تفكير عميق أكثر من المطلوب.. وقلق على حالتي الاجتماعية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد انتظرت أكثر من أسبوع لفتح باب إرسال الاستشارات، وثقت بهذا الموقع أن يكون هناك عقل أفضل من الأغلبية السائدة في المجتمع،
أحب الطب النفسي والتفسيرات النفسية دائماً.. حيث أثق أنها أفضل شيء وفيها مفاتيح حلول الكثير من الأشياء
عموماً.. آسف على المقدمة الطويلة
استشارتي هي.. أنا شخص معتدل اجتماعياً أختار أصدقائي بشكل معتدل ولا أحب أن أصادق الكل
هذه الأيام بدأ قلق عجيب عجيب يسود علي
أرى أصدقائي بعد أن كانوا في تآلف أصبحوا الآن يختلفون في أسخف التفاصيل
وبدأت أحس نفسي الشيء المسبب لهذا.. لدرجة صديقي المقرب اتهمني بأني قد أدخلت أفكار خاطئة في عقل صديقنا الآخر
أمر بحالات لا يمكنني تسميتها بالـ"كآبة" ولكنها.. عندما أتعرض لمشكلة أقول لنفسي "أستحق ما حصل لي".. حيث بدأت بتقبل كل شيء قاسي وبدأت بدفنه في أعماق نفسي بصمت.. أخاف أحياناً من فقدي لأحد أصدقائي ثم أعود للقول "أستحق كل شيء سيء" وأبتسم.. تركت قسماً من أصدقائي حيث قد أحسست باللامبالاة تجاههم وأهملتهم خوفاً عليهم "مني"..
هناك مقولة مشهورة في علم النفس.. إذا قلت "أنا كئيب".. "أنا كئيب".. صأصبح كئيباً حتى لو لم أكن.. بسبب هذه المقولة أنا أخاف أن أحزن.. أخاف أن أحس بالظلم.. أخاف أن يكون لدي مشاعر خوفاً من أن تدمرني يوماً ما
أصبحت كائن بارد لا يهتم حتى إذا أصابته مصيبة
وهذه الفقرة هي الأكبر في كلامي....
ليس هنالك شيء معين ممكن أن أطلب المساعدة فيه.. لكن أتمنى أن هناك عقل بشري من الممكن أن يقدم لي النصيحة.. أو يحاول نقاشي.
وشكراً مقدماً.
11/09/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالسعادة في العراق الحبيب.
أعوام المراهقة بحد ذاتها حرجة ومشحونة بالأزمات النفسية والاجتماعية والعائلية. يحاول الإنسان فيها حسم معنى وجوده أولاً وبالتالي الاقتناع بقابليته على الكفاح متمتعاً بحريته وملتزماً بالمسؤولية. كذلك يسعى الإنسان إلى تكوين شبكة اجتماعية يقتنع بها وقادرة على تلبية احتياجاته الفكرية والعاطفية.
حرية التعبير عن الرأي مشروعة واتهام صديقك المقرب لك بإدخالك أفكار خاطئة في ذهن صديق آخر غير صحيح. يمكن أن تنظر لهذا الاتهام من زاوية أخرى وهو أنك وصلت مرحلة يستمع فيها الآخرون إلى آرائك وإن اقتنع بها البعض فلا حرج عليك ولهم أيضاً مطلق الحرية في قبول أو نبذ أفكارك.
نوبات تعسر المزاج وعدم الشعور بالسعادة ليست مرضية إن لم تصاحبها أعراض أخرى مثل اضطراب النوم والشهية وضعف التركيز والتفكير في الانتحار وغيرها. لا تحتوي رسالتك على إشارة لمثل هذه الأعراض.
شعورك بالذنب وتأنيب الضمير قد تعكس حالة وجدانية اكتئابية ومرضية ولكنه أيضاً يعكس قوة الضمير الداخلي وربما له علاقة ربما بتربيتك العائلية والقيم التي نشأت عليها. لكن ما هو واضح في هذه الفقرة من رسالتك هو خوفك من العزلة مع تقلص شبكتك الاجتماعية القديمة والتي هي بدورها قد فقدت قابليتها على سد احتياجاتك الشخصية في هذه المرحلة.
أما مقولة أنا كئيب وبعدها ستصبح كئيباً فهي لا تستند إلى أدلة علمية وعليك بنبذها. بدلاً من ذلك يجب أن تمضي قدماً في مواجهة تحديات الحياة وتطوير نفسك والبحث عن شبكة اجتماعية جديدة.
التوصيات:
1 - إن كنت تعاني من أعراض نفسية أخرى فعليك بإعلام الموقع ولذلك لا يمكن أن أنفي تماماً احتمال وجود حالة وجدانية اكتئابية.
2 - لم أتطرق إلى الظروف البيئية في العراق التي ربما لها علاقة بتفكك شبكتك الاجتماعية القديمة ولذلك لم أعلق عليها.
3 - امضي قدماً في تطوير نفسك في كافة المجالات ومن الله التوفيق.
واقرأ أيضا:
قلق ووسواس واكتئاب
ضربة الرأس هي السبب أم هو الاكتئاب
وسواس أم اكتئاب أم الاثنين معا ؟
ويتبع>>>>>>>>>>>: أنا اجتماعي معتدل ولا أصادق الكل م