السلف والدين... مشكلة أخلاقية وليست دينية
السلام عليكم
أشكركم على جهدكم الرائع في هذا الموقع المتميز .
أنا مثل أي شاب أتعرض لحالات من الضعف أحيانا وأتخلى عن تمسكي بديني وأكون على وشك الوقوع في علاقة جنسية محرمة, فأنا لست متزوج.
المشكلة أني أتراجع دائما في آخر لحظة, ليس السبب هو الوازع الديني للأسف, لكن خوفي من موضوع "السلف والدين", بسبب أني تربيت منذ الطفولة على ما تفعله سيئاً سيرتد عليك يوماً.
أصبح الموضوع هاجس بالنسبة لي, أخشى أن أفعل شيء يحدث مثله على زوجتي أو ابنتي في المستقبل, وأحيانا أبدأ أفتش في ذاكرتي عن أي شيء خاطئ فعلته وأدعو الله ألا يرتد على سوء.
هل أنا في مشكلة نفسية أم أخلاقية أم ماذا؟, ولماذا لا الخوف من الله والجانب الديني هو سبب عدم فعلي لشيء خاطئ وليس السلف والدين.
أحيانا أسأل نفسي كثيرا هل لو فعلت شيئا خاطئا يوما وتبت إلى الله فسيظل حتمية أن أرتد على خطأ قائمة.
أشكركم لسعة صدركم
30/05/2014
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا أعرف إذا كانت كلمة آسفة كافية لتغطية تأخري المتكرر في إجابة الاستشارات، سواء بالنسبة للسائل أو للدكتور وائل...
والمسامح كريم...
أخي الكريم، إذا امتنع العبد عن الذنب لسبب غير الخوف من الله فلا يكتب عليه إثم ذلك الذنب، لأنه على كل حال لم يقترفه، لكن لا ثواب له على الترك؛ فالأصل أن من يترك الحرام طاعة لله وليس لسبب آخر، له أجر وثواب، أما من لم يرد الطاعة بالانتهاء فلا ينال ثوابها.
والتوبة إلى الله تعالى تمحو الذنب فلا يعاقب صاحبه عليه، بشرط صدقها واكتمال شروطها، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له)).
لكن فعلًا عندك مشكلة أخلاقية...
لنفرض أنه ليس لديك أخوات أو غيرهن ممن تخشى أن يصيبهن شؤم ذنوبك، هل كنت ستعتدي على أعراض بنات الناس وأنت مطمئن؟ حتى لو كانت البنت لا تمانع، أليس أحرى بك أن تحمل في قلبك الرحمة لها والغيرة عليها، فتمتنع من إيذائها لأجلها لا لأجل أخواتك وزوجتك وعقوبتك فيهن؟!! هل بنات الناس عندك أرخص من بناتك؟
إنها مشكلة أخلاقية بامتياز...
أما الامتناع عن المعصية خوفًا من الله، فطريقه كثرة الذكر لله، حافظ على صلواتك، وأذكار الصباح والمساء، وستجد أن برعم الإيمان بدأ يكبر في قلبك شيئًا فشيئًا ويجعلك تذكر الله وتخشاه عند اقترابك من حدود المعاصي، ومن ثم تمتنع عن المعصية خوفًا من الله تعالى وتنال الأجر على امتناعك هذا. وكلما استمريت على الصلاة والذكر والطاعة كلما قوي إيمانك وأصبح شجرة قوية تضرب بجذورها في قلبك وترخي بأغصانها عليه فلا يرى المعاصي ولا يفكر بها ولا يتذكرها فضلًا عن أن يمتنع عنها عند اقترابه منها.
أخذ الله بيدك وطهر قلبك وغفر ذنبك، ولا تنسنا من دعائك في رمضان، وكل عام وأنت بخير.