علاقتي مع الله تعالى
السلام عليكم .. أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة أنا طالبة جامعية .. ومن عائلة محافظة جدا وملتزمة .. لقد كانت علاقتي مع الله جميله جدا .. فأنا أشعر بالأمان عندما أذكر اسم الله .. وأخافه جدا جدا، وملتزمه في صلاتي وقراءة القرآن ومحجبة والحمد لله .. والله ربي لم يتركني أبدا أبدا في حياتي كلها كان معي وبجانبي ويختار لي الأحسن والأفضل وكنت عندما أدعوه يستجيب لي ولو حتى بعد وقت ..
ولكن مشكلتي بدأت عندما لفت انتباهي بعض المواقع التي تخص الملحدين. فدفعني فضولي لأدخل وأعرف من هم الملحدون لأني لم أكن أعرف من هم لأني لم أكن أتصور أنه يوجد في عصرنا هذا بعض البشر الذين لن يؤمنوا بالله فلم يكن عقلي يتصور هكذا أمر ..
فدخلت إلى هذه المواقع وأصابني الذهول فبدأت أدافع عن ديني وعن الله وأشتم الملحدين وأخرج من هذه الصفحات وهكذا تمر الأيام وأقوم بنفس العمل وأستغفر الله وأحمده بنفس الوقت على نعمة الهدايه .. وفي يوم تناقشت مع ملحدة عن الله وهي تقدم الأدلة على صحة كلامها وأنا أقدم أدلتي على صحة كلامي ووجود الله وفضله علينا ولكن هي في قلبها مرض لم تقتنع وبعدها أنا تركت النقاش معاها لأنه متعب وبلحظة واحدة أحسست أني دخلت في الإثم لأنها كانت كالشيطان الذي يوسوس في صدور البشر أحسست أنها وسوست لي، وبدأ قلبي يشك ويحاول يصدق كلامها وبعدها بدأت بالندم وفي كل صلاه أسأل الله يبعد عني الوساس
وإلى الآن أنا أصلي وأخاف الله وأبكي وأدعوه وهو يستجيب لي ولكن الوساس معي لايفارقني هو أن الشيطان يقول لي كلام عن الله تعالى وأنا أحاول أبعده لكن لا .. تعبت أريد أن أتخلص من هذا الشيطان الذي في داخلي .. وهل ربي سوف يغضب علي ويقول لي أعطيتك كل هذه النعم والهدايه وأنت الآن تشككين في خلقي ...أستغفر الله أريد أن أرتاح أريد أن أرجع علاقتي مع ربي مثلما كانت، لكن الوساوس لا تفارقني وأخاف أن ينزل الله غضبه علي لأني أستسلم لوساوس الشيطان ..مع العلم أني أشعر أن الله يحبني جدا ..
أفيديوني جزاكم الله .. آسفة على الإطالة
17/9/2014
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله يا "مينا" ..
ما حصل معك حصل مع كثيرين قبلك، واحمدي الله أنك ما زلت ثابتة على الإيمان، ولم يكن لتأثير ذلك الجدال عليك إلا وسواس لا تؤاخذين عليه عند رب العالمين...
جدال الكفرة والملحدين ليس بالأمر الهين، ولا يكفي فيه العاطفة الدينية، فلابد من تسلح بالعلم الشرعي وأهمه علم العقيدة، والتمكن منه مع دراسة الشبهات التي يتم طرحها والرد عليها، فغالب الشبهات صيغت بمكر بالغ، فلا يستطيع الرد عليها إلا العلماء، وأما العوام فكثير منهم يقع في شباكها بدل أن يخرج غيره منها.
الأمر الثاني الذي يجب التسلح به: هو كثرة الذكر والعبادة والاستعانة بالله، فالكفر ظلمة، إن لم تقابل بنور التوحيد والذكر، فستدخل القلب ولا ريب.
الأمر الثالث: إخلاص النية لله تعالى، بجدال هؤلاء رحمة بهم، وخشية عليهم من النار، لا طلبًا للغلبة، أو إفراغ الغل.
وبدون هذه الأمور الثلاثة يكون الجدال مخاضًا كدرًا غير مأمون العواقب على الطرفين، فلعل حجة واهية تزيد من قناعة الكافر بصحة منهجه، وتبعده عن سماع الحق بعد ذلك.
وقد قال الإمام مالك رحمه الله تعالى: (لا تمكن زائغ القلب من أذنيك لا تدري ما يعلقك من ذلك).
ومع هذا، المأمول من كرم الله، أن يتقبل نيتك الصالحة، ويثيبك عليها.
المهم يا بنيتي، ليس فيما يجري في عقلك وقلبك من وساوس أية قيمة، وليس عليها مؤاخذه، إنما هي مجرد غبار علق في قلبك من تلك الملحدة، فاستغله الشيطان ونفخ فيه، وتحول إلى فكرة وسواسية تقلقك، ربما لاستعداد لديك لهذا.
وأيًا كان السبب فلا مؤاخذة عليك، بدليل ما رواه البخاري ومسلم: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « يأتي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا، مَنْ خَلَقَ كَذَا، حَتَّى يَقُولَ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَلْيَنْتَهِ» [البخاري: بدء الخلق/باب صفة إبليس وجنوده، مسلم: الإيمان/باب بيان الوسوسة في الإيمان] فقد أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم فقط بالاستعاذة وعدم الاسترسال مع الفكرة، ولم يأمرهم بتوبة ولا استغفار.
بل أكثر من ذلك، هذه الوساوس إذ تستنكرينها تدل على صدق إيمانك ونقائه، ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: ((جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ: «وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟». قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: «ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ»)). [مسلم: الإيمان/باب بيان الوسوسة في الإيمان].
حاصله: لا تهتمي لهذه الأفكار والشكوك، ولا تقلقي منها، فليست منك ولا تدل على اعتقادك، إنما هي مجرد وسواس قهري، وأفكار يلقيها الشيطان ولا علاقة لنا بهذا الخبيث...
تابعي حياتك بارتياح، وعودي لأشغالك وبناء نفسك ولا تذهبي قوتك في مقاومة هذا الوساوس، وكلما هجمت على ذهنك انشغلي عنها بأمر آخر.
أعاذك الله من كل شر، وشفاك من كل داء
واقرئي أيضا:
فرط الخوف من الذنب يضيع فضل الاستغفار
وسواسي... هل يدخلني جهنم ؟
وساوس دينية من بعد الالتزام
التعليق: السلام عليكم. ....
أشكركم جزيل الشكر ...لو تعلمون كم أسعدتني إجابتكم ورسمت الفرحه على وجهي ..
بارككم الله ...