أبي سبب لي عقدا نفسية
أنا والدي إنسان طيب جدا في تعاملاته معنا كأسرة بشكل عام فهو دائما حريص علينا ولا يبخل علينا في العطاء المادي.. وهو ناجح جدا اجتماعيا كل الناس تحبه جدا وغالبا تعطيه الناس صورة مثالية كأب وزوج.. وذلك من صغر سني... وهذه هي الصورة العامة أو الغلاف الخارجي وحتى لا أُطيل المشكلة الخاصة بي هنا أنني منذ أن كنت صغيرة وأبي وأمي أيضا لم يشعراني بالحنان والعطف والأمان النفسي فكنت دائما أحلم أحلاما مخيفة ليلا وأستيقظ وأنا أبكي وأذكر اسم أمي رغم أن أمي إنسانة فاضلة جدا ولا أريد أن أذكر أمي أو أبي بسوء فيحاسبني الله.
المهم أننى عند سن 9سنوات لاحظت أن والدي بدأ يراقب تحركاتي بشكل دقيق جدا وبدأ ينظر لي نظرات ممتلئة بالشك والاتهام في كل تحركاتي فكنت طفلة تحب اللعب جدا ذكية مما أشعرني بأنني إنسانة مذنبة خاطئة باستمرار وكان كثيرا ما ينظر لي باحتقار عندما أتحدث إليه ومرت أيام وسنين وأبي يزداد في هذه المعاملة السيئة والتفرقة بيني وبين إخوتي فأصابتني كثير من حالات الاكتئاب النفسي
وبدأت نظرات أبي الغريبة لي تتطور حيث بدأ ينظر إلى مناطق مخجلة من جسمي بشكل واضح وبدون حياء وعندما كبرت في الثانوي أصبحت لا أستطيع أن أجلس أمامه أو أن آكل معه وأمامه من وطأة المعاناة النفسية التي أشعر بها وكنت أحاول كثيرا أن أواجهه وأساله لمَ تنظر لي هكذا وعندما كبرت ونضجت أدركت أن أبي ينظر لي بشهوة وعلمت أنه من المحرمات نظر الأب لابنته بشهوة وأن هذا ليس فقط يشوهني نفسيا ويحطمني ويفقدني ثقتي بنفسي وبالناس من حولي ولكنه أيضا حرام شرعا.
وكنت عندما أواجهه بهذا يصرخ في وجهي ويشتمني ويتهمني بأنني ابنه قليلة الأدب وعاقة وتغضب علي أمي لغضب أبي دون أن تستوعب سببا للغضب.. شعرت بضغط نفسي رهيب وتأخرت في دراستي الجامعية وبدأت أعاني من الصداع النصفي والفوبيا الشديدة والقلق والتوتر من انتقادات أمي وإخوتي لي في المواقف المختلفة حيث لا أستطيع تناول الطعام وهو يأكل معنا لا أستطيع أن ألبس لبسا مجسما أو أسرح شعري وأفرح بنفسي مثل أختي التي تكبرني بــ 3 سنوات تقريبا والتي كان كل الاهتمام منصبا عليها دائما ولكنها كانت ومازالت طيبة جدا وحنونة معنا جميعا فأنا اعترف أن مميزاتها كانت دائما بارزة..
بالمناسبة قد أكون أجمل من أختي في الشكل وأكثر حساسية ولي أخ أصغر مني بسنة ونصف وأخ أصغر مني ب6سنوات والذي أعتقد أنه قد عانى الكثير من فقدان الحب والعطف والرعاية من قبل أمي وأبي لا لشيء سوى أنهم جهلاء بتربية الأبناء..
المهم أن المشكلة قائمة وتزداد في نظرات أبي وتعاملاته معي.. حتى أنني تأتي علي أوقات أشعر فيها أنني أكره نفسي كرها شديدا حتى أنني لا أستطيع أن أقاوم كراهيتي للناس أجمعين وبدون سبب ولا أستطيع أن أقاوم مشاعري العدوانية لهم حتى من كنت أحبهم
حتى أنني بدأت أشعر أنني امرأة كبيرة 70 سنة ولولا أنني فتاة متدينة ومستعينة بالله لما استطعت أن أصلح نفسي مع نفسي ومع الناس.. وكم كثيرا دعوت الله أن يصلح حال أبي وأن يشفيه من مرضه بعد أن تأكدت أنه يستمتع في أغلب الأحيان بحالي هذا فهو سادى مريض عافاه الله وإيانا..
آسفة جدا جدا للإطالة ولكن الوضع مستمر ويزداد سوءاً بداخلي وتعقيدا تجاه أبي وتجاه الجنس الآخر..
أريد أن أنجو بنفسي وأتخلص من هذه المشكلة التي هي سبب فشلي وتعاستي في الحياة.
1/5/2004
رد المستشار
الابنة الكريمة: رسالتك أصابتني بالهلع وأشعرتني أننا قد نكون بشكل أو بآخر سببا فيما تعانينه؛ فهل عرضنا لمشاكل التحرش وخصوصا من المحارم يمكن أن يكون سببا لأن تتوهم كل فتاة أن قبلة والدها أو ضمة عمها أو نظرات خالها تحمل إيحاءات ومعاني جنسية؟!!!!
وما دفعني في الواقع لهذا القول هو أنك لم تذكري إلا أن والدك المحترم جدا اجتماعيا والذي لا يبخل عليكم بالعطاء المادي والحريص عليكم كأسرة، هذا الأب في نظرك إنسان لا يتورع أن ينظر لابنته نظرات تحمل شهوانية وكل ما تأخذينه عليه هو نظراته إليك،
ويلاحظ من قصتك أن عتابك له لا يجد له من حولك مبررا (والدتك وإخوتك) والجميع يتهمك بأنك تتصورين غير الحقيقة وتظلمين والدك، ولذلك يا بنيتي أرجوك أن تعيدي النظر في حكمك على والدك، ولا يمنعك هذا من الحذر والحيطة وذلك بتجنب ارتداء الملابس المثيرة والعارية وخصوصا في بيت به إخوة شباب.
راجعي جيدا نظرتك لوالدك فلا يجب أن نعتبر كل نظرة وكل قبلة وكل ضمة من الأب نذير شهوة جنسية،
ومن الخطأ أن نتصور أن فطرة كل من حولنا قد انحرفت بهذه الدرجة البشعة، فعاطفة الأبوة والأمومة قد تدفع بالوالدين للتعبير عنها بصورة قد يبدو فيها بعض المبالغة، ولكنها في النهاية تعبيرات بريئة عن مشاعر سامية إلا في بعض الأحوال التي تنحرف فيها الفطرة عن جادة السواء، والمهم أنك يجب أن تحاولي الاقتراب من والدك،
فإذا وجدت أن شكك ما زال مستمرا فقد تحتاجين للعرض على الأخصائي النفسي.
ويضيف أ.د. وائل أبو هندي، الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة حول ما تشتكين منه بعد ما بينته لك الأخت المستشارة د.سحر طلعت، غير أن أحيلك إلى ما ناقشناه من قبل على صفحتنا استشارات مجانين فانقري العناوين التالية:
احتضان الأطفال هل يثيرهم جنسيا م
تحرشات جنسية ؟؟؟ ! ! كيف ؟
تحرشات جنسية كيف ؟ م1
عمك الآن خطر ، فليتصرف الكبار
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك، وشاركينا بآرائك.