التعلق
أنا معلمة في مدرسة أساسية لي علاقات طيبة مع الطالبات وأنا لي شعبية عالية عندهم وأتميز بأنني مصدر ثقة العديد منهم ويوفقني الله غالبا في التعامل معهم وحل مشكلاتهم يحبني العديد منهم بمشاعر قوية أحيانا أو عادية.
إلا أنني دائما أستطيع التعامل مع هذه المشاعر وتوجيهها الاتجاه السليم وربط المحبة دائما بالله وأسعى بينهم لنشر الفكر الإسلامي والأخلاق الإسلامية إلا أن هناك حالة أتعبتني فمند سنة ونصف تقريبا وهذه الطالبة تحبني بصورة قوية وكلما حاولت التخفيف منها زادت حبا وتعلقا بي.
حاولت كل الطرق التي أعرفها وبكل الوسائل حتى أنها مند سنة وهي في مدرسة أخرى حيث أنهت المرحلة التي أدّرسها (عمرها 17 سنة)
ومع ذلك مازال تعلقها بي شديدا وقد حاولت إيذاء نفسها أكثر من مرة، وهي مصرة أنها لا تستطيع البعد عني حاولت مساعدتها كثيرا وعرضت الأمر على أكثر من مرشدة تربوية ولكننا لم نستطع أن نفعل شيئا يخبرونني أن مسئوليتي انتهت عند هذا الحد ولكنني لا أستطيع التخلي عنها وعندي رغبة قوية في مساعدتها على اجتياز هذا الأمر وحتى لا يظل سلوكا ملازما لها بالحياة وقد يكون مع غيري ممن ليس لديهم مخافة الله ويستغلونه استغلالا سيئا
حاولت أن أعمق صلتها بالله وأقوي المعاني الإيمانية عندها إلا أن البيئة التي تعيش فيها ليست ملتزمة دينيا وقد كانت لها استجابات حتى أنها ارتدت الحجاب ولكنها تفعل كل ذلك من باب عاطفي أي لأجلي ولرضائي وأنا أخاف من معاني الشرك بالله احترت كثيرا في أمرها.
أفيدوني أفادكم الله.
2/6/2004
رد المستشار
ان الأحاسيس المثلية الجنسية (الإحساس بالراحة والحب والاطمئنان) والتعلق النفسي أحياناً ما أصطلح على تسميته (بالزواج النفسي) من نفس الجنس أي أن تحب بنت امرأة أو يحب رجلاً شاب دونما ممارسة جنسية قد أصبح شائعاً وما يكتم أكثر مما يقال. ولقد صادفتني في العيادة النفسية حالات شتى لم تتطور وهي ليست فقط قاصرة على المجتمعات أو الأسر المغلقة
لكنها أيضاً موجودة على كافة المستويات وتنتج (ديناميكياً) عن الخوف من الجنس الآخر فاستشعار لذة الحب والعشق الوجداني لنفس الجنس قد يجنب صاحبه الرفض والهجر واحتمال النكران كما أنه إلى حد ما مُغَطَّى ولا يحس اجتماعياً فلا يشين ولا يدخل صاحبته إلى دائرة الحظ وهو أمر أيضاً فيه إزاحة Displacement وفيه بحث عما افتقدته الفتاة في طفولتها ومراهقتها الأولى.
إن بيئة الفتاة غير الملتزمة دينياً قد تكون فاقدة للحنان وغير قادرة على العطاء ومن ثمّ كانت وردة هي مصدر العطاء الذي اختلط بمشاعر عنيفة لا يمكن الفكاك منها إلا بإصلاح البنية النفسية الأساسية للبنت، بإعادة أطر تفكيرها وتنورها وفتح مسامها على أن الرجال ليسوا سيئين وأن العطاء يمكن أن يأتي من غير مدرستها.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرا على ثقتك ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به أستاذنا الدكتور خليل فاضل، غير أن أحاول أولا تبرئتك من الشعور بالذنب فليست معاملتك الحسنة هي السبب، وإنما يكمن السبب الرئيسي غالبا فيما أشار إليه الدكتور خليل فاضل، من افتقار بيئة أو أسرة الفتاة إلى الحنان والقدرة على العطاء وهو ما قد ينتج عنه ما نسميه في الطب النفسي باضطراب التعلق غير المثبط في الطفولة Disinhibited Attachment Disorder of Childhood.
والذي يبدأ في سن مبكر وعادة بسبب خلل في الأسرة وفي طريقة الرعاية التي يتلقاها الطفل، وكثيرا ما تبقى آثاره بعد البلوغ وإن كان التعلق يصبح أكثر تحديدا مما كان عليه في سنوات الطفولة الأولى، بمعنى أن الطفل أو الطفلة التي كانت تلتصق بأي وكل شخص وتبدي كثيرا من السلوك التحبيبي المفرط وتكون على استعداد لفعل أي شيء بما في ذلك إيذاء نفسها من أجل أن تحتفظ بصحبة أي شخص وبغض النظر عن جنسه، قد تحدُّ بعض الشيء من تعلقها غير المثبط بأي شخص لكي تختار من تتعلق به لكنها تفرط في التعبير عن ذلك التعلق.
ولا أستطيع تأكيد أو نفي علاقة ذلك بالميل الجنسي المثلي، فقد يكونُ محركا فاعلا في بعض الحالات وقد لا تكونُ له علاقة بالأمر في حالات أخرى. وأما ما أود التلميح له ونحن الآن في مرحلة محاولة دراسته فهو ما اتفقنا أنا وأخي الدكتور أحمد عبدالله، على تسميته بـ"سيكولوجية المريد"، لأن تعلق المريد بالداعية هو أحد المشكلات التي تواجه كثيرين من الدعاة في أيامنا هذه، ولعل كونها ذات علاقة بالموضوع واضح في سطور إفادتك الأخيرة، فقد أصبحت تفعل واجباتها الدينية ساعية لإرضائك أنت وهذه أحد جوانب سيكولوجية المريد المرضية.
وحتى لا أطيل أكرر أنك بريئة مما يحدث بدليل أن المشكلة لم تحدث إلا مع طفلة واحدة، ودورك يكمن في محاولة حثها على طلب العلاج النفسي لدى متخصص لكي لا تقع في يد من يستغلها كما ذكرت.
أكرمك الله وأعانك وتابعينا بأخبارك.