباب مع الفارق أنها بنت وده اللي كان مخليني خايف عليها جدا... وسهرها على النت وجرأتها وتأخيرها برة البيت خلوني أظن فيها الظنون وبتخلط بين العلاقات مش عارفة المعنى الحقيقي للأهل أو الأصدقاء أو الزملاء ولما حاولت أصلح مفهومها بطريقتي... اصطدمت معايا في طفولتي عملت حرائق صغيرة كتيرة وتقريبا كنت بأضرب إخواتي يوميا وأنا في المراهقة كان عندي فضول جنسي واكتشفت العادة السرية في سن 13 سنة وما كونتش أي صداقات مع البنات ولحد النهاردة رغم أن مفهومي تغير كتير
عاوز أقول إني حاسس إني ما أنفعش غير لخطيبتي دي... آمنتها على حياتي وكشفت نفسي قصادها وحاولت أصلح من حالها وحالي وهي كمان حاولت بس كلامها وكلامي كان كتير وأنا عشت مرحلة الصدمة بكل تفاصيلها ومرت على خير
مش بأحب أفضل عايش وحد فاكر عني حاجة وحشة أو خايف مني... مش عاجبني حال والدي اللي مش حاسس إن الموت كل لحظة واقف ع الباب... والدتي كمان مش عاوزة توصل لمرحلة النضج وتبص لنفسها على أنها أحسن من كده وتبدأ تصحح مسار حياتها...
نفسي بجد أساعدهم بس بعد ما أكون ساعدت نفسي... نفسي ربنا يرضى عني...
لو شايفين إني محتاج لعلاج... دلوني عليه
17/05/2014
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي محمد مشكلتك بسيطة وحلها ممكن فقط إن كنت مستعدا لتغير من بعض جوانب شخصيتك. بداية يجب أن تتخلص من فكرة أن حياتك لن تصلح إلا بخطيبتك السابقة, يمكنك أن تبقى على إعجابك أو احترامك لها ولكن تخلص من فكرة أنها المفتاح الوحيد لسعادتك واستقرارك. ببساطة هي غير قادرة على تقبل نمط شخصيتك وعائلتك وهذا باب واسع لمختلف أشكال الخلافات والمعاناة التي لا داعي لاختيارها بأعين مفتوحة.
يجب أن تفصل بين حاجتك للحب والاستقرار وبين مصدر هذه الحاجة, لن تحصل على الحب والاستقرار إلا من آخر يتقبلك يقدر مزاياك ويتعاطف مع عيوبك وهو ما لم يحدث معها. توقف عن التفكير فيها واسمح لعملية النسيان بأن تأخذ مجراها, تخلص من صورها أو هداياها وكل ما يذكرك بها, ولا تقبل مناقشة أي أمر يتعلق بها أو بأسرتها مع نفسك أو أهلك, هذه الخطوة الأولى التي ستقربك من الاستقرار الذي تحتاجه لتعيش حياة تتمناها. قاوم التفكير بها بترديد الآية الكريمة "كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" صدق الله العظيم (سورة البقرة-216).
تحتاج أيضا أن تستقل عن والديك نفسيا, أوقف التفكير في عيوبهما فهما لن يتغيرا, ومهما كان من أمرهما جزاهما الله خيرا وغفر لهما قصورهما, تسامح مع أخطائهم فهم بشر ألا تحب أن يعفو الله عنك, تذكر أن الزمن عامل في جانبك تزداد قوة ويزدادان ضعفا. انزعاجك الشديد والمستمر من الصوت العالي قد يكون نتيجة الضغوط النفسية التي تعيشها, حاول أن تخفف عن نفسك بتنمية هواية جديدة, أو بممارسة رياضة بشكل منتظم, واظب على صلاتك وتقرب من الله.
النقطة الأخيرة تجنب التفكير الزائد في التفاصيل وفي الماضي, أعمل للغد وتناسى الأمس, كل يوم تطلع عليك فيه الشمس هو فرصة جديدة للحياة والسعادة استثمرها, ولا بأس من مراجعة الطبيب النفسي الذي زرته سابقا, وإن وصف بعض الأدوية تناولها بانتظام.