ربما اكتئاب نحتاج إلى تفاصيل
السلام عليكم
أرسلت استشارة منذ دقائق واكتشفت الكثير من الأخطاء الإملائية... هذه الاستشارة معدلة وبلا أخطاء إن شاء الله
أنا صاحبة استشارة ربما اكتئاب نحتاج إلى تفاصيل
وأعتقد أنني بالغت قليلا.. سأعيد كتابة استشارتي بالتفصيل
أبدأ في مرحلة الثانوية العامة فكنت أشعر أنني بدأت في الاستقلال أو يجب علي ذلك وكنت أشعر أنني في مرحلة يجب أن أكون فيها قوية جدا حتى أدخل الجامعة بعد ذلك وأستقل في حياتي ولكني لم أحدد هدفي بالإضافة إلى أنني أعاني من القلق الاجتماعي فذلك كان يخيفني لأنني على وشك الدخول للجامعة(العالم الحقيقي) وذلك سيكون كله لوحدي..
كنت أدرس قليلا وبحماس ولكنني أترك الكتاب لسبب ما وأذهب لفعل أي شيء آخر وكل ما مر الوقت كل ما شعرت بتأنيب الضمير أكثر وتراكمت دروسي.. وخصوصا مادتي الرياضيات والفيزياء فقد كنت أعاني كثيرا أثناء الدرسة ولم أستطيع إكمال مسألة ولم أتمكن من فهم شيء إضافة إلى وساوس تقول لي أنني لا أستطيع فهم الرياضيات أو الفيزباء لأنني لست بمستوى أختي التي نجحت بامتياز..
شعرت بضغط كبير وقلق كبير وغير محتمل كنت أنام عند دراسة هاتين المادتين خصوصا كل نصف ساعة أو أكثر.. إضافة إلى تأنيب الضمير لأنني لم أكتب دروسي من البداية.. بدأت الاختبارات وطبعا كنت في حالة مزرية.. كنت أعاني من صعوبات في النوم إضافة إلى مشاعر القلق وعدم التركيز وألم في الرأس لا يطاق.. إضافة إلى ذلك لم أملك أية أصدقاء في ذلك الوقت وللآن..
أديت آداء جيد في باقي المواد ولكن كنت أستطيع الآداء بشكل أفضل وخصوصا أنني لم أدرس إلا ليلة الامتحان... رسبت في المادتين كما توقعت وبعد ذلك جاءني وسواس أنني محبطة جدا ولن أستطيع النجاح في الفصل الثاني والكل توقع مني أفضل من ذلك وكانوا يعظوني أنه يجب أن أكون أقوى وأن الفشل هو من يدفع الإنسان للنجاح ولكن كنت أشعر بأنني فقط لا أستطيع و(مش قدها) كنت أحاول أن أقنع نفسي بما يقولونه ولكن لم أتمكن من ذلك...
انتقل الوسواس إلى جميع المواد حتى مواد الحفظ وأنني لن أتمكن من الحفظ كنت أملك قدرة عالية على الحفظ عن طريق الفهم.. لذلك جاء الوسواس أنني لا أستطيع الفهم أبدا ولن أتمكن من ذلك.. ورغم أنني كنت سأعيد دراسة المادة نفسها "الفيزياء" مما يعني أنني سأحصل على علامة أفضل لأنني درستها من قبل ولكن الوسواس كان يقول لي لا كبيرة..
لم أستطع السيطرة على كل ذلك وكنت أنام كثيرا قل وزني حوالي 7 كيلوغرام بدون أن أشعر كنت في حالة خوف وقلق دائمة وشعرت أنني بذلت جهد أكبر بنتيجة أقل بسبب قلة التركيز والتشتت حتى مادتي المفضلة "اللغة الإنجليزية" اخترقها هذا الوسواس وكنت خائفة جدا أن أخطئ خطأ سخيف.. على أية حال رسبت مرة أخرى في المادتين وكان معدل علاماتي بشكل عام أقل من المرة الأولى....
اضطررت إلى إعادة فصل ثالث في البيت كطالبة غير نظامية وكان ذلك يشعرني باحتقاري لنفسي... كالعادة فكان لدي وقت كبير مما يعني أنني لا بد أن أحصل على درجة عالية ومرة أخرى.. الوسواس.. لا.. شعرت أنني لم أعد متصلة بالواقع وشعرت بحاجز بيني وبين نفسي... أصبح لدي وسواس في كل شيء تشتت وقلق كان شعور لا يطاق.... أضغط على نفسي كثيرا لأركز..
أحاول استخدام طرقي في الحفظ وكان دماغي على وشك الانفجار.... كنت أعلم أنني يجب علي أن أنجح ولكن أشعر بالفراغ الكبير... كنت في البيت طوال الوقت بلا أصدقاء إلا هذا القلق..... شعوري بالدونية كان كبيرا.. لم أستطع الشعور بالسعادة أبدا وكنت دائما أراقب نفسي من الخارج... إضافة إلى كمية كبيرة من أحلام اليقظة.... نجحت والحمد لله ولكن علامات متدنية... وأذكر أنني قلت لنفسي في ذلك اليوم أنني الآن تحررت وللمرة العاشرة... لا..
شعرت بالتحرر لأقل من ثانية ولكن جاء ذلك الوسواس ليقول لي أنني غبية وأنني سأبقى كذلك للأبد وأن هذا الوسواس لن يذهب أبدا وفعلا اخترق هذا الوسواس كل ما أفعله حتى على مستوى فيلم أو كتاب عادي..... فاتتني معلومة مهمة وهي أنني أيضا عانيت من وسواس في الدين وأن الله غاضب علي فقد توقفت عن الصلاة لأنني لم أعد أركز فيها...
قبلت في الجامعة وكنت غير مستعدة أبدا سواء من ناحية شخصية أو نفسية أو عقلية حتى... وصلت لمرحلة لا أستطيع حتى البكاء بسبب ذلك الوسواس... وصلت لمشاعر لم أشعر بأسوأ منها ولن... من ناحية البحث عن مساعدة فقد أخبرت والدي في المرة الأولى عن وضعي الدراسي ولكن لم أخبره بالوضع كما كان سيئا... أخبرته عن عدم قدرتي على التركيز وتشتتي وعدم قدرتي على السيطرة... ولكنه قال أنني لا أريد أن أدرس وأنجح وأنني يجب أن أتحدى نفسي...
فوالدي عصامي ونرجسي... على أية حال.. أخبرته بعد فترة طويلة عن الأرق وأنني لا أستطيع النوم بسبب الخوف والقلق الشديد.. ولكن كان رده أن هذه الوساوس تعجبني وأنني أعيش دور الضحية لذلك أنا لا أستطيع التغلب عليها.. أي لم يتفهم... وكان قد أخبرني أنه عانى من وسواس المرض بعدما أصيب والده رحمه الله بجلطة كادت أن تقتله في ذلك الوقت ولكنه تغلب عليه...... والدته رحمها الله أيضا كانت نرجسية نوعا ما وكانت موسوسة ولديها عادات غريبة مثل حفظ علب فارغة
والدي من النوع الذي يريد أن نكون مثاليين بالإضافة إلى هوسة بكلمة "أنا أكبر منكم وأعرف أكثر" ولكنه في نفس الوقت لا يبخل علينا بشيء ماديا رغم معناته... أنا أحبه ولكن أشعر أنه ساهم بإضعاف شخصيتي...... سأعود للموضوع الأصلي... في الفصل الأول لي في الجامعة لم أتمكن من مصادقة أحد وشعرت أنني غريبة ومختلفة ولا زالت حالتي النفسية ثابتة ولكن درجاتي كانت متدنية...
في كل هذه الفترة كنت أقرأ كثيرا عن كل ما يتعلق بالقلق والرهاب وكل ذلك وحصلت على معلومات لا بأس بها... كنت فقط أحتاج إلى مساعدة متخصص ولكن لم أتمكن بسبب نظرة والدي الغريبة منذ أن أخبرته في المرة الثانية.. أصبح يتعامل معي بارتباك وكأنني لا أرى ذلك... وإلى الآن أنا أعتقد أنني على نفس الحال ولكن لا أعرف...
وعدت نفسي أنني سأتخلص من ذلك وأن الله سوف يساعدني مع أنني لم أكن قادرة على إقناع نفسي بالفكرة لدرجة الشعور بالحماس والارتياح ولكنني كنت فقط أعرف ذلك مع أنه كان خارجا عن قدرتي على الإدراك.. لا أعرف كيف أشرح ذلك... أعود للآن فأنا لدي نوع من الحماس للتخلص من الاكتئاب أو القلق... مع أنني لا أعرف إذا كان اكتئاب لأن شهيتي جيدة معظم الوقت ولكنني لا أملك أحد لأتكلم معه أو أشعر بالوحدة...
أشعر أيضا بالدونية وتأنيب الضمير بشكل أوتوماتيكي وتلقائي... أشعر بأنني لا شيء برفقة الناس.. أصبحت من الأشخاص الذين يشعرون بالنقص والغيرة... مع أنني أكره الغيرة من أعماق قلبي... ولذلك أيضا أؤنب نفسي... أشعر بانقطاعي عن الدين بالإضافة إلى بعض مشاعر التمرد ولكنني أعلم أن كل ذلك سببه الخلل الكيميائي الذي يولد هذه الأفكار... أما بالنسبة لدرجاتي فأنا أعاني لدرجة أن رأسي يبدأ بالتنميل "حرفيا"..
أدرس بطريقة التكرار الحرفي للكتاب ومع الكثير من الضغط أستطيع التوصل إلى روابط... أتعب كثيرا في الدراسة لأنني أريد "على الأقل" أن تكون علاماتي جيدة لا أعرف السبب.. فأنا أشعر أنني على حافة الجبل وأنني يجب أن أتمسك جيدا ومهما تعبت... أحيانا أشعر بعدم قدرة على التعبير أو على ربط بعض الأمور وأشعر أن عقلي عليه حاجز سميك...
أحمل نفسي دائما فوق طاقتها وأقول لنفسي الأفكار الصحيحة حتى ولو لم أقتنع بها ولكنني أعلم أنها صحيحة.. أشعر أن قدراتي وتركيزي قلت.. وأشعر أن الوقت يسحبني... لا أستطيع أن أشعر بالحماس والإرادة لأي شيء... أريد مثلا أن أنتظم بشيء ما ولكن أشعر أن هنالك حاجز يجعلني عاجزة عن ذلك...... وهذا يزعجني جدا... أشعر بالغضب والانزعاج من أبسط الأشياء.. لا أستطيع الدخول في النوم بسهولة.. ونومي ليس عميق..... أتذكر تفاصيل كثيرة من أحلامي مررت أيضا بتجربة الأحلام الواضحة.. أتفاعل مع الناس ولكن بشكل سطحي
بالنسبة لأمي فهي أعتقد أنها مكتئبة فهي منزعجة طوال الوقت ومزاجية ولا تواصل بينها وبيننا... أشعر بفتور المشاعر تجاهها.. ولطالما كنت أشعر بعدم الأمان بسببها فهي كانت تسخر مني مثلا أمام الأقارب "أعتقد بدون قصد" لأنني كنت أعاني من الحركات اللا إرادية في طفولتي وكان والدي ينظر إلي باستغراب أيضا.. حيث بدأت معي عندما بدأت أتعرض للسخرية في المدرسة...
وأذكر أنني أخبرت أمي أنني خائفة من الذهاب إلى المدرسة ولم تفعل شيئا..... تربيت في بيئة اجتماعية جيدة أمي وأبي متعلمان.... ولطالما كنت جيدة ولكنني لست بقدر أختي.. كانت موهوبة وذات شخصية مميزة.. وإلى الآن وكانت "لئيمة" في تعاملها معي وأنانية جدا... ورغم كل ذلك كانت الأفضل في كل شيء.. أعتقد وللآن إن كل شيء تفعله هي جميل.. وأحاول تقليده.. ولكن لا أحد يشعر به..... لم أكن أشعر بالغيرة في وقتها.. ولكن بالظلم.. لم تتكون لي شخصية....
أنا عندي أمل.. بل متأكدة أن كل هذا "المرض" سينتهي.. وبالنسبة لنوع العلاج فأنا لا أمانع وصف أدوية ولكن أن تكون بلا وصفة طبية إذا كان هنالك وصف أدوية في موقعكم.....
وأعتذر عن الأخطاء الإملائية.. فأنا على الهاتف..
في انتظار الرد.. وشكرا
11/06/2014
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
أبدأ أولاً بنهاية رسالتك واستعمال كلمة مرض سينتهي وعن العلاج. لا بد من توخي الحذر في وصمك بالمريضة من خلال طرح سلس لتاريخك الشخصي لا يشير إلى اضطراب الأفكار ولا يوحي بأنك تعانين من اضطراب عقلي جسيم. رغم ذلك تشيرين في الرسالة إلى بعض النقاط التي تثير بعض علامات استفهام وهي:
1 - المعاناة من حركات لا إرادية في مرحلة الطفولة كانت تثير السخرية. وجود حركات إرادية بصورة أو بأخرى تثير بعض الشك حول احتمال وجود اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة. مثل هذا الاضطراب عند الإناث أحيانا أقل شدة من الذكور وقد تتحسن أعراض فرط الحركة مع دخول الفتاة سن المراهقة ولكنها تستمر مع المعاناة من عجز الانتباه ولا ينتبه أحد إلى ذلك ولا تنتبه هي أيضاً وبدلاً من ذلك تقتنع هي ومن حولها بأنها أقل ذكاءً من أقرانها.
الرياضيات والفيزياء لا يمكن الفصل بينهما فإن لم تكن الطالبة على مقدرة عالية في الرياضيات لا يمكن أن تكون جيدة في الفيزياء ومع عجز الانتباه تصبح الرياضيات أشبه بالكابوس المرعب يداهمك كلما وقع البصر على أرقام مسطرة على شكل معادلة رياضية تتحدى الطالبة.
تبدأ رحلة الفشل بعد ذلك ويتبعها الشعور بتأنيب الضمير، فقدان الثقة بالنفس، والبحث عن مبررات ومن ثم إسقاط اللوم على ظروف بيئية وعائلية. ينتج عن ذلك استحداث حالة من عدم التوازن الوجداني واكتئاب وقلق.
2 - تشيرين في الرسالة إلى اكتئاب الوالدة وشعورك بالفتور نحوها. غياب التعلق بين الأم والطفل المصاب بعجز الانتباه وفرط الحركة ليس بغير المعروف ويفسره الكثير بأن الاضطراب بحد ذاته يمنع المناطق القشرية المخية من العمل بصورة طبيعية لاستحداث مثل هذا التعلق بينما يميل البعض إلى تفسيره بخيبة أمل الأم بطفلتها التي تبدو أقل مقدرة من أختها.
قد يفسر البعض إلى وجود استعداد شخصي وراثي للإصابة بالاكتئاب ولكن لا توجد إشارة في رسالتك إلى أن الوالدة قد وصل بها الأمر للعلاج الطبي النفسي. هذا التفسير قد يدفع البعض إلى إصابتك بالاكتئاب أولاً ومن ثم ضعف التركيز ولكني لا أميل إلى ذلك في غياب إشارة واضحة للاكتئاب في رسالتك وينبغي الإشارة أيضاً إلى أن الاكتئاب عموماً يميل إلى مهاجمته الفرد على شكل نوبات مرضية بين الحين والآخر.
3 - هناك إشارة إلى "الوسواس" في رسالتك. لا أظن أنك تعانين من أفكار حصارية (وسواسية) أو تسلطية مع عملية زورانية تمنعك من الاتصال الاجتماعي السليم مع الآخرين.
4 - قد يشير البعض إلى أنك تعانين من ضعف في استيعاب الرياضيات مصدره عجز عضوي. لا أميل إلى هذا الرأي لأن لو كان الأمر كذلك لما نجحت أبداً في هذه المادة .
التشخيص:
• اضطراب عجز الانتباه Attention Deficit Disorder) ADD).
• أعراض وجدانية ثانوية.
التوصيات:
1 - دعني أقول لك أولاً بأن مثل هذه الحالات تميل إلى التحسن تلقائياً . طالبتان حصلتا على شهادة الدكتوراه فإياك واليأس والتخاذل وفقدان الثقة بالنفس.
2 - ليس في مقدرتي عمل الفحوص اللازمة ولكن هناك أكثر من استشاري في الأردن يمكن أن تراجعيه.
3 - لا أستطيع توصية عقار لأن كل حالة تختلف عن الأخرى واستنتاجاتي لاستشارتك مبنية على مرور حالات مطابقة الوصف لحالتك.
4 - العلاج بالعقاقير لا يكفي لوحده ويتم التركيز أولاً على العمليات الذهنية التالية:
• رفع قابلية الطالب على كبح المحفزات التي تمنعه من التركيز.
• العمل على تمارين لرفع قابلية الطالبة على التنقل والتناوب في مختلف الفعاليات التعليمية.
• السيطرة العاطفية على التعامل مع الآخرين والظروف البيئية
• مراقبة الطالبة لنفسها في الفعاليات.
يتبع ذلك مراقبة وتقييم الطالبة لنفسها في الفعاليات التالية:
• المبادرة بالاتصال الاجتماعي والفعاليات الاجتماعية.
• تحسين الذاكرة العملية في مختلف الفعاليات
• التخطيط والتنظيم في الدراسة.
• رصد الإنسان لنفسه في مختلف الفعاليات.
• تنظيم الطالب لبيئتها بل وحتى ملابسها وحقيبة يدها.
وضعت الخطوط العريضة لاستنتاجي حول استشارتك.
كان بودي النصيحة بعقار ولكن ذلك عمل غير مسؤول ولي الثقة بأن هناك من يستطيع عمل ذلك في الأردن وربما أفضل مني.
وفقك الله.