الخجل أو تاتأة لا أعلم
عندما كنت في الصف الخامس الابتدائي كنت من الطلاب الممتازين الذين يجيدون الإجابة الشفوية ... ولكن عندما كبرت في السن حيث المرحلة الإعدادية والثانوية والجامعة ... تعرضت إلى التأتأة وبسبب تلك التأتأة أتجنب الحديث مع الناس ... بالرغم من أنني أدرك قيمة التحدث مع الناس وأهميتهم في علاجي .. لكني لا أستطيع خاصة أنهم يستهزأون بي
الغريب أني لم أكن متأتأً عندما كنت صغيراً كما قلت ! الآن حياتي في دمار لأني لن أستطيع التقدم إلى الوظيفة أو حتى الجواز ! لا أدري إذا كان الخجل هو سبب التأتأة أم التأتأة هي سبب الخجل ! أود معرفة إذا كان علاجي عند أخصائي أمراض تخاطب أم أخصائي أمراضة نفسية !
أود مساعدتي أرجوكم لأني في بعض الأحيان يكون لدي الكثير لأقوله في موقف ما لكن لساني يمنعني والناس يصنفونني كأني انطوائي وأنا لست هكذا !
ساعدوني أرجوكم ولو حتى بأسماء الأدوية التي تباع في مصر لعلاج تلك المشكلة
مع العلم أني لم أخبر أهلي في المنزل بهذه الرسالة لأني لا أريد أن أحرج أمامهم ...
وشكراً لكم
18/05/2014
رد المستشار
بادئ ذي بدء أشكرك على لجوئك لموقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، وثقتك في القائمين عليه، التأتأة عبارة عن انحباس أو تكرار، أو إطالة للأصوات أو الكلمات أو أشباه الجمل أو الجمل بحيث يضطر المتكلم ألى التنفس ثانية أو التوقف بضعة ثوان قبل أن يخرج الكلمة وتترافق بأعراض ثانوية كإغماض العينين وفتحهما بشكل لا إرادي أو هز الرأس أو تحريك الرجلين.
وذلك بسبب:
أ) الشعور بالإحراج
ب) الشعور بالإثارة
ت) عدم المعرفة بالموضوع
ث) أو لأسباب عضوية محددة
قد تأتي التأتأة أحيانا بصيغة أشد لدى بعض الناس حيث تتوقف قدرة الشخص عن التلفظ ببعض العبارات أثناء حديثه وذلك لفترة من الزمن.
يميل من يشتكي من هذا الأمر الى الإجهاد والتعب عند محاولة الكلام بشكل متتالي ومستمر خاصة إذا كانوا تحت ضغط ما مثل الكلام أمام مجموعة من الناس.
الملفت بالأمر أن ظاهرة التأتأة تقل عندما يكون الإنسان مرتاحا أكثر. فاحرصوا على ذلك.
وهناك خصائص للشخص الذي يعاني من التأتأة تتمثل في الآتي:
1- التكرار:
تكرار للصوت وللمقطع وللكلمة وشبه الجملة, هذا التكرار يكون واضحا من خلال حديث المتكلم كتكرار كلمة بدي .. بدي ... بدي على سبيل المثال.
2- إطالة الأصوات:
يكون الصوت أو الهواء الخارج من أعضاء النطق مستمر وقد يتوقف واحد أو أكثر من أعضاء النطق لمدة لا تزيد عن نصف ثانية في الأحوال الطبيعية أما لدى الشخص الذى يعانى التأتأة فتصل فترة التوقف في بعض الأحيان إلى عشرات الثواني وإلى بضع دقائق في حالات نادرة.
3- التوقف :
وقوف الهواء المتدفق أو الصوت، وهذا التوقف يحدث للجهاز النطقي ( الجهاز التنفسي، الحنجرة أعضاء النطق )، والتوقف يكون آخر ما يصل إليه الشخص المصاب بالتأتأة وبعد فترة تصبح هناك رجفة (TREMORS) عبارة عن ذبذبة سريعة خاصة في الشفاه والفك.
ومن أسباب التأتأة:
في الحقيقة، إن الأسباب غير معروفة بشكل كامل للمختصين في هذا المجال إلا أن الجانب الوراثي له دور فعال في ذلك.
الأسباب التالية لها تأثير مباشر على التأتأة، وهي كالتالي:
١- التأتأة المصاحبة للنمو:
إن ظاهرة التأتأة منتشرة لدى الاطفال خاصة عندما يبدؤون بتعلم الكلام, في تلك المرحلة، تكون خبرة الأطفال اللغوية قليلة مما يضطرهم إلى التأتأة بشكل مرحلي, يقوم الاطفال بتطوير لغتهم ومهاراتهم في التخاطب مع الكبر في السن وتتلاشى هذه التأتأة شيئا فشيئا والمدهش في الأمر أن غالبية الأطفال يتخطون هذه المرحلة وبسلام.
بالنسبة للقلة من الاطفال الذين تستمر لديهم التأتأة، يجب على الآباء ألا يركزوا أو يعلقوا على طريقة كلام طفلهم، فيكفيه الإجهاد المصاحب للتأتأة.
وبشكل عام، كلما قل التركيز على التأتأة كلما كانت مدعاة للذهاب من نفسها إلا إذا كانت الأسباب عضوية أو وراثية.
٢- التأتأة المتعلقة بالأعصاب:
عندما لا تعمل الإشارات بين الدماغ والأعصاب والعضلات بشكل فعال، فإن ذلك يؤثر وبشكل مباشر على قدرتنا اللغوية, وفي أغلب الأحيان، تحتاج مثل هذه الأنواع من التأتأة إلى علاج شخص مختص.
٣- التأتأة المتعلقة بالجانب النفسي:
يعتقد بعض الباحثين أن الأسباب النفسية هي العامل الرئيسي وراء التأتأة طويلة المدى والتي تستمر إلى ما بعد المراهقة, ولكن الطب الحديث لا يوافق ذلك الأمر !!!
تؤدي الأسباب النفسية إلى زيادة/نقصان درجة سوء التأتأة لدى المصابين بها ولكنها لا تسبب التأتأة طويلة المدى!
وبمعنى آخر، إن التعرض للضغط الشديد، الإجهاد النفسي، القلق، وغيرها من العوامل النفسية هي عوامل تعزز التأتأة لكنها ليست مصدرها الأساسي.
ويعانى الشخص المصاب بالتأتأة من بعض الأعراض الثانوية لمنع استمرار التكرار والإطالة والتوقف يهدف بها الهروب أو تجنب التأتأة، وهذه السلوكيات متعلمة ومكتسبة لتجنب التأتأة وهي :
1- السلوك الهروبي :
فالمتأتئ يسعى إلى إنهاء التأتأة وقت حدوثها من خلال رمش عيونه ( eye blinks ) تحريك الرأس، تحريك اليدين .. أو إدخال كلمة أو مقطع من خلال حديثه مثل /آه .
2- السلوك التجنبي : عند توقع حدوث التأتأة يسعى إلى تغيير الكلمة التي يظن أنه سوف يتأتئ بها أو يخاف منها ويتجنبها.
3- المشاعر والاتجاهات :
يشعر المتأتىء بالخوف والخجل والإحراج والعدوانية أحيانا والإحباط, وتكون اتجاهاته نحو نفسه سلبية وقد يعتقد في وجود مشكلة في جهاز النطق أو في الحنجرة.
فلابد من مراجعة شخص مختص الاضطرابات اللغوية حينما:
1- يعاني الطفل من التأتأة لمدة تزيد عن ٦ أشهر.
2- تتكرر التأتأة بشكل وملحوظ.
3- ترتبط بالعلامات التي ذكرتها سابقا مثل رمش العين وانشداد الجسم العلوي.
4- عندما تؤثر وبشكل ملحوظ على أداء الطفل في المدرسة.
5- ينبني عليها مشاكل نفسية مثل عدم الرغبة في الكلام أمام الغير أو الخوف من بعض الأماكن أو المواقف.
6- عندما تكون مستمرة بعد السنة الخامسة.
هناك ٣ طرق رئيسية في علاج التأتأة وهي كالتالي:
١- علاج الطلاقة اللغوية:
ويتم ذلك عن طريق:
أ) السيطرة على معدل الكلام:
ويتم ذلك عن طريق ممارسة الكلام على نحو سلس وبطيء جداً وذلك باستخدام جمل وعبارات قصيرة.
خلال هذا التمرين، يتعلم الفرد كيفية ممارسة حروف العلة والحروف الساكنة بينما يتدفق الهواء بشكل مستمر مع وجود شخص ينطق تدريجيا الكلام على نحو سلس في سرعة أعلى، ومع الجمل والعبارات لفترة أطول.
وبذلك، سوف تتكون قدرة عالية على السيطرة على التأتأة.
ب) التحكم في التنفس:
عندما يمارس المصاب بالتأتأة الجمل الطويلة أو الخطابات الطويلة فإنه يقوم أيضاً بتنظيم تنفسه بطريقة عشوائية.
من الممكن الاستفادة من ذلك وعمل تمرين يجمع بين التنفس والكلام وذلك بالربط بينهما بشكل متعمد وسوف يساعد ذلك بإذن الله على التخفيف من التأتأة.
٢- العلاج عن طريق تغيير أثر التأتأة:
الهدف من هذا العلاج هو تعديل أثر التأتأة بحيث تتطلب جهد ووقت أقل أثناء الكلام وليس إزالتها بشكل كلي، ومبدأ هذا العلاج قائم على التالي:
إذا كان القلق أو الخوف هو أحد المسببات الرئيسية التي تحفز التأتأة، فإن محاولة التخفيف من حدة الخوف و القلق سوف يؤدي إلى التخفيف من آثار التأتأة.
قام العالم فان ريبر عام ١٩٧٣ بتطوير طريقة هذا العلاج وفق ٤ مراحل:
المرحلة الأولى: التحديد
في هذه المرحلة، يقوم المختص والذي يعاني من التأتأة بتحديد السلوكيات الأساسية والثانوية والمشاعر والمواقف التي تحفز التأتأة .
المرحلة الثانية: الحساسية
في هذه المرحلة، يقوم الذي يعاني التأتأة بتعمد اختيار السلوكيات المصاحبة للتأتأة بهدف تخفيف حدة القلق أو الخوف المصاحبة لها, يتضمن ذلك محاولة نطق الكلمات الصعبة والمواقف الصعبة بدلا من تفاديها وبإمكانه أن يتعمد التأتأة في هذه المرحلة فلا بأس بذلك.
المرحلة الثالثة: التعديل
في هذه المرحلة، سوف يتعلم الشخص التأتأة البسيطة والتي تعلمها وأتقنها في المراحل السابقة, سوف يتعلم أيضاً كيف يتعمد التأتأة وكيف يوقفها أحيانا, سوف يتعلم كيفية إعادة بعض الكلمات الصعبة أيضاً.
المرحلة الرابعة والأخيرة: التثبيت
سوف ينتقل الشخص من تجربة مواقف مصطنعة وغير حقيقية إلى مواقف حقيقية مع الناس في الخارج, وسوف تساعده تقنية تحويل التأتأة الصعبة إلى بسيطة على مواجهة كثير من التحديات اللغوية مع الغير وبشكل عام، سوف تعود التأتأة الصعبة من وقت لآخر عند مواجهة ضغوط صعبة أيضاً.
٣- أجهزة الطلاقة الإلكترونية
بعض الذين يعانون من التأتأة يستجيبون وبشكل ممتاز لمثل هذا النوع من الأجهزة بينما الغير قد لا يستجيب لها.
مثال: يستخدم بعض الأخصائيين سماعات الأذن للتخفيف من درجة التأتأة !!!
إن أغلب الناس يسمعون أصواتهم بشكل مختلف.
عندما يسمع الذين يعانون من التأتأة أصواتهم الخاصة عن طريق سماعة الأذن، يميل أغلبهم إلى تكرار كلامهم من غير تأتأة عندما يسمعونه عن طريق سماعة الأذن !!! إنها إحدى الطرق الفعالة.
وفي أسلوب مشابه.. يميل الذين ينشدون مع غيرهم إلى عدم التأتأة لأن أصواتهم قد تمت تغطيتها، فيميلون إلى نطق الكلام بشكل واضح عندما ينشدون بشكل جماعي مع الغير.
٤- الكلام الملحن
ويمكنك أن تطلع أيضا على الروابط التالية:
التأتأة مشكلة كبيرة جدا بالنسبة لي
التأتأة ونقاط للعلاج
التأتأة في مقتبل العمر
التلعثم والتأتأة وشيء من القلق
بين التأتأة والرهاب: بحثا عن الأيزو !
تأكيد الذات