هل هو اكتئاب؟ وكيف أخبر عائلتي؟
السلام عليكم، أنا فتاة عمري 17 سنة مسلمة سعودية أدرس حالياً في المرحلة الثانوية ولله الحمد
أنا الفتاة الوحيدة بين 3 أخوة، أعيش معهم ومع أمي وأبي، وأملك قطة
علاقتي مع عائلتي جيدة جداً
أعاني من القولون العصبي، سابقاً قبل سنتان كنت أعاني من التهاب وحصى في المرارة لكني استئصلتها ولله الحمد
أعاني من حالات غريبة، وحسب معرفتي ببعض الأمراض من القراءة استنتجت أنها اكتئاب
لكن في الحقيقة لا أعلم هل هي اكتئاب أم لا..
لذا اليوم أقدم استشارتي وأرجو منكم إعطائي وصف لحالتي، وماهي بالضبط؟ وهل هي حقاً اكتئاب؟
الحالات هذه أدركتها خلال سنة.. لا أعلم إن كانت إصابتني قبلها لكن حالياً حسب علمي لنفسي أن هذه الحالات مستمرة لسنة، في البداية كنت أواجه حالات بكاء بلا سبب.. ضيق، تغير في المزاج بشكل غريب
صعوبة في التحدث حيث أشعر بثقل في اللسان، شعور بالنقص، شعور بكره لنفسي
غضب وعدم المقدرة على وصف المشاعر
هذه الحالات كانت عندما تأتيني أبقى لوحدي، وكنت أفضل هذا حيث أن لا أحد حولي لا من أصدقائي أو عائلتي يعلمون بالأمر
ماعدى أنهم يعلمون بتغير مزاجي الغريب
خلال الأربعة الأشهر الأخيرة هذه الحالات بدأت بالتزايد، الحالات أكتبها لكم بترتيب زمني حسب ظهورها
1- أستمر في النسيان بشكل كبير، أحاول بقدر الإمكان التذكر ولكني أنسى الأشياء المهمة حتى مع فقداني لتركيزي
2- كرهت نفسي بشكل كبير جداً! وكرهت نفسي أكثر للتفكير بهذا الأمر لأني عادة شخص يقدر نفسه ويحب نفسه
3- استمرت أشياء صغيرة جدا وتافهة جدا في مضايقتي بشكل كبير! كعدم استطاعتي على مقابلة صديقة لي وكعدم استطاعتي على أكل ما أريد
وعدم استطاعتي على إنجاز طبخة أريد طبخها، عدم اكتمال عائلتي بالجلوس على مائدة الطعام، عدم إيجاد شيء ما أتابعه على التلفاز، كل هذا كان يتكدس علي وبشكل حرفي كان قلبي يؤلمني مع أنني مُيقنة تماماً أن هذه أشياء تافهة لا معنى لحساسيتي تجاهها!
4- كسل شديد
5- نوبات بكاء بلا سبب، بكاء يستمر لساعتين أو ثلاث حتى الدوخة ثم أنام بعدها من التعب
6- أشعر بفراغ كبير حتى مع تنوع هواياتي ومواهبي والأشياء التي أستطيع فعلها
7- مرت أيام كنت لا آكل فيها حتى وإن أكلت فأنا أشعر أن لا طعم للأكل، ومرت أيام كنت آكل فيها بشكل كبير! لكن مع عدم تلذذي بالطعام في الحالتين كان الماء والطعام لا إحساس لهما بلساني وكلهما سواء في الطعم
8- أشعر بعدم السعادة حتى بين أقربائي الذين أحبهم بشكل كبير، أشعر بعدم السعادة حتى عند جلوسي مع عائلتي بشكل حميمي، مع العلم أني أقدس اللحظات العائلية ودائما ما تكون هي سبب سعادتي أكثر بكثير من بقائي مع أصدقائي المقربين
9- تمنيت الموت لأول مرة في حياتي.. وكان هذا الشيء مؤلماً لأني أعلم أن شعوري هذا شيء سيء لا يجب على مسلم أن يشعر به، بينما رب العزة والجلالة فوقنا فكيف أتمنى الموت؟ ولماذا أتمنى الموت؟ لم أكن أعلم لم أتمنى الموت
10- نوبات البكاء بدأت بالازدياد، في السابق أتتني النوبات 3 مرات ثم توقفت لشهر.. ولكنها عادت مع ضيق شديد ودقات قلب سريعة وصعوبة بالتنفس
ومع عودتها علموا أهلي ببكائي بلا سبب حيث لم يعلموا بنوباتي السابقة أبداً لأني كنت أبقى وحيدة
11- شعرت أن الأيام هي نفسها تدور وتدور، وأنه ليس هنالك نهاية، ليس هنالك سعادة، أنا كما أنا والعالم كما هو ولن يتغير أي شيء أبداً، مع أنني في السابق كنت أعلم أن لا شيء يبقى كما هو.. كل شيء يتغير، حتى وإن أمطرت السماء كل يوم فاليوم السابق ليس كما هو اليوم
ولكن كل كلامي وكل قوانيني الموضوعة لنفسي من قبلي تغيرت تماماً!
12- أصبحت لا أستطيع النوم، وإن حاولت النوم فأنا أتعرق بشكل كبير وأشعر بالحر، ولا أنام إلا إن أكملت 18 ساعة أو أكثر وأنا مستيقظة، ولكن إن نمت فأنا أنام بشكل متواصل وغريب بدون إحساس، وأستيقظ بعد نوم طويل لمدة 12 ساعة
وأظل أحلم بكوابيس غريبة وأحلام مزعجة وتضايقني بشكل كبير طوال الأيام
لذا.. بعد كتابتي للأعراض أملك أسئلة أريد منكم الإجابة عنها
ماهي حالتي؟
أهلي يعلمون بنوبات بكائي لكن لا أظن أبداً أنهم يشكون أنها اكتئاب.. أعتقد أنهم يظنون أنه مجرد ضيق، فكيف أخبرهم؟ أنا قلقة جداً تجاه هذا الأمر..
بقائي وحيدة في حالة شعرت بشيء من هذه الأعراض هل يضرني أكثر؟ مع العلم أني أكره حقاً الظهور أمام أحد بهذا الشكل..
أنا لا أريد أن أجعل أمي وأبي يقلقون.. ماذا أفعل؟ أمي أصبحت لا تنام جيداً بسببي
وشكراً لكم، أعتذر إن كنت قد تكلمت بشكل كثير.. لكنني قلقة لذا اعذروني
وفقكم الله وجزاكم الله خيراً
28/08/2014
ملحوظة : وصلنا قبلا من نفس الحساب : شذوذ أم فراغ عاطفي؟ بل فراغ معرفي!
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر لتأخري في الرد عليك، شفاك الله وعافاك بنيتي. وعيك بحالتك أكثر من رائع وصفت أعراض الاكتئاب بصورة مثالية، وعيك رغم معاناتك مؤشر لقدرتك على تجاوز اكتئابك بسرعة أعلى من غيرك إن شاء الله.
لابد أنك لاحظت أني وافقتك التشخيص لحالتك، نعم تعانين من الاكتئاب رغم سواء طريقة تفكيرك ولكن لابد أنك قرأت أن الاكتئاب ينتج عن أسباب بيولوجية أحيانا نتيجة نقص بعض العناصر الأساسية لعمل الدماغ ولعلاج هذه الحالة لا بد من الإسراع للطبيب النفسي ليصف لك الدواء المناسب.
لا تتأخري في إخبار والديك بحاجتك لزيارة الطبيب النفسي فالتأخير يزيد من تعقد الحالة ويمهد الطريق لمعاناتك من رفيق الاكتئاب وهو الوسواس الذي ترينه من سيطرة بعض الأفكار رغم اقتناعك بتفاهتها.
إدراك والديك لسبب معاناتك أسهل عليهما من الحيرة والقلق من مراقبة تقلب أحوالك. يرفض الأهل أحيانا فكرة المرض النفسي خوفا من أن يكونوا السبب في معاناة أولادهم -هما غير مسئولين في حالتك بارك الله فيهما -يمكنك إطلاعهما على نسخة من هذه الاستسشارة.
إن كان يصعب عليك الطلب مباشرة من والديك الذهاب إلى الطبيب النفسي يمكنك الذهاب إلى طبيب عام ووصف الحالة له وهو سيقوم بدلا عنك بإخبار والديك بحاجتك لطبيب نفساني.
واقرأ أيضا :
اكتئاب جسيم تحتاج إلى طبيب
ستكونين أنت كما تريدين بإذن الله
هل الجلسات الكهربائية مفيده لي؟
ويتبع >>>>>>>: شذوذ أم فراغ عاطفي ؟ بل فراغ معرفي ! م1