وسواس قهري واضطراب ما بعد الصدمة
السلام عليكم بداية أريد شكركم على هذا الموقع الرائع والمتميز من بين المواقع العربية المختصه بالطب النفسي.. في ظل مجتمع للأسف يتسم بالجهل من حيث استيعابه للحالات النفسية ونسبة تقبلها له..
أريد البدء بمشكلتي وأتمنى أن تساعدوني
أنا فتاة سورية بعمر الـ 22 سنة هربنا من بلدنا بسبب الحرب ولم أكن أعلم أنها ستؤثر في بالشكل النفسي لهذه الدرجة بدأت قصتي عندما تعرفت على فتيات السوء وجربت ما يسمى بسيجارة الحشيش.. سرعان ما أحسست بصدمة من أثر السيجارة التي كانت جرعة زائدة لم يتحملها عقلي أصبح الوقت بطيئا وأصبت بالذعر من نفسي على أن أقوم بفعل خاطئ كجريمة قتل..
أصبحت أشك بنفسي ولا أعلم من أنا بسبب الفتاة التي كانت معي وقالت "هل تعلمين أن شابا حشش وقتل أهله" كانت هذه الجملة كفيلة بأن تزرع في عقلي اللاوعي وأن تتسلل الوساوس لعقلي..
خلال هذه الأزمة جربت أن أشرب القهوة أو اللبن لكي يزول تأثير الحشيش ورغم أنه زال إلا أنني بقيت أظن أنني تحت تأثيره لمدة شهرين وأنني سأقوم بفعل خاطئ نتيجة الوساوس التي كانت تأتيني كمشاهد قتل..
كنت أمشي في الشارع وأتخيل أنني أقتل الناس ووصلت بي الحال أنني أصبحت أتخيل أنني أقتل فردا من عائلتي. وأشعر بالندم والكره لنفسي.. أصبحت أخاف من السكاكين وأكره النظر للمرآة وأكره عيناي وأنظر لنفسي على أنني مجرمة رغم أنني لم أرتكب سوءا بأحد
أصابتني نوبات هلع وفقدت الشهية وأصبت بالاكتئاب كمرض أصبحت أرى أحلاما مزعجة.. ذهبت لطبيب وقال لي أنت مصابة باكتئاب وأعطاني أدوية ثم تفاقمت حالتي بسبب وضعي المزري فقام بإعطائي أدوية ذهان مع أدوية مضادات قلق تعالجت لمدة 3 شهور وزال الاكتئاب واختفت الأفكار الوسواسية
لكن عادت بالظهور عند ذهابي لعيادة طبيب الأسنان وتخيلت أنه سيجرح لساني أو يقطعه أثناء إصلاحه لأسناني.. عدت للمنزل وكنت أقوم بالنظر للمرآة على الدوام للتأكد من لساني كنت أعلم أنه موجود لكن عقلي لم يكن يستجيب لي.. أقنعت نفسي أنني مريضة بسبب التهاب الحلق مما أثر على لساني، ثم اختفت الحالة وعادت للظهور الآن لكن بشكل أخف.. أعلم أن لساني موجود لكنني أركز على وجوده وأشعر أن موضعه يزعجني فأقوم بتغيير مكانه في فمي لكي أشتت تفكيري أصبحت أتلعثم بالحديث من شدة تركيزي عليه.
حصل لي موقف من فترة أنني كنت أعاني من الأرق وما زلت بسبب لساني ولم أنم يوما أملا وأمضيت الفترة الصباحية وأنا مرهقة جدا وفاقدة للتركيز وكنت أرغب بشدة بالضحك بدون سبب كأنني سكرانة، جاء لي خطيبي وقال يمكن"المتة" أي كأس المتة وهو شراب سوري من الأعشاب نشربه في سوريا وقد أعطتني من المتة صديقتي..
عندما قال من المتة شعرت بضغطي قد هبط وجاءتني نوبة هلع خفيفة مع خوف وتزايد بدقات القلب قال لي خطيبي ألا تثقين بصديقتك قلت له ليس فعليا وما زلت أفكر أن قد يكون هنالك شيء وضعته صديقتي رغم أنني مقتنعه أنني بخير لكن عقلي لا يريد أن يصدق..
سؤالي هل هذه أعراض ما بعد الصدمة نتيجة الحشيشة التي جربتها منذ 6 أشهر وأصبح لدي خوف وردة فعل أم أنها قد تكون وساوس...
هذه هي حالتي التي وصلت لها مع العلم أن ليس فقط وسواس اللسان ما يرافقني هنالك وساوس أخرى كوسواس المهبل أنني أقوم بإغلاق عضلات المهبل وفتحها بشكل غريب وبدون أي سبب أثناء جلوسي أو قبل نومي وكأنني سأفقد السيطرة على نفسي وأجن أمام الناس أو أنني أخاف من أن يتوقف قلبي أو أني أقوم بمراقبة تنفسي.. ما الحل وهل عدم عودتي لدواء أو أخد دواء للوسواس قد يفاقم من حالتي..
أنا أشعر بالعجز وأخاف من أن أصبح أسيرة هذه الوساوس فهل هنالك علاج متاح كفيل بأن يزيل هذه الوساوس للأبد!!
أنا الآن مندفعة للحياة وأشعر أنني متفائلة بالمستقبل لكن هذه الوساوس تزعجني وأشعر أنني عالقة في هذا العالم السوداوي والأفكار السخيفة ساعدوني أرجوكم..
الأسئلة التي أود طرحها أيضا..
لماذا في وقت الدورة الشهرية تعود أعراض الاكتئاب والقلق ولكن بشكل أكثر مما اعتدت عليه قبل الاكتئاب كمرض!
السؤال الثاني: هل فكرة أني سأجن أو سأفقد توازني هي فكرة وسواسية!
سؤالي أيضا أحيانا أرى أطفالا وتخطر ببالي مشاهد جنسية مع الرغم أنني أحب الأطفال كثيرا ولم تخطر ببالي متل هذه الأفكار من قبل!!
أيضا أشعر أحيانا عندما أتحدث مع بعضهم أنني أريد أن أصرخ عليه بدون سبب وأتخيل نفسي أتحدث بصوت عالي
أيضا عندما تكون الغرفة هادئة أو قبل نومي تخطر ببالي فكرة كأن أحدهم سيدخل للغرفة وسيلقي شيئا على الأرض وأنا سأتفاجأ أو كأن يأتي أحدهم ويضربني كفا ويقول لي استيقظي من وهمك!!!
ملاحظة: أتمنى من الدكتور وائل أبو هندي أن يجاوب على استشاراتي لأنني قرأت له عن موضوع الوساوس الجسدية: كاللسان وأرجو طمأنتي هل أنا الوحيدة أم هنالك حالات مشابهة تأتي للعيادات!
27/06/2014
رد المستشار
الابنة الفاضلة "جولي" أهلا وسهلا بك على مجانين، تكتبين لنا من بلد نحبه ونتمنى زيارته وهو المغرب العربي، وقد نزحت مع النازحين من بلد نحبه ونشعر بفضله علينا، سورية الحبيبة، وكان أن تهورت تحت تأثير ما تعيشين فيه من كرب فجربت تدخين الحشيش فكانت خبرتك مع الاستخدام الأول للحشيش نموذجية إذ أصبح الوقت بطيئا وأصبت بالذعر من نفسك أن تقومي بفعل خاطئ كجريمة قتل.. وهذه من الأعراض الشائعة للتخدر بالحشيش خاصة في المرات الأولى..... والتي كانت أولها بالنسبة لك كافية لا لجعل الخبرة صادمة نفسيا وحسب وإنما لتدخلك إلى حالة من القلق الوسواسي استمرت بعد ذلك فترة كانت وساوسك فيها من نوع الخوف من العدوان على الآخرين وكانت وساوسك وقهوراتك أيضًا نموذجية تصفينها بقولك: (أصبحت أخاف من السكاكين وأكره النظر للمرآة وأكره عيناي وأنظر لنفسي على أنني مجرمة رغم أنني لم أرتكب سوءا بأحد) وهذا هو الشائع في مرضى هذا الشكل من أعراض الوسواس القهري.
والحقيقة أن كل ما تصفينه ليس أعراض ما بعد الصدمة نتيجة الحشيشة التي جربتها منذ 6 أشهر وإنما هي وساوس... لا ندري إن كانت طرأت عليك لأول مرة بعد تجريب الحشيش أم كانت موجودة من قبل؟
زادت الحالة بعد ذلك عندما بدأت تداهمك ما تصفينها بنوبات الهلع مع الاكتئاب المرضي وكان أن وفقت إلى طبيب نجح في اختيار العقار أو العقاقير التي تحسنت عليها لكن يبدو أنك لم تكملي علاجك كما كان ينبغي.
ثم كان أن أوقعتك الوساوس في الفخ مرة أخرى تحت تأثير الخوف من طبيب الأسنان وبدأت تخبرين نوعا آخر من الوساوس هو الوساوس الجسدية : كتحسس اللسان والمهبل، ومراقبة ضربات القلب والتنفس ....إلخ
وهناك كما تفهمين من المقال كثير من مرضى الوسواس القهري يشتكون من أعراض تشبه أعراضك تماما، ويشفون بعد تلقي العلاج المعرفي السلوكي و/أو العقاري للوسواس القهري، ونصيحتنا لك هي أن تعودي إلى طبيبك المعالج ليصف لك العقار الذي تحسنت عليه قبلا وعليك في هذه المرة أن تسأليه عن إمكانية الحصول على العلاج المعرفي السلوكي لأنه يعطيك مناعة أكبر ضدك من الوسواس القهري والاكتئاب... فقط اسألي الله أن يوجهك إلى من يحسن إجراء هذا النوع من العلاج.
تعود أعراض الاكتئاب والقلق لكثير من الإناث في وقت ما من الدورة الشهرية هو غالبا الأسبوع السابق للطمث أو عند بعضهن مع الطمث بسبب التغيرات الهرمونية وأما كون تلك الأعراض صارت تأتيك بشكل أكثر مما اعتدت عليه قبل الاكتئاب كمرض! فملاحظة متواترة الحدوث لدى كثيرات، وعلاجها هو نفس علاج الاكتئاب.
وأخيرا فكل ما تسألين عنه بعد ذلك هو من أعراض الوسواس القهري المعروفة (فكرة أنك ستجنين أو ستفقدين توازنك، أو رؤية صور ومشاهد جنسية تخص الأطفال، أو الرغبة في الصراخ ...إلخ) وأيضًا أعراض القلق المعروفة (مثل فكرة أن أحدهم سيدخل للغرفة ويلقي شيئا على الأرض تفاجئين أو أن يأتي أحدهم ليضربك كفا ...إلخ) ولكن صدقا لا داعي للقلق ما دمت ستسلكين طريق العلاج....
ونحن في انتظار متابعتنا بالتطورات الطيبة
ويتبع>>>>>>> : لا رهاب ولا وسواس ربما الاضطراب أعمق !