أدمنة الوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا طالب عندي 18 سنة الحمد لله خلصت امتحانات الثانوية العامة ومقبل على الجامعة, الأمر ابتدا منذ 3 سنين تقريباً جلست أفكر في العلماء وعندي طموح لأكون مثلهم ومنذ هذه الأيام يراودني في خيالي أو دماغي صور العلماء لأنني نفسي أن أكون مثلهم وهذه الحالة تراودني طول الوقت وأتخيل نفسي مثلهم وفي ملابسهم مثل ملابس الدكتور أو العالم أو... إلخ ولكن تطورت هذه الحالة عندما أفعل كل شيء يجب أن أفكر فيهم مثلاُ عند فتح الصنبور أو قفل وفتح مفتاح الكهرباء وأشياء أخرى كثيرة"
يعني عقلي يقول لي إذا فكرت فيهم سأكون مثلهم في يوم ما ولكن عندما مثلاُ أغلق مفتاح الكهرباء أفكر فيهم "أتخيل صورتهم" فعقلي يجلب لي أشخاص أكرهم ولا أريد أن أكون مثلهم وأقلق لأنني إذا فكرت في هذه الناس الذين يكونون في جامعات سيئة أو أحد الأشخاص يقول على أمر سيء لا أريد أن أكون مثلهم فأقلق كثير فعقلى يتلخبط وأقفل وأفتح مفتاح الكهرباء لحد ما يأتي في خيالي صورة أحد العلماء وأترك المفتاح وهذا الأمر يراودني أيضأ عند أشياء كثيرة والآن أصبحت قلة التركيز كلما أذاكر يخيل لي في عقلي وأنا أذاكر وبعد كده بضغط على نفسي وأكون قد فهمت الدرس وحفظته وسمعته على نفسي وأكون قرأت أدعية تساعدني ولكن عندما يأتي وقت الامتحان هناك أسئلة أكون مذاكرها ومتأكد منها أذهب وأختار الخطأ وفي مرة لم أتذكر ما الإجابة اللي أجبتها في الأسئلة وأحاول أن أتذكر ولا أتذكر ما الإجابة اللي كتبتها
-علاقتي مع والدي ووالدتي وإخوتي الحمد لله جيدة
-بالنسبة للحوادث توفى أخوة أمي الثلاثة وراء بعض وما بحب أن أتذكرهم لكي لا يحدث لعائلتي مثلما حدث لهم مع العلم مؤمن بالقضاء والقدر
-لم أذهب إلى طبيب أو آخذ علاج
-ليس عندي مرض عضوي بس أنا نحيف عادي ومش بكره كده عادي يعني
ملحوظة أنا مواظب على الصلاة والتزمت بها منذ السنة اللي فاتت ولكن هذه السنة لا أواظب عليها ويروداني هذا الوسواس الذي لا يمكن أن يذهب عن عقلي، أعرف أن هذا خطأ ولكن يراودني هذا الوسواس ولا أستطيع التغلب عليه الرجاء المساعدة وشكراً لكم جزيلاً.
02/07/2014
رد المستشار
الابن الفاضل الكريم
أهلا ومرحبا بك على الموقع
معطيات حالتك تتلخص في وجود صور وسواسية كريهة (فعقلي يجلب لي أشخاصا أكرهم ولا أريد أن أكون مثلهم) مرتبطة بسلوك وسواسي معين (عند"فتح الصنبور أو قفل وفتح مفتاح الكهرباء" وأشياء أخرى كثيرة) مما يؤدي إلى (قلق كثير فعقلي يتلخبط، أصبحت قلة التركيز).
مما سبق يكون أقرب الاحتمالات أنك تعاني من وسواس قهري، فالوسواس هو أفكار متسلطة وملحة علي الذهن يرفضها العقل الواعي (فعقلي يجلب لي أشخاصا أكرهم) ولا يستطيع منعها مما يجعله يحاول تجنبها قدر الإمكان (وأقفل وأفتح مفتاح الكهرباء لحد ما يأتي في خيالي صورة أحد العلماء وأترك المفتاح)، لا يوجد في رسالتك ما يدل على وجود عوامل معينة ساعدت على ظهور الفكرة ربما سوى ما ألمحت له من تربية دينية ربما تكون متشددة قليلا.
ونحتاج إلى معرفة هل تعاني من وساوس أخرى لها علاقة بالدين أو النظافة أو العدوان أو الترتيب أو غيرها؟
ما هي طبيعة شخصيتك فهل تميل إلى الشك والنظام والترتيب وقلة الاختلاط؟
ما هي هواياتك؟ هل عانى أحد من أسرتك من مرض نفسي؟
وفي النهاية أقول لك أن الخطة العلاجية ستشمل شقين:
الأول العلاج النفسي في صورة:
1.التجاهل الكامل للأفكار والقهورات يعني (التجاهل + عدم التفكير + عدم الإقناع).
والمراد بالتجاهل التام هو تجاهل جميع الأفكار الوسواسية صغيرها وكبيرها وعدم الالتفات لها نهائيا ويجب ألا يكتفي المتعالج بعدم فعل السلوك الوسواسي بل يجب عدم التفكير به أيضا.
ولهذا فلو أوهمك الوسواس أنك ستقوم أو ترغب في عمل ما (أقفل وأفتح مفتاح الكهرباء لحد ما يأتي في خيالي صورة أحد العلماء) فيجب تجاهل الفكرة نهائيا وعدم التفكير بها حتى تستمر الفكرة بالإلحاح ثم تتوقف بسبب عدم الاستجابة، وهذا سيسبب لك توترا شديدا وتأنيبا للضمير، وقتها نلجأ إلى تمرين استرخاء لإزالة التوتر، دون استخدام الإقناع بمعنى مناقشة فكرة لماذا جاءت وكيف ستتم وكيف أمنعها وووووووو..... إلخ لأنه سيسبب لك هدوءا مؤقتا لفترة ثم تعود الفكرة، أما التجاهل الكامل سيجعل التوتر يقلل تدريجيا من تسلط الفكرة عليك وهكذا.
2.عليك أن تطبع هذه الورقة وتقرأها كثيرا:
أن تسأل نفسك الأسئلة التالية وحاول أن تجيب عنها بصراحة تامة بينك وبين نفسك والأسئلة هي ما يلي (وسأضع لك جوابا مساعدا) :
س1--> منذ متى وأنا أعاني من الوسواس؟
ج--> أعاني منذ سنة.. سنتين.. عشر سنوات (أذكر المدة).
س2--> هل أنا موسوس بالفطرة أم طرأ علي الوسواس ولماذا؟
ج--> لا بل كنت صحيحا معافى أعيش كما يعيش الآخرون ولكنني تساهلت في بادئ الأمر فتطور معي شيئا فشيئا حتى وصلت للمرحلة التي أنا فيها الآن (وقد يكون هناك سبب آخر).
س3---> أيعقل أن يكون الناس كلهم على خطأ وأنا وقلة معي هم المصيبون؟
ج--> لا، بل أنا مقتنع أن الناس على صواب بل وأتمنى أن أكون مثلهم.
س4--> ما هو الدافع الأساسي للأفعال الوسواسية؟
ج--> لكي أرتاح من المعاناة النفسية.
س5--> هل أحسست بالراحة بعد فعل السلوكيات الوسواسية؟ أم أن معاناتك تزيد يوما بعد يوم؟
ج --> لا، بل معاناتي في ازدياد كبير، وكل يوم أزداد هما وأزداد تعاسة!
س6--> إذا ما الفائدة من فعل كل هذه السلوكيات الوسواسية؟!
ج --> لا أدري.
س7--> هل تريد أن ترتاح من هذه المعاناة الطويلة؟
ج --> عليك بتنفيذ سياسة التجاهل التام
2. استخدم قاعدة ابدأ، استمر، أكمل.
ابدأ تجاهل الفكرة واستمر في هذا ولا تستسلم لأي أفكار تثنيك عن الرجوع في قرار العلاج ومواجهة الوساوس والقهورات.
3. العلاج الدوائي من خلال طبيب متخصص، وهناك العديد من الأدوية الآمنة والمفيدة إن شاء الله.
وسترى أننا بدأنا بالشق النفسي لأن اضطراب الوسواس يعتمد عليه بنسبة كبيرة
وفقك الله